تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دعوهم يجعلوا الخرطوم عاصمتهم؛ و لنبدأ في بناء رومبيك عاصمةً لنا!!!. بقلم ذيو بول شبيت

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
29/11/2005 2:04 ص

بقلم/ ذيو بول شبيت.

جاء على لسان رئيس جهاز أمن و إستخبارات الجبهة الإسلامية د. نافع علي نافع أن الخرطوم (كانت) و ستظل عاصمةً للثقافة العربية و دولة شمال السودان العربية الإسلامية!!! و بأمانة، لأ أظن أن الخرطوم كانت في أي يومٍ من الأيام عاصمةً لكل السودان، و لأ أظن أن الحركة الشعبية لتحرير السودان و الجنوبيين، أو حتى مناضلي دارفور أو ثوار جبهة الشرق قد فكروا يوماً في مجرد أن الخرطوم كانت، أو إنها ستصبح عاصمة تمثلهم – إلا فلماذا أعلونها عاصمة للثقافة العربية؟ إذا كانت الخرطوم عاصمة كل السودانيين، فلماذا لأ نجد في إحدى متاحفها (الككر) الذي كان يجلس عليها عظماء مملكة الفونج؟ لماذا لأ نجد واحدة من ميادينها و (ساحاتها و مكتباتها الخضراء) قد سُميت بإسم الملك العظيم بعانخي؟ لماذا لأ نجد بين شوارعها شارعٍ إسمها شارع كوش؟ صدقت يا نافع علي نافع، فهذه المدينة عاصمة دولتكم العنصرية، التي ظل فيها كل من أتى من الجنوب و دارفور و همشكوريب لأجئاً فيها ليس إلا!!!
أن مثل هذه التصريحات الإنفصالية و العنصرية من قبل كوادر الجبهة الإسلامية لأ تمثل فقط وجهة نظر حزب الجبهة الإسلامية، بل تُعبر في الواقع عن ما إتفق عليها سكان الشمال منذ إستقلال السودان قبل خمسين سنة! فكل الحكومات الشمالية (العسكرية و الشبه مدنية) التي مرت على حكم البلاد منذ الإستقلال قد عملت على تمكين هذه السباسة و التي كانت، و ما زالت تهدف إلى تهميش شعبنا (المحرر) في الجنوب و الغرب و الشرق و إقصائهم من الحكم و الثروة التي تتمتع بها أبناء العاصمة من المتأسلمين و المستعربين! و الفرق بين تلك الحكومات و حكومة الجبهة الأسلامية هو أن الأخيرة كانت أشجعهم على الإطلاق، فأعلنت عن السياسة (المخفية) من دون خوف على رد فعل أبناء الأقاليم المهمشة! أو ربما لأنهم تأكدوا من أنه لأ رجعة من أهداف التحرر و الإستقلال لتلك الأجزاء من السودان.
و إذا كان الشماليين صادقين في شيئ، فإنهم صادقين في أننا لن نتراجع شبراً عن أهداف ثورتنا المتمثلة في الإستقلال التام عن الخرطوم، و أنهم صادقين أيضاً في إننا لم و لن نقبل الخرطوم عاصمة للسودان طالما إنها عاصمة للثقافة العربية كما يزعمون، و ذلك لإننا لسنا عرباً بل نحن سودانيين، و السودان دولة تقع في إفريقيا و قد جاء إليها ( أشباه العرب) فقبلناهم كإخوة ضاقت بهم الظروق قي جزيرتهم و أعطيناهم جزءٌ من وطننا. و حتى تلك الجزء (التي أعطيناهم)، فقد يأتي يوماً نستردها و نرجعها لمالكيها الأصليين.
يمكننا أن نرى تمسك الجبهة الإسلامية بالخرطوم كعاصمة للشمال كمؤشر إيجابي و نتعامل معها بإيجابية أكثر؛ ذلك أن تمسكهم بالخرطوم عاصمة لهم تعطينا الفرصة في أن نفكر بجدية أكثر في بناء عاصمة لنا – ليس في سبيل منافسة الدولة العربية في الشمال، بل لأن ذلك جزءٌ أساسي في بناء السودان الجديد! فلنبداء اليوم قبل غدٍ في بناء رومبيك الذي يتوسط أقاليم أعالي النيل و النيل الأزرق والإستوائية و جبال النوبة و بحر الغزال؛ و لنرفع فيه علم السودان الجديد الذي يمثلنا (بحق و حقيقة) و نحيه بالنشيد الوطني الجديد ممثلاً لشعوب السودان الجديد؛ فالجبهة الإسلامية قد إعترفت بنا (كشعب و دولة) بإعلانها عاصمتها قبل إنقضاء الفترة الإنتقالية.
أن إعلان الجبهة الإسلامية عن خطتها الإقتصادية و (ثلاثية) أستثمارها خلال الفترة القادمة، بل و إعلانها عن عاصمة الشمال في هذا الوقت بالذات، تعتبر مؤشراً إيجابياً على طريق عدم إضاعة ستة سنوات (إنتقالية)، و قد تمثل هذه الخطوة – من جانب الجبهة الإسلامية (التي تمثل الشماليين) – مدى تفهمها و قبولها لرأي و رغبة غالبية سكان السودان الجديد في الإستقلال عن دولة الشمال الدينية و العرقية. و أظننا سنظل جارتين – ربما نحمل إسم السودان، فقط نحن سودان جديد و هم سودان قديم؛ و حتى إذا إختلفت مبادئ العلاقات بيننا هذه المرة، فسنظل نحفظ لهم جميلهم بتعليمنا اللغة العربية قسراً، و سنتواصل بها معهم على الأقل لمعرفة نوايا و تحركات إستخباراتهم تجاه الدولة المستقلة حديثاً.
فلتكشف الجبهة الإسلامية المزيد من خططها، و تساعدنا بذلك على العمل مبكراً لترتيب بيتنا الذي هدمته طائراتهم و مدافعهم و دباباتهم. و لنستفيد من خطط الجبهة الإسلامية و ننظر إليها بإيجابية، فأحياناً أنها تفيدنا في التخطيط و كسب الوقت لبناء السودان الجديد بدلاً من إضاعة الوقت في ما تسمى بجازبية الوحدة و ما شابه ذلك من مصطلحات السودان القديم التي عفى عنها الزمن!
عاشت الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان... و عاشت السودان الجديد حراً مستقلاً.... سودان جديد وييييي!


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved