ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
فى خباء الصحراء المتشحة بلون الغروب وقفت تنادى على صومعته بقلب مضطرم بالعشق والرياح الباردة الجافة تُرعِشُ اوصالها وتبعث بشعرها إلى أسفار بعيدة
العاشقة : خُفقُ القلبِ بالوجد قد شدا فصبرى كليلُُ إذا ما الحب قد بدا وأخشى عليه إذا مانمت ليلتى سرى بروحى إلى الأفلاك صاعدا فلا بالتلاقى فزت بالوصل برهة ولا بإشتياقى نلت منك الموعدا الراهب : أما هواكِ فلست آبه إنما أخشى على نفسى وعيدا موعدا نسىَ الأنام يوم ينفخ فى لظى وتهافتوا فى جنة الدنيا سدى العاشقة : ماكان صبر الناس فى الدنيا سدى خمر معتقة وناى ومنتدى الراهب : وإنِ التَّرهْبُنُ قد أصابَ خليقة ؟ العاشقة : فمن الخطوب ورب جور قد بدا فلكم مِفِر من سواد مصيره بحثا عن الغيب المعلَّق فى المدى فكسا عظام البؤسَ حلة راهب ومن التَّعفف خاط ثوبا وارتدى والنفس داخله تَئِنُّ وتصطلى والشوق عربد فى الجوانح عَرْبَدا كالبحر ينشر فى اليباب ثيابه ويعود عُريانا وحيدا مزبدا لا أسكنتْ أحشاءَه سكنةُ المدى ولا نال من قبس الفيافى مُهْتَدَى مترنح مابين جيئته وبين ذهابه متلاطم متصارع دون الرََّدى فاقبل حبيبى إن صدرى ماثل إن تلقه الآن فقد يفنى غدا فإذا دنوت وذقت طعم نضارتى فاضرب لآهات التلاقى موعدا وإن استويتَ على عرشك فى دمى فأنت المليكُ فعش بعرشك سيدا نهدى الحياة بخصبها وبمائها شفتى الضياء شاع توردا فأملأ شفاهك من شفاهى واستقى ليس خير من شفاهى موردا وأسرع حبيبى فالحياة سحابة وكم من سنين العمر قد ضاعت سُدى فلمَ التَّرهبن زاهدا متعبدا أو ليس خيرا أن تحب وتعبدا الراهب: ومالوعة الإنسان إلا حياته وماكُربة الأموات إلا ما مضى يشقى المقيم بما يضج سباته ضرب الهموم وجل خطب من قضا فإذا توارت فى التراب رفاته كشف النكير عما توارى وانقضى لن يوقف الإنسان كفَّ رُمَاتِهِ فعليه أن يمضى حليما مقرضا وإذا تبدت للسَّعادة شرفة فلينأى عنها هاربا أو معرضا
العاشقة : أولم تشاهد زهرة مشتاقة تهفو ونجما مومضا والليل أسكر بالعذارى عاشقا وبنى الربيع من الأزاهر معرضا الراهب : إنى زهدت عن السعادة والهوى وأعرضت عن نظر المفاتن مغمضا فلا النهد يحى بالنضار مدافنى أو تعطنى قبلاتك الحرَّى الرِّضا العاشقة : ماقال ربى أن نعيشَ كفافة والطير يشدو والخلائق تنعمُ ولقد خُلِقْنَا نطفة من آدم نفس معذبة وروح تغرمُ فأقبل..ولا تنس نصيبك فى الهوى فالروح عاشقة وربك يعلمُ الراهب : رحماك يابنة آدم أغويتنى ومن الجنان فرَّ جدك آدمُ فادنى إلى ببعض قبلات الهوى الآن هاتيها فعلىَّ أحلُمُ