تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

طيور الظلام .......... بقلم وليد حسين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
27/11/2005 11:30 م



تقول كتب التاريخ .. أنه بعد أن فتح المسلمون مصر في عام 20 هجرية .. بعث عمرو بن العاص القائد عقبة بن نافع إلى بلاد النوبة .. ولكن المسلمين لقوا من أهلها قتالاً شديداً .. ولما تولى عبد الله بن سعد أمور مصر صالحهم على غير الجزية .. وكانت غزواته قد وصلت إلى دنقلا عام 31 هجرية.
وبنهاية الدولة الأموية كان بأرض النوبة مملكتان مسيحيتان: مملكة "المقرة" ومملكة " علوة " .. وقد قامت بعض العناصر البشرية التي تعيش بين النيل والبحر الأحمر ـ في المنطقة جنوب النوبة ـ ببعض الغزوات على صعيد مصر .. مما جعل الخليفة العباسي المتوكل يقوم بإرسال حملة لتأديبهم .. فانتصر عليهم في حرب البجة عام 241 هجرية، وفرض على ملكهم دفع الجزية .. ومنذ هذا التاريخ تكاثر عدد العرب المسلمين في هذه المنطقة.
ولما جاء عصر المماليك قاموا بحماية الساحل الإفريقي للبحر الأحمر ضد الصليبيين .. كما أرسل الظاهر بيبرس حملة استولت على "سواكن" فلم يعجب ذلك ملك " المقرة " المسيحي فهاجم حدود مصر الجنوبية .. مما اضطر الظاهر بيبرس الاستيلاء على مملكتهم وضمّها إلى السلطنة المملوكية .. فأعلن ملك النوبة إسلامه في عام 823 هجرية .. وتساقطت المملكات المسيحية وانتشر الإسلام في النوبة .. وواصل الإسلام مسيرته إلى كردفان وقامت ممالك إسلامية في السودان .. ونشطت الدعوة الإسلامية، وتسابق العلماء إلى السودان لنشر هدايات الدين الإسلامي الحنيف وصارت السودان دولة عربية إسلامية.
كان لابد من هذا المدخل لنعرف أصول دخول الدين الاسلامى لنا في السودان ثم كانت الحكومات تأتى وتذهب إلى أن جاء فجر 30/6/1989م هذا اليوم المشئوم الذي جاء فيه مماليك جدد وغزاة جدد بعهد جديد استخدموا الدين فيه للأغراض السياسية ... بدا العهد الشمولي الدكتاتوري واتسم بكل ماهو غير مألوف للشعب السوداني , فكان أول تجربة للشعب مع هذا النظام إعدام ظباط من كفاءات القوات المسلحة في شهر حرام فيما عرف بحركة ال28 رمضان, ثم توالة النكبات ولكي يسيطر أهل الإنقاذ على الحكم بدوا في السيطرة على كل المؤسسات الحكومية والمدنية وقطاعات النقابات والطلاب وأحالت كل من لا يوالى النظام لما عرف بالصالح العام ..وتم تصفية الجيش من القادة الأكفاء ليس لشى إلا لأنهم لا يوالون الانقاذيون وكل ذلك لتمرير ما عرف بي المشروع الحضاري الاسلامى ,واخذ السودان يسير إلى الانهيار في كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبدأت بوار للصراع في الظهور شرقا وغربا مع استعار حرب الجنوب التي أضاف إليها الانقاذيون مسحة دينية برفع شعار الجهاد والاستشهاد والحور العين في حرب سياسية بحته مما أدى إلى اشتعالها فأخذت خيرة شباب السودان المغرر بهم في طريقها ..!!!؟؟؟ إما في الغرب فكان أول تمرد في أوائل التسعينات بقيادة بولاد الذي انشق منهم فقمع بقوة وبطش وكل الذين اشتركوا في هذا التمرد ..ثم كانت الالتفاته إلى الطلاب الذين أصبحوا حجر عثرة للطغمه الحاكمة بتظاهراتهم واحتجاجاتهم المستمرة على الوضع المزري الذي وصل إليه الحال في البلاد فكان أن جمدت الاتحادات وسيطر طلابهم على الباقي المتبقي منها بدون شرعية , وبدأت حملات الاعتقالات والتصفيات الجسدية و الفصل التعسفي الذي عرف بالسياسي مع العلم انه لا يوجد مسمى بهذا الشكل في وزارة التربية والتعليم ...!! ثم استفحل الفساد حتى أصبح المال العام في السودان مستباح لكل من هب ودب من أمثال (صقر قريش ) السوري الجنسية الذي نهب المال العام وحكم عليه بالسجن وهرب من السجن المركزي ( كوبر) في قلب الخرطوم ..!!! والأمثال كثيرة ... ثم بدا المجتمع الدولي بالنظر في الضغط على الشديد على الحكومة السودانية للقبول والخضوع بعد إن انشقت الحركة الإسلامية في السودان وبدأت في التخبط فكان قبول الفريق الحاكم منهم بالحلول الخارجية وتمت ( نيفاشا) التي أوقفت حمام الدم ولكن بظلم أهل السودان ...فاشتعل التمرد مرت أخرى في الغرب وأصبحت أزمة عالمية مدوله للانتهاكات العلنية هذه المرة من قبل الانقاذيون وتأليب القبائل التي عاشت من الاذل في سلام اجتماعي معقول في غرب السودان ... والشرق يغلى ويشكل خطرا أخر قابل للاشتعال في اى لحظة .. وأصبح السودان مهيأ للتقسيم إلى كيمونات صغيره .. بعد أن وصل الحال بأهل الحكم في السودان إلى هذه المرحلة بداء التخبط في ألمؤسسه الحاكمة والحزب الحاكم وفلت العيار من القيادات فأصبح الكوادر يفعلون مايرون انه في مصلحة التنظيم بدون اى رقيب أو حسيب فالمصلحة العامة للحركة أهم من كل شي ...!!!
نعود إلى طيور الظلام كانت البدايات بظهور جماعات بأسماء مختلفة وأيدلوجيات مختلفة ولكن كان الكل يلبس ثوب الدين لتمرير مختطاته وأهدافه الغير معلنه ..فكانت الهجرة والتكفير تصدر البيانات بتكفير العلماء والأدباء والشعراء من صفوت المجتمع السوداني .. ثم الإفتاء الشهيرة بتكفير طلاب الجبهة الديموقراطية في الجامعات ثم تكفير كل من ينتسب إلى الشريك الحركة الشعبية من المسلمين ثم أخيرا منابر الراى الحر في الانترنت وتصدر الإفتاء تلو الإفتاء بتكفير فلان وعلان من جماعات مختلفة وذلك لأنه صاحب فكر وقضية ويخالف المنهج الذي يتبع في الحكم ولتطرقه إلى اى مقوله عن الدين الذي أصبح لا يسمح حتى بالتفكر فيه... ونظرا لوجود فوبيا تسمى القاعدة ترهب الجميع في اى مكان أصبح من السهل أن تمرر اى تهديدات بمسميات ذات صله بهذه ألمجموعه الإرهابية ... ولكن لعبة تسييس الدين لقضاء الحوائج هي أقذر الألعاب التي ابتدعها النظام الحاكم في السودان منذ بداياته والى ألان ..أصبح الدين يسيس حسب المصلحة المراد نفاذها وان كان هذا التسييس يمس أهم ما يؤمن به الإنسان معتقداته التي تجعله ايجابيا بترويضه من اللهث وراء الأطماع البشرية .. ولكن النهج المتبع ( الغاية تبرر الوسيلة ) ..سودانيل كانت وستظل منبرا حرا للراى يكتب فيه الشرفاء والأحرار من أبناء السودان وشخصي الضعيف الذي استهدف ومررت هذه التهديدات عن طريقي لمن أكن المقصود بها أنا فقط ولكن هي رسالة للجميع القصد منها معروف ...إما أنا فحتا عندما كتبت عن الدين فانا لم اقصد الجوهر ولكن الشوائب التي لحقت بالدين نتيجة لاستخدامه في السياسة فالجوهر صافى من كل شائبة ولكن تسييسه للأغراض السياسية هذا ما نرفضة تماما" وسيظل النضال مستمرا حتى ينجلي الظلام وطيوره ويصبح علينا يوم جديد بدون إن نخشى إن نعبر عن آرائنا ...
في الختام التحية لكل المناضلين والشرفاء وكل من كتب حرفا مندد بما حدث والكل يعلم لماذا حدث..!!!!!!

وليد حسين
كاتب سودانى
28/11/2005م


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved