ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
دون ان تدري حركة تحرير السودان
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 27/11/2005 11:15 م
دون ان تدري حركة تحرير السودان "بشقيها" تضع نفسها فى مواجهة واشنطن كتب : ياسر المساعد دخلت حركة تحرير السودان بطريقة غير مباشرة ودون ان تدري فى مواجهة غير متكافأة مع الولايات المتحدة الامريكية عقب فشل الاخيرة فى احتواء الخلاف داخلها ، ومعلوم ان الحركة تعيش منذ مدة ليست بالقصيرة خلافات وصفت بانها قبيلية بين رئيس الحركة عبد الواحد محمد نور ومنى اركوى الذى نصب نفسه هو الاخر عن طريق مؤتمر دعمته جهات اجنبية رئيسا للحركة، وهذه الخلافات تزيد تفاقم ازمة المفاوضات التى تجريها الحكومة مع الحركات المسلحة بكافة مسمياتها وصولا لتحقيق السلام الشامل وانهاء ماسأة مواطنى المنطقة الذين وضعتهم الظروف بين سندان التدهور الامنى ومطرقة التدخل الخارجى بكل جوانبه السالبة . وعلى الرغم من ان الاهتمام الاعلامى انصب على اللقاء الذى تم بين الغريمين فى الفترة الماضية برعاية امريكية وحماية " حكومية " وفشل مسؤولة الخارجية الامريكية فرايز فى ايجاد نقاط تلاقى بين الطرفين، الا ان الجانب الخفى والخطر فيه ان المسؤولة الامريكية هددت طرفى الحركة بانهما اذا لم يتواضعا على المقترحات التى دفعت بها فان الادارة الامريكية ستضع هذه الحركات فى دائرة الارهاب وهو امر معلوم بالضرورة منذ مدة طويلة لكنه اصبح امرا واقعا الآن لان طرفي الخلاف لم يخضعا للارادة الامريكية وبذلك تكون سياسات الادارة الامريكية متناقضة فى تعاطيها من الشأن المحلى فكيف تصبح حركة تحرير السودان حركة ارهابية لمجرد انها عصت قرارات امريكا فى حين ان نفس الحركة عندما كانت تعتدى على المواطنين العزل لم توصف تلك الاعمال " بـ الارهابية" . ويتجلي البعد الدولى للمتابع لشأن الخلافات داخل حركة تحرير السودان وهى حركة مؤثرة على عملية السلام برمتها فى المنطقة ، يتجلي فى الرعاية الاجنبية للمؤتمر الذى عقده جناح منى اركوى او ما عرف بـ "مؤتمر حسكنيتة" والذى يوصف بانه يسعى لاقامة دولة قبيلية فى تلك المنطقة الغنية بالنفط والتى يسيل لها لعاب الدول الاجنبية ، لذلك المنطقة تشهد الآن سباقا محموما بين الدول العظمى فيها، فامريكا تريد عن طريق المساعى التى تبذلها تحت غطاء تحقيق السلام ان تجد موطاء قدم لها استباقا لفرنسا التى تنتشر قواتها فى دولة تشاد المتاخمة للاقليم ، الى جانب اهداف اخرى غير منطورة تسعى الدول الكبرى لتحقيقها . لكن يبدو ان حركة قادة حركة تحرير السودان لم يطلعوا على الواقع السياسى جيدا لضعف خبراتهم السياسية وعدم المامهم بالسياسات الدولية ، فدخلوا فى نفق مظلم عقب فشل الادارة الامريكية فى احتواء خلافهم الامر مهد الاجواء للعديد من الصحف الاجنبية لتبنىء دعوة ايقاف الدعم الاجنبى لحركة تحرير السودان خاصة فصيل منى اركوى بحجة انه ينتهك حقوق الانسان ويحاول السيطرة على مفاصل القيادة فى الحركة بالقتل والتعذيب لكل القيادات المناوئة له. والمتتبع لتصريحات عبد الواحد وغريمه مناوى يخرج بنتيجة فحواها ان القائدين لا هدف لهم من هذه الحرب التى جرت على اهل دارفور البلاء والعناء فالتناقض لا يسيطر ليس على مواقفهم فحسب بل حتى مفرداتهم وطريقة توضيح افكارهم تحمل غبنا لكلاهما تولد عن طريق عدم توفر الثقة بينهما للدرجة التى جعلت كل منهما يرفض مقابلة الاخر فى مكان معين حتى افلحت امريكا فى جمعهما بمدينة الفاشر تحت رعاية الحكومة التى لم ترفض استقبال اللقاء من باب ابدأ حسن النوايا لان توحيد الحركة يسهم فى جعل المفاوضات سهلة وميسرة ،فالفاشر التى احتضنت القادة هى المدينة التى ظلت عرضة لاعتداءات حركة تحرير السودان لكنها رغم ذلك لم تبخل عليهم بالاستضافة وهو الامر الذى دفع والى شمال دارفور الى ان يقول ان دارفور هى الاولى والاجدر بحل مشاكل اهلها ، بيد انه ضاعت كل المجهودات التى بذلتها الادارة الامريكية والاتحاد الافريقى والحكومة عقب فشل اللقاء فى التوصل الى النتائج المرجوة . وبلغت خطورة الموقف على الحركة التى ياتيها الدعم من وراء البحار بصورة خفية ، لدرجة ان امريكا امهلت الطرفين المتنازعين اسبوعا " فقط " للتفاكر حول تسعة مقترحات دفعت بها لطاولة الحركة حتى تتفق على اى مقترح . ويرى مراقبون للشأن السوداني ان التهديدات الامريكية تزداد حدة وتتجه بصورة غير مباشرة صوب منى اركوى اكثر من عبد الواحد ، لكن هذا الزعم تفنده رؤية الادارة الامريكية لمصالحها فى المنطقة وامكانية تطبيقها عن طريق اى من القائدين لان امريكا لا اصدقاء لها وانما مصالحها تحتل المرتبة الاولى فى اجندتها الخارجية. وتأتى المجهودات الامريكية لتوحيد حركة تحرير السودان فى اطار دفع جولات التفاوض بابوجا فى شكلها الظاهر لكنها قد تحمل عدة اوجه فى طياتها ،ولم تتوان الادارة الامريكية بعد طرح المقترحات التسعة من التلويح بالتهديد فى وجه اركوى وعبد الواحد، فهددت واشنطن بعد فشل مساعيها فى لقاء الفاشر الشهير ،هددت بادراج اسم المجموعة التى ترفض الاستجابة لرأب الصدع ومطالب المجتمع الدولى لتحقيق السلام فى دارفور فى قائمة محكمة " لاهاى " . والسناريوهات المحتملة لهذا الامر كثيرة ومتعددة ولا يمكن التكهن بمالآتها لعدة اعتبارات الاول هو المواقف المتعنتة لعبد الواحد واركوى والاهتمام المتعاظم الذى ابدته الادارة الامريكية بقضية دارفور ، الى جانب ان ميقات بدء جولة ابوجا السابعة تبقت له ساعات محدودة ، فضلا عن المواقف الايجابية التى بدرت من الحكومة وهو الامر الذى سيعرى ليس حركة تحرير السودان وحدها وانما كل الحركات المسلحة فى دارفور امام الراى العام العالمى ومنظمات حقوق الانسان ويؤكد جديتها فى انها تسعى لحل المشكلة حلا جذريا وهى بعيدة عن التأثير على كل الصراعات المحتدمة بالمنطقة .