عند عودتى للخرطوم بعد غيبة لمدة عام لفت انتباهى وجود صراف آلى فى قلب الخرطوم فكان الحدث بالنسبة لى وربما لكثير من الناس كاحتراق البصلة بالنسبة للباريسيين ذلك لاننا كنا نحسب دخول هذه التقنية للسودان يحتاج الى زمن طويل لكن بحمد الله وبفضل مجهودات بنك ام درمان الوطنى تم ذلك فى فترة وجيزة حيث استطاع البنك ان يقدم نقلة نوعية ملموسة فى مجال العمل المصرفى فى البلاد .
فى العادة عندما يريد الشخص سداد فاتورة معينة بمبالغ نقدية ولا يملك نقوداً فى جيبه فلا بد عليه ان يذهب الى البنك ويتطلب ذلك ان ينهض فى الصباح الباكر ليصل الى البنك ويقف فى الصفوف الطويلة ليستفسر عن رصيده فى الحساب ثم يقوم بتحرير الشيك ويقف ايضاً فى صفوف طويلة ليتمكن من استلام نقوده وبذلك يكون قد قضى يوماً كاملاً توزعت ساعاته بين المواصلات والبنك وسداد الفواتير , الآن بفضل الصراف الآلى صار بامكان الشخص ان يتحصل على كل ما يحتاجه من النقود خصماً على حسابه فى اى وقت لان الصراف الآلى يعمل طيلة ساعات اليوم ولا يعرف العطلات اى ليس هناك قلق او خوف من اهدار الوقت او قلق من الانتظار فى الصفوف فلم يعد على الشخص الا ان يضغط على زر صغير على شاشة الصراف الالى ليسحب مايريده من النقود .
نامل ان تتطور الخدمات البنكية الالكترونية وتدخل جميع البنوك فى هذا النظام وتترابط وتتشابك جميع فروعها ليتمكن كل العملاء فى كافة البنوك الاستفادة من هذه التقنية ليوفروا زمنهم ويستفيدوا من التقنية ليس فقط فى التعامل مع حساباتهم ايداعاً وسحباً بل يتعدى ذلك ليقوم الشخص بدفع الفواتير للمؤسسات الخدمية وتسديد الرسوم والتحويلات بين الحسابات المختلفة والشراء المباشر من المحال التجارية وغيره ونأمل كذلك ان تتوزع مثل هذه الماكينات الى المناطق البعيدة من مركز المدينة لينعم الاهالى بهذه الخدمة بعيداً عن هم المواصلات وازدحام الطريق الى المركز .
ان تبنى الخدمات البنكية الالكترونية يسهم فى ازدهار العمليات التجارية كما ان التباطؤ فى الاقدام على هذه التقنية سيفوت فرصاً كثيرة للبنوك فى تخفيض تكاليف العمليات وتوسيع قاعدة العملاء خاصة المستثمرين الاجانب الذين كثر توافدهم على البلاد فى الفترة الاخيرة .
التحية لبنك ام درمان الوطنى سيد شباب المصارف وايضاً سيد تقنية المصارف على هذا المجهود الجبار ومزيداً من التقدم فى مجال التقنيات الحديثة .
صلاح الدين حمزة الحسن