ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
مهزلة اللاجئين السودانين فى القاهرة / بقلم بشير لوال
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 26/11/2005 11:55 م
يلاقي اللاجئين السودانيين الهاربين من جحيم تعذيب وقتل وتشريد النظام السوداني المستبد في دارفور والجنوب والشرق, يلاقون في القاهرة اسوأ معاملة يمكن ان يلاقيها لاجئ في اي مكان اخر في الدنيا . حتي ان اللاجئين الفلسطينيين لم يكونوا يدركون بان معاملة اليهود لهم انما هي في مستوي معاملة غير اللاجئ بعدما شاهدوا حال رصفائهم في القاهرة. وهذا ليس بمستغرب علي الدول التي تسمي نفسها اسلامية او عربية, فقد شهد شهود من معتقلي قوانتانامو بان ما لاقوه في قوانتانامو من معاملة هي افضل واكثر انسانية مما لاقوه في سجون باكستان وفي سجون بلادهم العربية والاسلامية الاخري, ومما ذاقوه من الاهانات والتعذيب علي ايدي الجنود ورجالات الامن في تلكم البلاد المتشدقة بالاسلام والاسلام منهم براء. ورغم وضوح قوانين ومواثيق الامم المتحدة في تعريف من هو اللاجئ وتوضيح وشرح كيفية التعامل معه , الا ان دولا مثل الدول العربية والدول الدكتاتورية , تعامل اي لاجئ لديها بما تمليه عليها ظرفها الامني وعلاقاتها بالدول التي منها اتي هؤلاء اللاجئون, طبقا لما يسمي باتفاقيات تبادل المجرمين( والمقصود هنا المعارضين السياسيين) او الاتفاقيات الامنية بين هذه البلاد والتي دائما ما تفشل مؤتمراتهم في كل شيئ الا فيما يختص الامن ومكافحة ما يسمونه بالارهاب والهدف في النهاية هو اطالة امد هذه الانظمة وحماية كراسيها.والا فكيف نفسر هذا السوء في المعاملة لهؤلاء اللاجئين الذين هم من الاقاليم التي حمل اهلها السلاح في وجه الحكومة الظالمة في السودان الا انه بايعاز واتفاق مع الحكومة السودانية التي تسعي الي اجبارهم علي العودة لديارهم الغير امنه بهدف اقناع الراي العام العالمي بتحسن الاوضاع في مناطق العمليات , وايضا لتصفية او حبس وتعذيب هولاء الذين تعتقد الحكومة بانهم اساءوا الي "سمعتها" او لفتوا انظار العالم والمجتمع الدولي الي فداحة ظلم الحكومة السودانية. ومما يعزز فرضيتنا بان هناك تامر سوداني- مصري ضد هؤلاء اللاجئين من المناطق المهمشة والثائرة, هو ان الحكومة المصرية ابدا ما اساءت معاملة اللاجئين ممن يسمون انفسهم "التجمع الوطني الديمقراطي", بل وعاملتهم احسن معاملة فوفرت لهم الفنادق خمس نجوم والشقق الفارهة وسقتهم مياه معباة ووفرت لمن يريد منهم عصائر اعناب طال عليها الزمن من غير هواء, رغم انهم ايضا لاجئين حسب تعريف اللاجئ دوليا. ولكن ياتي حسن المعاملة هذه لانهم من اهل الطغمة الحاكمة في السودان , والدم يحن كما يقولون, فرغم عداءهم المستحكم للحكومة السودانية , الا انه وبعد ما حدث في دارفور من ثورة مسلحة فشلت الحكومة في قمعها , وبعد مزاحمة الجنوبيين لها في السلطة والثروة , اتخذت عصابة الانقاذ سياسة انا وابناء عمومتي "الجلابة في كل مكان" علي الغريب. فطار النائب علي عثمان الي جدة ليلاقي الميرغني في هذا الاطار , وبدات الحكومة التي تسمي نفسها اسلامية تفاوض اعتي اعدائها من الشيوعيين امثال فاروق ابو عيسي وغيره من البعثيين وفاقدي الهوية السياسية من الذين لاهم لهم الا معاقرة عصير العنب المحبوس عنه الهواء, رغم انه من المعروف عن هذه الحكومة استغلالها لمثل هذا الظرف السيئ للتجمع بعد تعريتها واضعافها عندما تركها جون قرنق واهمالها وعدم الاتفات اليها, الا انها عوضا عن ذلك هرعت اليهم وهي الاقوي وهم الاضعف لانها رأت فيهم ملاذها وحماتها من ان تذوب وتضمحل وسط الموج القادم من الجنوبيين واهل الشرق والغرب. فالحكومة السودانية معروف عنها انها ظلت دائما تكيل بمكيالين لدي تعاملها مع معارضيها وفقا لجهة واثنية المعارض , فهي رخوة ومتساهلة مع المعارضين الشماليين من قبائل الثالوث النيلي مثلما فعلت مع مبارك الفاضل الذي اعترف بتفجير خط الانابيب وكلنا سمعناه يحث الامريكان علي ضرب مصانع الاسلحة في الجديد الثورة حين ضرب الامريكان مصنع الشفاء,ومع عبدالعزيز خالد الذي اكرموا وفادته ولم يعذبوه. الا انهم احرقوا بولاد حيا , واعتقلوا وعذبوا ابناء دارفور من الطلاب والمواطنين , ولا يزالون, لانهم ظنوا انهم يساندون او يمولون المتمردين. اما لماذا تكيل الحكومة المصرية بمكيالين عند تعاملها مع اللاجئين من اهل دارفور والجنوب , واللاجئين من اعضاء ما يسمي بالتجمع الوطني الديمقراطي, فلا نجد له الا التفسير الذي ذكرناه انفا , وهو بانه تنسيق امني بين الحكومتين , ربما لان الحكومة المصرية ارادت رد الجميل لرصيفتها جنوب الوادي لانهم سلموهم بعض الاسلاميين المصريين كما فعلوا بكل الاسلاميين الذين استجاروا بهم في بداية التوجه الحضاري الذي انهار امام اطماع الدنيا وبريق المال والسلطة والنساء, وايضا لان الحكومة السودانية كفت عن المطالبة بحلايب , هذا رغم ان الرئيس المصري كاد ان يلحق بسلفه عندما امطره نافع علي نافع ومطرف صديق وابلا من الرصاص في اديس ابابا. بقلم/ بشير لوال
للمزيد من االمقالات