وبعد أن كتبت هنا عن حل جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج المعروف للعامة اختصاراً بجهاز شئون المغتربين .. وصلتني سيول من رسائل المغتربين مشبعة بالآهات من الظلم الطويل الذي كابدوه .. وكدت أبكي وأقول (لم اكن أدرى أنكم مظلومون لهذه الدرجة ..).
وأؤكد لكم أنني مازلت على يقين من أننا في حاجة ماسة لجهاز المغتربين .. المبنى والكوادر .. المبني لنقيم عليه جهاز تشغيل السودانيين (غير) العاملين بالداخل.. والكوادر لكي يسهموا في استحداث مناهج وأساليب جديدة تساعد على توفير فرص عمل للسودانيين في مختلف تخصصاتهم و فئاتهم .. ولن يخسر المغتربون شيئا.. فكل ما يريدونه سيحصلون عليه كأى مواطن سوداني آخر بلا تمييز ..!!
والمغتربون لأنهم بعيدون عن العين فهم أبعد عن القلب .. قلب الحكومة .. الحكومة (أم التيمان) التي ترضع من يبكي أكثر ...!! ولأنهم تفصلهم عن وطنهم بحار وحدود سياسية .. فهم لا بواكي لهم .. يضمدون جراحهم بقطرات دموعهم وحسرتهم على الأيام التي تمضي وتأكل الشباب والعمر الذي لا يرجع .. بعيدا عن حضن الوطن ودفء أمانه ..!!
بالله .. ماعاد في الإغتراب ثمر يرجى .. وما عادت في شرايين المغتربين دماء.. جفت المهاجر وقبلها العافية وسنوات العمر .. ألم يحن الوقت لتركهم يرتاحون بقية المباراة .. يرتاحون من وصمة الإغتراب التي تلاحقهم بكل ابتزازها.
ونختم بما كتبه الدكتور/ عبدالله علي ابراهيم :
رفض الجهاز ان يستلم مطلوبه مني بالدينار السوداني. و(ركب جزيمو) إلا أن يقتطع حقه بـ (الأصلع الليموني) وكأن الله لم يخلق سعر الصرف .
ولا اعرف دولة أزرت بعملتها كما فعل الجهاز معي. كما مارس علي الجهاز( لعبة التربص ) (مصطلح راشد عبدالرحيم) المعروفة في جهاز الدولة. وهي لعبة لاتعرف فيها بالضبط متي ستروح جهودك المخلصة لإستيفاء أرانيك الدولة أدراج الرياح. فقد اعطوني دفتراً أزرق اللون بالقيمة قيدوا عليه ما دفعت وما تبقي علي. ثم لما عدت لهم بالدفتر لسفرة أخري قالوا ولكن أين (الوصل). و(الوصل) عادة ما يحتاج له المواطن حين( يغالط) الدولة. ولا داع له إذا لم يكن للدولة مأخذ علي المواطن وحقيقة الدفع مثبتة في (كمبيوترها).
ومن بين أهل الجهاز من يريد له غير ذلك... ولكن هيهات فقد دخله المرض الكعب: (الباشبوزكية) وقانا الله. ا.هـ
وكما نعلم جميعا أن المغتربين شرائح متعددة , وتخصصات متنوعة , واذا أخذنا شريحة الأساتذة الجامعيين مثلا , فانهم بالتأكيد عندما يعودون لأرض الوطن عند نهاية المطاف لن يعودوا الى( سوق الخضار ) لبيع الليمون على سبيل المثال , وانما لقاعات الدراسة لمواصلة العطاء , وللأسف الشديد خلال اجازاتهم السنوية يشعرون بمعاملة غريبة كأنهم بهجرتهم هذه قد اقترفوا( الخيانة العظمى ) في حق الوطن , والحقيقة ( الحنضلية ) أنهم بالأمس ذاقوا( المر ) , فتجد أحيانا في بعض الجامعات أستاذا جامعيا حاصلا على درجة الماجستير أو الدكتوراة ليس لديه مكتب خاص به , ونقولها بكل صراحة ووضوح و ( بلا رتوش ) , لو كانت الدولة ممثلة في وزارتها وجامعتها قد شيدت له ( كشك) لقلنا أنها لم تقصر والدليل ما حفظناه عن خالتنا الأستاذة الفضلى / أم محمد التي تعلمنا منها الكثير, فسمعنا منها المثل الشعبي البسيط الذي يقول ( عيب الزاد ولا عيب سيدو ) , وكذلك ملاحظة استخدام( الطباشير ) الذي يسبب الحساسية ويثير الجيوب الأنفية , ومعروف أن النوع الممتاز هو من الصناعة الفرنسية , فلا تجده في معظم الجامعات الحكومية على الرغم من العلاقات السودانية الفرنسية المتميزة بفضل الدبلوماسية السودانية ممثلة في وزير خارجيتها الدكتور / مصطفى عثمان اسماعيل , وبهذه المناسبة فاننا نذكر موقفا تكرر علينا مرات عديدة في بلاد الغربة , وهو عندما يقابلنا أحد الاخوة من الدول العربية ويعرف أننا من السودان , يذكر لنا على الفور بأنه معجب بوزير الخارجية ومعجب أكثر باسمه , والحقيقة أن الثلاثة الأسماء لكل منها مدلولاته و صفاته المميزة, ولكن يبدو أن الاسم لم يلفت انتباهنا مثلما لا تلفت( شجرة الصندل )انتباه الناس في الهند , وقد نقلنا لكم هذه الملاحظة كما سمعناها من اخوتنا العرب , ولم نقصد بذلك المجاملة أو الاطراء , ولا أي شئ من هذا القبيل , أما نفس ذلكم الأستاذ الذي نتحدث عنه , فقد خصصوا له في بلاد الغربة مكتبا وجد فيه جهاز الحاسوب مع خدمة الانترنت , وطابعة , وتلفون , و أحيانا فاكس , ووجد في قاعات الدراسة ( الشاشات) الالكترونية , والأمر لا يحتاج الى شرح و لا توضيح للمقارنة , فهؤلاء خلال اجازاتهم السنوية التي يقضونها في الوطن , يتم تهديدهم بالفصل من وظائفهم ( جهارا نهارا) والتلويح لهم بـ ( عصا اللوائح ) اذا لم يعودوا في المدة المحددة لهم , وهذه المعاملة وبشهادة أساتذتنا وزملائنا الكرام في علم النفس تترك آثارا نفسية سيئة عليهم تؤدي لاتخاذ موقف سالب Negative Attitude ) ( تجاه العمل في الجامعات , فربما يفكر هذا الأستاذ عند عودته نهائيا من الاغتراب في تأسيس مشروع تجاري أو زراعي استثماري يكسب به الملايين , وهذه تعتبر أكبر خسارة على الاطلاق لوزارة التعليم العالي , ومكسب كبير للتجار , وذلك على الرغم من أن في مقدور ذلك الأستاذ التحول من دولة الى دولة أخرى لأن شهاداته وخبراته وبحوثه تؤهله للعمل حتى في جامعات أوروبية أو أمريكية , لأن منهم من ألف أو شارك في تأليف كتب تدرس الآن في كثير من جامعات العالم وتعتبر مراجع علمية و عالمية أساسية في ذلك المجال , ولكن نيتهم خالصة لله تعالى للعودة لأرض الوطن لتعليم أبناء اخوتهم المسلمين هناك. اذن فالأجدر أن يقال لهم , ولو كان ذلك من باب( المجاملة) أو ( تطييب الخاطر) , وقتما تعودون فان مقاعدكم ووظائفكم محفوظة , ولكن للأسف الشديد فقد عادوا مكسوري الخاطر مرة أخرى , ونأمل أن تحرص الوزارة على كسبهم في صفها , ونذكرها بـ (المنافس اليقظ) القطاع الخاص الذي يعرف جيدا( من أين تؤكل الكتف) , ويدرك قيمة تلك الخبرات العلمية ووزنها العلمي والعالمي , ولكننا نطمئن الوزارة بأن قلوب هؤلاء الأساتذة معها متمثلين قول
الشاعر التجاني يوسف بشير رحمه الله تعالى في المعهد العلمي : هو معهدي ولئن حفظت صنيعه فأنا ابن سرحته الذي غنى به
والمغتربون يحبون الوطن ولا يكرهونه لأنه معروف أن ( الذي يحب لا يكره ) , ومن غادر موطنه الذي نشأ وترعرع فيه يظل يحن ويشتاق اليه والشاهد قول الشاعر:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
ونية المغتربين خالصة لله تعالى في تطوير الوطن ورؤيته فوق الأعالي , ولكن هنالك حواجز و أسوار كثيرة تعيقهم في تحقيق ما يصبون اليه , ونشير هنا الى نقطة جوهرية كثيرا ما تختلط على الناس وهي الفرق بين الحكومة والوطن , لأن الوطن ليس هو الحكومة , و الحكومات مثلها مثل السحب التي تمر على البلاد , والملاحظ في معظم الدول أنه قلما تجد حكومة ( مدحت أختها ).
وجرت العادة عند الأساتذة الجامعيين المتميزين في العلم و الخبرة عند عودتهم النهائية من الاغتراب , أنهم لا يطرقون باب مسؤول ولا مدير , ولا يخبرون أحدا بالتوسط لهم لدى المسؤولين للعمل أو في أي شئ , ولا يفعلون ذلك من باب التعالي على الناس , بل هي طبيعتهم الأدبية الراقية التي جبلوا عليها , ولكن زملاءهم المخلصين الأوفياء في مختلف الجامعات , والحادبين على مصلحة الوطن والطلاب والجامعة التي يعملون بها , ودون علمهم أو مشورتهم , يخبرون المسؤولين والمديرين بأهمية تعيين ذلك الأستاذ , وتكون الوزارة آخر من يعلم بعودتهم نهائيا , ونحن نعلم أن الوزارة لا تعلم الغيب ولا ( تدق الرمل ) , لذلك كتبنا مقترحين ضرورة التكليف بالمتابعة لكيلا تفلت من يديها هذه الخبرات المتميزة. وقد أوردنا وزارة التعليم العالي على سبيل المثال , وينطبق ذلك على بقية الوزارات والمؤسسات والهيئات لتستوعب المعلمين و المهندسين والأطباء بكل تخصصاتهم والقانونيين والمحاسبين والمصرفيين وبقية التخصصات , ونقصد بالخبرات المتميزة للمغتربين ما اكتسبوه وتعلموه من طرق حديثة ومراجع ومصادر معلومات متطورة في الطب والأسنان والصيدلة والهندسة بأنواعها المعمارية والمدنية والكهربائية والميكانيكية والكيميائية والزراعية , وشتي التخحصصات وكل هذه المعلومات لم يعرفها ولم يسمع بها المتخصصون المقيمون في الوطن لأن هنالك أشياء تشغلهم أهم من ذلك بكثير مثل( الخبز) و ( الشاي) و ( السكر ) و(البنزين) و ( الفواتير) و ( المصاريف ) وبقية العقد الفريد من المتطلبات اليومية , ونذكر هنا اخوة أفاضل في تخصص الطب البيطري , يعملون وراء الكواليس , يحرصون على صحتنا الغذائية ويضمنون لنا ( البروتين ) السليم من الأمراض طوال كل هذه السنين , والملاحظ أن الناس كثيرا ما ينسونهم , ولا يتذكرونهم الا في وقت الشدائد وانتشار الأوبئة مثل (جنون البقر ) و ( انفلونزا الطيور ) ويشهد لهم على ذلك قول الشاعر :
واذا تكون كريهة ادعى لها واذا يحاس الحيس يدعى جنده
و ( الحيس) نوع من أنواع الطعام شبيه بما نطلق عليه ( التحلية ) .
ونأمل من الأخوة الأفاضل من الأطباء البيطريين أن يجتهدوا مشكورين لمساعدتنا في اكتشاف مصل أو عقار لعلاج حالات ( جنون الرسوم ) التي انتشرت وسط الكثير من المؤسسات والوزارات في الآونة الأخيرة .
و خبرات المغتربين التي ذكرناها تشمل حتي المهن الحرفية في( الميكانيكا) و( النجارة) و(السباكة) والطلاء , فهؤلاء كلهم أصبحت لديهم خبرة دولية , وذلك لأنهم قد عملوا في مؤسسات وشركات عالمية , ويمكن الاستفادة من خبراتهم للمساهمة في التطوير والتنمية المنشودة من قبل أبناء الوطن , ولا نخفي سرا عند زيارة هؤلاء للوطن كل عام تجد أنهم يتحسرون على تلك الطرق القديمة التي تعتبر عالميا طرقا بدائية و التي لا زال المتخصصون في مختلف التخصصات ينتهجونها , فتراهم ينظرون الى الوطن والمواطنين بعين الشفقة والرأفة لما يرونه , و لذلك كله كتبنا ملفتين الانتباه الى المتابعة والاهتمام بهذه الخبرات اذ يبدو أن ( الهجرة العكسية) بدأت تهب رياحها.
ان المقترحات الأخيرة بالغاء ضرائب المغتربين بالاضافة الى المؤتمرات واللجان وورش العمل في السنوات الماضية وكل الجهود المبذولة في هذا الشأن هي محل تقدير واحترام , ولكنها تندرج تحت قائمة المسكنات( Analgesic ) مثلها مثل ( البندول ) و ( الأسبيرين ) وغيرها , ونشير هنا الى حقيقة طبية معروفة وهي أن تكرار دواء معين لفترات طويلة يؤدي في نهاية الأمر الى أن الجسم لا يستجيب لذلك الدواء فيحدث ما يعرف اصطلاحا بـ ( Tolerance)
فيغير الطبيب نوع العلاج , ونفس الكلمة تعني في اللغة الانجليزية رحابة الصدر , والمغتربون صدورهم رحبة , لأن منهم من ظل يدفع الرسوم والضرائب لأكثر من ربع قرن , وهذه درجة عالية جدا في رحابة الصدر , وبالمنطق فان هذه الاستقطاعات التي سددوها خلال كل تلك السنوات اذا تم حسابها حسابا جيدا تدخلهم في الصندوق القومي للمعاشات ( بالمزيكة), فيصرفون المعاش بعد عودتهم النهائية من الاغتراب مثلهم مثل المقيمين .
ولكن في الآونة الأخيرة و حينما تبدلت الأوضاع الاقتصادية في بلاد الغربة بدأوا في التأجيل شيئا فشيئا حتى تراكمت عليهم المتأخرات من الرسوم لسنوات طويلة , واننا نتساءل أما آن الأوان بأن يقال لهم يكفي ما دفعتموه وأنكم لم تقصروا , و ( عفا الله عما سلف ) , أم أن ( نجوم السماء أقرب لهم من ذلك ) ؟! , اذن كيف يطالبونهم بكل هذه الرسوم والمتأخرات منها؟! وكيف ومن أين يسددونها ؟! ونحول الأمر لرئاسة الجمهورية للدراسة والافتاء ,ونستسمح الرئاسة لربطها بالشأن لأن ( السيل قد بلغ الزبا ) و يبدو أن الأمر أصبح فوق طاقة الوزارات والادرات والجهات المعنية . ونطرق باب الذكرى لرئاسة الجمهورية مرة أخرى بأن العصر الحالي هو عصر الحلول الجذرية و ( القرارات الحاسمة ) , لأن أبناء الوطن الآن تكبلهم كل تلك الرسوم ومتأخراتها المتراكمة عبر السنين التي لم يتهربوا منها بل ظلوا كلما تحسنت ظروفهم المالية يدفعون قسطا منها أما اليوم حالتهم أصبحت كما في القول المشهور ( وقف حمار الشيخ في العقبة ) , قبل أن يصلوا ( العقبة ) المعروفة على طريق بورتسودان .
وقبل الختام نامل أن ينقضي شتاء المغتربين الذي طال عليه الأمد وأن يعود ربيعهم كما عاد للنهر المتجمد الذي خاطبه الشاعر ميخائيل نعيمة قائلا:
لكن سينصرف الشتاء وتعود ايام الربيع
فتفك جسمك من عقال مكنته يد الصقيع
وتعود تبسم اذ يلاطف وجهك الصافي النسيم
وتعود تسبح في مياهك أنجم الليل البهيم
وتعود للصفصاف بعد الشيب أيام الشباب
فيغرد الحسون فوق غصونه بدل الغراب
كما نسأل الله العظيم أن يبعد الغربان عن المغتربين والمقيمين وأن يعود ( حمام الوادي ) الذي رحل ,
ونأمل كذلك أن تزول كل الضغوط على المغتربين, وهم ( ما ناقصين ) , فالعمل في بلاد الغربة لا يقتل انما يقتل القلق وكثرة الهموم و ( دوام العمل ) وما يتعلق به من ( أساطير ) كما ينص المثل الانجليزى :
) It is not work that kills but worry (
و بدا لكاتب المقال أن يعتبر ما كتبه من مقالات ( الاغتراب في الزمن المحتسب بدل الضائع ) و ( متى يعود المغتربون ... وكيف يجتازون سور الجمارك العظيم ؟!) و هذا المقال , هي( تبرئة) من ( وصمة الاغتراب ) كما وصفها الباشمهندس الصحفي المرموق / عثمان ميرغني , و أيضا ( استقالة شخصية ) من كل ما يتعلق به , وهو يعلم أن كل ذلك لا يعفيه من أي رسوم ولا ضرائب , وأنه سوف يدفع مثل المغتربين الذين ظلوا يسددون تلك الرسوم على مر السنين , مفوضين أمرهم لله تعالى , ولا يعلمون هل يجدون بها الأجر والثواب في ميزان الحسنات , أم أن مصيرها كما تنص المقولة الشعبية المشهورة ( راحت شمار في مرقة ) , و أيضا عاهد كاتب المقال نفسه و ( حلف ) ألا ( يحلف ) على شئ في جهاز العاملين بالخارج مهما فرضوا عليه من رسوم ( غير منطقية ) , لأن اسم الله عز وجل و كتابه الكريم أعظم من أن يقسم به في أمور كهذه . و نستسمح جهاز العاملين بالخارج العذر لـ ( التشبيه البليغ) , ونطمئنهم بأنه يزول بزوال ( الأسباب ).
وختاما لم يعد للعملات و لا المعادن بكل أنواعها قيمة ولا ثمن , واستوى التبر والتراب كما استوى عند
طيب الذكر بشر الحافي ( رضي الله عنه) , ولم يتبقى سوى الاستزادة من الأعمال الصالحات , فنسأل الله العلي القدير برحمته وكرمه أن يتقبل صلواتنا وأعمالنا, و أن يوفقنا لكل مافيه رضاه.
والله الموفق والمستعان ,,,
أخوكم / سيف الاسلام أبوبكر _ السعودية