تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

من هو سر تجار الدين الامام الصادق المهدىام الشيخ حسن عبدالله الترابى­ ؟ بقلم عيسى يحي محمد/اسبيالد / الدنمارك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
26/11/2005 5:58 ص

من هو سر تجار الدين الامام الصادق المهدى
ام الشيخ حسن عبدالله الترابى­ ؟


بقلم . عيسى يحي محمد/
اسبيالد / الدنمارك


قيل تعيش كتير تشوف كتير . هذا قول فيه كثير من الحقيقه . بقدر ما يعيش الانسان
يرى ما عين رأت لا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فى ارض المليون ميل مربع ,
لو شاهدوا الناس او سمعوا بعجائب الدنيا السبعة , ايضا هناك مصائب الدنيا ا
لسبعة . جزء من تلك المصائب مكانها السودان فالمصائب هى تلك التى تلحق الضرر
وتخلق الشقاء والبلاء للناس لذا يتعوذ الناس منها قبل حلولها ولكن ليست كل
المصائب واضحة وملموسة يستطيع الناس ادراكها فى الحال ويعملون على درئها او
تفاديها قبل أن تحل بهم وتنزل ا لكارثة والهلاك,

نحن شعب جبلنا على الطيبة والتسامح والصبر وحسن النية , وفوق ذلك كله مؤمنين
صديقين قيل أن المؤمن لا يلدغ فى الجحر مرتان, ولكنا لدغنا مرارا اوتكرارا,
من تلك المصائب , ليس لعدم ايماننا ولكن لفرط طيبتنا وتسامحنا التى جبلنا
عليها . هذة الطيبة و التسامح صفات تشترك فيها جميع فئات المجتمع السودانى
, بلا استسناء رغم اختلاف وعيها وادراكها ورؤيتها عن الحياة وفقا لمربعاتهم
, ومع هذا فانهم جميعا موثوقون بحبل الطيبة والتسامح , هذه الصفات
جعلت حياتنا بسيطة ومعافية وغير معقدة . فالناس فى السودان لا يفرقهم دين او
معتقد فكل حزب بما لديهم
فرحون . يتعاملون كابناء الوطن الواحد و لكل عاداته وتقاليدة وثقافتة و
يتواصلون فى شتى صنوف المناسابات الاجتماعية فى السراء والضراء ,


ومن هذا الواقع الطيب المسامح, طل علينا نفر من الناس يتطلعون الى تقدم
الصفوف الامامية سعيا لقيادة الحياة العامة, هذا حق مشروع ومكفول للجميع ,
طالما الاهداف نبيلة ووسائلها شريفة ونزهية يتوقف ذلك فقط على مقدرة
الانسان الذاتية , اضافة الى صدقه وعطاءه .

ولكن البعض جاؤا بمدخل خلافا لهذا فقد استغلوا هذه الطيبة والتسامح وجعلوا
منها مطية واعتمدوا عليها و على ارث ومجد الاسلاف للوصول الى اهدافهم فالصادق
المهدى .بدأ حياته السياسية ماشيا على الاكليل الاحمر مباشرة الى
الجهاز التنفيذى للدوله وجلس فى
اول كراسيها ليرأس مجلس الوزراء, وهو فى عنفوان شبابه . كانت الساحة
السياسية , فى ذلك الوقت تعج بدهانقتها المخضرمين , ولكن لا حول ولا قوة
لهم امام ابن الطائفية المدلل , الذى رتبت له الامور ترتيبا قبل بلوغه سن
الثلاثين ليبداء حياته السياسية فيها امرا وناهيا ومقررا فى اسمى مواقعها

فقط لكونه من ابناء احفاد الامام محمد احمد المهدى الذى لا يختلف حولة ا ثنان
بأنه رجل صاحب دعوة صادقة ولصدق دعوته اثمرت عن كرامات وماثر يشهد لها
الواقع والتاريخ , كان يدعوا الى الفضائل ومكارم الاخلاق
و مجاهدا فى تربية مريدية واعوانة فالتف حوله الناس
الطيبين بفطرتهم والصادقين فى ايمانهم فحاربوا المستعمر الاجنبى فهزموه شر
هزيمة بالسلاح الابيض, واقاموا دولة المهدية التى شهد لها التاريخ . وقبيل
ريحل المهدى الى

الى جوار ربه
, اوصى ان يكون عبدالله خليفتة من بعده فهو لم يكن من بنى جلدته . فالدين
هو الذى جمع بينهم
وقد راى فيه من الصلاح ما يؤهله لتولى الامر من بعده , لانه امن بدعوته
وبايعة وناصر دعوته بصدق وتجرد من مشاغل الدنيا ونذر نفسة لخدمة الدعوة ,

لم نقرا فى كتب ا لتاريخ ولا فى وثائق الامام المهدى المنشورة التى خطها
بيده انه قد اوصى بان يرثه احفادة من بعدة . فى حمل راية الدعوة الى تعاليم
ا لمهدية . ولم يتحدث قبل رحيله من الفانية عن عترتة . بأن يأتى يوما يتولى
فيه احدا منهم شؤون العباد والبلاد , ان احفاد المهدى يجدون الاحترام من
الناس , حينما يتمسكون بتعاليم المهدية التى تقومان على نبذ الدنيا والعمل
للاخرة وخدمة الناس وليس استغلالهم للمصالح الدنيوية,

تمسك الناس الطيبن بتعاليمها ووصاياه بصدق واخلاص و ظلت فى صدورهم وقلوبهم ,
وعلى هذا كانوا فى جاهزية دائمة لتلبة اى نداء فى سبيل خدمة الدين فى اى
مكان, و قد وفد كثير منهم الى الجزيرة ابا نازرين
انفسهم لهذا الغرض. اعتقادا منهم بان احفاد الامام
المهدى عاضين بالنواجز على وصاياه وتعاليمه, وسائرين فى
دربها , ولفرط طيبتهم وصدقهم فانهم لا يدرون ان احفاد
الامام المهدى قد اودعوا هذة الوصايا والتعاليم فى الاقبية
والاراشيف, وهرعوا الى الدنيا وطفقوا يقطفون من ثمارها
بكلتا ايديهم. فبنوا صروح السرايا وزرعوا الجنائن واقاموا المشاريع والاعمال
ومختلف انواع المصالح . فليس من حظ الاتباع والمريدين سوى قراءة راتب
الامام المهدى فالجزيرة ابا
تحولت الى اقطاع مغلف باسم الدين, والمصيبة الادهى هى انهم لم يكتفوا بما
توفر لهم من مال مكنوز
وسرايا وقصور , فهم يحدثونا بلسان حالهم قبل مقالهم بانهم سادة السودان
وورثته وأن حكمه ينبغى أن
لا يتطاول عليه احد غير سواهم ذلك لان على رؤسهم هالة القداسة ,
ترأس الصادق جل الحكومات فى عهد الديمقراطيات اللبرالية بعد بلوغة سن
الثلاثين منذ منتصف الستينات من
القرن الماضى والتى فقدها بسبب الانقلابات العسكرية علية . فلايزال ديدنه هو
السعى وراء السلطة ,انطلاقا من عقلية الصفوية والارث ,هذا ما يقرأه المرء
من سجل الاعمال ولسان الحال الذى وحدة كفيل لفك طلاسم الاجندة المخفية
المخفية فى عالم السياسة الملئ بالافك والخداع .

فقد سبق له ان تواطأ
مع الشيخ الترابى و بترأ اهم مرتكزات النظام الد يمقراطى التى اوصلته الى سدة
الحكم , ابان فترة الديمقراطية ما بعد ثورة اكتوبر المجيدة , فاقاموا حكومة
ديكتاتورية مدنية مغلفا بمؤسساتها التى افرغوها من مضمونها , حينما تم
تعديل المادة 5 الفقرة 2 من دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 64 بحجة
6محاربة الافكار الهدامة, فقد هدموا الحريات


6 الديمقراطية بدلا من تامينها , كان الترابى نصب نفسه
ان ذاك فقيها دستوريا للجمعية التأسيسية ليفتى بدستورية تعديل تلك الفقرة من
فصل الحريات , وهى من صلب الحقوق الاساسية وركنها الاساسى فى الدستور التى
تقوم

علية كافة القوانين الدستورية , لا يمكن المساس بها مطلقا . ولا من قبل
الجمعية التاسيسية او البرلمان بوصفهما هيهئة تشريعية , ذلك لانة من واجبها ا
لتوسيع فى قاعدة الحريات وليس تضيقها وأن اى اجراء من قبل الهيئة
التشريعية لا يأخذ بعين الاعتبار امر توسيع
القاعدة وليس تضيقها ,يعتبر اجراء غير دستورى وباطلا للأن الهيئةالتشريعة
لا تملك حقا مطلقا وانما هى مقيدة بروح الدستور وقواعده , الضامنة للحقوق
الاساسية , ولكن الصادق والترابى رفضوا الانصياع لقرار المحكمة الدستورية فى
ذاك الوقت والقاضى بطلان تعديلها فقد وصف
الصادق الحكم بانه تقريرى هذا عين الديكتاتورية المدنية التى بنى
اركانها الصادق وحليفه التقليدى الترابى ففعلوا فعلتهم الشنيعة فذبحوا باسم
الدين حمامة السلام والحرية وهى حديثة الولادة لم تقوى بعد,لأن وراء الامر
غرض
وهو طرد نواب الحزب
الشيوعى الثمانية من الجمعية التشريعية لانه خصمهم اللدود,

ان القاعدة الاساسية للحياة الديمقراطية هى الحرية لنا ولسوانا , ان الافكار
والمبادئ لاتحارب بالقوانين او التحريم , فالحرية شيئا مقدس للانسان, ومنذ
ان وجد فى الارض ظل يكافح ويناضل ويقاتل من اجلها , حتى يومنا هذا وسيظل كذلك
ولا توجد قوة فى الارض تسطيع الوقوف ضد الحرية الا مؤقتا , ولكن المصيبة
عندنا فى السودان, ان المتطلعين الى الحكم لايعرففون سبيلا اليه الا على
حساب الحريات ,جهلا بها او تعمدا , أن الصادق المهدى والشيخ الترابى لا يأخذون
بمبدأ الحرية لسوانا , لغرض فى نفسيهما .فعندما تكون السلطة بايديهم الحرية
لهم وفى الحالة الاخرى يأخذون بمدأ ولسوانا وباسم الدين فمربط الفرس فى وجود
الغرض , لهذا السبب لا غيره طوع الشيخ الترابى معرفتة القانونية تطويعا لخدمة
اغراضة , وهذا ما يبغضة الدين بان يقدم الغرض على الحقيقة ,حتى وان كانت
على النفس’, قد قيل احزروا الانبياء الكذبة قالوا وكيف نعرفهم قال بثمارهم
تعروفونهم ,فقد عرف الناس الشيخ الترابى وحليفه الامام الصادق بمواقفهما
المعادية للحريات الديمقراطية وحقوق الانسان الذى اجهضوها باسم الدين .

لا يجادل احد بان الصادق المهدى سياسي محترف VETERAN يدرى من اين يؤكل
الكتف , يسعى دائما ان يكون الرقم الاول فى السياسة السودانية رغم انف الواقع
والتاريخ فهو لا يرضى باقل من الكرسى الاول فى السلطة ومهما كلفة ذلك الا
سلامة نفسه , من اجل الوصول الى مرامية, خرج بمفهوم بالصحوة الاسلامية فى
محاولة منه لتقديم المهدية فى ثوب جديد يتسق مع الواقع المعاصر خلافا
لاسرته المحافظة التى ترى فى ان لا
يتقدم الابن على الاب او العم , فى شؤون الدين والسياسة لان هذا الامر فيه شئ
من القداسة, هذا ما لا ينسجم وطموحاته وتطلعاته ,


ابان حكم الديكتاتور السفاح جعفر النميرى, كان الصادق المهدى منهمكا فى
معارضتة, لان نظام مايو اخذ على عاتقة تصفية الطائفية, لم يكتف نميرى باجراءات
مصادرة ممتلاكاتها وتحريمها من النشاط السياسي بل استخدم القوة العسكرية
المفرطة ضدها , و فى معقلها فى الجزيره ابا. يهدف الى كسر شوكتها التى ارقت
مضجعه, وذلك
بانغماسها فى معارضتها له وهى تملك قوة من مؤيديها تشكل تهديدا لامن
واستقرار نظامه لذا عمد الى محاولة تفكيك هذه القوة و تشتيت من رهنوا انفسهم
لها بطيبة وصدق , فاضحوا عرضة للاستغلال الدائم باسم الدين ,

غادر الصادق المهدى السودان بغرض المعارضة من الخارج , دشن حركة المعارضة تحت
مظلة الجبهة الوطنية

التى ضمت بعض القوى السياسية, بهدف
الاطاحة بنظام مايو بالقوة المسلحة , فدعا اتباعة الى اللحاق به فى ليبيا


حيث مقر قيادة عمليات المعارضة , فقد
لبى الكثيرين دعوتة انطلاقا من طيبتهم وصدقهم , وتصديقهم للوعود التى قطعها
الامام الصادق بأن يكافئهم, فى حال نجاح الاطاحة بنظام مايو , فالناس الذين
التحقوا بمعسكرات
التدريب جلهم من الغلابه والمحرومين اصلا فكانت الدعوة لها وقع فى
نفوسهم املا فى الخلاص من الكابوس المايوى , الذى ظل الشعب السودانى يحاول
الخلاص منه, الا شذاذ الافاق من الانتهازين والطفيلين والمتاجرين


بقوت الشعب وكلاب امن النظام .

لقد تم تدبير كل شي من اجل الاطاحة بنظام مايو و بسند لوجستى من العقيد
القذافى, اختار الصادق العميد محمد نور سعد لقيادة عملية الاطاحة . فهو رجل
مشهود له بقدراته العسكرية فى القوات المسلحة بجانب ولائه لحزب الصادق ,لقد
جرت محاولة الاطاحة لكن لعدة عوامل اجهضت , وما كان من السفاح نميرى الا
أن كشر عن انيابه
واطلق كلاب
امنة من مرابطهم فنهشوا افئدة الناس نهشا وعاثوا فسادا و تقتيلا فلم ينجو
حتى الابرياء الذين لاعلم
لهم
بما كان يجرى , فقط لكون سحنتهم تشابه سحنت المشتبه بهم بالاشتراك فى
المحاولة المسلحة ,ولقد القى

القبض على كثير من الناس فى اماكن عملهم ومنازلهم بعد
ايام وشهور من الحدث, وتم اعدامهم بلا محاكمات,

وبعد كل الذى جرى , للناس الطيبن الصادقين والمصدقين من تعذيب واعدامات بلا
محاكمات Extrajudicjal وترك ورائهم أيتام و أرامل دون كافل ولا راعى , عاد
الصادق للخرطوم ليصالح ويصافح يد السفاح ضاربا بعرض الحائط بكل ما حدث
للذين ارسلهم لتغير نظام الحكم لصالحه , فهم بالنسبه الية ليسوا سوى مطايا
للوصول بهم كرسى السلطة, و حينما لبوا الناس ندائه للالتحاق كانوا يعتقدون
انه امامهم ومرشدهم صادقا فى قوله ووعده , قبل ان يكون زعيما سياسيا . فالناس
الطيبون لا يعرفون نظرية المتطلعين الى السلطة التى تقول
اتخذ كل ما تيسر من الوسائل للوصول الى الاهداف. وهذا يعنى بما
فى ذلك الخداع والمتاجرة باسم الدين, مصداقا لمقوله , تعيش كتير تشوف كتير ما
لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

كان نميرى هو الدولة ولا شئ عنده غير الدولة او بالاحرى فرعون السودان مزهوا
بنفسه ومتغطرسا, انشأ جهازا امنيا قل أن تضاهيه اجهزة امنية اخرى فى العالم
. جمع له من جبلوا على التجسس والسادية , ولم يتورع من استغلال الاطفال و
النساء فى جهاز امن دولته الفاجرة , ليتلصصوا من فوق الاسوار ومن خلال
النوافذ

ويتجسسون
على الجار والقريب والصديق والزميل فى العمل , فقد افسدوا الحياة تماما
بممارساتهم وافعالهم وابتزازهم للناس , مما جعل الناس يتشككون فى بعضهم
البعض, و تلاقت انظارهما مصادفة او تقابلا اكثر من مرة فى قارعة الطريق ,
كان نظام مايو تجسيدا لاعتى الديكتاتوريات فى العالم, كما ان نميرى كان
استنساخا لشخصيات ديكتاتورية عده, من امثال
بنتو موسلينى .هتلر .شاه ايران وفرانكو وغيرهم,

نظام بهذه الصورة تتغزز منه الابدان ,من سؤ سمعته ومماراساته, اهان الشعب وازله
, نخرة فسادة بداخله, كان على وشك الانهيار و هرع اليه الشيخ حسن عبدالله
الترابى وجماعته ,المتطلعين الى مقامات السلطة باسم الدين, ليس بمجد الاسلاف
ولكن باستخدام نهج واساليب الثعالب ومكرها فانقذوا نظام نميرى من انهياره
الوشيك
وصاروا سدنة له
بلا منازع .لقد اعمتهم اغراضهم وانتهازيتهم عن افعاله ومماراساته, فتاجروا
بالدين فى سبيل
الحصول على مقاعد فى
السلطة, فصار الترابى مستشارا, و قيادات تنظيمه كرابيج فى يد النظام وجلادى
الشعب بلا
رأفة ورحمة , فاذاقوا الشعب ويلا وبلا باسم الشريعة , لقد فعلوا فى
الشعب فى عام واحد اكثر مما فعله نميرى فى خمسة عشر عاما بل وزادوا عليه
بشاعة وتنكيل , اقاموا محاكم التفتيش او ما يسمى بمحاكم العدالة الناجزة
فكان التنافس والتفاخر بانجازاتها فى الجلد و البتر والقطع والصلب والتشهير
باعراض الاسر والناس فدمروا قيم ا لمجتمع
باسم الشريعة ,

لم تدم العلاقة طويلا فانقلب عليهم السفاح عليهم ,بعد ان اكتشف ان بقائهم فى
النظام سيتسبب فى تعجيل انهيار نظامه , لفرط ما فعلوه فى الشعب باسم الدين
مما زاد نقمة الناس عليه, فطردهم شر طردة باهانة ومزلة وزج بهم فى السجون
فتنفس االناس الصعداء ولو الى حين , لأن الاشكال ليس فى النظام المايوى وحده
وانما فى سدنته من
دعاة الدين الزائفين , انطلقة شرارة الانتفاضة الشعبية فى السادس
من ابريل وكانت كزلزال تحت بنيان نظام مايو
المتصدع فتداعى وانهار وتناثر معه اتحاده الاشتراكى كزجاجة بايركس هوت على
صخرة, ولكن قراصنة ولصوص الثورات تربصوا بالانتفاضة وقطعوا الطريق امامها
وسرقوها وافرغوها من محتواها , عبر المجلس العسكرى الانتقالى الذى ضم بين
جوانحه العناصر المعادية للتحول والتغير, فكأنما ذهب نميرى وبقى نظامه , ظل
شعب الانتفاضة تحت حكم مجلس عسكرى مؤقت, عامان كاملان ,وفى خلال هذة الفترة
بدأت المجموعات المعادية للشعب والديمقراطية تجمع صفوفها وترتب امورها للعودة
للساحة السياسية من جديد متناسية مافعلته فى حق الشعب
فعملت الى تمويه الملامح والشكل فلجأ الشيخ الترابى الى تغير جلبابه السياسى
املا ان يختفى وراءه فابتدع اسما جديدا لحركته فاطلق عليها اسم الجبهة
القومية الاسلامية التى ضمت كل افاك وذنديق بزعامته , فهموا بجمع المال









من مصادر مختلفة بعضها معلوم و بعضها سر
مكتوم, وبنوا قوة اقتصادية ضخمة فى وقت وجيز اثارت دهشة الناس وتساؤلاتهم ,
فاستخدموه لمحاولة غسيل ماضيهم وزر الرماد فى العيون , فتاجروا بقوت الشعب
وتفننوا فى المضاربة وا لاحتكار , فصارة اللحية وا لدقون شعار البنوك هذة
مصيبة من المصائب التى حلت بالناس فى

السودان , لقد ملاؤا الدنيا ضجيجا وهوسا واثاروا الفتن والحروب وفرقوا
بين ابناء الوطن الواحد باسم الدين واحتكروا الضرع والزرع والارض كل ذلك
ذندقة وافكا فمظهر حياتهم يجافى قولهم , فهم اصحاب كل شى الوظائف التجارة وا
لبيوت الفاخرة وا لعربات ا لفارهة وا لتخمة ا لمفرطة , فحين الملاين الناس
جياع ومعدمين


بعد انقضاء الفترة الانتقالية للحكم العسكرى المؤقت , بدأ سباق المارثون الى
السلطة فى ميدان الانتخابات , التى استعد لها الجميع , كل حسب مقدرتة, منهم من
كان طبعيا ومنهم من استخدم المنشطات ولجأ اخرين للمهاترات , فالامام الصادق
المهدى اثر استخدام نظرية فرق تسد فى مناطق نفوذه القديمة فى غرب السودان ,
وذلك بأعطاء الوعود هنا وهناك , تحت شعار وليبقى السر مكتوما الى يوم الفوز
اى فى الانتخابات, وفى مواجهة خصومه
الترابين فى العلن واصدقائه فى السر والمحن, عمد الى نحت شعارا انتخابيا
لينبش به ماضيهم بغرض تنفير الناس منهم , حتى يخلو له المكان, فكان شعاره )
حار بوا تجار الدين ) فالصادق يعرف امكانية جبهة الشيخ الترابى الاقتصادية
وقدرتها فى توظيف هذة الامكانية للتاثير عليه مما قد تشكل تهديدا مباشرا له
فى الانتخابات , لذا لم يترك صفحة من ماضيها السئ الا وقرأها فى العلن, من
اجل تحجيم قدرتها الانتخابية وقد نسى الصادق, ان له سجل مثل ما لدى
الجبهة, ذلك ان التاريخ يسجل الاعمال بمداد لايمحى , ان الجبهة لم تبدأ
تجارة الدين, بل تعلمتها من سجل الذين كانوا يتلقون كساوى الشرف والهدايا
والاعانات . ولكن الفرق هو ان الشيخ الترابى احسن احترافها وتجرد عن صفة
الاستحاء ظل يمارسها جهارا نهارا , والشعار الذى نحته الصادق نوع من المتاجرة
بالدين فى حد ذاته , ولكن بصورة مختلفة ,

جرت الانتخابات فى جو خال تقريبا من العنف السياسى ولكن مورست اساليب خارجه
تماما عن ا لقواعدالاخلاقية للقوانين والاعراف الانتخابية , لقد حصل الصادق
والميرغنى على النصيب الاكبر فى المقاعد البرلمانية تلتهم الجبهة بعد سقوط
شيخهم الترابى فى الدائرة الانتخابية , لم يحقق اى منهما اغلبية مريحة
تمكنة من تكوين حكومة بمفرده مريحة , و لذا
كان لابد من الائتلاف و بعد ولادة متعسرة تمخضت عنها حكومة السيدين الصادق و
الميرغنى وكعادتهم انغمسوا فى لعبة الكراسى , والسعى نحو مغانم السلطة دون
مراعاة لمصالح البلاد, كان البرلمان بمثابة بورصة لبيع وشراء ومقايضة الاوراق
السياسية , كما انه مسرحا لممارسة اساليب وفنون الترويج للبضاعة الفاسدة




كانت الجبهة ذات وجهين منكفئة
بوجهها الحقيقى على حبك خيوط التأمر والكيد على الديمقراطية الوليدة ومكاسب
الشعب , اما بوجهها الاخر المموه باللحى المستعارة تمارس الخداع والنفاق , كى
تبدو وكأنها خليقة بالديمقراطية وممارساتها التى يشهد سجلها على مواقفها
المعادى لذلك عبر تاريخها ,

وفى غفلة من حكومة الصادق , انقضت الجبهة غدرا كالوطاويط فى ظلام دامس على
مكاسب الشعب , فانهت الحياة الديمقراطية الوليدة , هذا الفعل الجبان قد ارخ
بداية رجوع السودان القهقرى فى كل مناحى الحياة , وفقدان جميع مكتسبات
الشعب بعد استيلائهم على السلطة بفوهة البندقية , ففعلت ما لا عين رأت ولا
اذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر وذلك منذ 30 يونيو 89 وهو التاريخ المشؤم الذى يؤرخ حلول
الكارثة والمصيبة بالسودان والى هذا اليوم. فالمحاولات التى جرت للاطاحة
بنظام الانقاذ المزعوم قد باءت بالفشل لسببين اثنين اولهما أن الانقاذ متمترسة
فى دفاعاتها العسكرية منذ اغتصابها السطلة واحكامها القبضة الامنية , ومن
ناحية اخرى,لان المعارضة من ذات النوع بالاضافة الى هشاشتها, وفقدانها
السند ا لجماهيرى باستسناء الحركات الثورية المسلحة التى استطاعة بتر ساق نظام
الانقاذ وحرمتة من الصول والجول , و بفضل اتفاق نفاشا الذى سيقت الية سوقا
من
عنقها, وتسبب فى شلها نصفيا , تسعى الانقاذ حاليا لايجاد مسببات ووسائل
لاطالة عمرها لذلك فتحت نافذة صغيرة ودعت معاريضيها للدخول من خلاله بغض
النظر من حجم اجسامهم , الامر الذى رفضه البعض باعتبار أن هذا العرض لا يلبى
ادنى طموحاتهم فى مواقع السلطة , لذا لجاء البعض الى التكتل والتنسيق والتحالف
لمعارضتها

ان الشئ الذى يدعوا فعلا للدهشة والاستغراب هو التقارب الذى حدث بين الامام
الصادق المهدى و الشيخ الترابى قد فرض تساؤلا اذ كيف يستقيم عقلا واخلاقا
ان يحدث هذا , انه و بالامس القريب وصف الامام الصادق الشيخ الترابى وجماعته
بانهم تجار الدين ابان الانتخابات البرلمانية السابقة ثم يأتى اليوم ويقيم
معهم تقاربا ؟ معلوم للقاصى









والدانى ان الترابى هو الذى دبر الا نقلاب
هو الأب الروحى لنظام الانقاذ قبل أن ينقلب عليه تلامذته ويودعوه





السجن الذى اودع هو فيه الاخرين من قبل , الترابى هو سبب
بلاء الماضى والحالى , ومن يظن أن الطيبة و التسامح تبقى بلا حدود وتجب
افعال تجار الدين, لمجرد قول الترابى بأنه استغفر لفعله كما يقول , من الذى
غفر له ذنب مأسى الملاين من الناس, احيا و امواتا ؟ ,ثم ماذا يريد
ان يفعل ان عاد الى السلطة مرة ا خرى بوسائل
ديمقراطية او
انقلابا ؟ فالافعى لا تستبدل سمها عسلا ولا تكف عن اللدغ , تلك هى طبائع
الاشياء , التقارب بين الامام الصادق و الشيخ الترابى الذى لا يستحى, هل هو
تقارب الحسب والنسب ام المصالح ؟ ام الاثنين معا؟ وهل الامام الصادق غفر للشيخ
, ام غفرا لبعضهما البعض بعد كل الذى فعلاه فى الشعب السودانى والسودان , ام
تلك مقتضيات فنون التجارة التى لا يفقها الا الراسخون فى علمها , لا شك بتاتا
ان كليهما طلاب سلطة وتجار دين, فالسؤال من هو سر تجار الدين الامام الصادق
المهدى أم الشيخ حسن عبدالله الترابى؟ فالشعب الطيب المسامح
عرف الانبياء الكذبة, لم يعد تجوز علية البضاعة المزجاة لو كان سر تجارها
يتوشح بعمامة مزنبة او وجهة مزين بلحية مستعارة .
فالمصائب كشفت عنها غطائها .فالبصر اليوم ثاقب.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved