لا زالت مجموعة مني أرقو مناوي، التي انشقت عن حركة تحرير السودان التي تقاتل في إقليم دارفور، تعتقل القائد البارز في الحركة سليمان إبراهيم مرجان بدعوى مخالفته أوامر مناوي وذهابه إلي مفاوضات أبوجا . وربما كثير منا لا يعرف هذا القائد ، فهو من الذين وضعوا اللبنات الأولي لحركة تحرير السودان وكان الحصن الحصين ضد المليشيات التي تستهدف الحركة والمواطنين علي السواء في المنطقة الممتدة من شمال شرق مليط وحتى مناطق جبال الميدوب، وهو شخص رزين، هادئ الطبع، ذكي جدا وسريع البديهة. وبخلاف كثير من قادة الحركة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء علي أهل دارفور فان مرجان رجل مثقف ثقافة عالية وديمقراطي ومحب للسلام والحوار لوضع حد لمأساة أهلنا في الإقليم وهذا ما شهد له كاتب صحيفة الديلي ميرر( ( Daily Mirrorالغربية. أما أنا فأتحدث عنه بمعرفتي الشخصية له حيث عرفته وهو في المدارس المتوسطة والثانوية، وكان محبوبا بين أصحابه في الفاشر الثانوية ، وهو يجيد اللغتين العربية والإنجليزية وهو أيضا من قبيلة عريقة لها سمعتها وهيبتها واحترامها بين قبائل دارفور المختلفة، قبيلة الميدوب، التي قاتلت إلي جانب الإمام المهدي في كرري وساهمت في صد الإنجليز من دخول مدينة الفاشر0 وعلي الرغم من عدم تعصب هذه القبيلة بالقبلية وحسن جوارها مع القبائل المجاورة إلا أنها معروفة بمواقفها القوية لحماية أرضها وعرضها وأبنائها0 وحتما فإنها تستطيع أن تعيد لمرجان حقه وحريته إذا دعت الضرورة لاستخدام القوة، أقول ذلك لعلمي بماهية حركة مناوي المنشقة التي لم تشأ أن تكون حركة تحرير السودان حركة تسع لمن يريد الانضمام إليها( هذا بغض النظر عن رأي الشخصي من هذه الحركات) وإنما حفنة من النفعيين الذين لا يريدون أحدا يخالفهم في الرأي0 فإمبراطورية مناوي الذي لم يحسن وضع دستورها لا تمثل قبيلة الزغاوة التي ينضم إليها والتي لها علاقات قديمة مع جارتها الميدوب، ولكنه(مناوي) يمثل نفسه وعشيرته التي أبت إلا إن تقلد ابنها (البار) عرشها بعد أن فقدت أملها في السيطرة علي أفكار الأحرار من أبناء دارفور الشرفاء.
ولا أشك أبدا أن مناوي يسمع أن الحشود العسكرية الكبيرة تنتظر رده في المناشدات بإطلاق سراح القائد مرجان من مختلف المنظمات الإنسانية كمنظمة العفو الدولية وغيرها وجميع أحرار دارفور والسودان، ولكننا نحذر مناوي من تجاوز الخطوط الحمراء والقيام بتصرف أحمق والمساس بمرجان فان ذلك سيؤدي حتما إلي ثورة ضده لن تهدأ حتى نهاية (بطل الإمبراطورية) ،أما إذا أراد (الحوت)، كما يسمي مناوي نفسه، أن ينتحر فهذا شأنه.
سليمان ادم .........السعودية