القاسم المشترك بين على محمود حسنين والأخ التوم هجو هو إنتمائُهما لمدرسة الراحل المقيم الشريف حسين الهندى التى تركت ملامحها الأساسية فى جيل الشباب الإتحادى الذى ما زال يعمل من خلف الكواليس. ومن أهم ملامح التيار الشريفى فى الحزب هو تمسكه بمدئية عدم مهادنه وملاطفة سارقى السلطة، وعدم الرضاء باى نظام سياسى غير التعددى وأخيرأَ الكفاح بشتى سبله فى مقاومة الأنظمة الغير شرعية. ولم يقع بصرى على شخصية إتحادية مؤثرة فى الأجيال الشبابية الحالية والقادمة كشخصية الشريف وإرثة الفكرى والنضالى. هولا السادة على محمود والتوم هجو ليس فقط ممن عاشرو الفترة الشريفية بل إمتد بهم إيمانهم بأفكاره لان يشاركوا فى الجبهة الوطنية آنذاك وحركة 1976والتى كانت ستؤدى بحياة الاستاذ على محمود والذى ظل مطارداً من قبل نظام نميرى ومحكوماً عليه بالإعدام لفترة طويلة. هنالك أيضاً تمسك شريفى بالمؤسسسية داخل التنظيم (ولا أعنى هنا السيد الشريف زين العابدين الذى أستخدم المصطلح فقط حينما يشعر بالتهميش من قِبل السيد محمد عثمان). هذا المبدأ الشريفى فى المؤسسسية كان من أبرز سماه الإتحاديين الملتصقين به. وهذا ما أدى الى إعادة بعث الحزب الوطنى الأتحادى من قبل السيد على محمود عقب إنتفاضة أبريل 1985.
كل هذه الحصيلة النضالية والفكرية لعلى محمود لم تمنعه من المشاركه فى مؤتمر المرجعيات وهو يعلم تماماً أنه من أجل شرعية زائفة منتقاه ( راجع البيان الصحفى للاستاذين محمد المعتصم على حاكم وأحمد السنجك بتاريخ 18مايو 2004) و لخدمة الطموحات الشخصية الأسرية لعائلة السيد محمد عثمان الميرغنى. خرج على محمود من الخرطوم الى القاهرة فى صيف 2004 ساخرأ بأنه ذاهب لقعدة إتحادية وأنه زاهد سياسى .ولكن أُخرست ألسنه الجميع حينما رجع السيد على محمود بمنصب لم تسمع به الأجيال الإتحادية منذ نشأة الحزب "نائبا للرئيس" ورجع بمصطلح فكرى جديد أرجو أن لا يجعله أحد من ضمن حصيلته اللغوية "شرعية التراضى". وفى محاولة يائسه منه للخروج من العار السياسى الذى لحق به وبمن شارك فيه قال الأستاذ على محمود يقول بأنه رضى بالمنصب بعد ضغوط من قواعد المؤتمر وقسم "الطلاق" من المؤتمرين. وهذا التحقير من شأن العلاقات الزوجية والمرأة عموماً هو آخر إهداء للسيد على محمود "المثقف" لكل شاب وشابه طموحة فى الإلتحاق بحزب الوسط المختطف. فهنالك شىءٌ خطير فى شخصية على محمود وهو تقلبه فى المواقف المبدئية التى لا تحتاج لاى هشاشة وتنميق وضعف. فيصبح الموقف من تصرفات السيد محمد عثمان الميرغنى اللاديمقراطية ودعواته للمؤتمرات الأنتقائية وتهميشه للموسسية الحقيقية المعتمده على املؤتمرات الفرعية وعدم التفريق بين مال الحزب وماله الخاص وإعتماده على من يثق بهم لا من ترضاه الجماهير الأتحادية هو إمتحان ورق عباد الشمس لكل إتحادى، ومما لايدع مجالاً للشك بأن السيد على محمود قد سقط فى هذا الإمتحان وأن إستقلاليته محل تسأولات وهنا أريد أن أًذكر حينما أتى على محمود لواشنطن باكيا من أثر الذكريات المؤلمة فى سجون النظام فى إحدى الندوات وأكْبرَ الحاضرون تلك التضحيات..ولكن فى الليلة التالية والتى كان مقراراَ فيها توحيد المجموعات الإتحادية المتناحرة فى واشنطن، إذ بالسيد على محمود يتلقى مكالمة قيل أنها من طرف السيد محمد عثمان الميرغنى موبخاُ ومهداداً له بعواقب هذه الخطوة..وفى منتصف ذاك النهار يتسلل على محمود هارباً الى كندا تاركاً الوجوم والدهشة على وجوه الإتحاديين فى واشنطن واللذين طار إنتظارهم لشخصية بمكانة على محمود لتوحدهم.
ويعود على محمود من مؤتمر المؤخرات للشرعية فى صيف 2004 ظاناً بأنه إكتسب شرعية جديدة لنفسه وراح تحت تأثيرهذا الوهم يتحدث عن عدم المشاركة للحزب فى الحكومة الحالية ثم تارة أُخرى يتحدث بأن الحزب لم ولن يتخذ قراراً بالمشاركة فى السطة التنفيذية وأن المكتب السياسى للحزب لم يقرر المشاركة فى الحكومة. وأنا هنا لا أدرى هل أُصيب السيد على محمود بمرض فقدان الذكرة والتوهم ؟ أم أنه يحاول أن يمارس الخداع على نفسه؟. فالحقيقة التى ظلت الشمس لا تغيب عنها هى أن لا وجود لا يوجد فى قاموس السيد محمد عثمان الميرغنى شىءٌ يسمى قرار المكتب السياسى ولن يرضى السيد بإستشارة أحد فى تكوينة هيكل هلامى يسمى التجمع أو فضه. هل سيشرك السيد محمد عثمان الميرغنى أحد من الواهمون بأنهم أعضاء فى المكتب السياسى فى قرارة بالمشاركة فى السلطة التنفيذية؟ أم أن نائبه الذى إختاره هو بنفسة يعيش فى كوكب المريخ؟. ويفيق على محمود حسنين ويلقى نظره على صورة السيد محمد عثمان موسوساً فى أُذن البشير وعلى أخبار توسطة لنظام العسكر فى حل النزاع مع الجارة أرتيريا ً وأخيرأً على قرار السيد بالدخول فى السلطتين التنفيذية والتشريعية وعلى توسله لعلى عثمان موزع الأرزاق الوزارية بزيادة حصة الإتحاديين فى الحقائب الوزارية. هل ما زال على محمود ينتظر قرار المكتب السياسى للحزب الوهمى بالمشاركة فى السلطة أم لا؟. هل يحس على محمود بطعم السم الذى أذاقة السيد محمد عثمان الميرغنى لكل من تقرب منه وأشترك فى مؤامراته فى المقطم والقناطر الخيرية؟. على محمود الذى لم يدرى أنه فقد إستقلاليتة منذ أن خطت قدماه الطائرة المقلة لوفد مؤامرة القناطر الخيرية. ناهيك عن القميص الجديد الذى فصله السيد محمد عثمان الميرغنى خصيصاً لة كآخر موضة فى التهكم على الشرعية وإبتداعية منصب نائب رئيس الحزب.
قد يكون السيد على محمود فى غفوة من أمره أما أخى العزيز التوم هجو فهو من نوع آخر فهو يعيش فى مدينة يحيك فى مدخلها تمثال الحرية ولكن الاخ التوم فَضّلَ أن لا يعير ذلك إهتماماً وظل حريص جداً على تصنيف الإتحاديين ما بين عاصى للسيد محمد عثمان الميرغنى وشرعيتة ومحب ومعترف برئاسته. وذلك يفسر تحرشه بالطليعة الشبابية التى تمثل مدينة كولورادو فى أثناء جلسات موامرة المرجعيات وقد حرص الأخ التوم بأن يكون هو ممثل الإتحاديين بأمريكا بغير منازع طوال الخمسة عشر عاماً والشخص الوحيد الذى لم يتسأل عن طول فترة تمثيلة وشرعيتة هو السيد محمد عثمان الميرغنى فالرجل لا يعير لهذه للمسائل إهتماماً طالما إلتزم التوم هجو بفروض السمع والطاعة. فلا أدرى لماذا يتحدث الأخ التوم عن عدم شرعية العسكر ...أهل هى من باب النفاق السياسى أم هو لا يدرى أنه قضى مدة خمسة عشر عاماً كممثل لامريكا الشمالية التى لم يجلس هو فى أى مؤتمر فرعى فيها سوى واحداً خرج منه قبل إنتهائه. ولقد أفسدت عدم مبدئية السيد محمد عثمان الميرغنى بخصوص تطبيق الديمقراطية داخلياً الأخ التوم فاصبح يرى نفسة فوق كل المؤتمرات فى أمريكا فهو يستعلى عليها ويدبر المكايد والمؤامرات لكى يفشل المؤتمرات فى بلاد الديمقراطية وحرية الإنسان. وأنا هنا لا أريد أن أظلم الأخ التوم ولكن ما فعلة ألاخ التوم فى واشنطن يثبت ما أقول ، فالتوم هجو أحدث فرقة بين الأشقاء فى واشنطن فى يوم مؤتمرهم الفرعى إذ فاجاء الجميع بنقديمه قائمة بأسماء المكتب السياسى قال بأن السيد محمد عثمان الميرغنى هو الذى وضعها.فانقسم الأشقاء بواشنطن حتى هذه اللحظة ما بين مُعَين من قٍبل السيد ومنتخب بواسطة المؤتمر الفرعى. ولقد أفسدت عدم إيمان التوم هجو بتطبيق الديمقراطية داخلياً كثير من ألأشقاء فى أمريكا فراح بعضهم ينشر بيانات بأسم الحزب فى أمريكا بأجمعها لان إسمه من ضمن الأسماء التى رضى عنها السيد محمد عثمان الميرغنى، كما تفرغ البعض لمناكفة والتقليل من شأن أى طليعة إتحادية شبابية حريصة على ممارسة الديمقراطية داخلياَ كما حدث للأشقاء فى مدينة كولورادو. هذه بإختصار شديد إنجازات الأخ التوم على الصعيد السياسى المحلى. أما على الصعيد العالمى فقد ظل التوم ينعم بتمثيل الحزب المختطف فى تجمع الضعفاء لسنين عديدة ويبدو أنه صدق أُكذوبة أن التجمع يمثل الدينمو المحرك لعجلة النضال وظل يردد الثوريات التى هى من سمة المدرسة الشريفية. ولكن الأخ التوم لم يفطن لمسألة أنه مسيّر وليس مخير طالما إختار أن يكون من ضمن اللذين يكتسبون شرعيتهم عن طريق غير ديمقراطى . وكانت الطامة الكبرى حينما حاول الأخ التوم تكشير أنيابه الشريفية حيال لهس السيد محمد عثمان الميرغنى المؤسف المخجل المسىء للحركة الوطنية السودانية وراء مقاعد فى السلطة التنفيذية. فكان نصيبه هو الطرد من الكيان النضالى الهلامى (التجمع) الذى خلقة السيد محمد عثمان وإستبداله بنسخة أُخرى من المريدين وهو أحمد على أبوبكر. فهل تجرع التوم سم المتابعة العمياء للسيد محمد عثمان الميرغنى؟.
وأنا لا أدرى لماذا هان التمسك بالمبادى الشريفية الهندية من قِبَل الرجلين، ألم يقل الشريف حسيت الهندى "إننا حينما نجوع نأكل أصابعنا....ولا نأكل قضايانا". لماذا إختاروا طريق الظلام اللآديمقراطى. لماذا إختاروا أن يتبعوا رجُلاً جديدٌ عليه النضال ضد العسكر وليس بعيداً عن الأذهان صورته هو وأخيه مع السفاح جعفر نميرى...لماذا إختاروا الركض وراء رجُلاُ مشهود لاخيه أحمد الميرغنى بأنه لم يشاهد عند الدخول فى أى معركة حتى ولو كانت كلامية ضد اليكتاتورية، بل الكل يذكر بأنه شوهد عند الدخول للمكتب السياسى للإتحاد الإشتراكى ، لماذا يتبعون رجُلاً يطن أن نسبه برسول الهدى يعطيه قداسة دينية بالرغم أن رسول الرحمة يقول لآبنته "يا فاطمة إنى لا أغنى عنك عند الله شيئا" ويقول فى موضعٍ آخر"من أبطأ به عمله، لم يسرع به نَسَبِه" ....لماذا يتبعون رجلاً يعتبر أن الإتحادية صكوك غفران هو صاحب الإمتياز الوحيد لها...لماذا يتابعون رجُلاً قال والده السيد على الميرغنى فى كلمته أمام الملك جورج الخامس ملك بريطانيا حينما ذهب رئيساً لوفد التهنيئة بالنتصار فى الحرب "ولذا نضرع الى الله القدير أن يمنح جلالتكم العمر الطويل المقرون بالسعاده، وأن يحفظ بريطانيا العظمى رافعة لواء الحرية والمدنية فى العالم ، ولتخفق الراية البريطانية طويلا على السودان بأسره والسلام ".
فها هو ذا يشترى الشرعية المنتقاه بماله كل عشر سنين من خلال مؤتمرات منتقاه، صورية معروف من هو رئيس حوليتها...لماذا يتابعون رجُلاً أجْلَسَ إبنه وأخية على منصه مؤامرة المرجعيات لكل يقتل طموحات كل إتحادى وليكرس نظرية التوريث ....إن معركتنا معه ومع من إتبعه بإحسان أو بكراهية لا تقل شراسةً من معكرتنا مع نظام العسكر.,وأنا لا أحسب نفسى من الشامتين فى أحد ولا من اللذين ينظرون لعورات الأخرين ويسلتذون بسقوطهم.ولكن يبقى العشم فى أن يخرج الرجلين من صمتهم وغفوتهم ومشاركتهم فى وأد الديمقراطية داخل الحزب لسنين طويلة وليسمعوا الجماهير الإتحادية ما إستفادوا من تجاربهم ..وحينها فقط سينام الشريف فى هدؤ لان هنالك من يبقى عشرة على القضية ويعض عليها بالنواجز.