اصحى يا نائم
ان الاختلاف بين سكان الوطن الواحد امر طبيعي وفي كل بلد من بلاد الدنيا توجد قبائل مختلفة تكون مجتمع الدولة ومثال ذلك امريكا والسودان، وان الاختلاف في الاصل أو الجذور لا يكون سببا لنفى إطلاق صفة المواطن عليه او تسميته بجزء من الوطن كما درج على ذلك ابو بكر القاضي على تسيمة النخبة النيلية ومتجاهلا قبوله مبدأ المواطن الذي كتبنا عنه ورد عليه في جريدة الوطن القطرية في وقت سابق.
والقول بان النخبة النيلية قد شيدوا العمارات ...الخ ، هذا امر طبيعي ، فالمواطن الذي يسكن غرب السودان قد امتلك ثروة حيوانية تساوى اكثر من قيمة العمارة كما لديه محاصيل زراعية من كركدي وسمسم ....الخ. اما القول بانهم سيطروا على السلطة فهل يعلم ابوبكر القاضي ان اسماعيل الازهري اول زعيم سوداني من غرب الوطن؟.
ان التهميش الذي لم يسلم منه حتى شمال السودان كان سببه السياسة الاستعمارية وهي التي خلقت حرب الجنوب وشغلت جميع الحكومات من التنمية أما اذا كان يقصد ابو بكر القاضي الخرطوم باعتبارها غير مهمشة فهي عاصمة قومية اذا كان لا يعلم فان هنالك عدداً من العمارات يمتلكلها ابناء الوطن من غرب البلاد في الخرطوم( نأمل ان يستفيد الاستاذ من هذه اللغة غير العنصيرة والموضوعية) .
ان الذي يساعد على التهميش كتابات ابوبكر القاضي وامثاله التي تزيد من العنصرية والحروب الاهلية ، وليس هنالك استعلاء بين القبائل السودانية ولكل قبيلة ارثها وتقافتها ، فهل يعلم ابوبكر القاضي ان الاستاذ عبد الواحد محمد نور قد درس في الخرطوم لانها عاصمة قومية ولم يعزل من جانب ابناء شمال البلاد من زملائه من المناسبات الاجتماعية بل قدموا له المساعدات الاكاديمية حتى يكون استاذا محاميا؟ فاذا كان هنالك استعلاء على الوجه الذي يتحدث به ابوبكر القاضي ما وجد امثال عبد الواحد اية تعاون داخل الجامعة في الخرطوم من قبل ابناء الشمال من الوطن.
عندما وقفت حرب الجنوب بدأت الحرب في الغرب ولو صبر الذين اشعلوها لذال التهميش بوسائل اخرى من جميع انحاء السودان شماله وشرقه وغربيه وجنوبه ووسطه ، ونجد ان اثار حرب انعكست على جميع اهل السودان.
على ابو بكر القاضي ان يدعم السلام ومفهوم المواطنة والبعد عن التفرقة على اسس عنصرية واثارة نعراتها. وختاماً نقول اصحى يا نائم قبل ان تتراكم عليك الذنوب بسبب ما تكتبه.
د. أسامة مصطفى ابراهيم - قطر