![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بقلم/ إستيفن بار كوول
"إن لم يكتشف الرجل ما يموت من أجله فهوغير كفيل أن يحيا"
(مارتن لوثر كينج)
"فليكن الموت أو التحرير" شعارٌ رددته أفواجُ الجيش الشعبى لتحرير السودان (Sudan People’s Liberation Army Battalions)، خاصة أفواجُ قمر الليل (Moonlight Battalions) "النمر وتمساح" فى أغانيها الحماسية طيلة فترة النضال الذى قاده الشهيد البطل المقيم الدكتور جون قرنق دي مبيور. كانت هذه من اشهر أناشيد الجيش الشعبى الممزوجة بلغة النوير واللغة العربية وتعنى، فيما تعنى، أن النضال سيستمر الى آخر قطرة من الدم من أجل تحرير كل شبر من الجنوب (chang duoth ni neirew –لغة النوير)، مما يعنى أيضاً ان الموت سيأتى مسرعاً للبعض الآخر. فبلغة الإحصاء، أتى الموت بخطى اسرع مما يُتوقع فأخذ أعداداً كبيرة من الضحايا خلال عقدين من الزمان. كما أخذ هذا المارد، أى الحرب التعيسة، ما لا يمكن حصره من الجنود والمدنيين، وفاجأ اخيراً، قائد المسيرة د. قرنق بغتة فى نفسه وروحه الطيبتين.
فى تحدي لبعض قادة الحركة الذين تلكأوا فى تنفيذ اوامر التحرك من معسكر اللاجئين فى إتانق (Itang) فى يوليو 1987م، ذكَرالقائد وليام نيون (William Nyuon) هؤلاء القادة قائلاً: حتى الجبناء منا فى هذا الجيش لا يمكنه الإفلات والهروب من الموت لكيما يروا يوم التحرير. كما قال: إن يوم التحرير وثماره ليس للمحرر الذي قدم حياته ثمناً غالياً من أجل تحرير شعبه. قال وليام هذه الكلمات وكأنما هو على سابق معرفة أو على دراية أنه لن يبقى على قيد الحياة من مؤسسى الحركة الشعبية لتحرير السودان الأوئل أمثال كاربينو كوانين (Kerbino Kuanyin)، أروك ثون اروك (Arok Thon Arok) والدكتور جون قرنق دى مبيور، سوى سلفا كيير ميارديت (Salva Kiir Mayardit).
مهما يكن من امرٍ، فقد اظهرت حرم الفقيد ورفيقة دربه القائدة ريبيكا نيادينق دي مبيور، شجاعة فائقة غير مقرونة فى ساعة هول اعلان وفاة زوجها، أعلنت ما لم يتنبأ %