المنتدى الفكري الاتحادي بالدوحة
نداء الوطن (5)
الســـــــــلام - العودة - الوحدة
إلى الذين لايريدون علوا في الأرض ولا فساد
إلى الشرفاء من أبناء وطننا الحبيب
إلى شباب وطلاب السودان في كل دور العلم داخل السودان وخارجه
إلى قواتنا المسلحة الباسلة حامية حمى السودان ورمز سيادته إلى قوات الشرطة التي ظلت ومازالت في خدمة الشعب ليل نهار
إلى حواء السودان في كل ميادين البذل والعطاء
إلى أطفال السودان رجال الغد وقادة المستقبل
إلى الاتحاديين الديمقراطيين صناع التاريخ بالاستقلال وحماته وأهل الموقف الوطني منذ نشأة حزبنا إلى يومنا هذا
إلى أولئك وهؤلاء جميعا أسوق الحديث .
يلتقيكم اليوم المنتدى الفكري الاتحادي وفى هذا الشهر نوفمبر من العام 2005 والساحة السياسية السودانية حبلى بالأحداث ولكن للحزب الاتحادي الديمقراطي ثلاثة مواعيد في ثلاثة أحداث مع القدر في هذا الشهر رأينا أن نستعرضها معكم في هذا المقام
أولها 16/ نوفمبر 1988م ذكرى توقيع اتفاقية السلام السودانية والتي عرفت باتفاقية الميرغني – قرنق والتي كانت طرحا متقدما للحزب الاتحادي الديمقراطي في نظرته لحل مشاكل الوطن باعتبار تحقيق السلام كان سيوقف الحرب وكان ذلك حتما سيؤدى إلى وقف استنزاف الخزينة العامه التي أرهقت بسبب ميزانيات الحرب المتواصلة لانود أن نرجع إلى الإطار الكلى للاتفاقية ولكن في عمومها لم تكن تحتوى على تقسيم للثروة ولا إلى تقسيم البلاد والعباد ولم تكن تحتاج إلا أن يجلس السودانيين مع بعضهم البعض للاتفاق على شكل الدولة الجديدة ونظام الحكم الديمقراطي الذي يحفظ للجميع حقوقهم ، والمتابع للأحداث وقتها يجد أن هذه الاتفاقية وقبل التوقيع عليها قد حظيت بموافقة السيد رئيس الوزراء آنذاك الصادق المهدي والذي تراجع عن تأييده لها بعد الحملة الإعلامية الشرسة التي قادتها أجهزة إعلام الجبهة الإسلامية ‘ ومن ثم أعلن عن موافقته المشروطة للاتفاقية (بتوضيحاتها) وهكذا وجد أعداء الديمقراطية فرصتهم السانحة في تعطيل أهم برامج الحكومة وهو وقف الحرب وتحقيق السلام ، ونحن في المنتدى الفكري ننتهز هذه السانحة لتحية زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي خاصة بعد أن استمعنا إلى خطبته في صلاة عيد الفطر المبارك ، إلا أننا كنا نأمل أن يمتد تسامح الرجل مع كل الذين خرجوا من حزبه ويعفو عن الجميع دون شروط ولأننا في المنتدى بمثل ما ندعو ونعمل على وحدة الحركة الاتحادية فإننا أيضا ندعم كل جهود السيد الصادق للم شمل حزب الأمة في كيان واحد لان تحديات المرحلة القادمة لا تقبل الفرقة والشتات والانقسام . والتحية أيضا نوجهها لسيادة الفريق سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية وإلى جميع قيادات الحركة في ذكرى اتفاقية 16/ نوفمبر 1988م وذلك للعمل باستمرار على إحياء الثوابت وأفكار الوحدة والسلام التي كان يجسدها الراحل د. جون قرنق حيث لازلنا نتذكر كلمته الضافية أمام مؤتمر القاهرة بين الحكومة والتجمع حيث قال
I think that one day three thousand year ago my grand grand mother coming from Cairo.
وهو بهذا لا يفصل نفسه إطلاقا عن ثقافة انتمائه القبلي من منبته في البحيرات إلى معيته في المتوسط وهو الذي كان يتحدث دائما عن السودان من حلفا إلى نوملى ، وفكره الوحدوي هذا جسده عمليا عندما شاهده العالم أجمع أمام كاميرات التلفزه وهو يرقص على أنغام موسيقى فرقة ملوك النيل ولم يكن الرجل في حوجه لإظهار طربه في المناسبة بقدر ما كان يرمز بذلك لانتمائه لملوك النيل وهو النيل الواحد الذي لايقبل الفصل ولا الفاصم فالرجل كان معبرا عن فكره دوما في حله وفى ترحاله في صمته وفى حديثه حتى في طربه ورقصه كان أكثر تعبيرا وقربا من نفوس محبيه ومؤيديه ونؤكد مجددا للحركة الشعبية بهذه المناسبة أن دخول الحزب حكومة الوحدة الوطنية من أجل العمل على جميع ما تم الاتفاق عليه في أسمرا والقاهرة واتفاقية السلام السودانية ونؤكد أيضا أن الثقة بيننا والحركة الشعبية سوف توجه لصالح الشعب السوداني في المقام الأول .
أما الحدث الثاني للحزب الاتحادي الديمقراطي في نوفمبر هو عندما أعلن زعيم الحزب سماحة السيد / محمد عثمان الميرغني أنه قرر العودة إلى السودان في شهر يناير القادم إنشاء الله وكان هذا القرار هو البشرى لمحبيه ومؤيديه وجميع أفراد الشعب السوداني بالعودة الميمونة المباركة والتي إنتظرها الشعب طويلا حتى كاد أن ييئس منها حتى زفت إليهم بالأمس القريب بعد ستة عشر عاما حسوما قاد فيها سفينة الحزب والتجمع الوطني معارضا ومقاوما ومفاوضا لنظام القهر والاستبداد الذي سطى على النظام الديمقراطي في ليلة 30/ يونيو 1989 م وكانت مغادرته للسودان فور خروجه من السجن مباشرة وكانت هذه المرة الأولى التي يتجرأ فيها نظام حكم على سجن أحد من آل الميرغني . والمنتدى الفكري ينظر إلى هذه العودة على أن تكون هي البداية في مسيرة التحول الديمقراطي وأن تكون أيضا لها ما بعدها في تحقيق السلام والاستقرار في دارفور والشرق وينظر إلى هذه العودة على أن تكون الخطوة الحاسمة لتحقيق وحدة جميع الاتحاديين كما ينظر المنتدى أن تكون العودة بداية الاستعداد للمؤتمر الجامع لجميع فصائل الحزب الاتحادي الديمقراطي ويرجى منها أيضا أن يقوم الحزب بالتنسيق الواسع مع جميع القوى الوطنية السودانية لبرنامج عمل المرحلة القادمة .
المنتدى
والموعد الثالث للقدر مع الحزب الاتحادي الديمقراطي في نوفمبر هو اكتمال توحيد شقي الحركة الاتحادية (حزب الشعب الديمقراطي ووالوطنى الاتحادي ) في حزب واحد (الاتحادي الديمقراطي ) وكان ذلك في أواخر نوفمبر من العام 1967 م ، حينها بلغ الحزب قمة قوته وعنفوانه في طرحه الفكري وعمله التنظيمي تحت قيادة الزعيم الراحل إسماعيل الازهرى ورعاية مولانا الأكبر السيد على الميرغني طيب الله ثراهما ، حيث كان من نتائج هذه الوحدة اكتساح الحزب للانتخابات البرلمانية التي أجريت في أبريل 1968 والتي فاز فيها الحزب الاتحادي الديمقراطي ب (101 ) مقعدا في البرلمان ، إلا أن القدر مجددا ساق شذاذ الآفاق إلى ارتكاب حماقة السطو على السلطة ليلا ووأد النظام الديمقراطي وإفساد الحياة السياسية ذلك في عام 1969 م ( نظام مايو البائد ) وقد كانت فجيعة الحزب الكبرى والشعب السوداني عامة أن فقد زعيم الاستقلال ورافع علم الحرية السيد إسماعيل الازهرى بعد ثلاثة أشهر من انقلاب مايو المشؤم وحينها يتذكر الجميع وخاصة الاتحاديين رسالة الزعيم الازهرى من سجنه إلى الشريف حسين الهندي لقيادة المسيرة الظافرة ومقاومة نظام الظلم والاستبداد ، حيث طالب الحسين في تلك الرسالة
( أن لاصلح ولا تفاوض ولا استسلام لنظام مايو ) وقال أيضا ( قاوموا النظام العسكري بكل أساليب النضال والتكن الثورة الشعبية طريقكم إلى ذلك ) وقد كان فقد حمل الشريف حسين الهندي راية النضال وقاوم نظام مايو ونازله في معارك كثيرة جنبا إلى جنب مع إخوتنا الأنصار في حزب الأمة بدءا من الجزيرة أبا وإنتهاءا بالثورة السودانية المسلحة في يوليو 1976 م وأستمر الشريف حسين الهندي رافعا راية النضال حافظا لوصية الزعيم الازهرى لم يخن الأمانة ولم يخزل شعبه ومحبيه ، لم يستسلم لنظام مايو عندما أبدى الأخير رغبة في التفاوض حيث خنع له الآخرين حينها قال الشريف قولته المشهورة ( لن ولم نفاوض مادام جعفر نميرى على رأس السلطة في الخرطوم ) وأطلق أيضا نداءه الشهير قبل وفاته ( أبقوا عشرة على القضية وعضوا عليها بالنواجز ) ظل الشريف حسين صامدا صلدا لم يهن أو يلين حتى لحظة استشهاده في 9/ يناير /1982 م ، رحمك الله أيها الشريف وأنزل شآبيب رحمته على قبرك ، وقد تحقق مطلب الزعيمين في إسقاط نظام مايو من خلال الثورة الشعبية الظافرة في أبريل 1986 م . ومن بعد ذلك قاد المسيرة زعيم الحزب ورئيسه السيد محمد عثمان الميرغني ونشهد له بأنه حمل الرسالة وأدى الأمانة وقاتل وكافح وقاوم وفاوض نظام الإنقاذ من أجل استرداد الحرية والديمقراطية للشعب السوداني فالتحية له في ذكرى توقيع اتفاقية نوفمبر 1988 والتحية له في ذكرى توحيد أحزاب الحركة الاتحادية في نوفمبر 1967 والتحية له وقد أعلن بشكل قاطع عودته إلى السودان أيضا في نوفمبر 2005 م .
وهكذا ارتبطت بعض أحداث الحزب الاتحادي الديمقراطي بفعل القدر ودون تدخل من أحد بشهر نوفمبر ونترككم في رعاية الله وحفظه وحتى يلتقيكم المنتدى الفكري الاتحادي في مقال آخر بإذن الله .
المنتدى الفكري الاتحادي بالدوحة
عنهم
عنهم عباس عمر على
نقال 5393544
[email protected] email
[email protected]