تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ثوار الشرق لن يتنازلوا عن حقوق شعبهم بقلم عيسى يحي محمد/اسبيالد /الدنمارك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
21/11/2005 8:19 م


ثوار الشرق لن يتنازلوا عن حقوق شعبهم

بقلم . عيسى يحي محمد/اسبيالد /الدنمارك


الحرب لم تكن يوما هدفا فى حد ذاتها , انما تمليها اسباب ودوافع وظروف , فهى
اما من اجل الاستيلاء على حقوق الاخرين ,منقولة او ثابتة كارض او مال,
هذا النوع من الحرب تقع تحت طائلة العدوان لان من ورائها تحقيق اطماع
ومصالح على حساب الاخرين بالقوة
والقهر والتدمير وازهاق الارواح , ثم
حرب من اجل رد العدوان فهى حرب دفاعية , لحماية النفس والمال
والارض وذلك قبل الاستيلاء
عليهما هذه حرب مشروعة ان لم لا تتجاوز حدود المكان
المدافع عنه, اما النوع الاخير هى الحرب الثورية وهى
ذات شقين وطنية لطرد الغزاة
والمحتلين .وسياسية بهدف تغير وخلع النظام السياسى الجائر والمستبد
او ازالة الظلم القائم على الناس من الحكام , الحرب بكل تسصنيفاتها بغيضة
و مهما كانت منطلقاتها لانها نقيض
السلم والامان الذى يسعى اليه الانسان ,
ولكن قد تفرض الظروف الاخذ بخيار الحرب على الطرف المظلوم عندما تغلق
امامه كل السبل والمنافذ
لاستعادة الحقوق سلما عبر التفاوض والحوار والتفاهم .

الحرب التى تدور راحاها اليوم فى بقاع عده فى السودان هى بين الظالم
والمظلوم بين الذين يبحثون عن قوت
يومهم يفترشون الارض و يلتحفون
السماء وبين المترفون المتخمون وفى ايديهم زمام السلطة ومفاتيح كنوز
البلاد ,هذه الحرب لاتزال
تحصد الارواح وتخلف ورائها الارامل واليتامى
صباحا ومساء فى غرب السودان , ويكتوى بنار اتونها انسان
الشرق المعروف بصبره
وجلده , المغيب والمنسى فى داره ووطنه والمظلوم منذ
نشأت الدولة السودانية والى اليوم , قد املته عليه
ظروف موضوعية فرضها واقع
الظلم والاجحاف الذى ظل يعانيه جيل بعد جيل , تحدث بظلمه بصوت
مرتفع فلم يسمعه احد , طالب بحقوقه فلم يجد
استجابة الح فى طلبه فكانت
النتيجة التجاهل , بل لم يكتف ظالميه بهذا بل اودعوه الى السجن وضربوه
وعذبوه وقتلوه ومن بقى حيا ,
اقتيد الى مكان مجهول لا يعلم بمكانه الا
سجانيه وجلاديه , لم يبقى امام انسان الشرق خيارا اخر سوى
التمرد والثورة المسلحة ذلك , لأن
قلة قليلة من الناس الذين وصفوا انفسهم بدعاة المشروع
الحضارى استولوا على السلطة ليلا والناس نيام , قد ازاقوا
انسان الشرق صنوف العذاب من
اجل تأمين شريان ا لحياة لدولتهم على حسابه , بعد
الاستيلاء على حقوقه وتجريده من وسائل كسب عيشه والدفع
به الى عالم المجهول ,
الثورة نتاج طبيعى لمواجهة الظلم والغطرسة والاستبداد
المبنى على التعالى والعنصرية, لقد فعلت الانقاذ كل
ما فى وسعها لانكار بان للشرق
وجود ناهيك من ان تكون له قضية وحقوق, فهى لا تعرف
الشرق الا من خلال ميناء بورسودان وسواكن ومناجم الذهب
ومشروع القاش ومواقع
المصالح الاخرى الشرق بمثابة البقرة الحلوب ذات الضرع
الكبير, اما الانسان هناك لامكان له فى قاموسهم الا اذا
كان مطعيا ذليلا متوسلا
ومستجديا هذا ما لم ولن يقبله او يفعله اخوان تاجوج , لم يطالب
انسان الشرق من الانقاذ الاعتراف بوجوده ,
لكنها عرفته واعترفت به
رغم انفها فى الميدان و فى اكثر من موقع حينما ولت قواتها هاربة تاركة
ورائها الياتها ومعداتها , قروره
وهمشكوريب وغيرهما تحدثاتا من قبل
فى ساحات الوغى, لقد عرفت الانقاذ انسان الشرق عند ما لم يتراجع
امام امام قصف المروحيات
القتالية او قنابل الانتنوف التى تريد ان
تعيد لزاكرة التاريخ زكرى هيروشيما وناجازاكى فى
همشككوريب هنا فى
شرق السودان , لكنهم لم يفلحوا , لم يبقى امام الانقاذين بديلا
الا التحلل من عقدة الاعتراف بقوى
الثورة, والجلوس ند بند مع ممثلى
جماهير الشرق الثورية , والتفاوض معها حول الاسس العادلة والقويمة
لانهاء الصراع الراهن واعادة الحقوق
الى اهلها , ثروة وسلطة كاملتان
دون بخس اوتأجيل, لن يرضى اهل الشرق باقل منها والا لكل مقام حديث
, قد يكون كدوى الجبال ,او ربما
يكون شيا اخر قد ينبائكم به الثوار فى
حينه ,الايام حبلى سنرى ما قد تنجبه , لكن قبل ذاك الحين,على
الانقاذ ان تعلم
ان الوقت ليس فى صالحها فهى محتضرة , واجلها بين قاب
قوسين او ادنى ,ليس امامها سبيل سوى تسليم
الامانات والحقوق الى
اهلها قبل ان يوافيها المنية , ان فرصتها للخلاص من ذلك هو فى
محادثات السلام المرتقبة فى ترابلس
بلبيا, اياكم واساليب الاستعلاء
والمراوغة وسناريوهاتها ,لان ذلك يجلب الرياح العاصفة التى حتما
ستودى الى اقتلاع ما تبقى من
اركان نظامكم المسنود ببعض نصوص
اتفاقية نيفاشا .التى امنت حقوق ثورة الجنوب , وبنت للانقاذ سياجا من
خيط العنكبوت .

ينبغى على الانقاذين وكهنتهم , ان يعلموا ان انسان الشرق لم ولن يقبل
ان يظل حاله هكذا الى اجل غير مسمى؟
يدير شؤونه الاخرين تحت
مسميات مختلفة ومزيفة من غير اهل الاقليم و ينصبوا انفسهم اوصياء
عليه. ويحرموه من ثروته ويستأثرون
بها .ويصبحوا اغنياء بماله ويعيشون
حياة الملوك والاباطرة , ويظل هو محروما و بائسا يكابد ضنك الحياة
القاسية , لا مأوى ولا مدرسة
او علاجا, ان ثورة الشرق لم تندلع من فراغ اوبدافع
الترف السياسى او نزهة على سفوح الجبال ووديانها
, انها ثورة المقهور المظلوم
الصامت ,الذى تحدث عبرالبندقية, فسمعه مرغما ومجبرا المتغطرس
والمتجبر والزنديق الذى كان لا يريد ان يستمع اليه
من قبل , ان الانقاذين
بقدر ما اوتوا من صلف وجبروت اركعهم انسان الشرق البسيط لانه يملك
ارادة وتصميم وهدف لا تستطيع
اى قوة كانت ان تعطل زخم ثورة ابناء نهر
القاش وجبال التاكا اخوان تاجوج. فعلى دعادة المشروع الاجبارى
التفكير بعمق وجد فى
مغادرة مربع التعنت والنزول من برج الجليد قبل ان تبلغ شمس
الثورة كبد السماء , لذا الاعتراف بالاخرين
وحقوقهم , امرا لم يعد هناك سبيلا او
مناصا منه اوبديلا عنه , سوى الخضوع للحق والتفاوض مع ثوار الشرق من
زاوية الجدية والصدق
والمسئولية , وعدم الجنوح الى تكتكيات خطوة
الى الامام وخطوتين الى الوراء ثم المرواغة
والمناورة والتسويف بدافع
كسب الوقت فى محاولة لتعطيل الحقوق مما يعنى انكارا لها ,هذه العقلية
يعرفها الثوار جيدا لا تنطلى عليهم حيل والاعيب الانقاذين , على مفاوضى
الانقاذ عليهم قرأة فصل من فصول كتاب ثورة الشرق قبل, الذهاب الى طاولة
المفاوضات ليس فى المكتبات , انما يجسده انسان الشرق دما ولحما وفى سيماءه
المخندق دفاعا عن حقوقه المقدسة.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved