تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تشخيص مشكلة شرق السودان و دعوة للإشراف البحثى بقلم د. إبراهيم أحمد أونور

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
21/11/2005 7:18 ص


تشخيص مشكلة شرق السودان موضوع كبير يستحق تحليل أوفى ودراسة أعمق بل ربما
بحث تخصصى فى مستوى ماجستير أو دكتوراة ، ومن هذا المنطلق لا أمانع من تقديم
خدمات إشراف على هذا الموضوع أو فى إطاره لكل من يستأنس الرغبة فى نفسه لنيل
درجة علمية عليا فى هذا المجال على أن تتم موافقة الجامعة التى يسجل فيها على
الإشراف من مكان تواجدى الحالى.

من خلال إستقرائى لماضى وواقع شرق السودان يمكن القول أن مشكلة االشرق تكمن فى
الثلاثى المعروف بالحهل و الفقر والمرض . لا شك أن هنالك إرتباط وثيق بين
العوامل الثلاث ، حيث نجد الجهل (جهل المعرفة) يولد الفقر (فقر القدرات) كما أن
إجتماع الجهل و الفقر معاً يسهمان فى خلق عامل المرض الذى بدوره يزيد من حدة
الجهل و الفقر معاً لتزداد بعد ذلك قاعدة المثلث مما يعنى ذلك إتساع مساحة
البؤس و الإنحلال الإجتماعى الذى بدوره يسهم فى فناء القومية أو المجتمع.

السؤال الذى نود الإجابة عليه بصورة عامة فى هذا المقال هو ماهى أهم العوامل
التى ساهمت فى تفعيل العوامل الثلاث المذكورة (الجهل-الفقر-المرض) فى شرق
السودان ؟. للإجابة للسؤال المطروح سوف نستخدم المنهج الإستنباطى (أى إستنباط
المسببات من واقع الحال) ، حيث لا تتوفر لدينا بيانات ومعلومات تفيد إستخدام
المنهج التحليلى الكمى الأكثر دقة وقبولاً من حيث المنهجية البحثية.

لتشخيص المشكلة بصورة عامة ، دعنا نقسم "محور الشرق" إلى ثلاث محاور(تمشياً مع
مصطلحات حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ) ليس من باب الدعوة لتمكين أحد هذه
المحاورعلى حساب الأخرى بل من باب تشخيص مسببات البؤس فى هذه المحاور. تتضمن
المحاور الثلاث محور مناطق البحر الأحمر ، محور حوض القاش ، محور الحدود
الشرقية المتاخمة لأريتريا و أثيوبيا.

قبل وفاة الداعية الإسلامى و المصلح الإجتماعى الشيخ على بيتاى تعتبر مناطق
همشكوريب محور قائم بذاته جدير بالإهتمام ، لكن بعد وفاته أصبحت هذه المنطقة لا
تختلف كثيراً عن بقية مناطق الشرق المنكوبة ، سوف نسلط بعض الأضواء لتلك
التجربة الفريدة و القصيرة.

بالنظر إلى المحاور الثلاث من حيث المجتمعات التى تسكن فيها تاريخياً نجد
جميعها من قبائل البجا التى لا تختلف عن بعضها من حيث العادات و التقاليد و
االدين و اللغة و بالرغم أن هنالك تداخل بين هذه القبائل فى المحاور الثلاث إلا
أن الإختلاف بين المحاور الثلاث يتمثل فى وجود عاملين هامين ، هما درجة هيمنة
وتسلط الإدارات الأهلية ، ودرجة الولاء و الإستسلام للطريقة الختمية التى
أبتلى بها شرق السودان.

محور البحر الأحمر: رغم توفر الموارد الطبيعية و الزراعية الكفيلة بتوفير حياة
كريمة لسكان هذا المحور نجد هذا المحور يتصدر المحاور الثلاث من حيث البؤس و
الشقاء والجهل ، كما أنه يتميز بوجود هيمنة كاملة للإدارة الأهلية وتبعية
للطريقة الختمية فى آن واحد. ننظر إلى بعض المعلومات المخيفة الصادرة عن تقارير
دولية بخصوص هذا المحور.

تقارير المنظمات الإنسانية الدولية كأوكسام ومنظمة الغذاء العالمية تشير أن
نسبة الإصابة بالسل فى مناطق جبال البحر الأحمر هى الأعلى فى العالم ، و نسبة
وفيات الحوامل تعتبر الأعلى فى العالم ، وكما أن نسبة وفيات الأطفال قبل
العام الخامس من العمر الأعلى فى العالم. رغم ذلك كله نجد جزء كبير من موارد
هذا الإقليم توجه لدعم ميزانية الحكومة المركزية.

.

محور حوض القاش : نلاظ هيمنة قوية مسنودة من السلطات الحكومية للإدارة
الأهلية فى هذا المحور، رغم تمرد وعدم إنصياع جزء كبير من سكان المنطقةعليها،
كماأن درجة الولاء للطريقة الختمية أقل ًمقارنة بمحور البحر الأحمر. يلاحظ
وجود ثلاثى الفقر و الجهل والمرض أيضاً فى هذا المحور لكن بدرجة أقل نسبياً من
المحور السابق.

محور الحدود الشرقية: يتميز هذا المحور بوجود هيمنة أقل للإدارة الأهلية ، كما
نلاحظ أيضاً تحرر شبه كامل من مفاهيم الطريقة الختمية السائدة فى بقية مناطق
الشرق. بالرغم أن هذه المنطقة شهدت عدة حروب مدمرة على مسرحها مروراً بالحرب
الأريترية الأثيوبية ثم حروب المعارضات السودانية المختلفة نجدها نسبياً الأقل
تأثراً بالثلاثى المذكور.

تجربة الشيخ على بيتاى: إستطاع الشيخ على بيتاى (رحمة الله علية) قبل وفاتة من
إحداث طفرة و نهضة إجتماعية غير مسبوقة فى فترة وجيزة للغاية فى أكثر المناطق
تخلفاً وجهلاً فى شرق السودان. من الأليات الهامة التى إستند عليها فى تنفيذ
مشروعه الحضارى كسر قبضة الإدارة الأهلية وهيمنة الطريقة الختمية فى مناطقه ،
ثم بعد ذلك بدأ بنشر خلاوى القرآن الكريم والمدارس جنباً إلى جنب ، بالإضافة
لتشجيع العمل التجارى الجماعى لذلك المجتمع. ولذلك أول ما بدأ به هو تحريرالفكر
لإنسان المنطقة من عبادة العباد إلى عبادة الواحد الأحد. لذلك ليس من باب
الصدفة إذ نجد أن الشيخ على بيتاى فى بداية دعوته واجه حرباً قاسية من
الإدارة الأهلية فى المنطقة وطريقة الختمية التى كانت تملك زمام الحكم آنذاك ،
حيث تم سجنه لفترة طويلة و لم تتوفرالبيئة المناسبة لتنفيذ مشروعه الإجتماعى
إلا بعد أن جاء حكم نميرى الذى قلص نفوذ الختمية فى السلطة وهيمنة الإدارة
الأهلية فى كل أرجاء السودان. ومن دواعى الإستغراب حقاً أن بعض الذين يدعون
تبنى قضية الشرق يطالبون بتوسيع نفوذ الإدارات الأهلية فى شرق السودان.

من خلال ما قدم من عرض بصورة عامة لتحليل مسببات الجهل و الفقر و المرض فى شرق
السودان يمكن إستنتاج نتيجة بسيطة مفادها أن أول خطوة لمحاولة ا لتغيير
الإجتماعى فى شرق السودان لا بد أن تبدأ من تحرير المواطن البجاوى من تسلط
الإدارة الأهلية و مفاهيم الطريقة الختمية التى أضرت بالشرق كثيراً. كيف يمكن
تنفيذ ذلك؟ إيجاد الإجابة لهذا السؤال ربما تكون ضمن نتائج الدراسة المقترحة .

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved