![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
لم تسنيه الاعتقالات عن فضح تورط النظام ومليشياته في الانتهاكات واسعة النطاق التي حدثت في بوادي دارفور وقد دعته مراكز معنية بحقوق الإنسان في جنوب إفريقيا وأوروبا حاضر فيها عن مأساة أهل دارفور والانتهاكات الخطيرة التي حدثت بها واسمع صوت الضحايا للضمير العالمي, وعاد مواصلا رسالته دون وجل. وهيومان رايتس وتش مانحة الجائزة ظلت حاضرة في أزمة ومأساة دارفور منذ بداية لهيبها في عام 2003 م حيث بعثت مندوبة عنها لتقصي الحقائق دخلت إلى دارفور عن طريق الحدود الشادية وزارت أكثر المناطق التهابا آنذاك في دارفور : منطقة وادي صالح غربي جبل مرة وشمال غرب الجنينة ومكثت حوالي الشهرين هناك ورأت بأم عينها فظائع حسب وصفها وأهوال, قتل شمل حتى الأطفال وحرق للقرى والمزارع وقد أجرت مقابلات مثيرة مع بعض إفراد سمتهم بأسمائهم وقادة الجنجويد في تلك المناطق وسجلت إفاداتهم كاملة عن علاقتهم بالحكومة وكيفية دعمهم والمرتبات التي يتقاضها الفرد منهم وامتيازات قادتهم بل سجلت أرقام لوحات سيارات الدفع الرباعي التي يستخدموها ( طبعا لوحات حكومية تحمل الحروف ق م ) وقد أفادها بعض من الجنجويد بغرض التباهي بأنهم هم الحكومة وتعليماتهم تأتي رأسا من الخرطوم وهم اعلي مكانة من الجيش السوداني . وقد قدمت تلك الموفدة إفادة كاملة مدعمة بالمستندات في جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي تلك الإفادة التي هزت ضمير المجتمع الأمريكي وتحركت على أثرها منظمات المجتمع المدني هناك بالضغط لدي الحكومة الأمريكية لوقف اكبرماساة إنسانية كما أسموها هناك في وقت يري بعض الجهلة بان موضوع دارفور تقف من خلفه إسرائيل والمنطقة بها يورانيوم وبترول وبداية حرب المياه في المنطقة وإسرائيل وأمريكا لا يريدان اكتشاف هذه الموارد (لا تعليق ).
الجائزة التي نالها الأستاذ صالح محمود في تقديري ليس تكريما لصالح فحسب بل تكريما لكافة إفراد الشعب السوداني وناشطي حقوق الإنسان في السودان, وتكريما لأرواح شهداء الحرية والديمقراطية في السودان لان التنكيل الذي مارسته الإنقاذ شمل دارفور ومن قبل كافة إنحاء السودان منذ 89 وهو تكريم للشهيد الأول د. على فضل وبشير الطيب والتاية وعبد السلام وكافة شهداء الحركة الطلابية وشهداء طلاب معسكر الجريف شرق للخدمة الإلزامية و التي حصدتهم رصاصات الإنقاذ في دقائق قليلة أكثر من خمسين طالبا يافعا لم تتجاوز أعمارهم ال17 عاما كان الرصاص يخترق ظهورهم من الخلف وهم يتدافعون هربا نحو النيل الأزرق لعل النيل يحميهم من رصاص التتار, ولكن هيهات فقد ماتوا ارتالا في تلك الليلة الحالكة السواد فالرصاص قد اخترق أجسادهم النحيفة جراء التجويع والازلال المتعمد في المعسكر.. اسلموا الروح وفي فمهم بقايا هتاف ,, بالروح بالدم نفديك يا سودان ,, أكثر من خمسون يافعا اغتيلوا في تلك العتمة من الليل كانت مجزرة طلاب الجريف الأكثر إيلاما وبشاعة في تاريخ السودان المعاصر ,وقد تدفقت دموع السودانيين وفاضت حزنا وألما, وعم الحزن كل ربوع السودان وبكت جميع أمهات السودان كما لم يبكين من قبل وعمت سحائب من الحزن سماء السودان وقد تلقيت الخبر الفاجعة وإنا حيث مستقري يوم ذاك في أقاصي غرب السودان وتدفقت دمعات ساخنة من عيني ونحب كثيرا أناس لا اعرفهم من حولي ,, إنا لله وانأ إليه راجعون ,, لا نملك غيرها تمتمت بها,, كان حزن العاجز عن مشهد ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وقتها قررت وآخرين مغادرة السودان , لقد هزت تلك المجزرة الضمير والوجدان السوداني , إذ لم يألف السودانيون مثل هذه البشاعة من قبل ولم يأبه تلفزيون الإنقاذ بحزن السودانيين واستمر في عرض أغاني مثل ,, أمريكا قد دنى عزابها ؟؟؟
لكل أبناء وبنات وطني فليجعلوا مناسبة تكريم الأستاذ صالح محمود سانحة لاستعراض الملف الأسود للإنقاذ ومن اجل إحياء ذكري بعض ضحايا الانتهاكات التي ارتكبتها سلطة الإنقاذ منذ 89 حتى لا ننسى أرواح شهداؤنا يوما.. والتذكير بمأساة دارفور وان لا يفلت مرتكبو الانتهاكات في دارفور وشرق السودان من العقاب ..
كلمة أخيرة
لو قدر واتيجت لي الفرصة لترشيح من ينال شرف هذه الجائزة الرفيعة للعام القادم سوف أرشح الآتية :
د. أمنة ضرار ناشطة حقوق الإنسان والحريات التي دافعت بجسارة عن حقوق المهمشين بشرق السودان وقامت مع آخرين بالتعريف بقضايا الشرق وفضح وقائع مجزرة بور تسودان وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الملاحقات والاستدعاء المتكرر لدي جهاز الأمن .
الأستاذ / محجوب محمد صالح الصحفي المعروف الذي ظل ينبه السلطات وفي وقت مبكر بضرورة بإتباع سياسات عادلة لمعالجة أزمة دارفور وتفادي سياسة تعميق الخلافات بين الاثنيات في المنطقة والاعتراف بواقع المشكلة .وتحمل في ذلك الكثير طالت صحيفته بالإيقاف والتهديد .
الأستاذ / الفريد تعبان الصحفي المعروف من جنوب السودان والناشط في الشأن العام رئيس تحرير صحيفة خرطوم مونتر الانجليزية المعارضة والتي أغلقت في يناير الماضي وقد تعرض الأستاذ / تعبان للملاحقة و للاعتقال عدة مرات ومنذ 89 وهو من دعاة الوحدة الوطنية ومدافع عن الديمقراطية والحريات العامة لم يحد عن رسالته ولم يهادن .
د.مهندس / مضوي إبراهيم ادم مدير منظمة سودو/ سودان الناشط الجاد في مجال نشر ثقافة السلام وبناء قدرات المجتمعات الريفية وخاصة الرعاة في مناطق التماس ونشر الوعي بطرق فض النزاعات حول الموارد بين الرعاة والمزارعين ويدير حاليا منظمة سودو الذي أنشاها لذات الغرض وقد اعتقل لعدة مرات آخر مرة هذا العام في يناير 2005 م اعتقل إثناء تأدية رسالته وسط الرعاة والمزارعين في بوادي كردفان قرية كندوة وظل عبر منظمته يقدم خدمات جليلة للمحتاجين في أماكن نائية من دارفور والأكثر خطورة والتهابا معرضا حياته لمخاطر عالية.وقد تعرض فريق منظمته للاختطاف في دارفور هذا العام . وزار مناطق بادية الرزيقات والمسيرية على تخوم الجنوب ينشر رسالة السلام وفض النزاعات بين المجموعات الاثنية . وقد كرمته احدي المنظمات الايرلندية بمنحه جائزة لخدماته الجليلة التي ظل يقدمها للمجتمعات الريفية.
العمدة /موسي كبور عمدة قبيلة المحاميد احد قبائل الرزيقات والذي استشهد في رمضان هذا العام ,اغتيل بواسطة بعض أفراد من الجيش السوداني وهو يؤدي في رسالته المقدسة في منطقة خور طعان شمال غرب الضعين , وهو شاب شجاع استطاع بحكمته أن يؤمن مسارات آمنة لأهله الرحل تشق في أمان مناطق المسلحين ظل منذ توليه العمودية يوفر الظروف المواتية للسلام بين المجموعات القبلية متصديا للفتن التي تسببها الحكومة من فترة لأخرى .ألا رحم الله العمدة موسي وبدل شبابه الجنة .
في الختام احي مجددا الأستاذ صالح محمود عثمان ملهمنا في الدفاع عن الحريات العامة والحقوق الأساسية للمواطن السوداني واتمني وطننا تسود فيه حقوق الإنسان يحترم فيه كرامته .
محمد الحافظ حامد
مستشار قانوني / السعودية