تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دكتور غازى يرى دارفور كاليتيم الذى لم يبلغ الرشد بقلم حسين اركو مناوى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/11/2005 9:52 ص

دكتور غازى يرى دارفور كاليتيم الذى لم يبلغ الرشد
بقلم حسين اركو مناوى
عندما يبدى شخص مثل الدكتور غازى صلاح الدين رأيه للعيان فى شأن حساس كشان دارفور يجب ان نولى لمثل هذا الراى قدرا كبيرا من الاهتمام لان الرجل ليس بشخص عادى فى المحافل السياسية عبر حقبة الانقاذ ، فسيرتة السياسية ملأى باحداث ومطبات احدثت كثيرا من الاحتقانات فى اوساط قادة الحركة الاسلامية فى السودان وادت الى تصدع وشرخ فى جدار الحركة ، فهو يقال عنه انه على رأس الدنياميت الذى فجر طبقات الصمت المطبق عن الخلافات بين الاجنحة المتصارعة داخل الموتمر الوطنى بمذكرة العشرة الشهيرة التى زلزلت قواعد ما يسمى بالنادى الكاثوليكى . وكانت مواقفه تجاه معضلة الجنوب لا تحوم حولها الشكوك فهو فى الاساس لم يكن لديه الوسطيه فى هذة القضية فاما ابيض او اسود فلذا اصطم الرجل اثناء قيادته لعربة التفاوض مع الحركة الشعبية بحواجز ادت الى تعطيل وتغير مسار التفاض بما لا تشتهى سفن دكتور غازى وكانت النتيجة الازمة التى نشات بينه وبين على عثمان طه الرجل النافذ الذى منذ انشطار الحزب الى جناحى القصر والمنشية ظلت احدى قدمية على كوابح السرعة واخرى على دواسة الوقود فى تحكم غير مسبوق لتوجية حركة الانقاذ . هذه الازمة جعلت دكتور غازى يدخل بيات شتوى طويل اثيرت حوله كثير من الشكوك والاشاعات عن موقع الرجل فى الانقاذ الا ان الطريقة التى ولج بها باب القصر عائدا اعطت انطباعا بان الرجل لازال رقم يصعب تجاوزة فى معادلات اتخاذ القرار السودانى . ومن هنا نرى ان الحديث الذى ادلى به دكتور غازى فى لقائه مع مراسل تلفزيون المستقلة عن دارفور لايمكن تصنيفه فى خانة الجملة الخبرية عند النحاة والتى تحتمل الصدق والكذب معا ، انما الحديث يجب ان يفهم فى اطار وسياق القول الذى يقوم بمقام الفعل كما هو فى سياق كلمة الطلاق التى ما ان تقال والا قد وقع فعل الطلاق تماما تاركا وراءة تداعيات تمزق كل نسيج الاسرة مثلما مزقت تسونامى حافة الباسفيكى. الرجل تحدث عن قضية دارفور باسهاب إلا ان الملقت فى حديثه هو عندما قال رغم انه مستشار فى رئاسة الجمهورية ولكن رايه الشخصى ان مسالة دارفور لاتشبه قضية الجنوب فلذا يجب ان تكون هناك إنتخابات مبكرة وحددها بسنة او مايزيد قليلا لمعرفة من هو احق بدارفور. عظيم يا الدكتور ان نسمع منك رايا شخصيا صريحا لا يتبنى خط الحزب ونحن نثمن عاليا الاستقلالية فى الراى وليس المضمون الذى تحدثت عنه فى شان دارفور ولكن الذى اعتاد الشعب السودانى بالتجربة والاستقرا هو ان القادة والرموز عند امبراطورية المؤتمر الوطنى نادرا يتسرب منهم اراء حرة هكذا فى قضايا مصيرية ذات اثر على مجريات الامور فى السودان لان الثقوب والمنافذ التى يمكن ان تتسرب خلالها الاراء الحرة عليها حرسا شديدا وشهب0 وتجربتك لازالت ماثلة امامنا عندما حاولت ان تبوح برايك كما تشاء فى شان الجنوب وجدت نفسك فى عزلة جلبت لك كثير من المتاعب رغم انك اكثر الناس جراة بعد الترابى وبالتاكيد اذا كان كذلك فلا اظن ان رايك هذا خرج للعيان الابعد بلورته داخل اروقة الحزب فلذا من الاجدر ان تقول لنا بصراحه هذا هو الاتجاه العام للحزب فى شان دارفور وان كنت صائباً فى راى هذا فإن فكرة إنتخابات مبكرة فى دارفور ما هى الا طبخة شارك فيها كبار الطهاة فى مطبخ الانقاذ بشطارتهم المعهودة ولكنهم ما دروا ان هذة الشطارة جعلتهم يلدغون من الجحر مرات ومرات . فاذا حاولنا ان نعيد شريط الذاكرة الى الوراء لعقد من الزمان نجد شواهد الديمقراطية فى فقه الانقاذ ماثلة امامنا والذاكرة السودانية قادرة على إستدعاء الطريقة التى حاول اهل النقاذ التلاعب بالديمقراطية حينما جاءوا بطبخة اسمها التوالى وهى طبخة غريبه لا تحتوى سوى كم هائل من التوابل ليست لها طعم ولا رائحه ولا لون للديمقراطية وانزلوها فى حلوق الناس غصبا عنهم وهم يتقززن منها وهى تجربة كالمنبت لا ارضا قطعت ولا ظهرا ابقت بها صرفنا اموالا طائلة نحن فى امس حاجة اليها واهدرنا وقتا ثمينا من عمر الشعب وكان من الاجدر ان نسمى الاشياء باسماء ها بدلامن اطلاق اسم الديمقراطية على تلك التجربة ونحن ندرك جيدا ان الشعب السودانى الذى خاض تجارب عدة فى الديمقراطية عبر عقود لا يمكن ان نحجب عن ذاكرته حقيقة الديمقراطية بالاضافة ان عالم اليوم هو عالم فيه كل شىء مشاع للكل فالناس ليسو ببعيدين عن الممارسة الواقعيه للديمقراطيات العريقة التى تقف صروحها شامخة فى المؤسسات الديمقراطية بدءا بمجلس العموم البريطانى مرورا بالجمعيه الوطنية الفرنسية والدايت اليابانى وانتهاءا بمجلس النواب الامريكى وهى تجارب انسانية ثرة وان جاءت من اناس نحن نصفهم بالكفر فهى فى الواقع طبخة متكاملة و شهية يمكن ان يقبلها الذوق البشرى بغض النظر من اين جاءت مثلما نتكالب اليوم على الماركات الاصلية من المنتج اليابانى والامريكى والالمانى فى السيارات و التى لها خصائص فى محل التقدير والاحترام لعقولنا ودائما من الصعب اقناع الانسان بالزيف فى الوقت الذى يشاهد بام عينيه السلالة الاصلية 0
بالمثل الديمقراطية التى يدعو لها دكتور غازى لعلاج ازمة دارفور ما هو الا شكل من اشكال الشطارة التى يروق لها رجالات الانقاذ فى الممارسة او دس السم فى الدسم 0وهى كلمة حق اريد بها الباطل فدكتور غازى بدلا ان يسمى الاشياء باسماءها حاول ايهام الناس باستخدام مبدا الديمقراطية الذى لا يختلف حوله الناس ابدا لان ممارسة الديمقراطية ان صح قول الدكتور هى امنية معظم اهل السودان وهى ضرورية وملحه للخروج من ازمات كثيرة فى السودان وليس ازمة دارفور وحدها وهى ضرورية وملحه من قبل ستة عشر عاما وليس الان ولا اظن هذه هى نقطة الخلاف الوحيد بين اهل دارفور والانقاذ واذا كانت كذلك يجب ان تقوم الدبمقراطية على ترتيبات منطقية مثلما جاءت فى اتفاقية نيفاشا محددة المواعيد والاليات و دارفور ليس باستثناء فضلا عن ان اهل دارفور على قناعة تامة بهذه الجزئية من المطالب. ولنفترض ان انتخابات اجريت فى دارفور بعد عام على نحو من السرعه 0ودون ترتيبات فما الهدف من مثل هذا الاجراء هل ما سيتمخض عن الانتخابات بعد عام يلبى مطالب اهل دارفور من القسمة العادلة للثروة والسلطة بطبق من الذهب؟ هذا ضرب من ضروب الشطارة التى تنقصها الفطنة الاشبه بالمثل الشعبى نقول" ليك تيس وتقول احلبوه "!!!ففكرة البحث عن التمثيل الحقيقى لدارفور والتى يتشدق بهادكتور غازى تحتاج الى مناخ فيه الامن والاستقراروتلبية مطالب لاهل دارفور وليس على حسب فقه دكتور غازى الذى يرى فى الديمقراطية فقط جسرا للعبور من ازمة دارفور كما استخدم الاسلام من قبل جسرا للعبور فى قضية الجنوب او العروبه جسرا للعبور من ازمة دارفور ليس هكذا ببساطه ان تختزل قضيه مثل قضية دارفور التى بسببها نشات قواميس للابادة والاغتصاب والنزوح والجنجويد اضافت ما اضافت لعلم المصطلح ذخيرة لغويه لم يستطع اى نزاع ان يضيف فى تاريخ البشريه0فكرة التمثيل التى يتحدث عنها الدكتور غير مواتيه فى هذا الظرف المرحلى لانها مرحلة ثورة والثورات دائما تمثل شريحه كبيرة من الطبقات المحرومه ولكن من يقوم بها ليس بالضرورة كل افراد تلك الطبقات انما يكفى ان كل عناصر الصراع فى الثورات تدور حول احقاق الحق ورفع الظلم وهى غاية نبيلة فى الاسلام قبل ان تكون فى اعراف البشر وبالتالى من يقود هذه الثورة بالضرورة يمثل الشرعيةالتى انت تتحدث عنها مرحليا ومن ثم تاتى مرحلة التمثيل الواقعى بمقتضى الا ستقرار والامن الذان يتمخضان بفعل تحقيق المطالب التى من اجلها رفع السلاح .وثورة الجنوب ليست بعيدة عنا فكم سمعنا ان الراحل جون قرنق كان لا يمثل الا اهله من دينكا بور وعندما قدم الينا ضاقت عاصمتنا بما رحبت من مناصريه نعم كان جون فى مرحلة من مراحل حياته البيولجيه لا يمثل الا نفسه ولكن عند ما كبر جون وكبرت معه النفس والفكر اصبح لا يمثل اهله فقط فى حدود جغرافيه الجنوب ولكنه اصبح يمثل كل السودان بشعاره الذى ناضل من اجله.والتف حوله طوعا وبعض منهم كرها حول هذا الشعار لان الشعار نفسه اصبحت قيمة ملحة فى هذا الظرف من تاريخ السودان. وكذلك ثورة دارفور قيمة لا تقدر بثمن بفضل التضحيات الجسامة التى تكبدته اهل دارفور فلذا التف حولها كل المحرومين والمهمشين من دارفور وخارج دارفور وما اكثرهم وستاتى بالسلام كقيمة وليس شعارا .اذاً فكرة زج الانتخابات فى هذه المرحله فى قضية دارفور اشبهه بمن يقوم على تركيب سقف على بنيان ليست فيه قوائم متينه اليوم القواعد الاساسيه التى يجب ان يبنى عليها سقف دارفور هى المطالب العادلة من الثروة والسلطه وشاء القدر ان يكون تلاقح دماء الثوار بتراب دارفور مهراً لنيل هذة المطالب وليست بمحالات يائسة للملمة اقوام متفرقة من ابناء دارفور تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى حولتهم السياسة الى خواتم واسورة فى يد النظام بفضل مغناطيس السلطة والدينار. اذا كان الدكتور يتحدث باعتبار اهل دارفور كاليتامىالذين لم يبلغوا الرشد فيجب ان تتغير هذه النظرة تجاه دارفور لان اليوم دارفور اصبح على مشارف حد فاصل من اى فكرة تقوم على الفوقيه والتعالى علاوة على ذلك ان اى موضوع ذات صلة بالديمقراطية يجب الا ياتى من قبل اناس بينهم وبين الديمقراطية بعد المشرقين لان من جاء على صهوة الدبابه لوأد الديمقراطية لن يكون يوما من الايام راعيا حقيقيا للديمقراطية وهل النمور تتحول يوماً من الايام الى اكلة الاعشاب اذا استبدلت جلودهم ؟؟؟؟

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved