تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل تتجه أزمة دارفور نحو الاغتيالات السياسية والعرقية ؟ بقلم مصطفى موسى خميس - القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/11/2005 9:51 ص


لا يختلف اثنان على أن القبيلة هى أساس تكوين السودان الذى يضم أكثر 750 قبيلة إلا أن هذا التكوين القبلى لم يكن يوماً وعلى مدى التاريخ مشكلة أو عقبة فى العملية السياسية السودانية بل كان حاضراً وداعماً لها فى كل المحافل الوطنية وكان داعماً لكل الحركات التحرورية ضد الاستعمار الأجنبى التى سبقت الثورة المهدية مروراً بالاستقلال ، لأن القبيلة كانت لها هيبتها ومكانتها تربط بعضها البعض علاقات أخوة وصداقة واجتماعية متينة وتلقائية وتحكمها عادات وتقاليد وأعراف
لا يجوز لأحد مخالفتها حتى أصبح جزءاً كبيراً من هذه العادات والأعراف جزءاً من الدستور السودانى وتستمد عدد من القوانين قوتها القانونيه من تلك الأعراف والعادات لذا كان معظم المشاكل التى تنشأ من وقت للأخر تحل بواسطة أعيان القبائل فى إطار صلاحياتها وإذا تعدى المشكلة صلاحيات الأعيان تحول إلى مشايخ القبائل وبدوره إلى العمده اذا تعدى صلاحياتها والعمدة يحول بدوره إلى رئيس الإدارة الأهلية التى تضم ضمن إدارتها مجموعة من القبائل ويمثل رئيسها السلطة القانونية العليا فى إدارته والمسئول عن بسط الأمن والاستقرار ضمن حدود دائرته الإدارية وتتبع مباشرة إلى المركز ، وهكذا كانت كل المشاكل التى تنشأ بين القبائل ضمن دائره الإدارة الأهلية الواحدة تحل محلياً ولا تتعدى حدود المركز أو الإقليم لتصل إلى الحكومة المركزية فى الخرطوم لذا كانت الاستقرار الذى شاهدته السودان بصفة عامة ودارفور بصفة خاصة كان بسبب التنظيم الإدارى الجيد وخاصة الإدارة الأهلية والتماسك القبلى والاحترام المتبادل فيما بينهما ، ونلاحظ حتى أن البعض الذين حاولوا استغلال بعض القبائل فى دارفور فى وقت من الأوقات لتحقيق مكاسب شخصية قد فشلوا فى مسعاهم.
إلا أن النظام الحالى كان لها أجندتها الأبادية والعنصرية يريد تحقيقها عبر بوابة القبيلة فى دارفور فلذا كان أولى أولياته حل الإدارة الأهلية فى دارفور وإشعال نار الفتنة بين قبائله وتفكيك الترابط الاجتماعى الذى شكل عماداً للاستقرار فى دارفور وكان لها ما أراد حتى أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من مؤسسة الجنجويد الذى يقوم بتنفيذ أجندة النظام السودانى فى دارفور نيابة عنها وكانت النتيجة الأبادة الجماعية والتهجير القهري والمقابر الجماعية والمجاعة والموت … الخ.
إذا كانت هذه هى سياسة النظام السودانى تجاه دارفور فأن كل المحاولات والمؤتمرات وجولات المفاوضات فى ابوجا مهما طالت ما هى إلا خداع ومراوغات.
إذا كانت الإدارة الأهلية وإشعال نار الفتنة بين قبائلها من أوليات هذا النظام أن هذه السياسة دخلت إلى مرحلة جديدة وهى الأخطر وهى استهداف قبائل معينة لقتلهم وفى هذا السياق يجب التوقف عند هذه التصريحات التى أطلقها القائد الجنجويدى البارز ويسمى والى ولاية جنوب دارفور من الشعرية وهى :
• يجب على الزغاوة ايجاد دولة أخرى غير السودان ودارفور تحديداً للعيش فيها ويجب قتلهم فى أى مكان وزمان ، وممنوع أن يمتلكوا السيارات ذات الدفع الرباعى وهى شعارات العنصرية التى أطلقها ما سمى بوالى ولاية جنوب دارفور فى زيارته الأخيرة إلى شعرية وكان لهذه التصريحات معناها وصداها طالما صادرة من جهة رسمية تمثل النظام السودانى يعبر عن سياسة الرسمية للنظام ويعبر أيضاً عن لسان حال الانفلات الأمنى وتفاقم العنف فى دارفور خلال الأيام الأخيرة وأن مضمون هذه التصريحات هي (مربط الفرس) وهى حقيقة سياسة الخرطوم الرسمية باح بها هذا القيادى الجنجويدى تحت ضغط الظروف المحلية والدولية على نظامه وبهذه التصريحات العنصرية الذى لا يزيد الوضع إلا تعقيداً قد أدخل الأزمة فى دارفور مرحلة جديدة وهى الأخطر ألا وهى مرحلة الاغتيالات السياسية والعرقية مستفيداً فى ذلك من إعادة توزيع ودمج مليشا الجنجويد فى الجيش وفى أجهزتها العميقة ليرتكبوا جرائم الاغتيالات العرقية باسم الأمن هنا وهناك ونقول أن لهذه التصريحات صداها لأن جريمة اغتيال الأستاذة الشهيدة ابتهال وتابعة جريمة اغتيال الشهيد محمدين أحمد عربى فى نيالا وتلاه جريمة أخرى وهى البشع تشبه الأفلام الأجنبية وارتكب بفكر احترافى وهى جريمة اغتيال الأخ الشهيد إبراهيم أحمد بشير جماع رحمة الله عليه أمام منزله وأمام جموع من البشر يستوقفونه باحترافية شديدة باسم الأمن مستقلين سيارة ثم يطلقون النار عليه ويستقلون سيارة الشهيد لهروب من موقع الجريمة هذه الجريمة النكراء ليست فى غابة أو جبل وأنما داخل أحد أرقى أحياء الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وعلى بعد كيلومترات قليلة جداً من مقر الجنجويدى الآخر وهو يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور جنرال الحرب الابادية وحارس المقابر الجماعية فى دارفور الذى يطالعنا دائماً بتصريحاته الساخرة بأن الأوضاع الأمنية فى دارفور على ما يرام.
كل هذه الجرائم تعكس حقيقة تصريحات ما يسمى بوالى ولاية جنوب دارفور ألا وهى ممنوع على الزغاوة امتلاك العربات ذات الدفع الرباعى أو يجب قتلهم فى أي زمان والمكان لذا أن هذه المنعطف الخطير للأحداث نتيجة طبيعية لسياسات النظام السودانى الذى كانت بمثابة إعطاء الرخصة لهؤلاء المجرمون بقتل أبناء هذه القبيلة وبالتالى عليهم تحمل المسئولية الكاملة لهذه الجرائم وأن دم هؤلاء الشهداء لم يذهب هدراً بل يزيدنا عزما وتصميماً على نيل حقوقنا المغتصبة بكل الوسائل المتاحة وبالتالى أن جرائم الأبادة الجماعية والتطهير العراقى والمقابر الجماعية التى يحرسها هؤلاء القتلة وإتباع سياسة الأرض المحروقة ومؤسسة الجنجويد الذى اختلقه النظام السودانى والمكلفة حالياً بارتكاب جرائم التصفيات العرقية والسياسية فى المدن تعكس مضمون تلك التصريحات وتعكس أيضاً سياسة النظام السودانى طالما صادرة عن جهة تمثلها فى الولاية فلذا أن الأزمة قد دخل مرحلة جديدة وخطيرة وهى دخيلة أيضاً على الساحة السودانية فليكن الجميع على استعداد تام لتحمل نتائجها برغم من أن الزغاوة جاء على لسان هذا الجنجويدى ولكن المستهدفون هم كل قبائل دارفور بالرغم من أن أولى رصاصات الغدر قد طال صفوة المجتمع فى دارفور الأستاذة الشهيدة ابتهال ورجل الأعمال الناجح محمد بن عربى فى نيالا وأحدى القيادات الشعبية ورئيس نادى المريخ بالفاشر وأحد الرموز الاقتصاد السودانى إلا أن المستهدفون كثر.
إذا كانت هذه سياسة النظام السودانى فليكن لأن قبيلة الزغاوة وجدت لتبقى دائماً قوية بفضل كيانها وتاريخها العريق وتربطها علاقات اجتماعية وسياسية واقتصادية متينة مع كل قبائل دارفور وفوق كل المهاترات والمؤامرات التى تدبر فى الخرطوم وينفذها الجنجويد فى الفاشر ونيالا وقادرة للدفاع عن نفسها إذا أجبرت على ذلك لأن السودان وطناً كل قبائله تحت شعار السودان الواحد.
يبدو أن هذا الجنجويدى تناسى ولو مؤقتاً قرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن دارفور بسبب جرائم ضد الإنسانية وهى قرارات التي لا يترك مجالاً لأى مجرم من الافلات من قبضة العدالة فعلى المجتمع الدولى الضغط على النظام السودانى لتنفيذ قرارات المجتمع الدولى لكبح جماع هؤلاء القتلة الذى يرتكبون كل يوم جريمة جديدة.
ولا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهدائنا واسكنهم فسيح جناته ولزويهم الصبر والسلوان.
تحريراً فى16/11/2005
مصطفى موسى خميس - القاهرة
عضو التحالف الفدرالى الديمقراطى السودانى
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved