تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حركة تحرير السودان الأطروحة والمنهج بقلم عبد الكريم أرباب – القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/11/2005 9:47 ص


لا يختلف اثنان أن السودان ذلك القطر الواسع والمتسع مساحة والمكتنز ثروة وثقافة, إذا افلح بنوه المخلصين المؤمنين فقط بانتمائهم إلى هذه الارض وازدادوا أيمانا بوحدة الشعب المالك لهذه الارض دونما النظر إلى عقائدهم وألوانهم وتضاريسهم العرقية زمانا ومكانا,إذا أفلحت هذه الأمة فى بناء السودان على هذه الأسس فان السودان كان شانه بين الأمم شان الكبار الثمانية فى العالم ..... ولكن !
يا لتعاسة هذا الشعب الذي واْد أحلامه بعضا من من نحسبهم أنهم من أبناء السودان ظلم فاحش وإبعاد الغالبية العظمى فى السياسات المصيرية عدم وإشراكهم فى صنع تلك القرارات بل والأمر من ذلك, المعايير المختلة فى كل مؤسسات الدولة ابتداء من القوات المسلحة انتهاءا بالعمال والزراع ولم يكن هنالك بارقة أمل بشروق شمس جديد فكان لا بد مما ليس منه بد فالمثل يقول العاجز مضياع لفرصته, رفض المعذبون فى الارض هذه الحالة وكشروا من أنيابهم وطالبوا بحقوقهم العادلة ونصيبهم المنتهك من هذه القلة التي لا تفقه فى دنيا السياسة سوى حياكة المؤامرات وسياسة بذر الفتن وفرق تسد وكثير من المحاصيل والغلال التى لم ولن تأتى لهم بخير.
لم يجد استجداء هولاء المغلوبون على أمرهم ولا أنين الامهات الللائى لا يجدن ترياق لآلامهن ساعة المخاض ولا بكاء الأطفال الذين يفقدون ابسط مقومات طفل العالم الثالث ولا ولا....... فكان المطالب الحقيقية لأشباه هؤلاء وصفهم بالعنصرية وإبعادهم من نتف الضوء الذي سلطها لهم من منحوه تلك المكرمة, تضخمت تلك المظالم وكرست لها مؤسسات متخصصة مهمتها مراقبة تحركات هؤلاء المظاليم والتشديد والضرب بقسوة على كل من تسول له نفسه التعبير عن هذه المآسي والزج به فى أتون السجن
فأراد الشعب الحياة وكره الظلم والخنوع والخضوع فكان ما كان زمجرت الأسود, خرجت من أوكارها ونادى منادى الحرية ان حيا على الفلاح وأذن مؤذن العدل ها ان الفجر لاح فطمسوا كيد الساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى.
فكان ميلاد صبح جديد صبح حركة تحرير السودان أهدافها أهداف مثلي شعاراتها ملاْى بالمعاني والقيم الإنسانية العليا تأكيدا لقيم مساواة البشر فى الارض والأفضلية عند الله لا عند البشر ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم)) صدق الله العظيم فكان هذا مبدءا إنسانيا أصيلا لا يمكن لبشر فى الارض الانتقاص مها باى مبرر أخر والرسول (صلعم) يقول الناس سواسية كأسنان المشط, وتم تدبيج هذا المبدأ واحدة من مبادى الحركة والتي ناتى إليها تفصيلا فى هذا المقال
ولما كانت الحكومات المختلفة عجزت تماما عن صهر العناصر السودانية المختلفة والمتباينة وخلق هوية سودانية خالصة يجد كل امرئ داخل الحدود السودانية وخارجها فيها نفسه ويدافع عنها حتى الممات, آثرت تلك الحكومات فى تعميق الهوة بين هذه الثقافات والأعراق المتباينة وبنت جسورا من عدم الثقة بين مختلف مكونات المجتمع السوداني وداخل التركيبة القبلية الواحدة, وكان جديرا بايناء السودان المخلصين لوقف هذا التدهور المريع فى كل جوانب الحياة المختلفة, فكانت ضمن المسببات االتى حتمت ظهور الحركة.
وإذا ما دلفنا إلى موضوع إقليم دارفور وهو ضمن الأسباب التى حتمت قيام الحركة, خاصة بعد ان وصلت الامور إلى أقصاها ولم تكن هنالك خيارات أخرى متاحة للحوار للمطالبة بحقوق أبناء دارفور والتي لا يمكن التنازل عنها آو السكوت عليها أكثر من ذلك لان للصبر حدود, وللبراكين ثورات, فكانت ثورة بركان ابناء دارفور, لان انعدام الأمل لدى أبناء دارفور داخل المنظومة الحاكمة وعجزهم عن قول الحق( خوفا ام طمعا) فكان مصير من أبى الخروج من جنة الظلام الى عامة الشعب ولن يخدم ذلك أبناء دائرته سواءا كان داخل الحكومة ام المعارضة.
لذا عندما ثارت ثائرة ابناء دارفور استغلت الحكومة تلك التضاريس الاجتماعية وبنت عليها سياساتها بان لا يفل الحديد الا الحديد فعمقت من الهوة التى صنعتها هى بأياديها وضربت الأمن الاجتماعي الدارفورى فى العمق وللأسف انطلت تلك الحيلة على البعض إما سعيا وراء مصالحهم الفردية وأما أشياء أخرى لا يعلمها الا أولئك الذين ثبطهم الله فى الارض فآثروا مصالحهم الآنية على مصلحة عموم اهل دارفور فاستوزر بعضا منهم وكثيرون ينتظرون ان تهطل عليهم مطر الانقاذ ,ولكن ساء مطر المنظرين فلم تشبع كرم الإنقاذ جوعهم فتبت يداهم على ما كسبوا ارتهانا لإرادة شعبهم وإخوتهم .
ولقد مكروا مكرا ومكرنا مكرا وبدلنا نعيمهم الوهمي خوفا وزرعنا لهم من العيون ما لا يستطيعون مكرهم وهم على ما اكتسبت يداهم ناظرون ونقول لمثل اولئك ان موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب.
هذه المقدمة الموجزة توطئة لحلقات أغوص عبرها عن أهداف حركة تحرير السودان, فأرجو من الإخوة رفاق الدرب الى الحرية الحقيقية ان يوافوني بما عجز عنه يراعى من التبيين ولكن كل ثقة فى ابناء الشعب السوداني بان يشاطرونني الراى أملا فى بناء سودان صحيح معافى من أمراض الماضي ولندعو التعصب الأعمى جانبا ونجادل بالتي هى أحسن واحترام الراى الأخر ولنأخذ بأفضل الامور وأحسنها من اجل خلق واقع جديد بعيدا عن همبتة على عثمان وصحبه لا بارك الله فى خطاهم وجزاهم بما فعلوا فى الشعب السوداني الجزاء الأوفى انه لا يضل ولا يشقى.
نواصل عبر حلقات تأتى تباعا ان شاء الله.
عبد الكريم أرباب [email protected]
القاهرة


--------------------------------------------------------------------------------

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved