تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

من قريب ..... (1-3 ) حديث الأمس بقلم فتح الرحمن محمد زين – ولاية سنار

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/11/2005 9:45 ص


قريب.....1
(1-3 ) حديث الأمس

(1) تذكرة...

ما كان الخلد المذكور قراناً يتلى ولا الملك الذي لا يبلى إلا تذكرة أخرى بذلك الضعف الجبلي المتجذر في الإنسان أصلاً منذ آدم عليه السلام وحتى آخر من تقوم عليه الساعة من البشر.... وما كانت المدافعة إلا تأكيداً جازماً لتلك المفارقة الكبرى أو الضدية ناموساً أزلياً يقوم عليه نظام الكون والحياة الدنيا مسيرة للعالمين مقدرة تمضى على ضلال أو هدى.... وما كان الإنسان بين هذا وذاك إلا محطاً لابتلاءات وتقلبات تتري يزيد كسبه وينقص ويأتي ربه يوم القيامة فردا.

والحال كذلك فان ما أصطلح عليه سياسة ما هو إلا عمل شاق ودؤوب يهدف فيما يهدف إلى إدارة وتنظيم كل هذه الفوضى مدافعة أزلية بين حق وباطل حتى تعود خيراً كسبه يرتجى فناً يدير و يكيف الممكن من معطيات الواقع وابتلاءات الحياة الدنيا. وكل ذلك أن تصحبه نوايا قاصدة يمكن أن يكون دعوة للخير، نبذاً للشر، صبراً على الأذى. صلاحاً لأمر الدنيا وجزاء آخرة أوفى.

(2) في نهاية ثمانينات القرن الماضي كان مسرح السياسة في السودان قد تهيأ تماما لعملية تغيير حتمي كبرى كان لابد منها بسبب ما بلغه حال البلاد من فوضى واضطراب ونذر خطر أمنيه تهدد أصل وجودها. لم ينج من ذلك القلب والأطراف التي أضحت سهله لحركة تمرد عتت وانفتحت شهيتها لمزيد من الإملاءات السياسية والتمدد على حساب قوي قومية انحصرت كل حيلتها في سلسلة من الانسحابات "التكتيكية" ظهرها مكشوف تصطرع عليه قوى أحزاب متشاكسة منقسمة بين مؤيد للحركة وأخرى أخذت تعد العدة لمنازلة كبرى, مسيرات أمان وتضامن دفعاً لخطر وتدشيناً لاستراتيجيات أخرى..... تهيأت الأسباب فعلا لتغيير حتمي.

الآن نضجت الثمرة وحان قطافها ولاح في الأفق سيناريوهات شتى _ منها ما أنتسب يميناً ومنها ما انتسب يساراً ومنها ما توارى بمهنيه عسكرية بحته فجاءت مذكرة القوات المسلحة إيذاناً بمرحلة أخرى، سابقة تدخل سافر للمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية بمباركة وإيعاز من بعض القوى فكانت حكومة القصر التي أعطت المبرر الكافي وعجلت بما تلاها من أحداث كبرى كانت بدايتها في الثلاثين من يونيو من العام 89 وتلك قصة أخرى بطلها من كان أكثر تنظيماً ودراية لاعتلاء الخشبة ومن ثم توالت مشاهد شتى.

(3) والسودان كغيره من بلاد المسلمين قد تطاولت عليه عهود طويلة من التخلف والجمود سنيناً عددا فتعددت محاولات النهوض هنا وهناك مدفوعة بأيدلوجيات ودوافع وطنيه متعددة. ومن ضمن هذا التسابق المحمود كان لجماعة الإسلام الحركي نصيبها المقدر من المجاهدة والابتلاء. فمنذ بداية أربعينات القرن الماضي كان البدء، حملا جنيناً أملاً مثالاً تقدمه لأهل السودان غوثاً مغيثاً وطوق نجاة تفاخر به العالمين من وراء الحدود مكاناً وقادم الأجيال من وراء السنين زماناً. تملؤها الثقة ببضاعتها ويدفعها الإيمان دفعاً ببعث حضاري جديد تبور من دونه بضاعات أخرى من قومية أو يسارية كان لها بريقها ورواجها. بعثاً شاملاً يستند إلى أصل ثابت مجيد ولا يتخلف عن عصر متجدد... أطل الجنين على الدنيا مرات ومرات فكان نصيبه الصد تارة والاستهزاء تارات، فضلاً عن سخرية مريرة من بعض سفهاء القوم من المنهزمين حضارياً الذين اغتربوا عن أصولهم وفتنتهم المذاهب الفاسقة فما عادوا يؤمنون أبداً بان يكون منطلق البعث ذاك الأصل ( الموصوم في أدبياتهم بالرجعية ) الخالد في جوهره المتجدد أبداً في تجلياته استيعاباً لمستجدات الحياة وتحدياتها، فقهاً ذكياً وتكييفاً مزناً لبدائل النظر وأطروحات الحلول لا يضيق برؤية أو اجتهاد مبدع.

(4) مضت السنوات وشهدت الحركة في نهاية الستينات تطوراً نوعياً ونضجاً في الرؤية والعمل فاختطت لنفسها مرتكزات ثوابت واستراتيجيات ومناهج عمل متعددة. وكان على رأس تلك الاستراتيجيات ما اصطلح عليه لاحقا " التمكين" معنى ومقصداً أصولياً وضعت لبلوغه الأسباب والتدابير اللازمة.

ومن بعد ذلك أطل على السودان فجر تاريخ الثلاثين من يونيو إيذاناً بعهد جديد ونقطة فارقة في مسار التطور التاريخي لحركة السياسة في السودان. وفي ذلك التاريخ جاء زمان يبتلى فيه المثال والنظر لما عرف في أدبيات الحركة بالمشروع النهضوى الحضاري أو " التمكين " وما أدراك ما التمكين حيث جاء وصفه إجمالاً بأنه عمليه مستمرة قاصده ترمى لتنزيل مثال سماوي " بقدر" على واقع أرضي شائك مقاربه وئيدة وسعياً دءوباً يهدف إلى تحويل مطلق المعاني إلى واقع مجسم سلوكاً فيما تمشى بين الناس, وصلاح مجتمع بعد فساد، نهوضاً بعد جمود وتخلف, وطهارة حكم وتقوى وشفافية وشورى واسعة تدار وحرمات تراعى وحرمات تصان, ومواثيق عهود وأمانات تؤدي, وعدالة تشيع بين الناس.... هنا تبتلى نوايا الرجال، عزمهم وصدقهم, تمحيصاً اختباراً لما أشتهر من شعار وادعاء, عبر من عبر وسقط من سقط، هذا توصيف تحليل نقد يطول واعتبار, نقطة بدءاً لما هو آت من حديث.


يتبع


فتح الرحمن محمد زين - ولاية سنار

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved