عقدت الانقاذ مع مصر اتفاقية وحده اندماجيه سريه ينقصها فقط حق التصويت واطلقت عليها اسم اتفاقية الحريات الاربعه (هذه الاتفاقيه لم تنشر ومنعت الصحف من تناولها بالتعليق عن صدورها وعرضت بعجله على المجلس الوطنى السابق والذى للحق اعترض عليها بعض اعضاؤه ولكنها اجيزت) وهى اتفاقيه تنشىء حقوق وترتب عليها ان اصبح المواطن السودانى او المصرى يتمتع بالحقوق الاتيه فى البلد الاخر حق التملك ،حق العمل ,حق الاقامه ، حق التنقل أو الاستثمار كما اوردت الصحافه مؤخرا فالمصرى بحسب هذه الاتفاقيه يستطيع ان يتملك من الاراضى السودانيه ماتمكنه مقدرته الماليه من شرائه كما له حق منافسة السودانى فى مجال العمل وسؤالى الاول هل اخضعت هذه الاتفاقيه لدراسه ام انها تمت تسديدا لفواتير سياسيه وتكفيرا عما ارتكبته الانقاذ من اخطاء سياسيه أو كمقدم صفقه لتنقذ مصر القيادات السودانيه من محاكمات لاهاى
ان هذه الاتفاقيه لاتجلب اى نفع للمواطن السودانى فهى كلها منافع للمصريين مثلها مثل كل الاتفاقات مع المصريين .
اتفاقية مياه النيل فمصر تحصل على 55 مليار متر مكعب من المياه ونحصل نحن عاى 18 مليار فقط وهذه النسبه القليه !!!التى نحصل عليها تستلف منها مصر جزء سنويا
واتفاقية السد العالى التى بعنا فيها وادى حلفا وماجاورها ب30 مليون جنيه واتفاقيات التكامل واذا اضاع عبود (والذى قررت الانقاذ ان تطلق اسمه وليس اسم قرنق على كبرى النيل الازرق الجديد) وادى حلفا فان هذه الاتفاقيه ستفقدنا السودان وهناك اسباب عديده لرفضها والتصدى لها منها :ـ
ان مصر مساحتها مليون كيلومتر مربع والسودان مليون ميل مربع وعدد السكان فى مصر 70 مليون نسمه يزيدون بمعدل مليون كل سنه والسودان 30مليون ولابد ان العدد نقص بسبب حروب الانقاذ والموت جوعا ومعدل البطاله عند المصريين 9.5% وهؤلاء 70 مليون مكدسين فى 5% من مساحة مصر لان بقية الارض لاتصلح للاقامه فما الحكمه فى فتح بلادنا للمصريين ليتملكوا ارضنا ويعملوا فيها
ان مصر تشكو من انفجار سكانى ومعدل انجاب عالى لم يستطيعوا لجمه والمؤكد ان المصريين سيتدفقون على بلادنا وبمعدل عالى وسيشترون الارض والاتفاقيه تنص على ان مايتم اكتسابه من حقوق مبنيا على هذه الاتفاقيه لايسقط بالغاء الاتفاقيه وهذا بند تحوطى ومعناه ان من يدخل من المصريين ويصبح مالكا لن نستطيع نزع ارضه !!!حتى لو الغيت الاتفاقيه او طرده من بلادنا
ان مصر كان عينها دائما على الاراضى السودانيه وهى تغزو بلادنا منذ زمن الفراعنه ولكنها لم نمكنها منها ومكنتها الانقاذ
وقد نقل عن الاستاذ محمود محمد طه انه قال لتلاميذه ان المصريين فى الربع الاول من القرن العشرين اتفقوا مع الاتراك باصدار قانون يضم اليه السودان يتيح للمواطن الذى يتزوج من دوله اخرى من هذه الدول الثلاثه يحصل على جنسيتها فاعترض الانجليز واتصلوا بالسيدين الميرغنى والمهدى ووضحوا لهم ان المصريين يطمعون فى الاراضى السودانيه واذا تمت هذه الاتفاقيه فسيصبح السودانيين اقليه فى بلادهم ورفضها الانجليز والواضح ان الانجليز كان معدل ولائهم للسودان أكثر من الانقاذيين
ان هناك تجارب سابقه لدول مع المصريين فهل درسها المسئوليين قبل الاقدام على هذه الاتفاقيه فهناك الوحده المصريه..السوريه …والتى حمل فيها السوريين عربة عبد الناصر على الاعناق عند زيارته لهم وفى النهايه فضوا الوحده بانقلاب بعد ان عاشروا المصريين وشكوا من تدفق البضائع المصريه عليهم وسيطرة المصريين على الاقتصاد السورى …وهل راجع الانقاذيين تجربة صدام حسن فى توطين مليون مصرى والتى انتهت بما اطلق عليه النعوش الطائره وكانت كل طائره تاتى من العراق تضم مجموعات من نعوش المصريين الذين لم يرى العراقيين طريقه للتخلص منهم غير قتلهم
اننا لم نحسم فى السودان مسالة الهويه بعد ومازلنا نخوض حروب عرقيه فى داخل وطننا ..فى جنوبنا وشرقنا وغربنا وهناك الجنوب الذى لم يحدد مصيره بعده والغرب الذى على وشك الانفلات ونتنازع حول السلطه والثروه فهل من من الحكمه فى هذا الظرف الحساس والمصيرى ان ناتى بعنصر اجنبى ونفتح ابواب الوطن للملايين من الشعب المصرى ليشاركونا فى ثروتنا التى لم نتفق بعد على تقسيمها بيننا !!!والمصريين الم يكفهم انهم يستولون على مياهنا !!!والان يريدون ان ياخذوا الارض ايضا
ان السودانى لايحصل على قطعة ارض 200 متر فى هذه المليون ميل مربع الا بشق الانفس والكثيريين منا يموتون ولا يحققون هذا الحلم وقد راينا كيف تعاملت الانقاذ مع مواطنيها فى سوبا والجخيص لقد حصدتهم الانقاذ بالرصاص لتخلى الارض وهاهى ستاتى بالمصريين الاجانب لتملكهم ارضنا !!!! ان هناك مليون ومئتان الف فدان ستمنح للمصريين فى منطقة ارقين الخصبه الم يكن اولى بهذه الفداديين مواطنى دارفور الذين يطحنهم العطش !!والجوع ويتقاتلون على المراعى ويقتاتون من الاغاثات
ان السودانيين اسياد البلد الذى نزحوا خوفا من الحروب التى اشعلتها الانقاذ وجاءوا ليقيموا حول الخرطوم تطلق عليهم الانقاذ النازحيين وتعمل الانقاذ بكل ماوتيت من جهد واحيانا بالعنف لارجاعهم لمناطقهم وتتيح للمصريين الاجانب حسب هذه الاتفاقيه بالسكن حيثما شاءوا بلاقيد وكل من يتابع نقل صلاة الجمعه من المساجد يلاحظ المجموعات الكبيره من المصريين والشوام
ان حكومة الانقاذ مازالت تصارع الاخوه الجنوبيين صراعا شرسا حول ابييى ومن الوارد ان يعود الطرفان للحرب بسبب ابيى بينما تعطى منطقة حلايب وشلاتين !!!للمصريين وبلا مقابل
ان الانقاذ بدل ان تستجلب المصريين كان الاولى بها ان تعيد ملايين السودانيين الذين شردتهم فى المنافى ويفترش بعضهم الارض فى ميدان الامم المتحده فى القاهره مفضلين الموت جوعا وبردا على العيش مع الانقاذ !! وقد وصل البعض لاسرائيل مفضلا السجون الاسرائليه على دولة الانقاذ الاسلاميه والانقاذ بدل ان ترحب وتسهل للمصريين للاقامه فى السودان كان عليها ان ترحب بمغتربى الخليج الذين افنوا العمر يقيلون عثرة الانقاذ من العمله الصعبه قبل ان تستولى على اموال البترول ولكن الانقاذ الجاحده ترد لهم الجميل ملاحقه بالضرائب والزكاه والجمارك حتى وصل الحد باحدهم ان اعلن انه سيرتد عن الاسلام (والعياذ بالله) ان حصلت منه الزكاه
ان العامل السودانى سيضار كثيرا من تدفق العمال المصريين على سوق العمل السودانى الضيق ولن يستطيع ان ينافس مهارة العامل المصرى
كما ان الراسماليه السودانيه ستضار لان الراسماليه المصريه ذات امكانيات هائله وقد سمعنا كيف فعلت فى سوريا ايام الوحده ….كما ان الاقطاع المصرى مازال كامنا وهو اقطاع بلا اخلاق وبلا ضمير وقد راينا كيف فعل مع الفلاحين فى مصر واحتاج لثوره فى حجم ثورة يوليو ولقائد فى نزاهة وكرزما عبد الناصر ليخلص الفلاحيين منه ومع ذلك لم يقضى عليه تماما وقد حارب الاقطاعيين الثوره بشراسه ومازلت اذكر كلمات عبد الناصر عن تحالف الاقطاع والراسماليه ضده وهاهى الانقاذ تفتح ابوابنا لدخول الغوليين الى بلادنا بل وتهيىء لهم الاجواء وبعد تملييك مشروع الجزيره للمزارعيين ومنح اراضى الشماليه لادارة خزان مروى فسترون كيف سيهجم هذا التحالف على ارضنا
ان الجبهه الاسلاميه طوال تاريخها لم يعرف عنها ايمانها بالوحده العربيه بل كانت حربا عليها وطعنت زعيم هذا التوجه عبد الناصر فى ظهره وهو فى اوج معاركه من أجل توحيد الامه العربيه عندما حاولت قلب نظام الحكم المصرى بالتعاون مع الاخوان المسلميين المصريين فارسلت لهم صناديق السلاح فاكتشف المخطط الامن المصرى وارسل عبد الناصر الصناديق للرئيس الازهرى وهى مليئه بالبرتقال المصرى وعرف الازهرى الرساله
ان الانقاذ بعد ان قتلت منا من قتلت وشردت من شردت وعذبت من عذبت وجوعتنا واستولت على اموال بترولنا استكثرت علينا هذه الارض واتفت مع المصريين على الاستيلاء عليها باسم الحريات الاربعه واننى من هذا المنبر الحر اناشد قادة الاحزاب السياسيه الميرغنى والمهدى ونقد ومنظمات المجتمع المدنى وعلى راسها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وكل الاتحادات الطلابيه والاخوه المناضلين قادة اتحاد عمال السودان (القياده الشرعيه وليس الانقاذيه) كما اناشد لجان الجاليات السودانيه فى المهاجر وحركتى تحرير السودان والعدل والمساواه ومقاتلى شرق السودان والاخوه من الذين مازالوا على العهد من قيادات الحركه الشعبيه وعلى راسهم الدكتور المحترم محمد يوسف وكل صاحب قلم شريف بالتصدى لهذه الاتفاقيه …ان القضيه المطروحه ليس نزاع سياسى داخلى ممكن ان نختلف حوله ولكنها قضيه قوميه ينبغى ان نتوحد حولها لنحمى سوداننا من الغزو المصرى القادم ..ان التقاعس عن وقفه من اجل السودان فيه الكثير من نكران الجميل لهذا الوطن الحبيب ….ولاخير فينا ان لم نسقط هذه الاتفاقيه
هذه الارض لنا
فاليعش سوداننا
عالما بين الامم
يابنى السودان هذا رمزكم
يحما العبء
ويحمى ارضكم
محمد الحسن محمد عثمان قاضى سابق مقيم بامريكا
Email [email protected]