ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ايهما جديرة باسم ولاية الوحدة.ولاية الخرطوم ام ولاية غرب اعالى النيل؟ بقلم:كوات وول وول
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 17/11/2005 2:49 م
ايهما جديرة باسم ولاية الوحدة ولاية الخرطوم ام ولاية غرب اعالى النيل؟
وصلت خمس رسائل الى البريدى اليكترونى فى الايام التى اعقبت نشر رسالتى على صفحات الصحف اليكترونية السودانية ، وكانت هذه الرسالة قد وجهتها الى العميد / تعبان دينق قاى حاكم ولاية غرب اعالى النيل وهذه الرسائل هى للاخوة المحترمين الخمسة ، عبروا فيها عن ردود فعلهم وتحفظهم على اسم ولاية غرب اعالى النيل التى ذكرت عدة مرات فى الرسالة الى حاكم الولاية ، دون ان اذكر كلمة الوحدة فى تسمية الولاية اثناء تدوينى الرسالة0 وكان محور سوالهم حتى ولو اختلف التعبير عنه فهو معنى واحد هو: لماذ تعمدت فى الاصرار على ذكر غرب اعالى النيل بدلا من الوحدة التى هو الاسم الحقيقى لولاية ؟0 واتهمونى باننى مازلت اعيش فى الواقع القديم واننى من خلال رسالتى الى الحاكم اسعى لترسيخ اسم جديد على ولاية بدلا من الاسم الحالى0 ثم اتهمنى احد منهم باننى اعارض اسم الوحدة لاننى انفصالى0 واريد فى هذا المقال ان ارد على الاخوة المحترمين الخمسة واوضح لهم الحقائق عن الولاية ، حتى يعيشوا فى الواقع بدلا من الانسياق وراء اسماء وهمية لاتجلب للسودان خيرا سوى الفرقة والشتات0 اولا : ليست هنالك مايسمى بمديرية الوحدة فى جنوب السودان قبل الاستقلال اوبعده ، وانما توجد مديرية اعالى النيل كانت تتبع للاقليم الجنوبى الموحد قبل انقسام الاقليم الى ثلاث مديريات0 ومدينة بانتيو كانت احدى المدن الرئيسية لمديرية اعالى النيل ، ثم عرفت بمديرية غرب اعالى النيل فى اطار اعالى النيل الموحد0 وظلت بهذا الاسم حتى اكتشفت شركة شيفرون الامريكية النفط فيها فى منتصف السبعينات ، وعندما ادركت حكومة الديكتاتور الشمالى جعفر نميرى ان النفط موجود فى منطقة فان طو بغرب اعالى النيل فقامت بضم هذه المنطقة التى تسكنها الدينكا ( رووينق ) الى ولاية كردفان وشردت اهالى المنطقة 0 وحتى تكون فان طو شمالية وعربية ، قام نميرى بتغيير اسم المنطقة من فان طو الى الهجليجة وفان طو بلغة الدينكا تتكون من كلمتين هما فان وتعنى بلدة وطو تعنى شجرة لالوب0 الا ان نميرى قام بترجمة الاسم الى العربية وهى الهجليج وتعنى شجرة لالوب عند البقارة والمسيرية ، فعرفت المنطقة بالهجليجة بعد ضمها لكردفان0 راجع كتاب ابيل الير ( جنوب السودان نقض المواثيق والعهود) ستجد الكثير عن المنطقة ومحاولات نميرى0 ثانيا : بعد اكتشاف النفط فى عمق ولاية غرب اعالى النيل حاول الديكتاتور الشمالى ان يضم بانتيو الى كردفان ، ولكن اليقظة الجنوبية على مخخططات نميرى ادى الى افشال المخطط المنبوذ تجاه الجنوب0 ولما راى نميرى صعوبة ضم بانتيو الى كردفان حاول تسمية ابار النفط باسماء غير مرغوبة فى الجنوب فعارضه الجنوبيين ، وبعد الصراع الطويل بين الجنوب والشمال حول تسمية ابار النفط فى بانتيو تقدم نميرى باقتراح يقضى بتسمية ابار النفط بابار الوحدة كاسم توفيقى بين الشمال والجنوب ، فوافق الجنوبيين على الاسم باعتباره حل وسط للنزاع والجدل حول تسمية ابار النفط0 راجع كتاب ابيل الير ( جنوب السودان تضامن المواثيق والعهود)0 ومن وقتها عرفت بانتيو بمديرية الوحدة ، وفى عام 1994 صارت بانتيو حاضرة لولاية الوحدة0 فايهما الاسم الحقيقى لبانتيو ؟ غرب اعالى النيل ام الوحدة0 الوحدة لاتقوم على اساس وجود النفط ، والنفط ليست هى الوحدة الوطنية وانما الوحدة هو الاعتراف بالاخر واحترام خصوصيته الدينية واللغوية والثقافة والجهة واللون0 ووجود النفط فى السودان وتسمية ابارها بابار الوحدة لاتحقق الوحدة المنشودة دون مراعاة لحقوق الاخرين 0 والسودان ليست فى الحاجة الى تسمية ولاية باسم الوحدة حتى تتحقق الوحدة الوطنية فى ربوعها ، وان كانت السودان حقا فى الحاجة الى ولاية تحمل اسم الوحدة فولاية الخرطوم هى الجديرة بهذا الاسم لانها هى العاصمة القومية للسودان ، وملتقى جامع لجهات السودان الاربع وقبائلها التى تفوق خمسعمائة قبيلة0 وليست ولاية غرب اعالى النيل هى المناسبة لهذا الاسم لانها تضم قبيلتين فقط النوير والدينكا ، فهل النفط تمثل الشعب السودان كلها فى غرب اعالى النيل حتى ندعيها ولاية الوحدة0 الاخوة الشماليين رفضوا تسمية الخرطوم بولاية الوحدة وتمسكوا باسم ولاية الشريعة الاسلامية خشيا منهم ان تزول الطابع الاسلامى والعروبى من الخرطوم فى حالة قبولهم قوميتها ووحدتها لكل عموم السودان ، فلماذا اذن الاصرار على تسمية الوحدة فى الجنوب دون الشمال ، اليست الشمال هى المتحدة مع الجنوب؟ الاخوة الشماليين دائما اعتادوا على حملنا فى الجنوب اثقال الوحدة دون ان يحملوا الخفيف منها مثل قبول قومية الخرطوم على الرغم من الوجود الكبير لكنائس فى ارقى شوارع الخرطوم ، ووجودعدد كبير من المسيحيين اكثر من بقية ولايات السودان0 وهذه هى السياسة الكيل بمكيالين ولاتناسب الوقت الراهن التى تعيشها السودان وهذه الفترة الانتقالية تتطلب الى المرونة فى السياسة وقبول الاخر ، حتى نجتاز الفترة العصيبة للسودان ،وخاصة نحن على مشارف تحديد مستقبل السودان فى ديسمبر عام 2010 حسب الموعد المدون فى الدستور 2005 لذلك ينبغى على الصفوة الشمالية الحاكمة والمعارضة نبذ التشدد والتطرف فى كل مالا ينفع السودان فى الفترة الحالية والقادمة0 وارجو من الاخوة الخمسة اصحاب الرسائل ان يكونوا قد عاشوا الواقع الحقيقى لاسم غرب اعلى النيل ، وان كنا نسعى للوحدة الوطنية الحقيقية فعلينا جميعا ان نعمل مايرضى كل السودان دون التفرقة الاثنية ودينية0 ولا نراهن على البترول بانها ستحقق الوحدة فى السودان ، وبدون المرونة السياسية والتعايش السلمى ستموت اسم ولاية الوحدة فى ساعات الاولى للاستفتاء واذا التزمنا بالحقوق والمشاركة والاعترف بالاخر فستظل اسم الوحدة على ولاية غرب اعالى النيل باقية الى الابد مع بقاء الكون0 كوات وول وول