تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

فلسفة الحكم بين العناصر الاجتماعية و تغويض المجتمع المدني بقلم : أ . احمد يوسف حمد النيل - الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
16/11/2005 9:10 م

الملمح السلطوي الذي يودى به الحكم في البلاد العربية و السودان بصفة
خاصة ليس ببعيد ان يكون هو المسرى الوحيد الذي يتخبط من النظام الشمولي الذي
تسيطر علية فلسفة النظريات المنقرضة الي النظام الاقتصادي القائم على القمع .
في زمن كثرت فيه مهددات المجتمعات المدنية المتحضرة . و لم تبقي الا رواسب
الانهزام الفلسفي و الدستوري في انظمة الحكم و المنظومة الاجتماعية . و لكن
فلسفة النظام الاقتصادي القابض لاتستطيع ان تزيل فوارق اللغة و العنصر و الدين
. اذ ان كل الصراعات المطروحة حاليا لم تعدو الا ان تكون سوقا جديدة لتلميع
افكارا جديدة في ظل الصراع الاجتماعي تحت مظلة السيطرة الاقتصادية بمفاهيم
راسمالية تضع في الظاهر افتراضات وهمية اشتراكية او ديمقراطية . و لكن في
الحقيقة ان هذه الفلسفات الجديدة مافتئت تفضح نفسها في ظل الاخطاء السياسية
التي نمت في مقامع اجتماعية تصنع الصراع الديني و اللغوي و العنصري . الا ان
اليات النقد النظري الاجتماعي تكرس للدخول الى هذه السوق الجديدة التي تنبني
على ميوعة الدساتير المهيمة . العقل المهزوم غالبا ما تعاوده ليالي الحنين الي
قوانين قد اندرست كانت لها مرحلتها و هيمنتها في زمن ما مضى و لكن الاصرار
عليها يدعم افتراضات غير منطقية في تلك اللحظة التاريخية الحاضرة و انما تنفع
ان تكون في كتب التاريخ كحقائق تاريخية و تجارب سابقة . المنظومة السياسية
دائما ما تكون لها دينميتها المميزة و حركتها الحرة و الاهتزاز الفكري غالبا ما
يرمي في اوساخ التكرار و اخطاء الماضي و لكن ملمح الطموح الذي يرتد الى الوراء
ظاننا منه انه سوف يغلب او يرجح كفته فهذا ليس الا اسلوب العاجز الذي يعطي
لنفسه فرصة للتفكير بعدما يمسك بمقليد الامور كمثل الذي يحس بمخيلته انه سينجح
عندما يكون في بر الامان و لكن عندما يدخل في خضم المعركة يواجه باساليب ليست
على مستوى سياسي او فكري او انساني . لكن كل هذا يعزى لعدم الاتصال المعرفي و
الاتصال الانساني و معوقات العقل و الياته . الدراسات النظرية لواقع هو قائم
فينا بواقعه و اتجاهاته ربما تكون افتراضات في زمن عجز فيه الانسان و المواطن
البسيط عن النقد الحقيقي و الذاتي . الاتصال الانساني في منظومة اجتماعية هي
المعنية بالاصلاح على مستوى شرائحها من السلطة الى المواطن و تحديد العلاقة
بينهما . حتى اصبحت الدراسات النقدية هي هروب من الواقع و جلب لها الواقع
المريض و الغير مواكب عدم مواكبتها و عدم ديمومتها و عدم انصهارها في مجرى
التطور الانساني حتى اصبح ايضا تبعا لذلك النقد و الاتجاهات النظرية افتراض
ليس جدير بالاصلاح لانه متقوقع في اذهان اشخاص فرضوا على الناس تجاربهم على مدى
قرون او قل عقود فلم ينفك الحراك الاجتماعي من تلك الديمومة . و عندما لا يظهر
تلاحم الذات فان الدساتير و القوانين تولد كافراز طبيعي لذلك الزخم . و الشيوخ
و المنظرين الذين ينفثون ذهنية العجزة الى ما قبل موتهم لم يدركوا ابدا ما
يحتاجه المجتمع من امثالهم فيموتون اما بكبرياء مدمر و اما بنكوص عن ذهنيتهم او
توبة سياسية لصالح الوطن . اليست هذه انانية الذات المغلقة ؟ ام هي العقلية
التي تقف على تل الصراع الذي ينبني من العراك بين السلوك و الفكر . الفكر
الثاقب لا يحتاج الي معينات تذكر له لم يكد يتذكرها الا في ارض الواقع . فالذي
يدرس حالة اسرته لا يغلبه معرفة الداء فيها و من ثم معالجته . فالعسكر في
المجتمعات المتحضرة لا يعني الا حفظ الامن و النظام لا حفظ السلطة بل انه هنالك
امم لا يوجد لديها جيش من فرط امنها . و الاحتماء بالجيش لا اراه الا جبن و
جريمة و سرقة لحقوق الاخرين ثم اعظم من ذلك بناء امم موروث فيها حب الانقلاب و
مفكرين مرتبطين بضعفهم لا يفارقهم و لا يفارقونه . فالتمازج في منظومة اجتماعية
من الناحية الدينية و العرقية و اللغوية هو اقوى سلطة لانه يعلم الذين يستمدون
دروسهم من الماضي و لا يتحركون قيد انمله عنه . يفعل رؤية العقل و الضمير
الجمعي . ربما تكون هي احلام المستنيرين و الهاربين من فجيعة الحقيقة المرة الى
افاق واضحة و ناصعة البياض . و ان دمقرطة النظم الشمولية و الاقتصادية القابضة
لهي مثل ادخال الجمل في سم الخياط . لا ينفع الزيت مع النار كما لا ينفع اللعب
بالبيضة و الحجر . فالتهييم و اللعب بالعقل و العبقرية ليس يجدي دائما لان
عبقرية مثل عبقرية "نوبل" اضحى العالم يكفر عنها الان بالاف الجوائز و مثل
شجاعة و حماقة هتلر لا تجدي الان لان نتاجها هو سو النية و عبقرية ردة الفعل
مثل التي تلعبها اسرائيل . لا في العالم العربي و لا في السودان يوجد من ينوي
فقط الاقلاع عن تدجين الشعوب و ربطهم مكان الجمل ثم توصف هذه الشعوب بانها تفدي
اوطانها تحت مسميات كثيرة و ما اكثرها هذه الايام . هل تريد السلطة في الخرطوم
ان تلعب بورقة بالية مع الصين و مع الحزب الشيوعي الصيني بالتحديد ضد امريكا
كما فعلت امريكا نفسها عشية البارحة مع مجاهدي العرب الافغان ضد الاتحاد
السوفيتي ؟ الم يمت ربان السفينة الشيخ الكبير الذي كانت احلامه بناء دولة
اسلامية يحميها هو واجناده المجاهدين في الخرطوم باعواد الخزران . كان هذا هو
حلم المجاهدين الشهداء عندما يشتمون رائحة الجنه تقودهم طموحاتهم الي خوض حرب
كونية ضد امريكا و هم طرفها الاوحد حتى نسمع عنهم انهم عادوا مدججين بالدجاج
الامريكي و الذرة البالية لهولاء الفقراء في اصقاع بلادي . فيصحو القبطان من
حلمه و يدركه الشعب في ابواب النهر و البحر و عندها يدرك انه يحلم . ثم يستغفر
الله و ينحني في خنوع لطلباتهم و هو مدرك طعم الهزيمة . ليس هذا سرد مسرحي
لماساة خيالية بل هي ماساة حقيقية . فيضطر لتغيير ادوار الممثلين في قمة
التعاطف السحري الذي لحق بالشعب . و لم يدر الشعب الا ان يجد امامه دساتير و
قوانين منمقة بخدعة جديدة . من يكفر اذا عن الاخطاء الفادحة التي اصابت عرى
النظام الجتماعي ؟ هل هو نوبل ؟ الهزيمة و النجاح و جهان لعملة واحة ربما تلحق
بها الاضرار من تقلبات الزمان و لكن في نهاية الامر تصبح العملة هي بقوة صيتها
و سمعتها . فان ارتفع الدولار او انخفض فهو يبقي بسمعته و لكن الدينار لا يعني
شيء و ان اصبح يساوي الدولار ان لم يسوي مشكلات المجتمع و يحلها . ولكن فلسفة
الحكم الاحادية التي لا تنبثق من التضامن الوجداني و النحياز الوطني لا تخدم
حزب او مؤسسة سياسية او اجتماعية . فالتضامن الوجداني بدون تضامن مجتمعي متكامل
لا يعني شيء . مات العالم الذي كان يعيش على التعصب القاتل و اصبح العالم الان
قيد التغيير الطبيعي الذي هو من طبيعة البشر . عندما يفشل الفرد القائد او
المؤسسة يصاب الشعب بمحنة و احباط ليس القائد و المؤسسة ببعيدين عنه و ما يكون
الا النكوص عن المباديء و القيم و هنا يقوم الشعب و برغم ضآلة معرفته ان يضحك
عليهم و كانهم اطفالا لا يحترمون المواثيق بل و لا يدركون ما المواثيق ولو
انهم صدقوا و ماتوا بمواقفهم لشهد لهم العدو قبل الصديق و لكن الذين يموتون علي
المباديء هم فقط الشرفاء و الشهداء .


بقلم : أ . احمد يوسف حمد النيل - الرياض

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved