تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عبدالرحيم حمدى و اعلان سقوط و تشييع المشروع الحضارى الاسلامى العروبى و البحث عن البديل3 بقلم: ابوطالب تيلك تيو-واشنطون دى سى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
15/11/2005 2:35 م

شكرنا لكم قد عبرتوا عنا

اولا اشكر الدكتورين صديق امبدة و حامد البشير ابراهيم، فقد عبرا عنا و اجادا و اقنعنا بالحجة العلمية و المنطق الرصين، كما الشكر موصول ايضا للاستاذة سارة عيسى التى تناولت الموضوع فى مهده لافتة الانظار الى خطورته، فقد اختفى قلمها فجأة جعل الله المانع خيرا ، و انا والله لطواقون لقراءة ما يخطه يراعك فقد كفيتينى شر الكتابة لانك كنتى تكتبين ما اريد ان اكتب و لكن الان اضطررت للدخول فى مجال الكتابة مرة اخرى لغياب قلمك الذرب. الا هلا رائينا قلمك سيفا باترا ضد اعداء الامة.


فكرة حمدى تحمل بذرة فنائها فى احشائها

يجب الا ينزعج السودانيون الغيرون على مصلحة و وحدة السودان من الورقة الفاشلة و التى تحمل بذرة فنائها فى احشائها كما المشروع الحضارى الذى اعلن حمدى رسميا سقوطه و وفاتة و الاستعاضة عنه بمشروع اخر افشل منه. فالمشروع الحضارى الذى اعلنته الجبهة عندما سلمها حزب الامة السلطة فى الثلاثين من يونيو عام 11989م خوفا من سيطرة ابناء الغرب فى الحزب على السلطة فى السودان عن طريقه، خاصة عندما اتجهت مجموعة مؤثرة نواب الحزب فى البرلمان بقيادة بكرى عديل للنية فى احداث تغييرات جوهرية داخل اجهزة الحزب التنظيمية، هذا المشروع الحضارى فى الواقع ، قد اعلن عن وفاته فى ديسمبر من العام 1999م عندما انقلب القصر عليه بالمفاصلة بين العنصريين فى القصر بقيادة البشير و اصحاب المشروع الحضارى فى المنشية بقيادة الترابى.

فالورقة التى قدمها حمدى تجسد اليأس و الفشل الذى وصل اليه الذين ارادوا الوصول الى اهدافهم الرئيسية المسكوت عنها عن طريق امتطاء المشروع الحضارى برفع شعارات الاسلام و العروبة، لذا اعلنوا جزءا من اهدافهم الريسية و ليس كلها كما سنشير الى ذلك لاحقا.

حمدى يعد من افشل اثنين من الوزراء مروا على وزارة المالية


يعتبر عبدالرحيم حمدى من افشل وزراء المالية الذين مروا على السودان. فقبله قد كان بدرالدين سليمان وزير مالية النميرى فى اواخر السبيعنات من القرن الماضى عندما تامروا على انجح وزراء مالية السودان على مر التأريخ الحديث و هو ابن كردفان ابراهيم منعم منصور. فبمجرد تقلد بدرالدين سليمان الامور فى وزارة المالية قام بتعويم الجنيه السودانى و اغراقه متاثرا بالسياسة الاقتصادية للرئيس الامريكى السابق رولاند ريقان و التى كانت تعرف بالريقانزم. فبدرالدين سليمان عندما اتى وزيرا للمالية وجد ان الجنيه السودانى يعادل قرابة الثلاث دولارات و لكنه عندما ترك الوزارة كان الدولار يعادل 90 قرشا، و بعدها اصبح يتدهور الجنيه السودانى مقابل الدولار و العملات الاجنبية الاخرى الى ان وصل الى 4,10 جنيه مقابل الدولار عندما تسلمت الانقاذ الحكم من حزب الامة سلميا.

فعند تعين الانقاذ عبدالرحيم حمدى وزيرا للمالية بعد ان قيل انه من انجح مدراء احد البنوك الاسلامية فى لندن و لخلفيته كموظف سابق فى وزارة المالية فقد كان المطلوب منه اعادة العافية و الحياة للجنيه السودانى و اعادته سيرته الاولى حسب برنامجهم الاقتصادى الذى انتقد التدهور المريع فى قيمة الجنيه السودانى مقابل الدولار.و قد استبشر الناس خيرا بمقدمه، و لكن كانت اوائل بوادر فشله هو نزوله فى فندق الهلتون فى قلب الخرطوم و قبول حكومة الجبهة الصرف عليه من مال خزينة المالية و يكون بذلك قد كان يكلف الدولة اضعاف اضعاف ما كلفه كل وزراء المالية الذين مروا على وزاراة المالية حتى الان و عطائه و مردوده كان اقل من ذلك بكثير.


فعبدالرحيم حمدى قد فشل كوزير للمالية بعد اعلانه ما يسمى بسياسة التحرير الاقتصادى التى لا توجد فى اى دولة من الدول كواقع كما كان يطبقها حمدى. فبسياسته تلك ساهم فى تدهور الاقتصاد السودانى و بالتالى تدهور قيمة الجنيه السودانى و نزول قيمته الى الحضيض و انهار الجنيه بسرعة الصاروخ نحو الهاوية. فبعد ان كان الجنيه السودانى يعرض فى سلة العملات الاجنبية اصبح غارقا الى يومنا هذا فى بحر لجى فوقه ظلمات و ظلمات. فبالرغم من المحاولات اليائسة لكل وزراء المالية الذين خلفوه لمعالجة اخطائه الاستراتيجية تلك، الا انهم فشلوا. فالخطأ لانه كان استراتيجى، فغالبا ما تكلف الاخطاء الاستراتيجية مبالغ باهظة لعلاجها.

فنجاح حمدى كمدير لبنك اسلامى فى احدى دول الغرب المستقرة اقتصاديا لا يعنى نجاحه كوزير مالية فى دولة اقتصاديا و هو الذى غاب عن السودان كثيرا، كما ان بدرالدين سليمان بالرغم من انه فشل كوزير للمالية الا انه يعد من اشطر وزراء الصناعة الذين مروا على السودان. و هذا يعنى ان اختيار حمدى لوزارة المالية كان اختيارا عشوائيا غير موفقا ، فقد كنا نعتقد ان " القبة فيها فكى".


حمدى نفسه يطرح برنامج اقتصادى استثمارى لدولة وهمية.

ان الدولة التى يتخيلها حمدى و الذى يريد ان يضع لها برنامجا اقتصاديا استثماريا دولة لا توجد فى الخارطة السياسية و لا يمكن ان توجد فى الخارطة الجغرافية بالطريقة التى زكرها ان حاولنا ان نتصورها. فالدولة التى يريد لها حمدى ان تنشأ اشبه بالدولة التى تحاول ان تتخيلها لنا الكاتبة الامريكية باميلا سيرجنت فى كوكب الزهرة باعتباره كوكب يوجد به حياة و تتخيل ان انسان الارض قد غزى كوكب الزهرة و انشأ فيه مستعمرات فى شكل معسكرات و اغلب الشخصيات ذو خلفيات اسلامية عربية امثال " مهلة و مالك حداد و غيرهم". و هذا بالضبط هو شكل الدولة التى يتصورها لنا حمدى فهى دولة وهمية لا يمكن ان توجد فى ارض الواقع الا فى حالة واحدة فقط و سنذكرها لاحقا.


الورقة غير علمية.

ان الورقة التى قدمها حمدى و فندها كل من الدكتورين حامد احمد البشير و صديق امبدة فى تحليلاتهم العلمية القيمة تفيد بان الورقة غير علمية. كما ان الورقة ليس فيها اعمالا من الفكر و ان كان حمدى يدعى غير ذلك عندما قال " لا تفتكروا اننى كتبت هذه الورقة بلا تفكير و هذه الورقة ليس لدى اى اعتذار عنها". فبئس التفكير ان كان حمدى يدعى بانه اعمل فكرا فى ورقته تلك. فهذه الورقة لا يمكن ان تمر ان قدمت لاى مجمع اقتصادى علمى كورقة علمية, و هى ورقة لا يقدمها طلاب الاقتصاد و العلوم السياسية عند التخرج ناهيك ان يقدمها رجل وصل حتى مدير عام لبنك و وزيرا للمالية و مديرا لسوق الاوراق النقدية. الغريب فى الامر ان حمدى يتصف بالصفاقة و عدم اللباقة و الدبلماسية فى تناول المواضيع وطرح الافكار ان كان هنالك فكر اصلا كما و ان هنالك استعلاء واضح فى حديثه.

اكيد الورقة غير علمية كالمشروع الحضارى الغير علمى الذى اعلان حمدى وفاته رسميا بأعلانه لهذا البرنامج البديل الذى هو ايضا غير علمى و لا يمكن تطبيقه على ارض الواقع الا فى حالة واحدة فقط سنذكرها لاحقا كما ذكرت من قبل. و لكن تناول حمدى للموضوع بصفاقة و لاءمة الهدف منه التغطية على عجزه الفكرى و ليس العلمى لان هنالك فرق واضح بين المتعلم و المفكر.

فقد يكون حمدى عالما و ملما بالاقتصاد كعلم و لكنه يفتقر الى اعمال الفكر لتسخير العلم لخدمة اهدافه. فحمدى فكريا ضعيف حتى فى المقابلة الصحفية التى علق عليها الدكتور امبدة نلاحظ جليا مدى الضعف الفكرى لدى حمدى فى اجاباته وتناوله للموضوعات كما ان لغته محدودة وانه ايضا يجهل كثيرا من السلوك السياسى لانسان جبال النوبة عندما زكر " انا اتحدث عن الاستثمار و الحملة الانتخابية ليست كلها استثمارا. فيمكن مثلا اذهب الى جبال النوبة اقول ليهم نحن جبنا ليكم السلام." فحمدى بحديثه هذا يستهين و يستخف بجبال النوبة و هو يعلم تماما بان الانقاذ طيلة فترة حكمها القابض لم يستطع ممثلوها الفوز فى دائرة كادقلى الدائرة المحرقة التى جعلت الانقاذ تجن جنونا و تختار ثلاثة من ابناء كادقلى، بل من اسرة واحدة فى كادقلى فى البرلمان القومى، فيهما اثنين اخوة اشقة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ السودان البرلمانىو يبدو ان الهدف من ذلك هو شراء ابناء النوبة فى كادقلى لبيع اصواتهم لتنفيذ هذا البرنامج الذى لا يخدم اهدافهم لا من قريب او من بعيد.

خريطة حمدى الجديدة لمستعمرته المتوقعة.


كما زكرنا ان حمدى ضعيف فكريا. فخريطته الجديدة التى فصلها تجسد مدى ضعفه الفكرى. فهو قد تعلل بأنهم قد وضعوا هذه الخارطة بأعتبار ما يكون. و هو ان المواقع التى استبعدها من خرطته ستكون محل اهتمام المنظمات العالمية بالتنمية. و لكن الواقع يكذب ذلك. فأن استثنينا الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق، فهذا لا ينطبق على دارفور و الشرق و اقصى شمال السودان الذى استبعده حمدى. و لا اعلم ان استبعد شمال السودان، اى مناطق النوبة فى اقصى الشمال ، فكيف له ان يحقق مستعمرته الجديدة؟ و اين ستكون منافذه للعالم الخارجى؟ ام انه يريد لدولته ان تكون مثل دولتى سويزلاند و لوسوتو المحاطتين بدولة جنوب افريقا؟ فهاتين الدولتين عبارة عن جزر محاطة بأراضى غير تابعة لها و ليس بالمياه كما جرت العادة. هل فكر حمدى فى ذلك جيدا؟ طبعا لا و هو ما جعلنى اصفه بالضعف الفكرى و التحليلى.

ان تضمين كردفان و النيل الازرق اى الابيض و سنار ان جاز التعبير يفيد بأن الكردفانيين و السناريين هذه المرة سيكونون هم العبيد و الشغيلة الجدد لمستعمرة حمدى المتوقعة بعد تحرر الجنوبيون و النوبة و الانقسنا، و لكنه نسى ان معظم السكان فى المناطق التى حددها هم سكان قادمون من المناطق التى استبعدها حمدى من خريطته و هم سكان الهامش؟ فسنار و كوستى و مدنى و الخرطوم و شندى و عطيرة فيها من السكان الوافدين من الاجزاء التى استبعدها حمدى ما لا يستهان بهم و هم لا يمكن ان يبصموا بالعشرة لتمرير مخطط حمدى الاستعمارى لاستعمارهم مرة اخرى.


العنصريون و الابارتهايديون من شمال السودانى النيلى القابضون على زمام الامر فى السودان يعيشون فى وهم.

ان الابارتهايديون و العنصريون من شمال السودان المسيطرون على الحكم بأسم المؤتمر الوطنى يعيشون فىى وهم و ستنكشف لهم الحقيقة قريبا و تكشف عوراتهم عندما تتساقط اوراق التوت. ان اسباب تحكمهم فى السلطة هم العسكريون العبيد الشغيلة فى الجيش و القوات النظامية الاخرى من ابناء المناطق المهمشة التى استبعدوها من خارطتهم الاستعمارية و الذين يستخدمهم العنصريون فى تحقيق اهدافهم.

فمتى ما حررنا هؤلاء العبيد الشغيلة لانكشفت سوءة العنصريون و الابارتهايديون و لانهارت مشاريعهم الوهمية فوق رؤسهم كما انهار مشروعهم الحضارى الذى اعلن حمدى وفاته رسميا و تشييع جنازته. و نحن الان فى طريقتا الى تحريض ابناءنا فى الجيش و القوات النظامية الاخرى بالتصدى لهذا المخطط الاجرامى الخطير و بالتاكيد فأن نقدنا لهم يعتبر هو نقد للذات لكى يتحرروا من الرق و العبودية التى طوقوا نفسهم بها بدون مبرر لذلك.

شرط نجاح مستعمرة حمدى الجديدة.

لقد زكرنا ان مشروع مستعمرة حمدى الجديدة تحمل بذرة فنائها فى احشائها. و لكن الحق يقال ان هذه المستعمرة الجدية يمكن ان تنجح فكرتها فى حالة واحدة فقط و هى ما لم يفصح عنها حمدى ان كان يعمل فكره تماما كما زكر. و شرط نجاح المستعمرة الجديدة هو ان يعلن العنصريون الجدد و على راسهم مجزوب الخليفة كبيرهم الذى علمهم سحر العنصرية، انضمام هذه المستعمرة المقتطعة للدولة المصرية لتصبح دولة جديدة.

و لكن هذا المشروع لكى يتحقق لا بد من ازاحة النوبيين فى اقصى الشمال الذين استبعدهم حمدى من مستعمرته، اما عن طريق الاستلاب ومحو الثقافة النوبية تماما من ذلك الجزء و ذلك بأستخدام الشغيلة من النوبيين و على راسهم عبدالوهاب عثمان و عبدالرحيم محمد حسين وبكرى حسن صالح و قيل ايضا ان مصطفى اسماعيل ينتمى اليهم، فى التاثير على النوبيين و قبول المسخ الثقافى . و لكن النوبيون فى الشمال مهما تصرفوا و تغيرت الوان سحناتهم اوتصرفوا فهم نوبه اصحاب حضارات و تأريخ قديم، و لكن الذين زكرناهم على شاكلة الملك شكندة و داؤد، استمرأوا العبودية.

اما بالعدم تهجيرباقى النوبيين بالقوة الى حلفا الجديدة فى الشرق كما تم ذلك من قبل فى مطلع الستينات من القرن الماضى او تفريقهم تفريق سبأ. و هذا بالطبع يحتاج الى مجهود ضخم ، و يبدو ان هذه الخطة هى المسكوت عنها، و الا لما حرم الانفصاليون العنصريون انفسهم من المنفذ التقليدى للسودان للعالم الخارجى عن طريق البحر الاحمر بأستبعاد الاقليم الشرقى من حساباتهم تماما.

و لكن السؤال المطروح هو، هل تقبل مصر الرسمية ذلك ان كان ذلك صحيحا من استنتاجاتنا التحليلية؟ و هل يقبل بذلك باقى الشعب السودانى الحر؟ طبعا لا . انا اقول ذلك و فى ذهنى ان مصر الرسمية دولة عزيزة لدينا و يهمها استقرار السودان و بقائه كما هو عليه، ولكن هل نستبعد ان يكون هذا المخطط هو مخطط مشترك بين مصر الغير رسمية من الاسلاميين الارهابيين مع الارهابيين الاسلاميين فى السودان القابضون على زمام الامور و على راسهم العنصريين؟

و الا كيف نفسر محاولة الارهابيون الاسلاميون فى حكومة الجبهة بقيادة على عثمان محمد طه اغتيال الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك الذى يقف بشدة ضد مخطط الاسلاميين الاجرامية فى مصر؟ و خاصة الجماعات الاسلامية التى تريد ان تنشأ دولة اسلامية عروبية فى مصر.

فأن كان هذا صحيحا و هذا ما اتوقعه، فلا بد من الاستعداد لذلك جيدا من الان.

ابوطالب تيلك تيو

واشنطون دى سى

نوفمبر 2005م

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved