تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قالت راوية بقلم حنان باشري

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
15/11/2005 2:09 م

بسم الله الرحمن الرحيم

قالت راوية

تحكي شهرزاد عبد الرحمن عبد الله بعد سبع سنين عجاف ,و سبع بقرات ضعاف يأكلن سبع بقرات سمان ,و قول لي شقيق مروح قُبال صياح الديك و قبل سكوت الكلام المباح .
يا توأم الروح و بلبل سماءات دافئة دفء مشاعر حرارة دماءاً افريقية و سخاء حب ليلى العربية العامرية ,بعد سبع سنوات أيوب صبراً جميلاً في الصحة و المال و الأهل و الولد و عناء غربة لم يبرد لهيب آلام المرض الذي أسكت حتى صوت الصبر في جسمه الذي رفض أن يحمله ,لكن القلب الدافئ الكبير و راوية شهرزاد عبد الرحمن عبد الله ,قصة من ألف ليلة وليلة ,ليلة تحكي معاناة أعوام من المرض كتب الله له الشفاء منه بحمده ,و كان يا ما كان في سالف العصر و الأوان ,أسرة عبد الرحمن و ذكريات الطفولة تطل مع خيوط الغربة مع ليال المرض بعيداً عن الوطن و الحي و الدار الذي نشأ فيه طفولة مفعمة بالحنين ,في مساء ليلة صيفية ,صوت الجارة :كيف امسيتوا ؟ يختلط مع آذان الزاوية التي في الحي ,و صوت جمهرة الصغار في دكان موسى ود احيمر ,و صوت نقرطة صاحب الحمار الذي يبيع الحليب عند المغيب ,و صلاة الوالدة بعد إضاءة لمبة الجاز ,و وضعها على الطاولة و تمتمتها بالدعاء لنا بالعافية و الحفظ ,و مواء قطة تشم رائحة شاي الحليب المسائي و صوت الوالد يدخل الدار :كيف العيال ؟ صورة الذكريات تلك تختلط بلحظة مشاعر يحزوها أمل الشفاء في رواية شهرزاد عبد الرحمن ,في رفقة سبع أعوام من معاناة الغربة و المرض .
و في ليلة من ليال شهرزاد سطع قمر 14 في سماء ألف ليل و ليلة ,و تم المراد و اكتملت نعمة الله سبحانه و تعالى بشفاء عبد الرحمن ,و بين هذه و تلك سنين لا يعرف طعمها إلا امرأة أيوب راوية عبد الرحمن , فكانت الأمل في ابتلائه و كانت شهرزاد في لياليه السوداء من حياته ,كانت راوية تماضر خنساء العرب في تربية أبناءه ,و كانت راوية ليلى الحب حينما ابتعد الناس عنه , كان المرض و الألم و الحوجة و لحظات الضعف تارة و قوة الإيمان تارات أخرى ,و بين تلك و ذاك كانت هناك راوية , ينبوع الحنان الذي تنهل منه هذه الأسرة الممتحنة في عمودها عبد الرحمن عبد الله الذي امتحن في عموده الفقري , فكانت راوية الركيزة التي حملت و ما نأت و ابتسامة تغلب الدموع و العذاب و أيام الإحباط و يرقص شعاع الأمل في من تجمع حولها من الخيرين , حتى صاروا كالأعراب حول أم إسماعيل ولد إبراهيم في قلب الصحراء ,و تدفق شريان الحب من المحبين حينما سمعوا و هبوا بواسطة نداء الذين خصهم الله بخدمة الناس في نكران ذاك منقطع النظير , وذلك شأن آخر سوف نتطرق إليه فيما بعد إن شاء الله, لكن نحن الآن في ذكر لمحة من معاناة امرأة حينما نريد أن نذكر وقفتها تهرب الكلمات للتعبير عنها تواضعاً عند صبرها و حلمها و حبها و إخلاصها,في أشد ما يمتحن فيه المرء و هو الصحة ,فماذا نقول عن راوية التي تمتحن بقدرها و هو مرض زوجها ,و هي تعلم أن الإيمان ينقض بنكران القدر خيره و شره , فتبسمت لقدرها بصبر و جلد و أمانة , رفضتها السماوات و الأرض و حملتها و هي تعلم ما تفعل , فكان الفرج و كان الانتصار ,و قد نجحت في الامتحان رغم انكسارات المحبطين حولها ,أوليست سودانية !!و هذه شيمة السودانيات , الوفاء لأزواجهن حياة أو موت ,أوليست راوية من الجيل الذي رضع الحنان كاملاً على ضوء القمر و هدهدت الحبوبة و رعاية الأسرة الممتدة ,أوليست هي راوية التي كانت الزغاريد لعقد قرانها من فارسها تعم الحي سبعة ليال و تغمر القلوب بالفرحة و إعلان زواج لن يفسده المرض أو العدم أو الغربة ولا يفرقهما إلا الموت ,أليست هي بثينة جميل ؟؟؟
نعم تلك راوية رمز الوفاء و الصبر و مفخرة لكل سودانية في بقاع الأرض ,مباركة تلك الساعة التي جمعتكما ,ولم يخذل الله والدتك عبد الرحمن في دعائهاو تضرعها لكم بالحفظ و العافية وانتم أطفال ,دعوات ادخرها الله لك في ساعة حوجتك إليها ,ولم تخيب فراسة الوالدة في اختيار شهرزاد حبك ,أي حب أي عشق نما و تنامى مع الأيام لتصقله المحن فيكون أروع قصة حب بين فنان يزرع الحب بكلماته و ألحانه في قلوب الآخرين ,و قلب راوية هو الحب كله للعالمين ,حماك الله يا صوت الحب فينا و رعاك ,و دعواتنا لك بالعافية و جميل الشفاء إن شاء الله ,و مبروك عليك نعمة العافية ومبروك عليك قلب راوية الذي وسع كل عبد الرحمن بحلوه و مرضه ,فلا أحد يستحق راوية غير عبد الرحمن و ليس هناك من خلق لراوية غير عبد الرحمن , هكذا أراد الله فنعم إرادته و نعم العادل الوهاب وقد أضيف إلى قاموس الخالدات من قصص النساء راوية .


بقلم حنان باشري .



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved