تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

للعمالة ثمن ولو بعد زهاء زمن بقلـــــم علم الهدى أحمد عثمان/القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
13/11/2005 8:45 ص

للعمالة ثمن

ولو بعد زهاء زمن

علم الهدى أحمد عثمان/القاهرة

[email protected]

ظلت وستظل كثير من الدول التى تدور فى فلك دول عظمي بعينها .. تعاني من خطر عدم الإستقرار الداهم .. لأن الإرتماء فى أحضان تلك الدول العظمي.. يضع الدول الأخرى التى تسبح بحمدها فى مثابة تبعية عقيمة بحسب مآلاتها .. وإن كانت مقداماتها سعيدة لحد ما.. جزاء العمالة لتلك الدول العظمي.. لكن حتى هذه العمالة .. قد تتخذ أشكال عدة لأغراض التغليق على سوءات مظهرها الشائن .. فمن هذه الأشكال ..مثلا قد تأخذ غالباً العمالة الدولية فى هذه الشئون .. شكل التعاون فى مجالات معينة.. منها التآمر على دول بذاتها فى منطقة الدولة المتعاونة.. فى مجالات معينة .. منها ..... لأجل ضرب حلقة من الضغوط على الدولة المستهدفة بقصد أوهانها لجعلها تذعن لإستيعاب أية شروط بصدد مسألة معينة مهما كانت طريقة إبدائها ومحتواها مجحفة .. وما فيها من إنتهاك لسيادة الدول المستهدفة..

وإثر ذلك تقع الدول المستهدفة وحتى المتعاونة مع الدول ذوات الأطماع.. فى فخاخ الهيمنة الأجنبية إلى درجة تضيق الخناق فى كثير من الأحيان.. بما يجعلها عرضة للوقوع فى سياسات سالبة لحريات هذه الدول المعنية.. بما يجعلها عرضه للوقوع فى شرانق الإستعمار الحديث .. الغير معلن .. ومالوطأته من شدة وقع أكثر من ذاك الإستعمار التقليدى الصريح على حد ذاته.. وساعتها لم تكن النتيجة لتبقي طى المآلات التى نراها بسيطة هذه وإنما تقتفيها.. نتائج ً.. تظل دوما متسربلة لتلقي بظلال تداعياتها الهدامة بلا هوادة على تلك الدول جزاء تلك العمالة وثمناً باهظاً تدفع فاتورته.. فى شكل سندات إرهاب أو كمبيالات زلازل أو إعصارات داهمة كما فى الإتجاه الآخر أحيانا..

وكل ما يحدث فى العالم اليوم من إنفجارات للأوضاع وعدم أمان وإستقرار ما هو إلا نتيجة للسياسات الخرقاء الخاطئة الغير رشيدة التى تنتهجها تلك الدول الطامعة وأدواتها من الدول العميلة .. والغريب فى الأمر عندما تقع عندما تقع الواقعة جراء تلك السياسات الخرفاء من هنا أو هناك .. وتنفجر الأوضاع ويقع الفلتان الأمنى فى أحزيات تلك الدول المشار إليها كما فى كلتا الحالتين .. ساعتها ينحون باللائمة على الإسلام الذى هو براء من كل فرية من هذا القبيل ..

فرحمة بالأديان وشفقة بالإيمان ورفقاً بالدول ورعاياها.. كل ذلك يستدعي نبذ جميع ضروب العمالة الرخيصة للغير على كافة المستويات والأصعده..أى على مستوى الدول أو على صعيد الأفراد.. على حد سواء وهاهنا يكمن جل الحل الأمثل لمشاكل العالم بأثرها لأنها.. وقتها سيجنح كل فرد وكل دولة إلى سلك سبيل كسب رزقة بالطريقة السوية الشريفة دونما إفتئات على حقوق الآخرين.. بما يدفعهم إلى الإقتصاص لإستيفاء حقوقهم وبالطريقة التى يرونها أو التى تحلو لهم مهما كانت وسائلها وعواقب نتائجها لا سيما تلك الهدامة ولو على حساب المجموع .. دول أو أفرد..على حد سواء.. بما يدع الباب مواربا لتأويل أو تكييف هذه الوضعية المعيبة من قبل الدول الطامعة المتسببة فى ذلك أساسا وبالطريقة التى تخدم أغراضها فى منطقة بعينها أو قد تنداح حلقة الإستهداف لتطال مناطق أخرى لا تقل هى الأخرى عن كونها محل هدف .. وأخيراً يمكن القول أن العمالة بشتي ضروبها تكاد تكون سجال أو دول ..قد تكون يوم ليك .. أو غالبا ما تكون عليك.. ولو بعد حين.

وعليه وعى أوأدرك قادتنا القدامى والجدد هذا الأمر وإضطلعوا بالدور اللازم حيال ذلك .. والواقع أصدق شهادة .. أن شئ من هذا القبيل لم يحصل كما كنا دوما نأمله .. حتى آلت أوضاعنا اليوم "عرب أو مسلمين " إلى الأوضاع المأساوية إلى نعيشها اليوم من فرقة وشتات .. وهاهم إخوتنا هنا أو هناك يشردون أو يقتلون ونحن لم يكن لنا دور فعلى يذكر ولا حتى من قبيل " أضعف الإيمان " إلا من ناحية تحقيق الأطماع الذاتية التى تتخذ مجرى لها فى دهاليز تلك العمالة الخبيثة آنفة الذكر .. وإن إقتضى ذلك أن يكون الثمن خصما على حساب أفراد شعوبنا أو أمتنا كافة .. إذن إلى أين سينتهى بنا المطاف قيد هذه الأوضاع المذرية .. وإلى متى سيظل قادتنا سادرون فى غيهم هذا كأدوات أحيانا .. أو كمطية أوإراداتهم كرؤوس خيوط ممسكة بها الدول الطامعة بغية الوصول لغاياتها ومصالحها إفتئاتاعلى مكتسباتنا وحقوقنا .. ويحسب قادتنا إثر ذلك أنهم أحسنوا صنعا .. وعلى غير إستحياء يلبسون الحقيقة ثوب التدليس .. ويلقون بها على وجوه الشعوب المغلوبة على أمرها لتكون بمثابة يجدون فيها أنفسهم .. ومن بين أيديهم سدا .. ومن خلفهم سدا .. وتراهم .. ينظرون ولا يبصرون ..

ألم يأن لقادتنا أن يفيقوا من هذا السبات العميق .. وأن يتبصروا لنا سبل مؤدية إلى آفاق أرحب وفق سياسة رشيدة ملؤها وطنية كى نستبين بها سبل الحياة .. ونؤسس لأمة مستقلة لها هيبتها وكينونتها .. أمة تملك قوتها وتستطيع الإضطلاع بإتخاذ قراراتها بل وفرضها عند الإقتضاء وحالات الضرورة غير باغيين .. ولن يتسنى لنا ذلك إلا إذا بدأنا بالمصالحة مع أنفسنا أولا .. ثم بعدها تكون الأجواء معافاة لتوحد إراداتنا وتكاتف مجهوداتنا وصمود عزائمنا لصد أية أخطار محدقة تجنح فى مسعى لتعكير صفو وحدتنا وسلامنا وأمننا .. لأن البقاء رهن ربقة هذه الوضعية المعيبة ستكون مآلاتها إلى مثابة حيث لا نجد وطن .. ولا أمة .. ولا حتى مجتمع أو أسرة تصلح أن تكون لبنة نبدأ منها دولة .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved