شغل انتقال الكاتب عثمان ميرغني من "الرأي العام " إلى "الصحافة" أهل صاحبة الجلالة وسط ترحيب من الدكتور زهير السراج " في ليلة زفاف عثمان" في زاويته " مناظير" . وبرر ميرغني صاحب " حديث المدينة" انتقاله ب" التحية للجميع" فيما كتب إسماعيل العتباني "كلمة الرأي العام" ، وفي العرف الصحفي هي الافتتاحية التي تعبر عن أي جريدة حول موضوع الساعة أو قضية تشغل الناس ، وفيها إشارة " لمناظير" وقال العتباني إن الرأي العام "لا تأبه كثيرا لصياح الدجاج" و"لا تلتفت لغناء الحكامات" ورد السراج على العتباني .
ولكن هل كان انتقال "ميرغني" لضيق مساحة الحرية في " الرأي العام" والتي اكتشفها بعد ثمان سنوات ؟ أم المسألة مرتبطة ب" فك تسجيلات كتاب الأعمدة ؟ وهل هو رد من "الصحافة" على "الرأي العام" التي أخذت من الصحافة اللطيف البوني صاحب "حاطب ليل"؟ وهل تم الانتقال بوسائل تراعي "المنافسة الشريفة بين الصحف" ؟ أم الغلبة لمن يدفع أكثر؟ .
فأين الحقيقة في كل ذلك ؟ وهذه محاولة لقراءة مابين السطر في مهنة البحث عن الحقيقة .
أين الحقيقة ؟
وتعقيبا على "ليلة زفاف عثمان ميرغني" ، اكتب ملاحظات استنادا على مبدأ"الرأي الأخر" و"رأينا صواب يحتمل الخطأ " :
غلبت العاطفة والحماسة على "مناظير" والتي تميزت على الدوام بالدقة في التحليل والنتائج الموضوعية لا المبالغة ، فالمذكور يستحق الترحيب بروح الزمالة ، وعلى حسب كسبه و مداده وفيما سكبه ، ولكنه ليس "الأشهر في تاريخ الصحافة السودانية" التي دخلها من "ألوان" وما أدراك "ألوان" !وهو أيضا ليس كليلة القدر !! فمسيرة "الصحافة" في بلادي ماضية ، وفيها من حفر اسمه بأحرف من نور ، وفيها من كان نسيا منسيا ، فالانتقال ليس بسبب "الحرية" أو "المساحة المنظورة من الرأي والتعبير اصغر من فم قلمه" وإنما بسبب "الظرف" وهو أمر اكبر من الانتماء لأنه يتعلق بما يحويه من "أرقام " أو "أصفار" لان العبرة : كم تدفع؟ ولان حاسة الشم لدى القاري الذكي تجعله يعرف "المدسوس" في " الظرف" وأيضا المسألة ليست بسبب "المساحة المتاحة تحريرا في صحيفة الصحافة حاليا" وإنما مرتبطة ب" توفير أقصى ما هو متاح في الملعب" وهذا بلغة كرة القدم "نلعب لمن يدفع" أو كما قالها لاعب مشهور أن زمن الانتماء انتهى فالولاء للمادة . وأظن أن المنافسة بين "الرأي العام" و"الصحافة" في معركة "تسجيلات كتاب الأعمدة" انتهت بدون أهداف أو "هذه بتلك" فالصحافة لم تكسب "حديث المدينة" ولا " الرأي العام" خسرته وكذا بالنسبة ل" حاطب" ليل" . ولكن هذا لا يفيد القاري في شئ بقدر ما يهم "الحقيقة والتعبير عن قضاياه وهذا الانتقال على طريقة "تسجيلات اللاعبين" ووسائلها غير النبيلة لا تراعي "اللعب النظيف" !
الحيثيات التي ذكرها الكاتب المذكور ليست مقنعة لتبرير انتقاله أو "فك تسجيله" فهل بعد 8 سنوات في الرأي العام يكتشف صغر مساحة التعبير؟ وتقديره الشخصي يرتبط بمصلحته المادية وليس بعوامل خارجية ، والإيحاء بالتضييق عليه ليس مقنعا فمن هو الرقيب الذي ظل يجرد كل مساء كلماته؟ وما هو العامل الخارجي بعد أن برأ ساحة إدارة الرأي العام ؟ وعليه فأن تجاهل الإجابة عن هذه الأسئلة تسقط مصداقية الكاتب في "امتحان ثقة القاري في كاتبه" .
في تقديري إن كاتب " حديث المدينة" ظاهرة يحتم الوقوف عندها فهو من أهل "الولاء" ، ومأمون الجانب ، فمهما انتقد فلن يسأل وغيره إذا مارس فضيلة النقد يكسر قلمه ويكمم فمه والشواهد كثيرة.
هو جزء من تغييب الوعي ويخدم نظرية "التنفيس" بان الحرية متاحة ولكنها لغيره ممنوعة واحسب أن "مناظير" اقدر من يكشف الحقيقة التي حجبت عنها لمرات ولصاحبها تجارب مع "الرقابة" .منهج "حديث المدينة" هو خالف تذكر ، الم يشكك في دور رواد الاستقلال أو بطريقة ماذا قدم الزعيم إسماعيل الأزهري؟ وأيضا في ثورة أكتوبر !! أراد أن يكون مشاغبا على طريقة الكاتب المصري محمود السعدني "الود الشقي" ولكن المشاغبة قد تنتهي إلى "شلاقة" تستوجب الرد عليها كما فعل البعض. يظن كثير من القراء أن "عثمان ميرغني" هو من ينتمي لصحيفة الشرق الأوسط فكاتب "حديث المدينة" بيته "الصحافة" وقدم برنامج مسابقات في تلفزيون السودان وبدايته "ألوان" ويعمل في مجال الكمبيوتر والثاني نائب رئيس تحرير الشرق الأوسط . والفرق واضح . ختاما الأشهر في تاريخ الصحافة السودانية : محجوب محمد صالح – صاحب القلم الذهبي . وأمال عباس - جائزة الشجاعة الصحفية. أما الزعيم الأزهري فيكفي أنه علم الناس الوطنية وممارسة الديمقراطية ودونكم كتابه "الطريق إلى البرلمان" فهل قرأه كاتب "حديث المدينة" ؟