تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لا خــير فينا إن لم نقـلها بقلم صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو )

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
11/11/2005 6:38 م

لا خــير فينا إن لم نقـلها

صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو )

نحن كسودانيين نعايش مشكلات وهموم كثيرة .. وهذه المشكلات والهموم تكبل واقعنا وتحاصره من جميع الجهات والزوايا ... فالحياة السياسية فيها ما يكفيها من القضايا المعقدة .. والتي أرخت بظلالها على الحياة الإجتماعية والثقافية والرياضية .. وكل هذه المشكلات والقضايا تحتاج الى وقفات شجاعة ومعالجات حاسمة دون أن ننتظر السماء لتمطر ذهبا .

الرياضة كعالم خاص .. مليئة بمظاهر الإخفاق والفشل وهي كغيرها تحتاج الى نظرة تأمل .. بعيون فاحصة .. تحدد مكامن العلل والإخفاق .. ترسم ملامح التطور وفق خطط علمية مدروسة بتجرد ومصداقية .. بعيدة عن حمى الإستقطاب وحمية الإنتماء الأعمى ..

إن الواقع الرياضي الماثل أماما لا يبشر بخير .. ولا نكاد نجد شخصا واحدا يمكن أن يصف لنا الحال بأنه بخير .. فكل من تسأله يجيبك بواقعية وتلقائية بأن هناك علة ما في أساس البنيان الرياضي .. وطالما أن الأساس متصدع فالنتيجة الحتمية والمنطقية أن يأتي البنيان متصدعا ..

كثير من الناس يحاولون أن يجعلوا كل قضايانا تدور بين الهلال والمريخ .. فلا تكاد تثير قضية إلا وتحدثوا عنها من خلال هذا المنظور وكأن القضية برمتها لا ينظر اليها إلا من خلال الهلال والمريخ فإن تحدثت عن شخص معين لإغن الأمر يتحول وكأنك تقصد إنتماءه الرياضي طالما أن نقدك موجه لشخص منتمي الى ذاك الحزب الرياضي .. فأنت إما أن تكون هلاليا وإما أن تكون مريخيا .. وإن لم تكن هلاليا فأنت مريخي وإن لم تكن مريخيا فأنت حتما هلالي الإنتماء .

بهذا المنطق تصبح الحيادية والوقعية وحتى العلمية والمنهجية واقعا لا وجود له في الحياة الرياضية .. لأنك تعيش بين التوجس والريبة والشك .. حتى أصبحت الإنتمائية سمة من سمات الحمية .. والإحتراب والمشاحنة واقعا بين الناس .. وهذه الحالة المتأخرة ولدتها بعض الأقلام التي زكت نيران الخصومة والفتنة سوأء كان ذلك بوعي أو دون قصـــد منها .. وأصبح الناس بين مفتون بالهلال وثمل بالمريخ .. وأضحى أهل المـــوردة والنيل والتحرير إرثا من الماضي وبوابات عتيقة لمتاحف بالية لا يدخلها أحد .. بل أضحوا ( أناتيك ) في أرفف الزمان .

صحـــيح أن لكل الناس قناعاتها .. ولكل الناس مطلق الحرية في الإنتماء الوجداني لأي جهة وأي فريق لكن هــذه الحـــدة يجب أن لا تكون معيارا للنظر من خلالها للآخرين .. بل يجب أن لا تكون معيارا لإستنطاق الآخرين وحصرهم حول لونين لا ثالث لهم وهذه الحالة ماهي إلا مظهر من مظاهر السلبية التي تغلف حياتنا الرياضية .. والتي أقررنا سلفا بوهــن الممارسة فيها إبتداء .. إذن فما الذي يجعلنا بهذه الحــدة وهذا الفــجور في الخصـــومة ؟؟؟؟ .

في تقديري أننا نعاني من أزمة حقيقية في في المفاهيم أرخت بظلالها على كل جوانب الحياة الرياضية فأصبحنا نبحث عن إنتماء الشخوص لتكون مدخلا لفهم أفكارهم ... وهكذا إزدادت درجة الإستقطاب حدة حتى بلغت أصحاب الأقلام والرؤى من الصحفيين الرياضيين الذين كان ينبغى عليهم الترفع عن هذه الحالة ( فكريا ) لينبروا لمهمة تصحيح الأفكار والقيم والمفاهيم .. بإعتبارهم رأس الرمح في العملية التقويمية .. وهم الذين يملكون أدوات التوجيه العام .. وهم الذين يحملون لواء الكلمة وموجهات الرأي العام .

لقد أصبح الشعار السائد بين الناس هو :- (( لن أقـــرأ لك حتى أستبين إنتماءك )) بينما كان الأجــــدى أن يكون الشعار بين الناس :- (( سأقرأ لك لإستبين مساحة فكرك )) وكان من المفترض أن تدور الأفكار والإطروحات حول القضايا الحية .. التي تهم الجميع طالما أن التنافس شريف والتناول شفيف والإنتصار وصيف .. لكننا بدلا من ذلك نقرأ كل يوم تراشقا وسبا وإسفافا ودخلت الساحة مفردات كالبارود وكلمات كالرعود .. وكل يغنى لليلاه ولحزبة الرياضي الذي ينتمي اليه ..

وهكذا أصبحنا هائمين في سوق الله أكبر تحت لـــواءين .. هما الهلال والمريخ .. وهذا ما جعل الرئيس البشير لأن يقول :- (( أنتم أكبر حزبين رياضيين بالبلاد )) لأن الرئيس قد أدرك أن الرياضة قد تحولت الى أحزاب وعصبية وحمية .. وهذا في طبيعة الحال واقع جسدته الوقائع وأكدته الأحوال .. أما بقية الأندية فعليها أن تقف في الرصيف لتصفق للعربة التي تحمل رؤساء الأحزاب الأخرى .

صحيح أن هذه الحالة لا ننفرد بها نحن في السودان ولكن .. وجـــودها لدي غيرنا لا يغير حالها ولا ينفي عنها السلبية .. لكن الفارق بيننا وبينهم هو أن لهم بعض الإشراقات وريادة في عالم الرياضة بينما مازالنا نحن متوقفين في محاطات قديمة وخنادق عفا عليها الزمان نلوك حديثا ممجوجا :-

• نحن أول المؤسسين للإتحاد الأفريقي .
• نحن أحرزنا كأس أفريقيا عام 1970 .
• نحن الذين بنبنا دار الرياضة أم درمان في عهد الرومان .

قد يكون في ذلك شيء من الصحة والصدق .. لكن ماذا فعلنا بهذا الإرث التاريخي ؟؟ هل بنينا أمجادا فوقه ؟؟ هل بنينا بعده إستادا أو نصرا واحدا ؟؟ الحقيقة المرة أننا تهنا عن جادة الطريق وأصبحنا جميعا شيئا من الماضي ولا نمت للواقع بشيء .. ولا خير فينا إن لم نقولها لأنفسنا وإن لم نواجه بها هطرقة الزمان وهذا الواقع المزري .. إننا في حقيقة الأمر في حاجة ماسة الى وقفات نستفيق بها من غيبوبة الواقع وحالة البيات العام الذي نعايشه .. فهل تجـــدي هذه الصرخة أم أنها ستصنف بأحد لونين وتذوب في الأفق كالصدى الذي يذوب ويتلاشى ولا يرتد .. والنتيجة الحتميـــة لكل ذلك حتمـــا ستكــــون ..

----------------------

ملء الســــنابل تنحني بتواضـــع ........ والفـــــارغات رؤوسهن شوامـــــخ

----------------------

صلاح محـد عبـد الدائم ( شكوكو )
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved