ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
خوجلي رحيل مبدع فنان وسقوط للهوس الديني الجبان وعشرات الأسئلة المشروعة بلا إجابة ويطويها الكتمان بقلم تورنتو – بدرالدين حسن علي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/11/2005 2:18 م
كلمة بسيطة للغاية كتبها بكري الصائغ في ذكرى وفاة المرحوم الفنان الكبير خوجلي عثمان بسكين الغدر والجهل والهوس الديني ، رحل خوجلي الإنسان الرائع العظيم وظل ذلك القاتل المأفون إلى يومنا هذا طليقا ، وفشلت كل محاولاتنا لتنفيذ العدالة ولتعويض أسرة المرحوم لذلك الفقد الجليل ، وكما هو معروف فشل محاولاتنا لكبت الهوس الديني وظلاميته الموحشة التي جاء بها نظام ما يسمى بالإنقاذ والذي لا أعرف حتى الآن من ماذا يريد إنقاذ أهل السودان ؟ لم يستطع غالبية أهل السودان تصديق خبر الإغتيال بتلك الطريقة المأساوية المحزنة والمفجعة لإنسان وفنان وهب كل حياته لإسعاد الناس وجلب الفرح إلى قلوبهم بكلمات وألحان وغناء لا يعلى عليه ولا عليها حتى أصبح خوجلي سيد الغناء والطرب وعاش وسيعيش في قلوب وأفئدة كل السودانيين المحبين للغناء والصوت الجميل والكلمة الرصينة والحب النبيل . رحل خوجلي ومنذ ذلك اليوم تداعت عشرات الأسئلة بلا إجابة ، وفي مقدمتها سؤال أكبر من كل خيالاتنا : ما معنى وجودنا في وطن يسمح لمخبول تلقى دروسا في الخطيئة الدينية تسمح له بحمل سكينه أو خنجره ويتوجه إلى أروع دار وأجمل مكان وهو أجهل ممن خلق الله على وجه الأرض ليسأل عن فنانين ولا يجدهم ثم يختار ذلك الملاك الرائع والشاب اليانع البريء جالب النغم والفرحة والسرور للملايين ليغرسه في صدره لينهي حياته وليجلب الحزن لأهل السودان ، أو ذلك الأكثر خبولا الذي إقتحم المسجد وبتلذذ غير طبيعي أفرغ طلقات كلاشينكوفه بإتجاه مسلمين فقراء معدمين إلا من إيمان عميق بالله وبالدنيا الآخرة لينهي حياة العشرات منهم دون إي إحساس بجريمته النكراء المذلة . في بلدي حكاوي القتل والإغتيال مفجعة ورهيبة وجميعها يمر بسلام وبلا سؤال ولا تحقيق ولا محاسبة حتى اصبح أمرا مشروعا وحلالا بأوامر من الدولة وبموافقتها ، وإلا ماذا يعني إعدام عشرات الضباط في ليلة العيد لأنهم قاموا بحركة إنقلابية ضد الذين جاؤا بإنقلاب ؟ وماذا يعني شنق مواطنين أبرياء أتهموا بإمتلاك حفنة دولارات وإذا بالدولار من بعدها بقليل في جيوب كل المهووسين ومشرعي القانون ومنفذيه ؟ لمن نتوجه بالسؤال والدعاء لإنقاذ أهل السودان من أعدائه الحقيقيين ؟ لمن سواء الله عز وجل ولهذا الشعب العظيم أن يستيغظ ويعي وأن ينتقم أيضا لشهدائه ؟ وهل نعيش حتى ذلك اليوم لنرى ونشهد عقاب الله على المجرمين ؟ لا أنكركم القول أنني فقدت كل أمل في قياداتنا وسياسيينا والكثير من مفكرينا ومثقفينا وفنانينا وأدبائنا وشعرائنا الذين باعوا الوطن والشعب لأجل حياة تافهة لا معنى لها ومن أجل " حفنة دولارات " ؟؟؟؟؟ البعض يتهمنا بأننا مجرد خونة وربما عملاء ، أو كفار وضد الدين وضد المشيئة الإلهية التي أذنت لمثل هؤلاء البشر أن يحكموا هذا الشعب بإسم الدين ومن يعارضهم فإنما يعارض الله !!!!! حتى وقت قريب صاح الكاتب والروائي الكبير الطيب صالح : من أين أتى هؤلاء ؟ فصدقناه وأنزلناه منزلة الناصحين والواقفين إلى جانب الشعب ، فأين هو الآن ؟؟؟؟ ومن قبله وبعده الكثير من الدجالين والمنافقين والكذابين أبتلي بهم هذا الشعب حمال الأسية وهم الآن يمرحون ويسفهون ويضحكون ويسخرون ويسكرون ويمجنون ويرقصون وينكتون ويلعبون " البوكر " ويدخنون أطيب أنواع السجائر والماريغوانا والحشيش والأفيون و ويزنون ويملكون الآلاف أو الملايين من الدولارات ويبنون المساكن الفاخرة والقصور غير الشرعية والمزارع الماجنة ويتزوجون أربع وثمان وأثنى عشر بإسم الدين ، وأنا مثلي مثل الالاف من السودانيين الأطهار الأشراف يعذبون ويقتلون ويفصلون من الخدمة وينفون وتسفك دماؤهم بإسم الدين !!!!!! لمن نتوجه بالدعاء لإنقاذ أهل السودان من جلاديه وسارقي قوته ؟ لمن سوى الله عز وجلت مشيئته وأحكامه ولهذا الشعب الطيب المثابر الذي حتما سينتقم عما قريب لشهدائه ؟ يرونه بعيدا ومستحيلا ولكنه آت !!!!! المأساة يا أخي بكري أكبر من ثمة إغتيال لفنان مثل خوجلي ، ففي هذه السنوات منذ صباح الثلاثين من يونيو وحتى اليوم رحل ومات وأغتيل المئات ، وأنا لا أسأل سوى القليل عن من أعرفهم ، أين بروفيسور محمد عمر بشير الذي مات حسرة وألما ؟ وأين خالد الكد الذي طحنته أوتوموبيلات لندن وهو في قمة توهجه ونبوغه ؟ أين علي عبدالقيوم وعمر الدوش وغيرهم في أوج سطوعهم وقممهم الشعرية ؟ أين فنانينا الكبار الذين ماتوا في بلاد الغربة بسبب النفي والبعد القسري ؟ أين الذين ماتوا في الداخل بسبب السكري أو الضغط أو مرض الحمى والفقرو الحب الشديد للوطن ويبقى هؤلاء الحمقى ناقصي الدين والعقل إلا من بعض إنتهازية ؟ من هو الأحمق ؟ هم أم نحن ؟ من هو قاتل شبابنا وفتياتنا ونساؤنا ورجالنا وشيوخنا ومفكرينا ومثقفينا وهلم جرا ؟ هم أم نحن ؟ لماذا يرحل فنان مسرحي نابغ مثل محمد رضا حسيبن بسبب مرض الكلى في القاهرة ؟ ولماذا ترحل فنانة سينمائية مثل حورية حسن حاكم بسبب عذابات البعد عن الوطن ؟ ولماذا ولماذا يرحل في كل يوم أعز الناس في الداخل والخارج لأسباب غير مقنعة ؟ المثقف في بلدي أصبح إما طبالا إنتهازيا عفنا أو صاحب موقف محكوم عليه بالموت ولا يوجد خيار آخر ، والفنان في بلدي حتى ذلك الذي يخرج فيلما سينما ئيا عليه أن يخرج شيئا من مؤخرته أما ذلك الذي يصنع من الطين تمثالا فما هو إلا طفل يلعب بالطين في حضرة اللوطيين !!!!!! ومن هم الذين في المهاجر ؟ سوى حفنة من موتى في مقابر ؟ لا والله إنهم ضمير هذا الشعب وعقله الغائب الحاضر ! لا أعتذر عن كل ما كتبت ، ومن لم تعجبه كلماتي أقول له مسبقا فلتذهب إلى الجحيم ! ، أما غيرهم فأناشدهم أن يضيئوا شمعة في مشوار المليون خطوة ، في هذا الزمن اللئيم !!!!!