ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الطائفية تعرقل مساره بينما هو يقرر مصيره بقلم عثمان حسن بابكر=رئيس تجمع الوطنيين الاحرار
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 10/11/2005 1:50 م
ذلك هو الشعب السوداني الصامد الصابر والمتحد، فبينما كان الشعب امة واحدة مترابطة فبعث الاستعمار رموز الطائفية مبشرين ومنذرين، وبعث معهم المال والميزان المائل لشراء الزمم وحاربة الاحرار، وتحت مظلة الوطنية يحاربون الوحدويين، وباسم الدين يستعبدون العالمين، دخلت الطائفية البغيضة تحت رعاية المستعمر فجعلت البلد امما كلما دخلت امة لعنت اختها، حتى اصبح عصر قلة العلم في السابق افضل حالا للشعب من الحاضر وعصر العولمة، ذلك العصر الذهبي للمجتمع السوداني الذي يفيض فيه خيرا على من حوله من المجتمعات والدول الى ان تشرف سلاطينه بكسوة الكعبة المشرفة وتزينها بالذهب، ورغم التباين الثقافي والعرقي والعقائدي كان المجتمع مترابطا متحدا على تقرير المصير الجماعي فطردوا الاستعمار وبقوا متحدون تحت شعار واحد، وكان الشعب المنتج يفيض الى درجة ان اقتصاد البلاد كان اقوى من الكثير من الدول الاوربية في عصر نهضتها مما جعل المستعمر يفكر في جني ثماره. كان البلد آمنا يعبر عليه الحجيج من غرب ووسط افريقيا بل ويقيمون فيه كما يزرعون ويحصدون ليجدون منه نفقة الحج، وقد طابت ارضه وكذلك شعبه لان يقيم بينهم الحجيج الى الابد وتركوا اوطانهم لما وجدوا فيه الحياة الطيبة حتى بلغ تعداد من وفدوا من نيجيريا فقط اربعة ملايين شخص واكثرهم حمل الجنسية السودانية. ذلك المجتمع كانت فيه الروح الوطنية عالية بل في قمتها اذ لم تتخلف قبيلة في تحرير السودان من الاستعمار، الامر الذي جعل المستعمر الاخير يضع استراتيجية التفرقة الطائفية وتفكيك المجتمع ليبقى المستعمر، في حين ينشغل الشعب بالصراع الطائفي، فمكن للرموز النفعية وشيد لها القصور بين المواقع الحكومية فآثرت مصلحتها على مصحة الوطن والشعب، وقررت مصيرها دونهم، بل جعلوا انفسهم على الشعب اسياد، كما عملوا على تغويض جهود الاحرار ودعاة التوعية والتعليم، في مثل ذلك المناخ انبتت الطائفية رموزا مثال الصادق المهدي الذي بدأ نشاطه بمحاربة العبقرية السودانية محمد احمد المحجوب الذي شهد له اغلب الشعب بالكفاءة والشخصية القيادية العالمية حتى ان زعماء العالم يخشون من ذكاءه ودهاءه فعقدوا اللقاءات على هامش المؤتمر في نيويورك حيث كان هو احد المرشحين للامانة العامة للامم المتحدة فاجتهد العالم الغربي خاصة لان لا يصل العبقري لذلك الموقع، ذلك الرمز عندما قدمه البعض لرئاسة الوزراء في السودان اعترضت الطائفية وبرز رمزها الصادق المهدي مستهل برامجه بتبديل شهادة ميلاده ليزيدها عاما لان عمره لم يبلغ السن القانونية للرئاسة، على حساب الوطن ومصلحته، وكان الصادق المهدي في ذات الوقت ينسق مع صديقه حسن الترابي الذي كان يتزعم جبهة الميثاق الاسلامي لتعويق مسيرة الاحرار. تلك الفترة وما قبلها شهدت نهضة الاحرار ووثبتهم ضد الطائفية وكان يقودها اسماعيل الازهري ويحي الفضل واخرين، وصدعوا بمحاربة الطائفية والكهنوت باسم الدين، حتى ممن كانوا معهم على حزبهم، وسار الشعب خلفهم يهتف نحو الحرية بمواقف لم يشدها السودان من قبل وترابطت عدة كيانات لتجاوز الطائفية ، عندها تحركت الطائفية ممثلة في رئيس الوزراء وقائد حزب الامة عبد الله خليل واتفق مع حليف له في الجيش هو الفريق عبود وسلمه السلطة علي وعلى اعدائي ، فما اشبه اليوم بالبارحة، فقد سلم الصادق المهدي السلطة لحليفه الترابي ورموزه في الجيش عندما سعت الاحزاب المنافسة لان تتجاوزه في الديمقراطية الاخيرة عام 89 . كان المهدي ابرز رموز الطائفية التي تعوق مسيرة الشعب ليقطع عليه الطريق كلما اراد ان يقرر مصيره في مسالة لا توافق هوى الصادق، ومنها اتفاقية السلام التي كانت على وشك التوقيع في اديس ابابا عام 89 وغيرها. وهكذا سيرة المهدي الطائفي كلما وقف الشعب ليحل ازمة وقف الصادق كالشيطان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فعندما بدأ الشعب المقاومة ضد نظام الترابي في اول ايام وقف المهدي يدعو الى الجهاد المدني يعني به العمل السلمي والهادئ ليصرف به ضربات الشعب ضد النظام، وعندما تعسكر الشعب في ارتيريا لمحاربة النظام لحق به الصادق ثم توسطهم يدعو الىالمصالحة وتفشيل العمل وتشكيك حلفاء المعارضة في رموزها حتى لا يدعموهم، ثم اتفق مع البشير في جيبوتي وسحب عناصره ورجع با الى حليفه النظام، وعندما اراد الشعب ان يصعد نضاله ويرفض المصالحات برز امام الشيطان المهدي وفي يمينه الترابي يدعيان المعارضة ، ليقيمان تحالف جديد ضد النظام وذلك خطوة استباقية يسبق بها دعوة الشعب لتكوين كيان جديد يصعد العمل ضد النظام بعد ان تصالحت بعض رموز الطائفية. وتلك الرموز الطائفية الاخرى كانت تساوم النظام لحصة اكبر وليس لاجل الشعب، لانها اعتادت ان تسلب الشعب حتى الموت ثم لا تكفل ايتامه. فالى متى ايها الشعب السليب، ان الاماني لا تغيير شيئا، والقعود لا يصنع مجدا ، ولا يحرر شعبا مقهورا، والمهاترات لا تجدي نفعا، فهيا يا بني السودان هبوا، ولدعوات النضال لبوا، ولواجب الاوطان ادوا. ان حماية الامة اولى واجباتكم اليوم وعليكم صناعة واقع جديد تتجدد فيه الرموز والاساليب. يا جيل القرن الحادي والعشرين تحملوا مسؤوليياتكم في انتشال البلاد من وهدة الضياع، ساهموا في تحرير الشعب والبلاد من عصابات التطرف والارهاب ومن الرق والاستعباد ومن استغلال النفعيين الذين باعوا الوطن والدين، فقد اوشك الصراع الطائفي ان يفكك ترابط المجتمع ويقطع اوصال البلاد خاصة بعد خطوة الاتفاقييات التي تفتح الباب امام الانفصال وتجزئة السودان الى جزر معزولة ثم حرب اهلية على الحدود فيما بينها وعلى احقية من يديرها ومن يمتلكها، اذ انه لا توجد فئة واحدة تمثل اقليم بكامله مما يجعل الخلاف بيهم اكبر من الصراع على السلطة في الوطن الموحد. اخوة الوطنية اننا في تجمع الوطنيين الاحرار نوجه الدعوة بل النصيحة الى كل من يرى نفسه حرا، ندعوه الى العمل بطاقته القصوى في تمكين الشعب من حريياته وتحقيق الديمقراطية وبادارة جديدة لا تتضمن الرموز التقليدية ودون اوصياء من رموز الطائفية النفعية الاستغلالية ، وعليه ان يرقى بنفسه من الذل وان يكسر قيده ويضع عنه اصره والاغلال التي كانت عليه ليلحق بركب الشعوب المتحررة المتقدمة. ان ذلك يعني القفز بقوة في الانتفاضة الشاملة على كل الماضي البغيض، ان الانتفاضة لاجل التحرير ولاجل تقرير المصير لكل الشعب الذي استعبده البعض باسم الدين او استغله البعض باسم الوطنية المزيفةالتي تقودها الرموز المتطرفة او الانقاذ الكاذب. ولم يبقى من خيار الا ان يبادر الشعب بتقديم رموز ووجوه جديدة متحررة تقود البلاد والعمل النضالي بدا بانتفاضة التحرير التي تستهل بالاعتصام في مكان العمل ثم الاضراب المفتوح حتى سقوط النظام وخلاله يستنفر كل المجتمع في الانتفاضة حتى سقوط النظام. ونجدد التحذير من ان يخدعكم سراب الاتفاقييات والخطط السياسية التي لم تزد على كونها تكريس للسلطة في ايدي عناصر النظام المتطرف التي هي صاحبة السيطرة والاغلبية في حكومة النظام الجديدة ، كما ان المتصالحين لم ولن يغييروا شئيا ولن يزيدوا الشعب الا خسارا واحباطا وانهزاما، وان البعض ممن يدعون المعارضة ما هم الا وكلاء النظام وحلفاءه السابقين الذين كانوا يعلمون بين المعارضة في الخارج ثم رجعوا ليعملوا بين المعارضة بالداخل لتفشيلها كما فعلوا بجناح الخارج، وهم الاقرب الى النظام فكريا كما هو الصادق المهدي صاحب الصحوة الاسلامية شقيقة دعوة الترابي التجديدية، ومعه الهندي وغيره، وهدفهم صرف المعارضة عن مواجهة النظام وتكسير حدتها وذلك لتسهيل مهمة النظام المخادع بالمبادرات الوهمية لكسب الوقت حتى تتساقط قيادات المعارضة بالتصفيات مرة وبالسموم اخرى وغير ذلك. ان الخروج على الطائفية هو الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح والنضال القوي ثم مواصلة السير في تقرير المصير الجماعي لكل اشعب في وحدة شاملة وحدة الادارة ووحدة الدفاع عنه بعد الوحدة لاعادة الديمقراطية بالانتفاضة الشعبية ولا عاش من يفصلنا، ولا عاش من يخذلنا.