الفصل الثانى ـ
الانقاذ ترتدى جلباب الجلابه

تحدثنا فى الجزء الاول عن الفصل الاول من مسرحية الشيخ والتى أنقذ من خلالها حكومة الانقاذ من الحصار المفروض عليها وانقلب فيها الشيخ من مضطهد بكسر الهاء الى مضطهد بفتح الهاء
ولكن الشيخ لم يكن هدفه اتقاذ الحكومه فقط وانما تنظيف الجبهه الاسلاميه من كل ماعلق بها خلال سنين الحكم …وكانت الجبهه قد انكشفت للشعب السودانى بكل سوءاتها من فساد وسفك للدماء وتعذيب وارتكاب للسبعه وذمتها وانكشفت عضوية الجبهه ورصد الناس منسوبيها فى الاحياء وكان ذلك خطيرا على تنظيم اعتمد على السريه والعمل من خلف ستار وكان قد انكشف للناس تماما ان هذه الجبهه التى تقرن اسمها بالاسلام وتدعى ابوته لها ليس لها صله بما تدعى زورا ابوته لها فهى ممكن ان يكون اسمها الجبهه الفاسده أو الجبهه الكاذبه او اى شىء يرتبط بهذه الصفات غير انها اسلاميه
لقد وجد الشيخ ان تنظيمه الذى ترعرع على يديه ممكن ان يتلاشى الى الابد اذا اندلعت ثوره شعبيه او انتفاضه او انقلاب وكانت الظروف قد نضجت لهذا الانفجار فراى الشيخ ان يشغل الشعب السودانى بنفسه وان يفجر بين هذاالشعب تناقض وحروب اكبر من التناقض بينه وبين تنظيم الجبهه الاسلاميه وهناك عنصران يمكن ان يشغلا البشر ويغطيا عن كل تناقض اخر ..الدين ..العرق ..وقد استخدم الشيخ التناقض الدينى بنجاح فى الجنوب واستطاع من خلاله ان يضع الشعب السودانى والعالم فى ربكه واسعه فالمسلم السودانى (خاصه المواطن العادى ) اصبح من الصعب عليه هضم ان يقف مع من صورهم الترابى بانهم كفار وان من يقف معهم فهو مرتد واستطاع الترابى فى خبث ان يستخدم هذا السلاح حتى ضد قيادات دينيه فى حجم السيد محمد عثمان الميرغنى والسيد الصادق المهدى أما عالميا فقد اصبح من الصعب على الدول الغربيه ان تناصر الحركه الشعبيه لان ذلك سيفسر بانه تنحيازا بسبب الدين فلجأت للوساطه والتظاهر بالحياد
والغريب ان الترابى استطاع وبدهاء شديد ان يستقطب لهذه الحرب ابناء الجنوب والنوبه والغرب ليخوضوا حربه هذه تحت شعارات دينيه اسلاميه والنوبه والجنوبيين مسيحيين ولادينيين وكانوا يهللون ويكبرون مع المهللين وهم يسحقون بنى جلدتهم ولعل هذا مرده للجهل أو لعظم الة الدعايه التى استخدمها الانقاذيين فسلبت عقولهم كما ان المساله لم تكن بعيده من المال ….وقد استعانت الانقاذ فى بداياتها بهؤلاء فى توطيد اركان حكمها فالكبارى والمنشئات العامه كان اغلب حراسها ابناء الجنوبيين والنوبه ودارفور ومن تشرف بدخول بيوت الاشباح من المناضلين فلابد انه لاحظ ان من تستخدمهم فى تعذيب الشرفاء كانوا من ابناء هذه المناطق وملك الموت المشهور فى بيوت الاشباح هو نوباوى !!! اما من يطلق عليهم بعض الاخوان صفة الجلابه ويجردونهم من كل قوميه ووطنيه فقد تصدوا للانقاذ فى ايامها الاولى ففصلت منهم الانقاذ الالاف واضطرتهم لان يهربوا من وطنهم ومجموعات منهم ومن القبائل الشماليه تحديدا قاموا بمحاوله انقلابيه كان هدفها استعادت الديمقراطيه كما شرح ذلك مؤخرا احد المشتركين فيها فى الاحتفال السنوى الذى اقامه التحالف ونفى عنها انها شايقيه ….ولم ترحم الانقاذ التى يصفها الان البعض بانها من الجلابه هؤلاء وانما دفنتهم أحياء وطاردت اسرهم حتى اضطرت الاستاذه سميره كرار ان تستنجد وفى اول ظاهره من نوعها بالبابا عند زيارته للسودان ليحميها ويحمى اسرتها من عسف دولة الانقاذ الاسلاميه (وقد كتبت مقال فى حينها فى الشرق الاوسط عن الموضوع واشرت من خلاله عن النساء (المسيحيات الائى كنا يستعن بالحاكم المسلم
وقد قامت مجموعات من الجلابه وعرب الهدندوه والرشايده ومعهم البجه بالتوجه شرقا وفتحوا الجبهه الشرقيه
ونعود لموضوع الشيخ الذى لم يجد امامه لانقاذ حركته من مصيرها والادانه التاريخيه غبر ان يستعين بعامل العرق ليفتح جبهات قتال تنتظم السودان تستغرق الشعب السودانى فينسى مافعلته الجبهه الاسلاميه بل ان تقود الجبهه الاسلاميه هذا الصراع العرقى فحصل التسلسل الاتى رحل الشيخ وهو فى السلطه بعض العرب الرحل من كرفان الى مناطق الانقسنا وحول الدمازين ليكونوا حزاما عربيا يفصل القبائل العربيه عن امتداداتها فى اثيوبيا كما اقنع القذافى
الجار نافخ الكير والذى مول كل الحروب السودانيه السودانيه وامدها بالمال وكان يمد الطرفين حكومه ومعارضه بان يمول انشاء حزام عربى فى الغرب ايضا يفصل القبائل الافريقيه من امتداداتها فى غرب افريقيا وجلب لها العرب من بوركينا فاسو والنيجر وتشاد وغيرها وهذا ليصبح السودان عربيا خالص ويتوحد مع ليبيا (وهذا قبل تحول القذافى للوحده الافريقيه) وهكذا زرع الترابى لغمين احدهما فى الشرق لم ينفجر والاخر فى الغرب واشعل الشيخ بنفسه عود ثقابه ….وكان عود الثقاب هو الكتاب الاسود الذى اشار فيه الترابى لسيطرة ابناء الشمال على السلطه وبين فيه بالاحصائيات ذلك وهو العالم بها بل هو الذى قام بذلك فهو كان ممسك بالسلطه تماما ولاكثر من ثمانيه سنوات بلا منازع وهو الذى يعين ويفصل كان كل هؤلاء الذين حوله مجرد رموز حتى السفراء الاجانب كان يستقبلهم فى المسائل الشائكه وقيل ان ختم رئاسة الجمهوريه كان فى معيته فكيف بعد هذا يشكو الشيخ من سيطرة أولاد البحر وقد تزامن مع ذلك ان عرفنا ان الشيخ والمعروف انه من الجزيره قد اشيع وبصوره مكثفه ان اصوله من قبيلة الفلاته!!واصبح الشيخ من المهمشين اسضا بعد ان امسى احد ضحايا حقوق الانسان وحصلت مسرحية المفاصله وأخذ الشيخ معه على الحاج من دارفور واخرين من دارفور وكردفان وترك فى الجناح الاخر الشايقيه والجعليين والدناقله مع حمله دعائيه مرسومه بان اولاد الشماليه هم المسيطرين وخرج عبد الواحد من عباءة الجبهه ليقود تنظيم العداله والمساوه بمباركة الشيخ وخرج بنانى وجماعته ليعلنوا وبالصوت العالى فى بلد تسيطر عليه الانقاذ وتكمم الافواه بان الحكايه قلبت عنصريه وان اولاد البحر طردوا اولاد زرقاء وانقسمت الجبهه الاسلاميه على نفسها فى حركه اوكروباتيه وقاد كل منهم فصيل وراينا النيران تشتعل فى دارفور التى كانت مهيأه لذلك وحتى الصحافه التى لاتستطيع النطق بحرف واحد بدون موافقة الرقيب ظهرت فيها مقالات مثل .. دولة شايقستان بل ان المجلس الوطنى المعروف بلاجماع السكوتى والبصمجى استطاع ان يحقق مع عوض الجاوز حول سيطرة الشايقيه على قطاع البترول ووصل الحد حسب الزعم ان الخفراء فى حقول الانابيب من الشايقيه ….وصهينت الانقاذ من الحرب فى دارفورواندهش العالم لدوله تترك مواطنيها يتقاتلون بهذه الصوره وبدل ان تمنع الحرب تمد الجنجويد بالسلاح والتدريب لتشعلها اكثر ولم يعرف العالم انها خطه شيطانيه من هذا التنظيم الابليسى انهم يريدون ان يشعلوا البلد باطرافها وهذا مثل مختلس المال العام الذى يطمس معالم جريمته فيحرق المخزن ان كان مخزنجى ويحرق البنك ان كان صرافا …وهكذا انشغل الجميع باطفأ الحريق عن البحث عن الفاعل واستمرت الانقاذ فى اللعب بالنار لتنجو من الحساب وبدل ان كان التقسيم القديم الذى ابتدعه الاسلاميين بعد ان استولوا على الحكم جبهه اسلاميه أو غير جبهه وهذا مصنف محور شر ينبغى فصله من عمله ومطاردته فى رزقه ابتدعت الجبهه الاسلاميه تصنيفا جديدا أولاد البحر (الشماليين ويشمل ذوى الاصول العربيه حتى فى دارفور) واولاد زرقاء ( ويشمل السمرفى الغرب وجبال النوبه والانقسنا ) وسوقت الانقاذ هذه المصطلحات ونشرتها وأمر الشيخ طابور الجبهه الاسلاميه …طابور تشكيل مجموعات ….وراينا البشير وعلى عثمان ونافع ومجذوب الخليفه يلبسون الزى الرسمى الجديد جلابية الجلابه والشيخ ومعه على الحاج والحاج ادم يرتدون رداء اولاد زرقاء ويدافعون عن المهمشين وتم فى السيرك الجديد تغيير الاسماء واختفى اسم الجبهه الاسلاميه فالمسرح العالمى اصبح يرفض الاسماء المرتبطه بالاسلام وظهرت اسماء المؤتمر الوطنى والمؤتمر الشعبى ….. وتتوج مجهود الجبهه الاسلاميه فى اقحام العرق لشل الصراع السياسى فى يومى الاثنيين والثلاثاء الاسوديين حيث نجحت الخطه فى شغل السودانيين بتصفية الحسابات العنصريه مع بعضهم بدل تصفية الحساب السياسى مع الجبهه الاسلاميه ….فقام الجنوبيين والنوبه وقبائل الزرقه بالهجوم على اولاد البحر فى اليوم الاول ولعبت الانقاذ دورا فى ذلك فقد كانت الحافلات البدون ارقام تنقل اولاد زرقاء لمناطق اولاد البحر من البسطاء لذبحهم ويقوم بعض الانقاذيين بشحن هؤلاء بطريقه مدروسه وفى اليوم التالى قام الانقاذيون بتحريض الشماليين بل واشتركت جهات منظمه فى قتل أولاد زرقا وتخييشهم فى الجوالات ورميهم فى النيل وهكذا عمقت الانقاذ الصراع العرقى وبدل ان يكون رد الفعل فى تلك الايام موجها ضد الجبهه الاسلاميه بشقيها وقلعها من الجذور لانها اس مشاكل السودان فان الغضب الشعبى اخذ الوجهه الخطأ ….واصبح الصراع فى السودان الان صراع عرقى وصارت هناك ثارات …ومازالت الانقاذ تؤجج الصراع وورقة حمدى جزء من هذا المخطط فكيف تسربت هذه الورقه والواضح ان الانقاذ قد سربتها بنفسها لان هذا مؤتمر حزبى وهذه هى الورقه الوحيده التى سربت وسمحت الانقاذ للصحف بمناقشتها مع ان الرقابه على الصحف متواصله ولاتطيق الانقاذ حتى صحافة الانترنت . واستخدمت الانقاذ التلفزيون فى هذه البرامج التى تصور الشماليه مثل سويسرا وقد علق بعض الاخوه من الغرب عليها ….وهكذا نجح الشيخ فى انقاذ حكومته من الحصار الداخلى والخارجى ونجح فى انقاذ حركته وشبابها من مصيرهم وحول الصراع الى صراع عنصرى عم السودان وحتى السودانيين فى المهاجر وهكذا فالبعض بوعى او غير وعى يساهم فى هذا المخطط وبتدبيج المقالات التى ترمى بكل خطايا الانقاذ على القبائل الشماليه
ان الانقاذ عندما استولت على السلطه لم تجىء باسم الشايقيه او غيرهم من القبائل الشماليه انما جاءت جبهه اسلاميه تحمل أجندة الجبهه وفيها من كل قبائل السودان وصنفت الناس على اساس الولاء للجبهه وحتى الان لم اسمع بان قبيلة الشايقيه او الجعليين او الدناقله او من الوسط ارسلت وفودها لتاييد الانقاذ ومانسمعه هذه القبائل من المسيريه والفور وبعض بطون الزغاوه هى التى تاتى بوفودها وتعلن الولاء اما القبائل الشماليه فهى ايدى سبا مثل اولاد نوح فيها قابيل وهابيل وقد قال عبد الخالق محجوب فى الشايقيه ايام عبود انهم اشقى القبائل فبعضهم عساكر والبعض الاخر شيوعيين وقد انشغل البعض بمطاردة البعض الاخر ….ان على عثمان او الجاز والذين يظن البعض انهم يحكمون باسم الشايقيه مثلا لم يعيشوا هناك فهم محسوبين على الخرطوم وعلى عثمان مثلا تلقى تعليمه الثانوى فى الخرطوم حيث التقى مع البشير كاعضاء فى تنظيم الجبهه وليس كاولاد شماليه ومنطقة الزومه التى منها لو سئل عن عشره افراد فى القريه لما نجح قى ذكر اسماؤهم كما ان منطقة الزومه لم يقدم لها اى خدمه وكذلك شبا منطقة الجاز والشماليه عموما تشكو من التهميش وماتتمتع به من خدمات بسيطه هذا بفضل ابنائها من المغتربيين وليس من المسئوليين …ان زياره واحده للشماليه تقنع ان اهلها من المفترض ان يحملوا السلاح ضد الانقاذ فعلى اطراف شارع شريان الشمال الذى اصبح كله مطبات تنتشر خيام الشعر التى مازالت هى مساكن بعض اهلنا والنساء فى هذه المناطق مازلن يلدن بالحبل وليس لديهم مدارس ولاخدمات وهم !!!عرب اقحاح من طائفة الجلابه
اننى اناشد كل الاخوه الذين يصبون الزيت فى نيران العنصريه ان يكفوا عن ذلك فهذا مخطط الجبهه ويجب ان نكون واعيين له ونحن وانتم فى مركب واحد تشردنا مثلكم وقتل البعض منا وعذب اخرين فنحن معكم فى خندق واحد فلا تطلقوا علينا النار والنيران الصديقه هى ابلغ فى الاصابه فالنتحد جميعا شماليين وجنوبيين واهل الشرق والغرب فى مواجهة .الجبهه الاسلاميه الحاكمه