يبدو ان هذا ال ماليوال احد الاشخاص الامنية الذين خصصوا للرد على الذين يتبنون فكرة السودان الجديد. و هذا المليوال قد تخفى تحت ستار اسم جنوبى حتى يوهم الجنوبيون بان هنالك من بينهم من ينتقض فكرة السودان الجديد و لكن هذا المخطط الخبيث لا يمكن ان يمر على فطنة القارىء. و هذه الشخصية عبارة عن شخصية وهمية او مستعارة. و الاغرب من ذلك ان هذه الشخصية بدلا من تفنيد دعاوى المنادين بفكرة السودان الجديد بالحجج و البراهن تراها تهاجم اؤلائك الذين يؤمنون بهذه الفكرة بدون ايراد دفوع مقنعة بل الاعتماد على التندر و السب و الشتم و الاستخفاف بالعقول التى خارج السودان كأن تلك العقول التى بداخلها هى المتميزة و قد نسى فى غفلة من الزمان ان تلك العقول التى تسيطر على لبه و على نظام الحكم فى السودان ما هى الا نتاج الغرب الذى يتندر بالذين فيه الان و ينهلون من نفس المواعن التى نهل منها اهل الانقاظ الذين يديرون الحكم الان.

ان فكرة السودان الجديد يا اخى فكرة بسيطة و لا تحتاج الى ذلك الكم الهائل من التفكير و الفهم. ان فكرة السودان الجديد يا اخى اصبحت تتحقق. فالسودان الجديد هو السودان الذى يقبل ان يكون فيه سلفا كير نائبا اولا لرئيس الجمهورية لان مثل هذا المنصب كان عصى جدا الحصول عليه فى السودان القديم الزائل بأذن الله. السودان الجديد يا اخى هو السودان الذى يكون فيه د. لام اكول المسئول الاول فى الخارجية السودانية فان قلبت صفحات السودان القديم لما وجدت هذا المنصب يشغله امثال لام اكول فهذا المنصب ايضا كان عصى الحصول عليه، هذا يا اخى قليل من كثير قادم ستشهده الايام القادمات. يا اخى ان فكرة السودان الجديد تتمثل فى الحكم الذاتى الواسع فى الاقليم الجنوبى الذى يكون للجنوبيين فيه مطلق الحرية فى اختيار من يشاؤن لملء تلك الوظائف. ان السودان الجديد هو السودان الذى سيتم فيه تقسيم الثروة البترولية مناصفة بين الشمال و الجنوب و هذا فى السودان القديم يعتبر من سابع المستحيلات. فهذا البند بالذات هو من البنود العصية جدا تحقيقه فى السودان القديم حيث كانت عائدات البترول عبارة عن سر مكنون لا يعرفه الا الذوات و القابضون على مقاليد السلطة بيد من حديد. ان الحديث عن السودان الجديد لا يمكن ان يفهمه المدفوعى الاجر من امثالكم الذين رضعوا من الفساد طوال الستة عشرعاما الماضية.

اخيرا نقول للذى يريد ان يتندر و يستخف بالناس ان يكون اعلى منهم كعبا و مقاما. فمقالاتك المليئة بالاخطاء اللغوية و الاملائية لا يمكن بها ان تبذ الناس. ماذا فعلت انت خريج المدارس السودنية الحرة؟ ان اللغة يا اخى لا يمكن ان تعطيك جنسية. فمثلا اجادتك للغة العربية-و لتعلم ان غير العرب كان لهم فضل فى حفظ اللغة العربية امثال سى بيويه و ابن المقفع-لا تعطيك جنسية عربية ان لم تك عربيا لحما و دما حتى و ان اغتربت الى الارجنتين و فقدت لغة امك فهذا لا يلغى عروبتك. كما ان اللغة الانجليزية لا تتطلب من متحدثها ان يكون انجليزيا، انما هى لغة العلم والمعرفة و الدبلماسية التى يستخدمها كل العالم اليوم حتى الانقاذيين الذين يسيطرون على الحكم فى السودان الان هم اكثر اجادة للغة الانجليزية من لغتهم الام و هذا لا ينتقص من قدرهم فى شىء، اما اللغة العربية التى تتباهى بها فهى تريد من متحدثها ان يكون عربيا و هذا مستحيل فى علم الاجناس.

اذا يا اخى ان هجومك الشديد على فكرة السودان الجديد ما هو الا افلاس بالرغم من ان الواقع يقول ان السودان يتجه الى تحقيق واقع جديد غير مالوف من قبل اصبح تتحدد معالمه و سترى ذلك قريبا. فما سرقة عبالدرحيم حمدى لفكرة السودان الجديد و اختصارها فى محور عروبى اسلامى ضيق و تسميته بالسودان الجديد ما هو الا دليل على ان السودان سيشهد ميلادا جديدا خلال الست اعوام القادمة مهما حاولت الانقاذ لى ذراعه و ابتداعها سودانا جديدا بتلك الصورة المشوهة و المهترئة.

ابوطالب تيلك تيو