مع تفاقم الازمة السودانية
الضغط الدولي يتواصل
قضية الشرق تتحرك
SUDAN CRISIS AND CAUCASUS
د. ابومحــمد أبو آمــنة
Dr. Abu Amna
رغم توقيعها علي اتفاقية السلام الشامل لا زالت سلطات الانقاذ تماطل كعادتها في تنفيذ روح الاتفاقية, فالي جانب تهميشها للحركة الشعبية وسلبها وزارات السلطة والثروة فهاهي تمارس سياستها القمعية الارهابية في دارفور وتكرس قوات عسكرية هائلة علي الحدود الشرقية, بعد لغمت حدود المناطق المحررة هناك محاولة عزلها عن العالم الخارج تماما وتجويعها.
لقد غضت الولايات المتحدة والعديد من البلدان الافريقية النظر عن تلك المماطلات ــ بل ان زوليك مساعد وزير الخارجية ـ صار يصرح بان الاوضاع في تحسن تام في السودان بما يناقض بصراحة كل تقارير المنظمات الانسانية العاملة في السودان وكذلك تقارير المنظمة الافريقية وقوات حفظ الامن هناك والتي تشير كلها الي تدهور الاوضاع وانتشار الارهاب والقتل الذي تمارسه سلطة الانقاذ والمليشيات التابعة لها في دار فور والجنوب.
هذه الاوضاع المتردية كان لابد من ان يكون لها رد فعل. فقد نجحت مجموعة القوقاز في الكونقرس الامريكي ــ المتعاطفة مع المهمشين في السودان ــ من ان تضع ملف الارهاب في السودان تحت الاضواء مرة اخري بعد ان كاد ان ينزوي. ولقد اخذت هذه المجموعة علي عاتقها ان تلزم سلطة الانقاذ بتنفيذ بنود الاتفاقية بدون لف ودوران وتحجم تطاولاتها وتضع لها حدا. ولقد اتخذ الكونقرس قراره التاريخي الفريد من نوعه بتكوين لجنة سودان قوقاز لمتابعة تطورات ملف السلام في السودان وعرض القضية بشكل متواصل علي الكونقرس الذي سينظر فيما يجب ان يتخذه من اجرآت ليجر السلطة لتنفيذ بنود الاتفاقية والالتزام الواضح بها.
وخلال هذا الاسبوع سيناقش الكونقرس الاوضاع المتازمة وما يجب ان يتخذ من اجرآت.
ليست مجموعة القوقاز الامريكية هي التي تتحرك لوحدها في ساحة الزام سلطة الانقاذ بالسلام. فقد تحركت ارتريا والجماهيرية الليبية تعرضان استعدادهما التام في المساهمة لاحلال السلام في الغرب والشرق. وقد اعلن الوفد الارتري الرسمي الذي زار السودان اخيرا ذلك. كما حملت الانباء خبر وصول وفد من جبهة الشرق للجماهيرية الليبية وتسليمه مذكرة تحمل تصوراته لحل مشكلة الازمة السودانية.
ليس هذا فحسب, فقد اعلنت الامم المتحدة بان التمهيد للمفاوضات سيبدأ في اسمرا في منتصف هذا الشهر. حيث ينتظر ان يحضر العديد من قياديي جبهة الشرق للاشتراك في تلك اللقآت التمهيدية.
نعم لقد بدأت قضية الشرق في الحراك بعد الضغوط المحلية والاقليمية والدولية المتواصلة. وكما اجبرت السلطة علي توقيع اتفاقية السلام الشامل فستجبر لا محالة للوصول لاتفاق حول قضية الشرق.
مطالب الشرق هي لاتختلف كثيرا عن مطالب المناطق الاخري المهمشة الاخري والمتمثلة في المشاركة الفعالة في السلطة المركزية من وزارات وخدمة مدنية وهيئات, في دولة ديموقراطية فيدرالية لاتسيطر فيها قبييلة معينة علي القبائل الاخري, وفي الاحتفاظ بموارد الاقليم الطبيعية من معادن وايرادات مواني وطرق, وفي التنمية المتوازية وفي الحاق الشرق تنمويا بالاقاليم الاخري ومحاربة ظاهرة المجاعات المستديمية والامراض المستوطنة ونشر التعليم وفتح الداخليات بالمدارس والعناية بالتراث البجاوي وتطوير الريف وتوفير مياه الشرب واحياءالمشاريع الزراعية في كل من دلتا القاش وبركة والرهد وخشم القربة وارجاع الاراضي المنزوعة لاهلها وكل ما صودر من ممتلكات كالسنابيك والعربات وملاحات ومناجم لاهلها. وملاحقة مرتكبي مجزرة بورتسودان وتقديمهم للمحاكمة ونشر تقرير لجنة التحقيق فورا.
ان اتفاقية السلام يجب ان تطبق بندا بندا علي الشرق.
ان اتفاقية السلام اقرت بمبدا حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب واقرت في نفس الوقت بمساواة كل القوميات التي يتكون منها الشعب السوداني. كما ان هذا النص مضمن في الدستور ايضا, وقد صرح السيدعلي عثمان طه مرارا وتكرارا بان بنود الاتفاقية تسري علي كل المجموعات الاثنية دون استثناء.
عليه يجب ان يكون حق تقرير المصير متاحا ايضا للشرق.
هذا الحق سيتمسك به اهل الشرق تماما كما سيتمسكون بحقهم في الاحتفاظ بثروات الاقليم وفي المشاركة في رئاسة الجمهورية وفي الوزارات السيادية دون تهميش وفي السفارات وفي الاجهزة الامنية ومجالس ادارة الهيئات والاحتفاظ بحدود الاقليم الشرقي كما هي معروفة منذ مئات السنين دون التفريط في شبر منها.
اي توقيع علي اتفاقية مع نظام الانقاذ يجب ان يتم تحت اشراف ومراقبة وضمان دولي تشترك فيه دول لها تاثير فعال علي الاحداث ولها امكانية فرض عقوبات لاجبار السلطة لتنفيذ تلك الاتفاقية. عندما جمدت الانقاذ اتفاقية السلام وهمشت الحركة واستولت علي الوزارات الفعالة لم تتحرك اي جهة لتحتج ضد تلك الاجرآت الا المجموعة القوقازية ـ ذات الاصل الافريقي ـ لتلفت النظر ولتهدد بفرض عقوبات صارمة ضد السودان ان لم ينفذ الاتفاقية. يجب ان نستفيد من هذه التجربة وان نصر علي حضور نفس المجموعات التي اشرفت وضمنت اتفاقية السلام , من منظمة افريقية, والايقاد, وامريكا والجامعة العربية, والامم المتحدة هذا الي جانب وجود ارتريا والجماهيرية الليبية.
بعد ذلك ستناور الانقاذ تحاول التملص.