ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
العناية الأمريكية بقلم: محمد موسى-الرياض
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 11/1/2005 12:18 م
العناية الأمريكية تعاقبت الحكومات و توالت على كرسي الحكم و هتف الناس و أيدوا و منهم من بنى الآمال الشامخات كلما حان مولد نظام جديد , تمر الأنظمة بوعودها و يشمئز الشعب من تلك الحكومة السابقة و يعوّلون كثيراً على ماهو آت هذا هو حال حكوماتنا الإنقلابية و الديمقراطية إن صحة هذه التسمية في السودان ذلك البلد الشاسع الثقافات و المساحات و الضيق الخانات في الوزارات , منذ فجر الإستقلال و أهل الشمال يتنازعون أمرهم بينهم و في الشمال ( مجموعة ) بعينها , لا تشمل كل أهل الشمال و لا يعنيها في الوصول الى سُدة الحكم المعيار الأخلاقي و لا الديني ناهيك عن التباين العرقي و الثقافي والذي هو سمة هذا البلد , كل من حكم السودان بإستثناء الحكومة الإنتقالية بقيادة سوار الذهب كان نفعياً إما لحزبه أو لجيبه و آخرها هذا النظام الذي ما كان له أن يوقع إتفاقية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لولا تلك الأوامر التي صدرت من علياء القوم في هذه الأيام و هي الولايات المتحدة الأمريكية و التي تتبع سياسة العصا لمن عصى و الشواهد ماثلة لمن لا يعتبر التي وضعت جدولاً زمنياً لهذه الحرب التي فقد الوطن عبرها خيرة أبنائه و شبابه و نسائه و القائمة تطول . و كانت لهذه المجموعة عراف و منظر يرسم كل الإستراتيجيات والخطط و المبادئ العامة التي ستسير عليها المجموعة و يمكن القول أنه شيخ لتلك المجموعة . و كان لشيخ النظام حساباته آنذاك شأنه في ذلك شأن كل من تربع على العرش و الجديد في هذه المجموعة هو أن شيخنا إستغل عاطفة أهل السودان دينياً فبات يسوق لقضاياه بإسم الدين و لذلك كان نظامه أشبه بنظام ( لينين و كارل ماركس ) جانب عقائدي و جانب إقتصادي يلقي بالمحاضرات ليعبئ الشعب حماسة و ذلك لنصرة دين الله وهو كما نري جانب عقائدي , و به أوقف المد المذهبي المكوَّن من شقين كالقائل ويلٌ للمصلين و يصمت , أما كان حرياً بشيخنا أن يساوي في تعبئته للشعب بأن يعبئ جيوب هذا الشعب كما أثقلهم عقائدياً للجهاد و تجديد الفكر الإسلامي بمفهوم القرن الواحد والعشرين مع الأخذ بالإعتبار أن الدين صالح لكل زمان و مكان , حاشا و كلا لم يفعل ذلك فهو و بطبيعة الحال آثر لنفسه الجانب الإقتصادي و لعل فلسفته في هذه المسألة أن الشعب لا يعي هذه المسألة الشائكة كالأمور الدينية , فترك أفراد حزبه لا بل و أفراد عائلته بأن يتولوا هذه الأمور الدنيوية و أن يمكن لشعبه مقاعد في الدار الآخره . لكن دوام الحال من المحال يبدو أن شيخنا إختلف مع حليفه الإستراتيجي الذي على حد قوله أنه هو و من معه كانوا يثقون بالشيخ كثيراً و أنه كان يخدعهم لا ندري ما سبب الخلاف لعله في إسترايتجية غزو العالم حسب رؤية الشيخ آنذاك لعل حليفه كانت له رؤيه أشمل بغزو المريخ أيضاً على سبيل المثال و ليس الأرض فحسب هذا إذا كان في أمرهم خلاف أو في الأمر ما يُختلف عليه . فشيخنا كاد أن ينسف المشروع الحضاري المتفق عليه و هو قتال أهل الجنوب في عقر دارهم حين قال أن هؤلاء لا يتعدّ الأمر أنهم مجرد أموات . كاد الوضع أن ينفلت يالله كيف ذلك و هناك من باع نفسه في سبيل سلعة الله الغالية و نيل تلك الشهادة التي قال شيخنا لاحقاً أنها مزورة و أن المدرسة الدينية بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف . سلام مفروض هكذا إذاً و ليس حباً في أن ينعم الشعب السوداني المغلوب على أمره بالسكينة و الرخاء و أن يساهم في تنمية بلد أضحى أشباحا . أياً كانت الأسباب التي دفعت المجموعة الى توقيع هذه الإتفاقية و التي أصبحت واقعاً معاشاً مازال أمام هذه المجموعة فرصة تاريخية و في فترة هي ست سنوات لا أكثر أن تجعل وحدة البلاد فوق كل الإعتبارات و ذلك لا يأتي بممارسة الضغوط على أي طرف كان , بل أنه كيف للجنوب أن يعتريه إحساس بأن السودان الجديد بدأت تتضح معالمه و تخصيص فرص للمشاركة بصورة فاعلة و ليس الجنوب فحسب بل كل أرجاء البلد الواسع و لكن في ظل ما حدث من متغيرات مثل غياب قرنق في ظروف غامضة حتى اللحظة و تشكيل حكومة وحدة وطنية تفردت المجموعة بوزارة مختلف عليها وهي الطاقة والبترول و وزارة المالية و لا نأول الأحداث قد لا تكون هناك إستفهامات آثر أهل الجنوب الإجابة عليها بإستفتاء يكون الفصل فيه هو الفيصل في كل هذه الاجواء و في ظل هذه المتغيرات و مازالت الحرب مستعرة و التشرد و النزوح و الإغتصاب و الإبادة الجماعية في دارفور ماضية في غيها و الصادق الفقيه المستشار الإعلامي في السفارة السودانية في بريطانيا في مقابله معه في قناة ANN لخص مأساة دارفور في كلمتين ( إقتصادية تنموية ) فقط , و في هاتين العبارتين تكمن إسوأ كارثة في هذا القرن على لسان كوفي عنان بالإضافة لشرق السوادن و ما أدراك ما شرق السودان فالموارد الطبيعية هناك شحيحة فماذا يفعل أهل الشرق خاصةً و أن المجموعة قامت بواجباتها تجاه السودان و أدت مهامها و من تلك الإنجازات و التي كم كنت أتمنى أن تستعرضها تلك المجموعة في عيدها الوطني أننا أصبحنا رقماً يصعب تجاوزه على سبيل المثال لا الحصر أنه يوجد سوداني من بين كل خمسة مهاجرين حسب إحصائيات سابقة للأمم المتحدة و هي الآن بعد أن أكملت الشأن الداخلي تريد أن تكون رائدة التغيير في كافة أرجاء المعمورة و كما قال أحد أفراد المجموعة أنه يندهش من أن لأهل الشرق متطلبات تجعلهم يعلنوها حرباً ضدنا و الكل مندهش . ففي ظل هذا الإندهاش و هذه الظروف هل تكون للفرصة التاريخية مساحة في قاموس الأحداث و تصبح واقعاً تسجله المجموعة ؟ . محمد موسى الرياض [email protected]