أحمد ضحية
الى صلاح عوض الله ,
مصطفى العميري ,
عمر الصايم ..
علقوني على صليب الغاب ليشرب الليل من دمعي ..
لم أكن ادري عني شيئا !..
الان عرفت من أكون ..
فلتتحرر الاشياء هيئاتها الزيف ,
وتنطلق رقيقة كالنسيم ..
لا مقبرة الان , تحتوي شوقي ,
أو تمس مجازفة . عذرية الاشياء حولي .. او دمعة مأسورة سلفا على خدي .
لاحقا , هي الاشياء تتبدى عن بكارتها , لتبدي مفاتنها ,
تطوق لحظة البدء ..
او , تهشم ما تبقى , من تفاصيل التشظي .
على اعتاب اغنية ل" وردي " تحكي الطير المهاجر ,
نحو المواسم الخصيبة ,
أو لتحكي عن وطن يهاجر في دمي .
لا يستسيغه الدخلاء ,
والغرباء,
من عسس وجند .
سوف احرق كل شيء في دمي ,
ليضخ القلب رماد الذكريات ,
وتتنفس الرئة ,
ابخرة اليتم , مع دخاخين التبغ ,
ورائحة " الشياط " ..
الحريق الان , فعل يؤسسه التوازي بانقسام الذات ..
فرح صغير ,
يطير , بلا محطة . أو " يرك " على غدير ..
يكرس نفيا للقيد , والاغلال " تنفك " , على هدب الخرير...
هو أنا
حين ادرك المتآمرون ,
ضياء شمسي ..
اجترحوا احساسي وصمتي .
ليبرروا فوضاهمو , كيما تكون ..
الآن الملم جراحاتي , وأرحل الى انا ..
لم اعد اطق البقاء هاهنا , ولم
يعد يكفي , أن الون داخلي , كي يقال ( ...)..
وما يشتهي شخص فصامي , مهجس بالوطن
كي يقال( ... ) وقناع من الزيف ,
يؤطر اوصاف المثال ..
كي يقال ... الى اخر الاشياء من جنس التكلس ,
والفراغات ,
والدوار ...
مسافر ,
حيث الطفولة ارحب .
ومهاجر ,
بالذات , لا بالامنيات الخلب .
حيث القلب اوسع من , تباريح المدائن والموانيء ..
.. هي العيون ,
ترسو الحبيبة , ريثما يبدأ السفر .
لأفرد رمشها في الريح ,
شراعا , لا يبارحه
الشجن .
مهاجر حيث الطريق الى الحقيقة ,
او الحبيبة ..
هو الطريق الى
الوطن .
يا ذلك التاريخ والفوضى ,
والذكريات ,
غير المرتبة ..
على ايقاع طفل ,
يولد مرتين : نافذة للعشق ,
واخرى للسفر ...
الان اتركهم جميعا ,
دون ردة على الدرب ..
الاصدقاء : ارامل الحب .
الصديقات : الايامى .
الزملاء : الذين يلوكون جهلهم البارحة ,
عن قرار لم يصدره مجلس الامن
بعد
الزميلات : الاماء , بشأن الذي بالقلب ,
خارج الغمد ,
يزكم انفي , برائحة
الجريمة ..
.. حبيبة عابرة ,
على وجوه السابلة .اخر النهار المتآمر ,
على الرفيقات الاوانس , او العوانس ,
عند مدخل البوابة الكبرى
للجامعة .
حيث يتكيء صغار حرفيي السياسة ,
واطفال اليسار ..
أتكيء على وحدي ..
عند ناصية لا تقربها الكلاب المصابة ,
بالزهو الوظيفي
او الجنون .
لتبول , او تفرغ ,
اوجاعها الجنسية ,
ظهيرة جمعة ,
كعادتها حزينة .. ملونة بدماء الافاعي ..
يا أيها المتكيء ,
على الناصية الاخرى ,
حطمت يراعي ..
تؤلمني هذه الانساق البشرية ,
المغلقة ,
على قصص الحب الهزيمة ,
والفضائح ..
الان اقول ملء فمي ,
فقد خرجت من دمي .
ولن اعود لانتمي .. فقد ذهبت الى
دمي .
لاكتب : كيفما شئت,
أحزاني .
وارسم : كيفما شئت ,
الواني
وأرحل : حيثما كنت ,
عنواني ..
لا احد ,
يجرؤ ,
كيما يحدد ,
رقعتي في التيه .. او زمني ..
ها انا ابدو سعيدا ,
لاول مرة ,
الان فحسب
,
وليس كما يشتهي الاخرون !...
الخرطوم ابريل 1996
كتابات سودانية مارس 2004