مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

كل ما تود أن تعرفه عن المخابرات الامريكية في عهد الجنرال قوش بقلم ساره عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/8/2005 9:02 م

لوس لنجلوس تايمز
الخرطوم ، السودان 29/4/2005م
علي الرغم من تعرض السودان لانتقادات حادة في مجال حقوق الانسان من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أستطاعت ادارة الرئيس بوش أن تقيم شراكة استخباراتية مع النظام الاسلامي والذي أستضاف في يوم من الايام أسامة بن لادن .
والحكومة السودانية والحليفة للولايات المتحدة في حربها علي ارهاب لا زال اسمهما مدرجا في قائمة الدول التي صنفتها الولايات المتحدة راعية للأرهاب ، ولكن هذا لم يمنع السودان من أن يوفر اختراقا في شبكة القاعدة ويتبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة .
في الاسبوع الماضي قامت المخابرات الامريكية بارسال طائرة خاصة لتقل رئيس الخابرات السودانية الي واشنطن من أجل حضور اجتماعيات سرية للمضي في الشراكة الاستخباراتية مع الادارة الامريكية والتي أكد مسؤوليها هذا الخبر .
قبل عشرة سنوات كان بن لادن وشبكته يتواجدون في السودان قبل أن يغادروا الي افغانستان ، والنظام السوداني بقيادة عمر حسن احمد البشير كان مرتبطا بهذه المجموعات التي تتهمها الولايات المتحدو بالارهاب ، وفي سبتمبر من العام الماضي اتهم وزير الخارجية الامريكي كولن باول الحكومة السودانية بارتكاب مذابح عرقية في مواجهتها للتمرد الذي نشب في اقليم دارفور الواقع في غرب السودان ، وحذرت الادارة الامريكية أن هذا البلد الافريقي لا زال يشكل خطرا غير عادي علي أمن الوليات المتحدة .
ولكن من خلف الكواليس كان السودان حليفا مهما لوكالة المخابرات الامريكية ، وفد حصدت هذه العلاقات الحميمة ثمارها وفقا لمقابلات تم اجراؤها مع مسؤولين امنيين من كل البلدين والذين خلصوا الي الاتي :
• ان المخابرات السودانية قامت باحتجاز بعض المشتبهين بانتمائهم لتنظيم القاعدة وذلك من أجل أن يجري التحقيق معهم عملاء في المخابرات الامريكية .
• ان المخابرات السودانية قامت بمصادرة وتسليم أدلة حصلت عليها عن طريق غاراتها علي بعض أوكار الارهابيين الي مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ، وقد تضمنت هذه الادلة جوازات سفر مزورة .
• لقد قام السودان بطرد المتطرفين وتسليمهم لوكالات مخابرات عربية متعاملة مع المخابرات الامريكية
• نجح النظام في احباط بعض العمليات الارهابية ضد الولايات المتحدة وأعتقل كل المتسللين الذين دخلوا الي السودان وهم في طريقهم الي العراق بنية الالتحاق بالمقاومة .
• وقد صرح مسؤول امريكي يعمل في مجال الاستخبارات من غير أن يذكر اسمه ان السودان وفر معلومات مهمة وحديثة للغاية ، وأكد هذا المسؤول أن المخابرات السودانية اصبحت شريكا للمخابرات الامريكية واشاد بكفاءتها في ما تقدمه من خدمات .
وبالنسبة للجانب السوداني ذكر الجنرال يحي حسين بابكر وهو موظف كبير في الحكومة السودانية حيث قال (( أن المخابرات الامريكية تعبرنا اصدقاؤها ))
ولقد رفض الجنرال صلاح عبد الله قوش التعليق عي هذا الموضوع ولكنه قال ( نحن نملك شراكة قوية مع المخابرات الامريكية والمعلومات التي زودناهم بها كات مهمة )
ولقد جسد الجنرال قوش لغز الشراكة بين جهاز المخابرات السوداني والامريكي .
ولقد اتهم اعضاء الكونغرس الامريكي الجنرال قوش وبعض المسؤولين السودانيين بمهاجمة المدنيين في دارفور ، وقد اكد موظف سابق في الاستخبارات السودانية ان الجنرال قوش تم اختياره في التسعينيات ليكون رجلها داخل تنظيم القاعدة ، وقد مكنه هذا الدور من اجراء اتصالات مستمرة مع اسامة بن لادن
واليوم يجري الجنرال قوش اتصالاته مع المسؤوليين الكبار في المخابرات الامريكية وعلي راسهم السيد بورتر جي. قس .
وتأمل حكومة الخرطوم عن طريق هذا التعاون أن يحذف اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب ، كما أنها تريد بين الولايات المتحدة ان ترفع الحظر الاقتصادي والذي يعيق التبادل التجاري بين البلدين .
(( نعم من الممكن ان نعمل علاقات استخباراتية قوية ولكن هناك بطوء لأن العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لا زالت ضعيفة )) هذا ما قاله قطبي المهدي مدير جهاز المخابرات السابق والذي يشغل الان منصب مستشار رئاسي للشئون السياسية .
وقد ذكر ( بابكر ) المساعد التنفيذي السابق في المخابرات السودانية ان المخابرات الامريكية كانت تسعي الي توسعة العلاقات السياسية بين ادارة الرئيس بوش والنظام السوداني .
وتواجه حكومة البشير معارضة داخلية قوية ، وهناك بعض المنتقدين لها داخل النظام نفسه ، ومن اجل مواجهة الشائعات التي سرت بخصوص هذا التعاون مع الولايات المتحدة في اواخر عام 2001 قال عمر البشير في مؤتمر صحفي (( اقسم بالله نحن لم ولن نسلم أحد ( مشتبه بهم ) الي الولايات المتحدة ))
وتاكيد هذه العلاقة من جانب المسؤولين الامريكيين يمكن أن يخلق ازمة للادارة الامريكية لأن الحكومة السودانية السودانية متهمة بالقيام بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان وتمثل الادارة الامريكية اكبر الناقدين لها علي ذلك ، وفي الكونغرس هناك من يعادي النظام منهم المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان ومن خلفهم المسيحيين المحافظين والذين لا يخفون دعمهم للمسيحيين في جنوب السودان .
ونتيجة للقلق من ان تلين الادارة الامريكية من أزمة دارفور من أجل تشجيع العمل الاستخباراتي قامت لجنة غير حزبية في الكونغرس الامريكي بنشر تقرير ذكرت فيه أن الجنرال قوش وبعض المسؤولين السودانيين لعبوا دورا مهما في اعطاء الاوامر لمهاجمة المدنيين في دارفور ، وكانت الادراة الامريكية قلقة من أن مطاردة هولاء المسؤولين الحكوميين يمكن أن يقوض عملية التعاون بين البلدين من اجل محاربة الارهاب .
لقد فتحت طائرة المخابرات الامريكية أبوابها لرجل قصير ممتلئ الجسم يحمل وجه طفل في قامة رجل ذو شارب رفيع يدخن السجائر من غير أن يحرق بالثقاب ، أنه الجاسوس ( قوش ) عندما أستقل الطائرة ، كان هذا اخر العمل السري الذي قام به السودان من أجل تحسين علاقاته مع الولايات المتحدة عن طريق استغلال علاقاته التاريخية مع المتطرفين لمصلحة الحرب علي الارهاب .
كان السودان هو المأوي للاصوليين الاسلاميين بعد نجاح الانقلاب الذي قام به عمر البشير في السودان والذي اعلن وقتها ان المسلمين لهم الحق في دخول السودان من غير جوازات سفر ، فاصبحت الخرطوم ( هوليدي ان المتطرفيين ) كما قالت السيدة باربار بودين أحدي المسؤولات في ادارة كلنتون السابقة .
وكان من زار الخرطوم خلال تلك الفترة مجموعة أبو نضال التي انفصلت عن منظمة التحرير الفلسطينينة ، الحرس الجمهور الايراني ، وبعض المليشيات التي تحارب الحكومات في الدول الافريقية المجاورة .
كارلوس المشهور بابن أوي عاش في فندق فخم في الخرطوم في التسعينيات وكان يتردد علي شرب القهوي وتصفيف شعره في فندق ميريديان ، ولقد قامت المخابرات في الخرطوم بتسليمه للسلطات الفرنسية عندما كان كارلوس فاقدا للوعي بسبب المخدر الذي تم حقنه به من اجل اجراء عملية استئصال الزائدة الدودية .
لقد نقل بن لادن استثماراته وعملياته الي السودان في عام 1991 م وذلك نتيجة للصدام الذي قام به ضد الحكومة السعودية والتي سحب منه الجنسية بعد مرور ثلاثة سنوات .، وكانت شركته للمقاولات تقوم بتعبيد الطرق حول العاصمة الخرطوم ، وقامت القاعدة بتوسيع نشاطها وقدمت الدعم المالي الي العديد من المجموعات الاسلامية المختلفة .
كضابط مخابرات كان الجنرال قوش يلعب دور الوسيط بين المخابرات السودانية وشبكة بن لادن .
جاك كلوننان ضابط سابق في المباحث الفدرالية الذي كان يتابع نشاطات بن لادن ذكر أن بعض السودانيين المنتمين للقاعدة أعترفوا للمكتب الفدرالي ان الجنرال قوش كان يجري اتصالات مع شبكة القاعدة . واضاف هذا المسؤول أن المكتب الفدرالي كان حذرا في تعامله مع الجنرال قوش لاسباب واضحة ولكنه لم يصل الينا دليل من الدرجة الاولي يثبت انه متورط في نشاطات القاعدة .
الجنرال الفاتح عروة والذي يشغل الان منصب مندوب السودان في الامم المتحدة وهو ضابط سابق في المخابرات السودانية ذكر أن (( الجنرال قوش كان يحمل رتبة عقيد في خدمة التجسس ولم يكن صاحب القرار )) وقد اعطيت له مهمة أن يكون عينا تجسسية علي هولاء الناس ( القاعدة ) وهو كان يشرف علي اتصالاتهم من غير ان يناقشهم في سياساتهم أو يسهل عملياتهم .
في عام 1993 قامت ادارة الرئيس كلنتون بوضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للأرهاب واتهمت السودان بانه يوفر التدريب والفكر والمال ووثائق السفر والممرات الامنة واللجوء للعناصر الارهابية .
في عام 1995 قامت الولايات المتحدة باغلاق وحدة المخابرات الامريكية التابعة لها في الخرطوم ، وفي فبراير 1996 قامت بسحب سفيرها أيضا ، وذكر المسؤولون السودانيون انهم قدموا عروضا من غير أن تكلل بالنجاح في محاولة لتسليم اسامة بن لادن الي المخابرات الامريكية أو الحكومة السعودية .
لقد قام السودان بطرد بن الي لادن والذي انتقل بعدها الي افغانستان في عام 1996 ، وكان النظام مستمرا حتي تلك اللحظة في تقديم العروض باستمرار للبيت الابيض ومكتب المباحث الفدرالية من أجل التعاون في محاربة الارهاب العابر للقارات .
لقد قبلت ادارة الرئيس كلنتون دعوة السودان وأرسلت فريقا من المخابرات الامريكية والمباحث الفدرالية الي الخرطوم في منتصف عام 2000م ، ولكن عروض حكومة البشير قد تم رفضها من قبل ادارة الرئيس كلنتون علي الرغم أنها تحمل عرضا مغريا بتسليم متهمين بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرف افريقيا عام 1998 .
وسوف نواصل
ساره عيسي

[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved