مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحركة الاسلامية بالسودان وتطبيق المشروع الحضـــاري بقلم الرشيد جعفر على عبدالرحيم-الرياض-المملكة العربية السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/7/2005 5:30 م

الرشيد جعفر على عبدالرحيم
الرياض
المملكة العربية السعودية
باحث احصائى
بالمركز الاستشارى للاستثمار والتمويل
0502240560 جوال

الحركة الاسلامية بالسودان وتطبيق المشروع الحضـــاري

استندت الحركة الاسلامية في حتميات تبريرها
لاستلامها مفاصل السلطة والحكم وبقاءها طيلة الحقبة الماضية بتعليل تطبيق
الانموزج الاسلامى على الواقع السوداني واصطلحت له اسم المشروع الحضارى الذى
يرمز ويهدف فى فلسفته آلي بناء مناهج الحياة في كل نواحيها على الاصول الثابتة
للإسلام وتعالميه السمحة وذلك إدارة للشان العام وفق مبادى الحق والفضيله.
وعبر هذا المبدأ الرسالى عبت الحركه الاسلامية وبشرت بان عهد دولة
المدينة سوف يعود مرة اخرى تحت نموذجها الاسلامى الذي بشرت بتصديره آلي الخارج
قبل آن تثمر ثمرات ملامحه ونتائجه بالداخل , فوجدت مسانده وتأيد شعبى لم يحظى
به حكم وطني من قبل, عبر الصبر على السنين العجاف للسياسات الاقتصادية الصارمة
والقاسية, وطالبت الشعب بربط الاحزمه والتمثل بعهد الصحابة فدفع قطاع كبير من
الشعب السوداني بفلذات اكباده فى معارك الجنوب وقدم ارتال من الشهداء فى حركه
قوية وصادقه تنم عن مدى مجاهدة هذا الشعب ورغبته في تحقيق الانموزج الإسلامي
على ارض الواقع وبلغت درجة التضحيات آلي مرحلة آن الكثير من الأمهات دفعن
بأبنائهم لصفوف القتال في تجربه فريده لم يسبق لها مثيل في التجربة السياسية
الحديثة .
فهل بعد كل هذه الحقبة الطويلة والسنين المتتده والتضحيات الجسام
بالأنفس والأموال والصبر العصيب من اجل ان تسطع نور الاسلام هل اوفت الانقاذ
بتقديم الانموذج الأمثل لتطبيق مبادى الاسلام عدلا وشورى ومساواة ومحاربة
للفساد والمفسدين وتأسيس كل حركة الدوله والمجتمع وفق مبادى الاسلام بعثا
وتطبيقا لتعاليمه فى الحياة العامه وعبر تقديم القدوه الحسنه حكاما متنزهين عن
عرض الدنيا الفاني ومغريات السلطه الواسعه تثبيتا لما يدعون له من مبادى قولا
وفعلا .
فهل احس واقتنع الشعب السودانى بل حتى قاعدة الحركة الاسلامية
الملتزمه النقية من الشوائب بان الان هنالك تغيرا واختلافا فى النهج والممارسه
من الحقب والانظمة التقلدية السابقة التى لم تحكم باسم الاسلام .
فبنظره ثاقبه للمجتمع السودانى نجد ان هناك تغيرا كبيرا حدث فى
اخلاقيات وعادات المجتمع وخاصة وسط شريحة الطلاب التى كانت تسيطر عليها الحركه
الاسلاميه فبدات مظاهر تاثير حركة العولمه السالبه وعواقبها الوبيلة تظهروبدانا
نسمع ونرى ما يشيب له راس الطفل الرضيع من اخلاقيات وعادات دخيلة وغريبة عن عما
عرف به المجتمع السوداني المحافظ , دعك من مبادى المشروع الحضارى الاسلاميه
الذي اختفى حتى اسمه من اورقة وشعارات الحكومة وبدأت كل حركات الدولة مخالفة
لمعاني ذاك المشروع الرسالى فقد تغلغل الفساد بصورة كبيره داخل أعلي منظومة
الحكم ولم يعد خافيا على احد فليس هنالك محاسب أو رقيب على كل التجاوزات آلتي
تحدث فقد بلغ السيل الزبى واصبحت الهوة فاغرة بين ما يدعو له من قيم وما فى
الواقع من صور قبيحة حيث ظلت السطوه معقودة للقضايا السياسية فقط مما يعمق
ويجذر هذه الاختلالات الاخلاقية فى المجتمع السودانى .
فما يقال عن الفساد ورموزه يعبر عن حقائق واقعية وماثله فليس كل
ما يدور اشاعات فقط والا لماذا لم يصب رشاش تلك الاقاويل ابدا ولو مره واحده
قمتى السلطه الرئيس ونائبه وهما فى اعلى هرم السلطه والقرار فمرد ذلك ناتج من
نظافة أيديهم وان كنا لا نعفيهم من مسولية الأشخاص الذين دارت حولهم شبهات .
فبدلا من ان تصبح مقدرات الحكم ومكتسبات السلطة الواسعة
معولا نشطا وقويا لحركة الاسلام فى المجتمع اصبحت مغريات الحكم ومظاهره أداة
إفساد وهدم لكثير من الإسلاميون حسب ما اوضح وابان مرشد الحركة الاسلامية خلال
ايام الاختلاف الاولى الذى لم يذكر ذلك الا عندما اصبحت مذكرة العشره واقعا
فعليا ليوضح لنا مدى الممارسة والأخلاق آلتي عبر وادير بها المشروع الحضارى .
والادهى والامر والانتن فى ممارسة الإسلاميون لمبادى الشورى
والتى هى اول فرضيات الحكم الاسلامى هو ما يجرى الان فى دارفور من قتال ودمار
وضع لبناته الاولى عبر معالم الكتاب الاسود الجزء الاخر المنشق من الحركه
الاسلاميه الموتمر الشعبى وبقيادة منظر المشروع الحضارى الذى لم يفى الله عليه
بكلمة حق واحده ليقول ان ما يجرى فى دارفور هو ضد مصلحة الدين والوطن وهو الذي
كان بالأمس القريب يدعو الشباب للزواج من الحور العين لذلك يمكن القول بأن
الصراع حول السلطة السياسية في السودان عبثي وغير مجد ٍ، لأنه لا يتوق الى
اهداف قومية عليا تحقق النهضة والبناء لشعب, فيمكن ان تكون كل معاول الفناء
للدولة والشعب وسيلة للسطوه والاحلام الشخصية الضيقة للزعيم فى ان يبقى فى
الساحة السياسية باى وسيلة ولاطول فتره ممكنة .
فاضحى السودان بسبب فتنة دارفور عرضه للتمزق والانقسام
والمادة الاولى في كل جلسات مجلس الآمن ليظهر مدى الممارسة السياسية السيئة
والاستغلالية للمواقف من قبل القادة السياسيون في السودان لتحويل مصالح البلاد
العليا لعبه في أيديهم يحركونها ويلعبوا بها متى ما تحركت كراسي الحكم من تحتهم
.
فاختلاف الحركة الاسلامية وتبعات ذلك وادبه الذى ساد
بعد الانفصال قاد الى وضع اليلاد تحت الوصايه والمساءله الدوليه وبين مدى
ماساءة المشروع الحضارى الذى بذلت من اجله الارواح والانفس.
فالمشروع الاسلامى وجد فرصة التعبير عن نفسه في تجربة
الإنقاذ فهو واقع عيني متحقق ملي بكثير من صور الفساد والتناقض والبعد عن مبادى
الإسلام آلتي كان من المفترض آن تحي الحركة الاسلامية لقيمه وتزكى من قيم العمل
الإسلامي والدعوى لتعمق من مصداقية مطرحها وتزيد من شعبيتها التي تضاءلت كثيرا
حتى داخل الأوساط آلتي كانت مقفوله لها فهذا ما توضحه انتخابات الاتحادات
الجامعية الاخيرة
ان المرحله القادمه من تاريخ السودان ستشهد اعادة تشكيل
السودان فى كل ابعاده الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه حتى فى كل محددات وجوده
وحدوده
وستشهد المرحله المقبله حسابا عسيرا لتجربة الانقاذ الماضيه عبر الانتخابات
القادمه
والتحالفات المتعدده المتوقعه فاين الحركة الاسلاميه من التحديات الماثله
والفاصله فى تاريخ السودان ومن التغيرات القادمه .
فقد صاحب تجربة الاسلاميون فى التمثيل والتعبير عن المشروع
الاسلامى خيبات متعدده وماثلة فى حقيقة تجربة بعث اسلام الحياة العامه دوله
ومجتمعا رادف فى كل صورها تطبيقا مشوها لا يتناسب ابدا مع التضحيات والدماء
التى بذلت من اجل قيام وتثبيات لبنات المشروع الاسلامى .
ومن اوجه فراغ تجربة الاسلاميون فى الحكم فقدانهم اوجب موجبات
الدوله الاسلاميه على الاطلاق الشورى التى فقدت وضاعت مواعينها منذ بدايات
الانقاذ الاولى فاصبحت الدوله والحركه تحت قيادة اشخاص محددون يسيرون بها حيث
شاءوا فى اصعب واضيق المنحنيات فالكثير من الرموز على الرصيف واقفون ونفس
الحاله التنظميه والشوريه المعتله قبل مذكرة العشره التى نادت بفك خيوط اتخاذ
القرار لدى مجموعه بسيطه تسود وتسرى الان نفس العلل التنظميه دون تغير على
الرغم من الانفصال مما يوضح ان الاختلاف كان حول السلطه والمناصب فقط لا على شى
اخر فمن الذى له مصلحة فى تغيب وعدم فاعلية الحركه الاسلامية داخل التيار
الاسلامى الحاكم .
فالحركه فى حاجه ماسه الى قيادة ملهمه ذو ميزات كارزميه
وفكريه تضع معالم الطريق للمرحله المقبلة وتزيل الظلامات الغاتمه فى تجربة
الانقاذ بروح جديدة وفق مبادى الحركة الصادقه التى نادت بها كل الحقب الماضية
فليس من المعقول ابدا الجمع بين مسوليات الحكومه الضخمه والتنفذيه وبين قيادة
حركه من المفترض ان توسس وتوطر لمجتمع اسلامى ورسالى يقف فى وجه حركة العولمه
القوية والمستهدفه لكل القيم والمعانى الاسلامية
افما ان للحركة الاسلامية ان تقف وتجرد كل الفتره الماضية من
حكمها بكل مالتها لتصحح من مسارها القادم وتواجه التحديات العصية التى امامها
واولها مرحلة السلام التى بدات مراحل انطلاقها والتى ستيغير كثير من الاوضاع
القائمة فمازالت دينماكية الحركه والمبادره التى تميز التيار الاسلامى غائبه عن
الساحة فى رسم خطوط المستقبل التى تضع الحركه على اعتاب الطريق والانطلاق
للمرحلة المقبلة فهل اصبح كل امال الاسلاميون فى حركتهم الاندماج مع حزب الرئيس
المخلوع جعفر نميرى بينما يسجل كل يوم سقوط الاسلاميون وسط الطبقات المستنيره
من الطلاب والخريجين فواقع الموتمر الوطنى يعبر عن تشكيل هلامى ليس له ارضيه
جماهريه قوية فهو يعيش فى بيات شتوى اصيب اعضاءه الخلص من الحركة الاسلامية
بالاكتئاب السياسى من الذى يجرى امامهم من رموز الحركة فاصبح حالهم الا مبالاة
وعدم الحماس وتساوى الاضواء والظلم لديهم .
فالتنتفى حالة العمل السائدة داخل التنظيم الحاكم العمل برزق
اليوم باليوم فالفرصة التى وجدتها الحركه لن تتكرر وسوف تكون امام محاكمه دقيقه
لكل فترتها الماضية ولكل تلك المبادى التى ظلت تنادى بها منذ حقبة الستينات الى
ان اصبحت دوله فهى ليست مثل كل الرايات فحسابها عند مليك مقتدر يمهل ولا يهمل
ابدا بالاضافة الى حكم الشعب السودانى فى الانتخابات القادمه ليحكم ويقر بكل
وضوح وامانة على التجربة الماثلة الان .
فليخرج ابناء الحركة الاسلامية المجادهون الحقيقون من بروج
صمتهم واركان انزواءهم وصومعتهم ليصححوا تجربة الانقاذ قبل حكم الراى العام
السودانى ليقيموا ويصححوا من مسار الحركه ازكاءا للشورى وتصحيحا للمسار الملي
بالشوائب والأخطاء وحلا لكل العقبات والمشاكل التى تجابه الحركه واولها جدلية
علاقة الدولة بالحركه وتحديد ايهما المعين للاخر فى تنفيذ استراجية وايدلوجية
الحركة بالاضافة تفعيل الشورى الغائبة وبناء هياكل الحركة التنظمية لمجابهة
المرحلة المقبلة وفى محاربة ومحاسبة كل المفسدين الذين اثروا وافسدوا طيلة
الحقبة الماضية منذ بداية ثلاثين يونيو وهذا اوجب واولى لتنظيم يدعى الحكم
بمبادى الإسلام والدعوة لها .

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved