ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
نداء السلام يعلو بروح الوطن وأبنائه بقلم آدم خاطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/7/2005 5:24 م
آدم خاطر إذا ما استرجع اى منا سنوات الحرب والاقتتال وحصادها المقيت ومخلفاتها وتركتها الثقيلة بشريا وكلفتها الباهظة ماديا على الوطن والمواطن والإقليم، وتباعد المسافات بين أعداء الأمس شركاء اليوم ، يكاد الإنسان أن لا يصدق ما تعكسه كاميرا الفضائية السودانية من أجواء جلبتها رياح السلام وبشاراته ، هذا الذي تراه العين وتسمعه الأذان من أطراف النزاع نظرا لما كان بالأمس واللغة المتداولة والتصعيد باللسان والسنان والتشكيك في المواقف وفى اى حركة أو فعل أو مبادرة تأتى من هذا الطرف أو ذاك ليس له من تفسير غير اتفاق السلام ومقرراته . بغير السلام ومقرراته ما كنا لنسمع ونرى وفد الحركة الشعبية يحط في الخرطوم بهذه الأعداد من صفها الأول ويحسن استقبالهم و يفرح لعودتهم من كل طوائف مجتمعنا وأحزابه وتنظيماته ليعلن ميلاد نهج سياسي للحركة يقطع ما بينه وبين الغابة وأدبها . ودون ترتيبات السلام ما كان لانطلاقة المفوضية القومية للمراجعة الدستورية للفترة الانتقالية أن تبدأ ، بل دون ميثاق السلام ليس بالامكان عودة عقول وقامات على اقل تقدير في المنظور القريب بسمق د. منصور خالد والأديب الطيب صالح والصحفي المخضرم محمد الحسن احمد وغيرهم كثر في طريقهم للبلاد إضافة للسلام ومسيرته التي انطلقت و لن تترك خلفها أركان ورموز الوطن وأعلامه وقياداته وهم يرون بلادهم تتقدم بخطى السلام ويتخلفون عن مركبها إلا من أبى . وعلى غير هدى السلام لم يكن ميسورا أن يفد إلى البلاد د. فاروق احمد أدم والأستاذ منير شيخ الدين ودارفور تفجر أزمتها ويشعل حريقها بواسطة حركتي العدل والمساواة وتحرير دارفور، وبغير تعاظم تيار السلام يصعب رؤية الفريق جوزيف لاقو والسياسي بونا ملوال والقيادي الدو اجو وقيادات كثيرة من أبناء الجنوب وتياراته ولم تعد بعيدة رؤية العقيد د. جون قرنق في الخرطوم ومفوضية الدستور تباشر مهمتها في إنهاء مطلوبات مقدمه وتسلمه لمهامه لينقضي شوط المباحثات الخارجية وجولاتها على صعيد مسار السلام الرئيس وتنطلق بدايات التطبيق العملي للاتفاق التي تفصل بيننا وبينها أسابيع معدودة . وان تدابير السلام قضت بظهور زعيم الحزب الشيوعي الأستاذ محمد إبراهيم نقد من مخبئه بعد 11 عاما ونيف ، وميلاد السلام الحقيقي يتقدم والأصوات تتعالى في أن يتسع الحوار وتطلق الحريات وتزال الحواجز النفسية والمكدرات ليرى في أمد قريب زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور الترابي وحزبه يعودوا إلى الساحة السياسية، والعشم أن يستدرك الإمام الحبيب هذه التطورات الموجبة وهو خارجها وهى تسارع الخطى إلى غاياتها لتكتمل لوحة السلام ويستقيم عودها . وحيال هذه الإشارات الموجبة ليس غريبا أن تسود هذه الروح الأخوية الدافئة بين طرفي الاتفاق في الحكومة والحركة الشعبية ويرى هذا التفاهم والتنسيق والانسجام في التزام مقررات السلام وإذابة جليد الظنون والتكهنات التي ظلت تثار هنا وهناك، ذلك ما يتضح في الخطاب الصريح بلغته السلمية ونبرته التصالحية فيما تبثه الحركة الشعبية في لقاءاتها وهى تتعاطى مع جوانب عديدة في ساحتنا الداخلية ما تزال تؤكد التزامها بنود الاتفاق وحرصها على إنجازه وعزيمتها في المضي قدما بشراكتها إلى غاياتها دون إبطاء أو تسويف أو مزايدة ، ذلك ما يعكسه التمثيل المشترك في المحافل الإقليمية والدولية وهو الضمانة الوحيدة بعد الله ودعم المواطن لتعزيز الشراكة التي سوف لن تكون قاصرة على الطرفين وإنما ستمتد لتشمل كل أحزابنا وتنظيماتنا حتى نعبر هذا المرحلة الحساسة من تاريخ امتنا في وفاق قومي . فالقمم المصغرة التي تعقد في العديد من العواصم الإفريقية بإشراك الاتحاد الافريقى تهدف لتثبيت السلام الذي ابرم وتعزيز أركانه وحمايته وصونه من المخاطر والانتكاسات ومنحه الدعم المطلوب داخليا و إقليميا طالما وجد التأييد والمؤازرة الدولية لانفاذ مستحقاته في اوسلو منتصف ابريل الماضي ، بل لقاءات قائد الحركة الشعبية مع أطراف التجمع الوطني وتمرد دارفور والشرق ونصائحه التي أسداها إليهم ترمى لذات الوجهة في إسدال ستار الحرب وتقليب الخيار السلمي على غيره ليستقيم قطار السلام دون منقصات . وان المساعي الجارية لاستئناف مسار القاهرة بدعم القيادة المصرية وموافقة الأطراف المعنية وإعلان جاهزيتها لاستكمال حلقات اتفاق القاهرة يبشر بان القوى المؤيدة للسلام في ازدياد وان معسكر الحرب وأهل الفتن والنعرات العرقية وأصحاب الأجندات الخارجية في تراجع مستمر . ثمة مطلوب آخر لاستدامة السلام وتمتين خطاه يتبدى في أهمية عودة العلاقات السودانية الاريترية إلى طبيعتها ليس لكون أن السودان له ايادى بيضاء معلومة في تأسيس كيانها كدولة وبروزها لحيز الوجود أو مستحقات الجوار والوشائج التاريخية والعمق الاستراتيجي لها وحسب ، بل لا يخفى أن دولة اريتريا وقائدها في سياق ما هو معلن ومشاع على لسان مسئوليها تعتبر اكبر مرتكز لقوى المعارضة المسلحة في عداد الفصائل المسلحة التي تحتشد بها وكثرة تدخلاتها في شأننا الداخلي وما تحدثه من توترات على جبهتنا الشرقية ، ورعايتها لهذه التنظيمات بما توفره ويوفر عبرها إليهم من دعم لوجستى وعسكري وخلافه من دول ومنظمات باتت مفضوحة ، وكم القيادات العسكرية والسياسية التي تتخذ من عاصمتها اسمرا مقرا لانطلاق أعمالها العدائية ضد البلاد، كل ذلك يملى على قيادة الدولة وهى تعلى من شأن السلام ومطلوباته أن تتجاوز عن فعالها على وطأتها وتعمل لأجل ما يقرب ويفضى إلى علاقات راسخة ومستقرة، سيما وان هنالك إشارات موجبة صدرت عن الجانب الاريتري وبعض الاستعداد لتغيير الوضعية القائمة وتصحيح التوجه بما يبعد اى تفسير سالب للتقاطعات التي ترسلها أومن وحى ما يصدر عن المعارضة الموجودة على أراضيها ، لان العبرة في مثل هذه المواقف أن يرى الناس أشياء عملية تصدر من هكذا دولة أو إجراءات تتخذ تتجاوز بالبلدين هذا المربع من العداء والاتهام المتبادل. ويقيني أن السيد الميرغني بما له من ثقل ووزن في قيادة التجمع وعلاقات بالقيادة الاريترية إضافة إلى جهوده مع حليفه المشترك والحكومة الدكتور قرنق فضلا عن ما تقوم به القيادة المصرية من شانه أن يعضد هذه الروح ويصل مسار القاهرة بعلاقاتنا والجارة اريتريا ويضمن للجميع تحقيق المنشود . أقول بذلك لان مسارات السلام لا تنفصل عن بعضها وان ما يمضى إيجابا على جبهة الجنوب هو دافع ومعين للمسارات الأخرى من شانه أن يكمل مسيرة السلام لتعم كافة الأطراف ، ولكن بعض النشاط الذي يقدم عليه الإمام المهدي خارجيا وسيل التصريحات السالبة التي تصدر عنه لتهد بناء السلام وتعارض مبادئه دون هدى ،وهذه الهواجس التي يقول بها ويتوهمها فيقعد بموجبها بإرادته عن مسيرة السلام الجارية وخطاها المتلاحقة وما تمليه على المهدي من التزام لا يأبه به و تحتاج مواقفه غير المبررة هذى وسط هذه المواقف لتفسير حتى يسهل فهمها وما ترمى إليه وهى ترجح في مضمونها كفة معسكر الحرب وستظل خصما على المساعي السلمية ونحن نرى اتجاه حركات التمرد في التصعيد العسكري ورهانهم عليه وفى البال هذه الخطرفات التي يقول بها رئيس حركة العدل والمساواة المعزول للشرق الأوسط عن عدم رغبتهم في إلغاء السلاح وعن سيطرتهم والحركة الأخرى على أكثر من 80% من أراضى دارفور ، وان مثل هذا الحديث هو ضرب من التوهم والمتاجرة لا تسنده أدلة ولا يقوم على شواهد ، وان شوكة الدولة في دارفور وجهودها المبذولة لاحتواء الآثار الأمنية والإنسانية تمضى كما هم مخطط له على ضعف العون الدولي وكثرة منظماتهم على الأرض ، وان آليات الحكومة تجاوزت بأهل دارفور عمليا إسقاطات القرار 1593 الذي ظل ينتظره التمرد و يعول عليه ، بل لا مجال للمزايدة في ذلك وحركة الحكومات الولائية هناك تبدو بينة وجهودها في المصالحات بين القبائل و تثبيت أسس التعايش تقوم على بنيان راسخ ومتين ، بل الزيارات الميدانية التي تقوم بها قيادة الدولة واخرها زيارة السيد النائب الأول لشمال دارفور يوم الخميس تعزز من هذه الخطى وتؤكد انتشار الدولة وكيانها وبسط يدها وسلطانها على تراب دارفور الأمن جيوب حبس الدولة عن تطهيرها ما ابرم من اتفاقات ظلت الحكومة تلتزمها فيما توالت انتهاكات التمرد وخروقاته المتكررة . لكن بمزيد من الصبر والاستقامة على خطى ما يجرى الآن من نجاحات وتقارب فان نداء السلام وتياره العارم سينتصر بحول الله وقوته ويعلو بروح الوطن وأبنائه لإكمال صرحه رغم انف التمرد ودوله ومنظماته وكنائسه . والله غالب على أمره ،،،،