مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الإنقاذ زائد واحد وسياسة ادخال الشوك بقلم أبوهريرة زين العابدين عبدالحليم - واشنطن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/7/2005 5:16 م

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنقاذ زائد واحد وسياسة ادخال الشوك

أبوهريرة زين العابدين عبدالحليم - واشنطن
[email protected]

اثارت تصريحات الرفيق ياسر عرمان الأخيرة، والتي تتمثل في بند في الدستور الإنتقالي يحظر النشاط السياسي للقوى السياسية التي لا تشارك ولا تعترف بالدستور واتفاقية السلام، اثارت شكوكا كثيرة حول النية الحقيقية للإنقاذ والحركة الشعبية وكشفت عن وجه شمولي خفي تمت موراته طوال الفترة الماضية من قبل الإنقاذ الجديدة أي الإنقاذ زائد واحد.
هذا يذكرني بسياسة الحركة في الغابة وهي عندما يخالف احد الأفراد يقوموا بادخاله "الشوك" اي الزريبة، وزريبة الشوك هي السجن في الغابة ولكن تسمى اصطلاحاً الشوك لأن كلمة زريبة كلمة غليظة. ويبدو أن ياسر عرمان والحركة الشعبية يحاولوا ادخال القوى السياسية "الشوك" وبيت الطاعة بهذا البند الغريب في الدستور، لأن لهذه القوى السياسية رأي آخر فيما يتعلق بالدستور وعدم المشاركة بالنسب المعلنة، ولكن هل تستطيع الحركة والإنقاذ ادخال القوى السياسية "الشوك"؟
الإجابة بلا، فهذه القوى السياسية موجودة في الساحة قبل تكوين الحركة الشعبية وقبل الإنقاذ. وحاولت أنظمة شمولية قبلهم القاء هذه القوى السياسية في البحر ولكن القتها هذه القوى السياسية إلى مزابل التأريخ وعلى الانقاذ والحركة قراءة التاريخ جيداً، وخاصة الحركة ويبدو أن ما وفرته لهم الحكومة من قصور وسيارات فارهة انستهم نضالهم وانستهم رفاقهم في التجمع الوطني الذي ينتظر توقيعاً طال انتظاره. ويبدو ان الحكومة حسمت امر التجمع بتصريحات مجذوب الخليفة بأن "عظم التجمع وظهره معهم" اي الحركة الشعبية ولا داعي للبقية.
متابعاتي للإنقاذ في الفترة الأخيرة جعلتني دائما ابحث عن تصريحات السيد اللواء الخفي نافع على نافع وهي تكشف السياسات الحقيقية للإنقاذ وماذا تريد أن تفعله الإنقاذ وما هي نية الزعيم على عثمان. فقد ذكر سعادة الدكتور اللواء نافع ان القوى السياسية وحزب الأمة يحاولون اسقاط الحكومة بالإنقلاب أو الإنتفاضة أو المؤتمر الدستوري، أي يتساوى عندهم المؤتمر الدستوري مع الإنقلاب والإنتفاضة، لذلك جاء رفضهم للمؤتمر الدستوري.
هذا يوضح أن ما وقعوا عليه من اتفاق وحسب فهمهم هو بقاء الإنقاذ باي شكل من الاشكال وحتى لو جاءت الإنتخابات سوف يزوروها أو سوف لا تكون هناك انتخابات. أيضا كان هناك حديث حول الشراكة ونفت الحركة دخولها في شراكة مع الإنقاذ. ولكن اتضح الأمر أن الموضوع شراكة كبيرة جداً ويبدو انها سوف تكون شراكة ايضاً في قمع القوى السياسية الأخرى وسوف تشارك الحركة ما فاتها من سياسات الإنقاذ في تعذيب الناس وقمعهم والزج بهم في بيوت الاشباح اقصد "الشوك".
المشكلة أن قوى التجمع الوطني تعتمد كثيراً على موقف الحركة الشعبية، وعموماً لا احد يعتمد كثيراً على الإنقاذ، لأن هذه هي الإنقاذ ومن ظن أن الإنقاذ سوف تتغير فكأنما يظن عندما تغير الحرباء لون جلدها انها غيرت جلدها وحاشا أن يتغير جلد الحرباء ولكن يتغير اللون فقط بحسب لون الشيء الذي تمشي عليه. هذه هي سياسة الإنقاذ التي هي اشبه بالحرباء السياسية. وقد تعلموا ذلك من الفقيه الإنقاذي القديم صاحب الفكرة الشيخ الترابي. ولكن الفرق ما بين الترابي الشيخ القديم، والشيخ الجديد على عثمان، أن الأول مفكر، والثاني منفذ وسياسي بالطريقة التقليدية الميكافيلية. فقد استطاعت الحركة الشعبية طوال الفترة الماضية ايهام العالم والشعب السوداني بخطاب ديمقراطي وحقوق انساني مموه اذا صح التعبير دغدغ مشاعر الكثيرين حتى اسفر عن وجهه القبيح أخيرا.
بالنسبة للقوى السياسية الرئيسية عليها ان تحزم امرها وتعتمد على الحي القيوم وتشرع في تكوين جبهتها، وتستعد لسياسة ادخال "الشوك" وعليها أن تحضر نفسها لذلك وألا تستبعد ان فرضت الحكومة المرتقبة قانون الطواريء. وبالمناسبة مازال قانون الطواريء سيء الصيت ساري المفعول. ولا ادري كيف يكون هناك حوار ديمقراطي حقيقي وهذا القانون المعيب مسلط على رقاب العباد. انها الإنقاذ الجديدة أي الإنقاذ زائد واحد، على منوال السودان الجديد الذي بدأت ملامحه تتضح بالتصريحات سئية السمعة من ناطق الحركة الشعبية الرسمي "القائد" ياسر عرمان.
الواضح أن التيار المتشدد داخل الإنقاذ انتصر بشكل حاسم وكانت هناك توقعات بأن يكون هناك دور لبعض المعتدلين والمنادين بالإصلاح ولكن يبدو ان امرهم مجرد تنظير لا يخرج خارج اطار صفحات الصحف، وأن علي عثمان ودائرته الضيقة قد امسك بزمام الأمور تماماً والبشير يسير خلفهم ويقسم بالله العظيم ثلاثاً ألا يفارقهم ابداً وألا يترك احدهم يسافر إلى لاهاي ولو حتى فسحة. ويبدو أن هذه المجموعة وهي التي كانت تقود التفاوض مع الحركة قد اقنعوا قيادات الحركة الشعبية المتواجدين بالخرطوم بأهمية الشراكة والتعاون في كل شيء والتآمر على القوى السياسية الأخرى بعد فشلهم في اقناع حتى حلفاؤهم في التجمع.
لقد وجدت الحركة الشعبية نفسها تنظر امام مرآة الإنقاذ التي تعكس لها صورتها تماماً في الغابة كل شيء بالتعليمات واضربوهم بيد من حديد، واذا لم توافق القوى السياسة بما هو مطروح ادخلوهم "الشوك" إنها سياسة ادخال "الشوك" الجديدة ايها الشعب السوداني البطل، إنه السودان الجديد الذي بدأ يولد في قاعة الصداقة وفي اطار مفوضية الدستور، إنه حقاً جديد على اهل السودان، وجديد لنج.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved