مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

من المسئول عن ما حدث في دار فور بقلم /أبو ذكريا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/6/2005 7:52 م

بسم الله الرحمن الرحيم

من المسئول عن ما حدث في دار فور بقلم /أبو ذكريا
[email protected]
إن الإدانة الدولية لما حدث في دارفور بغربي السودان ينبغي أن توجه أولا إلى الفكر الأحادي العنصري وأدواته التي ظلت تسيطر علي الشأن السوداني منذ بروزه كدولة علي نمطه الحالي ، وذلك من خلال استغلالها للواقع الثقافي الذي كرسه مفهوم هذا الفكر في رفض وجود الآخر فكريا، ومحاولة استئصاله بكل الطرق 0 لتكون هذه الإدانة منطلقا لكشف المؤامرات العنصرية التي تحيكها الكيانات العنصرية التي أفرزتها هذا الفكر ضد مستقبل السودان واستقراره الاجتماعي وفضح ممارستها العنصرية الظالمة التي تسعي دائما إلى مصادرة حقوق الآخرين وقولبة المصلحة العامة للوطن لخدمة أغراضها ، وليست لبناء الوطن والمحافظة علي استقراره وتقدمه، ليدرك الجميع أبعاد هذه المخططات و نتائجها الخطيرة التي باتت تهدد أمن و سلامة التعايش السلمي للشعب السوداني بأكمله ،و لكي يساهم الجميع بصورة إيجابية في الجهود الدولية الهادفة آلي تقديم هؤلاء القلة العنصرية التي ارتكبت الفظائع وجرائم الإبادة بحق الإنسان في دار فور ومن يقف ورائهم للعدالة الدولية بعد آن عجزنا عن تحقيقها في السودان ، ليتحقق معني الحديث الشريف الذي يقول (المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكي عضو تداعي لها سائر الجسد بالسهر والحمي ) ، و حتى لا يترك إنسان دار فور يواجه وحده هذا القتل وهذه الإبادة المنظمة التي بدأت بأشكالها المختلفة منذ اكثر من ربع قرن من الزمان 0 وقد سعت هذه الكيانات العنصرية في سبيل تمرير مخططاتها إلي استغلال الثقافة و إفراغها من معانيها السامية ومن دورها الطليعي في كونها تمثل الوعاء الناقل للحضارة والتواصل بين الشعوب ونشر معانيها التي تدعو إلى الإخاء والمساواة بين بني البشر ، وسخروها بصورة منهجية ومنظمة في هدم المساهمات الفكرية والثقافية للعرقيات الأخرى في السودان لحجبها عن التفاعل وحصر دورها في بعض الحركات والرقصات التي تقام في المناسبات العامة ، والتي تنتهي آثرها بانتهاء الكرنفالات المزيفة التي تقام خصيصا لتغطية جرائمهم المستمرة ضد آهل هذه الثقافات 0 واستغلال هذا الواقع الثقافي المهيمن في خلط المفاهيم التي تصنع الهوية والانتماء لهذا الوطن مع مفاهيم أخرى خاطئة وفضفاضة تجعل من السودان ساحة و فضاءا مفتوحاً للصراعات الفكرية العنصرية التي تستنجد في الغالب قوتها من خارج حدود السودان لتدعيم مشروعاتهم الرامية إلى خلخلة الواقع الثقافي والعرقي المتعدد في السودان والقضاء عليه 0 وقد رأينا كيف اندفعت هذه الكيانات العنصرية إلى تأييد ودعم المخططات التآمرية للتجمع العربي الرعوي التي تبناها النظام الليبي منذ بواكر عهده ، وعمل علي تصديرها إلى السودان وتشاد وغيرها من الدول لنشر الجاهلية الغطرسة في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى التمدن والتحضر ، ليس حبا لهذه الدول و لا لشعوبها ولكنها كانت لحماية ظهره من الجنوب والغرب من شرور الإمبريالية العالمية آنذاك ، واهما آهل تلك الدول ببعض المساعدات و بالإسهام حيناً في بعض المشروعات التي أقيمت في تلك الدول، و التي من ضمنها مشروع ساق النعام الذي أقيم في إقليم دار فور بالسودان والذي استغل كستار علي مر العهود السابقة لنقل الأسلحة إلى داخل السودان لتنفيذ المخططات الإجرامية للتجمع العربي في السودان والتي تركزت في دار فور ، و في جنوب كردونان في بعض مراحلها لتسليح بعض القبائل العربية هناك التي انضوت تحت لواء التجمع العربي وآمنت بأفكاره ومخططاته ً في العمل علي تفتيت النسيج الاجتماعي بين سكان تلك المناطق والعرب الرحل وذلك بإذكاء نار الفتن العرقية والقبلية واستعمال الصراع حول المراعي والمزارع ستارا لتفريغ سمومهم العنصرية واستغلال غياب الاهتمام الحكومي بتلك المناطق وبأهلها لتنفيذ مخططاتهم الآثمة 0 وبداوا يهيئون الرأي العام والحكومي بادعاءات كاذبة بان العرب الرحل في تلك المناطق يواجهون مضايقات ومحرومون من الحركة والتجوال بحرية مع قطعا نهم في بحثهم للمراعي والماء وبتذكير الحكومة بمداخل الثروة الحيوانية الكبيرة التي تأتى من هؤلاء الرعاة 0 و علي انه لابد من العمل علي توطين واستقرار هؤلاء الرعاة وإيجاد مراعي واسعة لقطعانها ،وقد عقدت عدة مؤتمرات لتمرير أهداف هذه المخططات كانت آخرها مؤتمر زهدالجنيك في شمال دار فور في عام 1993 حضره من الجانب الحكومي عضو ثورة الإنقاذ صلاح كرار آنذاك وفود أخرى عديدة من خارج السودان لفرض مقررات هذا المؤتمر علي مواطني تلك المناطق و إعطائها الصفة الشرعية ، ولكن كل مؤامراتهم العلنية قد انتهت بالفشل تحت ضغط سكان تلك المناطق وإصرارهم علي البقاء في أوطانهم و أراضهم ، وأيضا لانتباه الرأي العام السوداني لهذه المخططات البالغة الخطورة التي تسعي إلى تغيير الواقع الديموغرافي في دار فور لصالح هذه المخططات التي تهدف في الاصل إلى طرد سكان دارفور الأصليين من أماكنها تمهيدا لابتلاع أرضهم ، وما تثار من حين إلى آخر بواسطة أبواق هذه المخططات من دواعي وافتراءات كاذبة حول نظام ألحوا كير الذي هو في الاصل نظام أداري بحت لتنظيم التداخلات القبلية ، الذي اكتسب مع الأيام ثقة و احترام الجميع واصبح عرفا إداريا تتمتع بالاعتراف القانوني في دارفور ،وما تروجه هذه الأبواق علي انه نظام يكرس الاحتكار وتمليك الأرض في دار فور لقبائل دون الأخرى ،هذه كلها افتراءات كاذبة بدليل آن قبائل دار فور عاشت مجتمعةً في سلام وتآخي مئات السنين داخل هذه ألحوا كير ، ولم يطرد أحد منها بدواعي التملك والاحتكار التي يروجونها الآن ، وأيضا بافترائهم علي القول بان الأرض ملكا مشاعا للجميع بحكم القانون، وينسون انه لا ارض دارفور ولا غيرها من أراضي السودان هي ملكا مشاعا للرعاة يهيمون فيها متى شاءوا دون مراعاة للنظم القانونية ولا للحقوق الآخرين الذين يختلفون عنهم في الحرفة والاستقرار ، وهذه كلها اختلاقات باطلة لا أتساس لها في واقع دارفور يريدون تغليفها بحجج وذرائع من اجل تمرير مخططاتهم الآثمة ضد آهل دار فور 0 وتتم تنفيذ هذه المخططات بعلم وبتنسيق تام مع الجهات الحكومية في الخرطوم التي سعت أصلا في سياستها المركزية التي تهيمن عليها هذه الكيانات علي محاصرة الأعراق الأخرى في السودان وفرض الأمر الواقع عليها بكل الوسائل 0 تغلغلت هذه الأفكار العنصرية في أواسط هذه التجمعات حتى وصلت آلي عقول بعض ساسة الأحزاب التقليدية التي حاولت آن ترث السودان من بعد الاستقلال والهيمنة علي مصائر الناس ومستقبلهم و في دار فور علي وجه الخصوص وغيرها من مناطق السودان المهمة من خلال بعض البيوتات العشائرية وبعض القبائل العربية ، وأخذت هذه الزعامات تستثمر هذه الأفكار والمخططات مع الأطراف الخارجية دون ادني اعتبار لنتائج هذه المخططات الخطيرة علي مستقبل السودان و أتهل تلك المناطق المستهدفة ولا حتى لمشاعر القلة العشائرية التي عملت دون وعي علي بيع مستقبل أهلها لأسيادها في هذه الأحزاب مقابل لفتات من الرضا والبركات المزعومة 0
وعندما قفز عليهم نظام مايو علي السلطة في الخرطوم ، و أراد إمساكهم ووضعهم في السجون للاستفراد هو وزمرته بالسلطة فروا هاربين وحملوا معهم كل ثروات السودان وتركوا الشعب السوداني يواجه مصيره الذي أوصله النظام المايوي إلى المجاعة التي عجل رحيله بانتفاضة أبريل التاريخية 1985 0عاد السودان مرة أخرى بعد رحيل نظام مايو الاستبدادي إلى أيدي زمرة الطائفية وأعوانهم عبر الحالة الديمقراطية التي لم يؤمنوا أبدا بأصولها ولا بمبادئها التي تدعو إلى إرساء قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية بين جموع المواطنين في الوطن الواحد ، وعلي كونها وسيلة من وسائل تأمين حق الفرد والمجتمع والعمل علي صيانة هذه الحقوق وحمايتها ، بل كان همهم الأول والأخير هو العودة والجلوس علي كراسي الحكم بآي ثمن والاستمرار في خيبا تهم السابقة، وهذه المرة جاءوا علي حساب أمن استقرار دار فور الذي من المفترض انه جزء من خارطة السودان، آن يعمل الذين يجلسون علي كراسي الحكم في الخرطوم علي حمايته وصون ترابه حسب قول المأثور للخليفة الراشد عمر بن الخطاب ،( لو عثرت ناقة بالعراق لرأيتني مسئول عنها لما لم أسو لها الطريق ) ، ما بال أرواح الناس و أموالهم تستباح في دار فور وتضطرب أحوالهم الأمنية ليس بذنب منهم، ولكنهم وقعوا ضحايا للمخططات العنصرية للتجمع العربي الذي عمل علي إعادة هؤلاء إلى الحكم ليتسنى له الاستمرار في مخططاته التآمرية علي مستقبل دار فور أهله 0 وقد عقدت هذه الحكومات عدة صيغ تكاملية ومفاهمات مع الجهات الخارجية التي سعت منذ البداية علي تبني هذه الأفكار الشريرة ، وهناك أسماء كانت ولا زالت تقف وراء هذه المخططات الهدامة ، التي ظهرت ملامحها التامرية علي دار فور ألان 0 وقد رأينا كيف آن الحكومات من بعد الانتفاضة غضت النظر عن التجاوزات الخطيرة التي ظلت تحدث في دار فور وفي جنوب كردونان من قبل بعض القبائل العربية في تلك الأماكن ، ولم تقف الحكومات عند هذا الحد بل عملت علي تسليح هذه القبائل، ادعاءا منها بان هذه المليشيات القبلية تحمي ظهر الحكومة من الخوارج أي متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان والواقع كان غير ذلك حيث لم تصل الخوارج إلى تلك المناطق في ذلك الوقت ، بل ما كانت ترتكبه هذه القبائل من قتل وتشريد للأبرياء العزل من أماكنها هي جزء وحلقة من حلقات التآمر التي وضحت بصورتها القبيحة الآن في دار فور 0 وعند وصول نظام الإنقاذ إلى الحكم ورفع راية مشروعه الحضاري الذي أرادت به هذه الكيانات العنصرية والقبلية خداع الآمة السودانية كلها بشعاراته الإسلامية التي ألهبت قلوب المؤمنين من أبناء هذا الشعب في العمل من اجل بعث الروح الإسلامي من جديد في السودان والعالم اجمع، واستغلال الدافع الديني والقبلي العميق لهذا الشعب في تكريس سلطانه و جبروته ، ومن خلف هذا الستار ظهر ت النزعة العنصرية لهذه الكيانات القبلية ومخططاتهم الفكرية في القضاء علي كل من وقف في طريقهم مهما علا قامته، والسير في إقصاء الآخرين حتى يبلغ مشروعهم الحضاري العربي إلى منتهاه بخضوع الفضاء والأرض السوداني لهم فقط0 وما في حدث في دار فور وفي غيرها من الأماكن من الانتهاكات والجرائم الموجه ضد الإنسان ، والتي شهد العالم علي خطورتها ، تعتبر في نظر هذه الكيانات مشروعة لأنها تحقق لهم ما يرجون تحقيقها ، و إذا كان الآمر غير ذلك ؛ لماذا لم تسعي الخرطوم إلى التحقق عن هذه الانتهاكات العرقية التي ظلت ترتكب في دار فور و في أماكن أخرى من السودان رغم التحذيرات المتكررة ، حتى وصلت آلي حد الإبادة التي نراها ألان ؟0

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved