هل يا ترى هذه المعارضة الراهنة تمتلك جاهزية قبول هذا التحدي الوطني الخطير ومستوعبة كل التداعيات الراهنة بحس وطني سليم وعقل جمعي قويم وقادرة على الاستمرار في خيار المقاومة حتى يوم النصر القريب ولو نصمد الف عام ؟؟
فان كانت الاجابة بالايجاب فحمدا لله اننا يمكن تصحيح ذلك المسار فقط باليات ناجعة وجديدة تواكب طبيعة المرحلة وحساسيتها وبلا تزيد باسم اوزان سابقة واسماء سابقة بعد ان تكشفت حقيقة الاحجام وطبيعة الاوزان وصدقيةالاسماء في هذا الطريق الشاق والشائك والذي سيصمد فيه فقط الشرفاء . واما ان كانت الاجابة بالنفي سأنعي وطني وشعبي منذالان وايضا نفسي لان الوضع لا يحتمل المساومات والترضيات والاستجداء. فالمساومة تعني اسقاط مبدأ المحاسبة والتفريط في الحقوق كاملة وايضا اضفاء الشرعية على انقلاب العصابة وبالتالي سنحرر شهادة وفاة مقدما لاي افق ديموقراطي قادم سيجهضه السراق بمقدرات الوطن المنهوبة طيلة فترة وجودهم في السلطة المسروقة حيث لا يستقيم في السباق الديموقراطي مبدأ المنافسة بين من يملك كل شيء ومن لا يملك حتى قوت يومه فالسباق الديموقراطي قوامه المال والاعلام والكوادر البشرية المدربة وهذا ما تحقق للعصابة من مال الشعب المنهوب بينما كوادر القوى الاخرى والتي جلها ابتلعتها المنافي اجزم ان غالبها لا يملك فقط ثمن تذكرة الرجوع للوطن لملاقاة اهله واحبابه فقط وضرب من المستحيلات رجوعه النهائي للمشاركة في اي تغيير قادم وذلك بتورطه في حيثيات فرضها عليه واقع المنفى المرير وضرب من المستحيلات الفكاك منها وهي ظروف موضوعية مقدرة ومعاشة تحول دون طموحاته في التغيير هنالك داخل الوطن بينما السراق والعصابة استطاعوا تمكين كوادرهم الناهبة للمال العام في الداخل واغروا مهاجريهم للعودة بكل الامتيازات التي لاجلها هاجروا مدفوعة من مال الشعب المسروق وقد فعلوها في اجهاض الديموقراطية الثالثة وهم يجهضونها من داخلها بمال الشراكة المنهوب مع رصفائهم المايويين من قوت الشعب العزيز وغدا في غياب مبدا المساءلة والمحاسبة سيفعلونها بأشرس ما يكون لانهم تمكنوا من مطلق مقدرات هذا الوطن المنهوبة وحدهم طيلة الستة عشر عاما الماضية حيث اوفدوا الالاف للدراسات العليا خارج الوطن من مال الشعب المسروق لتاهيلهم في تبوأ المناصب القيادية الادارية في دولاب الدولة وايضا مكنوا ودربوا مئات الالاف من كوادر الداخل على طرق النهب المختلفة للمال العام ليشكلوا شريحة اقتصادية محتكرة للمال في البلاد وهي قادرة على التأثير على اي تغيير سياسي مرتقب في البلاد وتليين اي قرار نافذ من اية سلطة كانت في المستقبل لمصلحتهم وبالتالي ستظل الد يموقراطية القادمة مع سبق الاصرار والترصد مخصية بل مدجنة بسلطة المال(الاخواني) والذي يحتكره وحدهم السراق وسنعيد انتاج الازمات مرات ومرات في ذات الحلقة المفرغة وسيدفع فاتورة الانهزام و التنازلات والمساومات وحده هذا الشعب التعيس لا المفرطون والمساومون والمتخاذلون. ومن يريد ان يفوته شرف النضال لاجل وطن معمدة مسيرته الرائعة بدماء الاف الشرفاء من الشهداء والمناضلين عبر تاريخه الطويل فليذهب وليساوم العصابة في الخرطوم ويصطف الى جانبها واما الشرفاء سيقاتلون حتى تقوم الساعة ولن يفرطوا في بنط واحد من حقوقهم المغتصبة والتي سيستردونها كاملة طال الزمن ام قصر وبعد حساب وعقاب بكل السبل المشروعة وسبل اخرى قد تضطر الشرفاء سلكها لاسترداد حقوقهم من الاوغاد فلا ضاع حق وراءه مطالب ولن نترك وطنا جميلا في ايد تفتقر للاخلاق وقيم الخير والجمال وايضا لن نرهنه للسراق والمأجورين والعملاء وعند الشرفاء الخبر اليقين.
هشــام هباني