مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

صراع الكل ضد الكل بقلم حامد جربو / السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/5/2005 9:51 ص

صراع الكل ضد الكل

في عام 1974 قتُل شخص مسيحي ماروني في حي مسلم في بيروت
رداً على ذلك قتُل مائتان من الحي المسلم الذي وُجد فبه جثة الماروني 0
هذا الحدث ليس في غابات أفريقيا ولا في مجتمع قبلي بدائي , بل في
عاصمة حضارية حيث يطبع كل ما يكتبه انتلجنسيا العربية في الشرق الأوسط
وفي بلد ديمقراطي فيه سيادة القانون , وعاصمة كانت وما زالت قبلة الأنظار
لكثير من مثقفي وأدباء العرب , ماذا حصل إذاَ ؟ أين الأمن والقانون ؟ من جاء
بقانون النفس بمائتين ؟ 0
الأمر في غاية البساطة , مجتمع طائفي متعدد الديانات وغير متوازن سياسياَ
, المارونيون الذين قتلوا المسلمين كان لديهم شعور بقوة وسطوة المتمثلة في
مليشيا (الكتائب) وأغلبية ساحقة في الجيش اللبناني وخاصة الضباط
كانت أنيابهم قوية ومخالبهم ممتدة في أجهزه الأمن و المخابرات التي كانت
تنسق مع إسرائيل ضد الفصائل الفلسطينية , لذا كانوا على يقين أن الحساب
لم ولن يكون عسيراَ في ظل هذه الظروف , هذا هو العامل المساعد وتحت
هذه المظلة الآمنة تمت الجريمة البشعة 0
في منتصف الثمانينيات وقعت مجزرة في مدينة الضعين في جنوبي دار فور
راح ضحيتها أكثر من ألف شخص من قبيلة ( الدينكا ) على يد ميليشيا
من أبناء الرزيقات انتقاماَ لأفراد قتُلوا من قبل التمرد في الجنوب آنذاك
بغض النظر عن عدد الأفراد الذين قتُلوا كماَ وكيفاَ ,لا ينبغي الانتقام بهذه
الصورة البشعة , وفي مسمع ومرأى من الشرطة والأمن , قتَلوا ضرباَ وطعناَ
بما فيها النساء والأطفال والشيوخ ومنهم أمام مسجد , لماذا؟ لأن الجنوب
متمرد وهم عرب من سلالة حكام البلد لديهم شعور بالتفوق ,لذا عليهم
تلقينهم درساَ حتى يكون عبرة للزرقة وأمثالهم , والذين قتلوا الأبرياء
على ثقة أن لا أحد يجرؤ على مساءلتهم 0

وفي الثمانينيات والتسعينيات أيضا قامت ميليشيا عربية بقتل وحرق وتشريد قبائل
الفور في مناطق عدة في جنوب دار فور ونزح أكثر من مائة ألف شخص إلى
المدن وخاصة مدينة نيالا ومثال لذلك مدينة (الجيم جابو ) أي هروب من الجيم (البندقية)
ما السبب ؟ ما هي الدواعي التي قادت الصراع إلى هذه المرحلة هل هو مجرد
صراع على المراعي ومصادر المياه كما تقول حكومة المركز دائماَ أم مشروع
لتأديب الزرقة والتخلص من إزعاجهم للأبد , وتكون البيئة رعوية خالصة , وهذا
لا يتأتى إلا بقمعهم وقتلهم وطردهم أو تأديبهم حتى يتقبلوا استفزازهم غصبا
ورغم أنفهم , تم ذلك في علم الدولة والقانون إلا أن الدولة لا تريد إغضاب
أولاد العرب ( خليك ود عرب )
هل تذكرون مشكلة الرزيقات والمعاليا , عندما قتلت ميليشيا الرزيقات أفراد
من المعاليا, تدخلت الحكومة بقوة وقبضت على الجناة وحكمت عليهم بالإعدام
جميعاَ وتم تسوية الأمر بعد ذلك على مزاج المعاليا وبالتراضي 0
انظر إلى مهزلة الفور والعرب , القتلى بالآلاف لا مدان ولاسجين عشرات
المؤتمرات لا دمل الجراح ولا الفور ارتاح , كأن الموتى ليسوا بشرا
حتى لو كانوا حيوانات برية طالبت الدولة بالغرامة والتعويضات
تحت البند - حماية الحيوانات البرية النادرة - ولكن مع الزرقة لا 0
في عام 2003م كانت الصور ة أوضح والمأساة أكبر 2مليون لاجئ و300
ألف قتيل في حملة عسكرية عنوانها (لا جريح ولا أسير ) والهدف
الزرقة المتمردة على رأسهم – الفور والزغاوة والمساليت , وتأزمت الوضع
ودخلت أروقة الأمم المتحدة ومن ثم إلى محكمة الجزاء الدولية والخ00
لا يتوقف الأمر في الجنوب والغرب بل وصلت إلى الشرق إلى قبائل البجة
في مظاهرة سلمية في مدينة بور تسودان (عروس البحر) وجد عشرون شاباَ
مصرعهم على يد ما يسمى بأمن الدولة والشرطة السرية وجرح اكثرمن مئة
والجدير بالذكر أن ضحايا مظاهرة بور تسودان تفوق كل ضحايا مظاهرات
مدن السودان الإقليمية منذ الاستقلال حتى اليوم0 أُرُغم جعفر نميري على
التراجع من قرار تعيين الطيب المرضي حاكماَ على دار فور في مطلع الثمانينيات
( مايو تراجع ولا تتراجع ) في مظاهرة تنادى لها أهل دار فور , استمرت أسبوع
في اشتباك مباشر مع الشرطة , احتسب طفل وامرأة برصاصة طائشة 0
ماذا يجري في السودان ؟ هل هو صراع بين المركز والهامش ؟ وماذا عن
صراع الهامش والهامش في دار فور والجنوب ؟ من الذي يروج الأكاذيب في السودان
مثل دولة الزغاوة الكبرى والبقارة والفور إلى الخ ... بالمناسبة .. لو فرضنا جدلا
قامت دولة الزغاوة أو البقارة أو الفور الخ.. أين تكمن الخوف والحذر والمشكلة ؟
هذه المجموعات لا يمكن تصنيفهم (CLSSIFICATION ) اثنياَ ولا عرقياَ
ولا دينياَ بمواصفات العالمية - ( الأمم المتحدة ) 0
جماعةالأثنية : يقصد بها مجامع الأفراد الذي تجمعهم لغة واحدة وتقاليد أو تراث ثقافي
مشترك .0
جماعة العرقية : الذي تجمعهم بعض السمات أو الخصائص الوراثية
أين الفور والزغاوة والبقارة والأبالة من هذا التصنيف , دينهم الإسلام كلهم يتكلمون العربية
اختيارياَ ألوانهم سوداء تميل إلى السمرة قليلاَ تداخلت وتزاوجت عبر السنين كلهم
يرقصون ( النقارة والجراري ) لو قامت الدولة , تكون دولة (دار فورية ) خالصة
تحمل ثقافة الكل لن تكون دولة إسرائيلية ولا مغولية ,ولا تستطيع الدولة المزعومة
أن تغير شيئا في البقارة ولا الفور ولا الزغاوة ولا غيرهم كما كانت مملكة الفور والتنجر
تأخذ دورتها وتذهب كما ذهبت قبلها الأمم , أنظر ماذا فعلت الزغاوة عندما حكمت
جمهورية شاد , لا شئ 0
أنا أعتقد أن هناك شئ ما أو أيدي خفية تدير برنامج تحت الأرض (under ground movement)
لتكريس هيمنة( أسلاموعربية) مستخدما في ذلك أدوات السيطرة المتمثلة في السلطة
والثروة والعلاقات العامة لضرب القبائل والأثنيات النسبية وخاصة المجموعات التي
تهدد أو من المحتمل أن تهدد مشروعها فيما بعد , وتعتقد غرب السودان أكبر مهدد
لأنها الجهة الوحيدة التي لها تجربة قاسية مع الوسط النيلي في عهد المهدية ويلعب
دورا لمنافس الخطير لشمال السودان , وخاصة في عهد الإنقاذ, لذا بدأ مشروع
برنامج التعامل مع كل قبيلة على حدا ضد الأخرى, وتسليحهم
وتدريبهم في ميليشيات وتحتفظ بهم للزمان والمكان المناسبين , وبهذا
يتم صدام القبائل لأتفه الأسباب , وبطريقة خبيثة تطلق الإشاعات والفتن
مثل : دولة الفو ر والنوبة والدينكا والخ000 لتزيد الطين بلة , وفي هذا سياق
يقول إسماعيل أبكر في المسارات :المشكلة في السودان هي أن علاقة المواطن
بدولته مأزومة , فهي قائمة في داخلها على أساس فارق (أساسي) بتحيزها
- أي الدولة – لكيان اثني ثقافي (اسلامو عروبي ) يقوم باستثمارها إقصائيا
- ويفرض توجهاته ضد كيانات اثنية ثقافية أخرى , بمعنى (الجلابة )
ضد الزرقة ( الغرب والجنوب وجزء من الشرق ) من أجل تحقيق مصالح
مادية أو معنوية أو الاثنين معا , وبهذا دخلت الدولة السودانية في أزمة حادة
وفي صراع الكل ضد الكل 0
ما دور( الزرقة ) في هذا الصراع , أسمح لي أن أعود بك إلى ما قبل منتصف
القرن الماضي , كان ما هو (أفريقي) في الوقع مصدر ( اشانة ) سبب احتقار
اللون الأسود , وبسبب تاريخ مؤسسة الرق قريبة العهد التي لا تتيح أي فرصة
للتباهي بأصل الأفريقي , لكن أختلف الأمر بعد ذلك كثيرا , في عصرما بعد
منتصف القرن الماضي : عصر كوامي نكروما وجوليوس نيريري وباترس
لوممبا وخيراَ ( THE MAN OF VISION) رجل الرؤى منديلا 0
في مجلة (NEW AFRICAN ) العدد رقم 432 الصادر في عام 2004م
ذكر(THE 100 GREATEST AFRICANS OF ALL TIME ) مائة
شخصية عالمية من أصل إفريقي , منهم الرياضيون أمثال بليه ومحمد علي كلاي
ونجوم الغناء , بوب ماري ومايكل جاكسون وفي الأدب والرواية وويل سونيكا الخ00
بعد هذا وجد الأفارقة ما يتباهون به من أمجاد , وعززهذا الثقة في أنفسهم بقوة , وانطلقوا
(نحن من أفريقيا السوداء من مهد الأسود) نطالب بحقنا في الدولة ولا نتردد بعد
اليوم في بسط ثقافتنا وكريم معتقداتنا عاداتنا وتقاليدنا , العالم تجاوز عصر الذي
يقيم الإنسان باللون0

حامد جربو / السعودية


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved