ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
محمد عيسى أبوبكر .. لوحة الحزن الوجودي !! بقلم أبوبكر حسن خليفة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/31/2005 4:47 م
فنان تشكيلي قد لا تعرفونه حقا ولكن سوف تفاجئون به في قادم الأمسيات ؟!! قبل أيام قليلة كان له معرض بحلب برعاية وزير الثقافة السوري [email protected] تحية بقدر ما تطيق الحروف وزيادة تليق بعظمة وجودك بين القلب والروح .. لا غرابة بين الاسم والرسم والفن .. ف محمد و عيسى.. كانا لوحة الحزن الإنساني الأول و أبوبكر أول الصديقين و أبوبكر الشبلي أول من رأى الحلاج على حقيقته كما أبوبكر حسن خليفة أول المبشرين بفن محمد عيسى أبوبكر .. عندما تهدأ سطوة الواقع المرير .. ويصفو الخيال وتهب رياح الوجد ويسجد العقل .. ويلتفت القلب إلى بساطة الماضي التليد .. يجدك حاضرا بقامة نخيل الوطن . صدقني سيدي قلبي لم يعد يتحمل المفاجئات حتى وإن كانت سارة ؟! فقد اعتصرته الآلام اعتصارا حتى كادت تخفي حيز وجوده العدمي .. وبالرغم من أنني بقعة من العدم إلا أنني امتلكت حيزي الخاص الذي بدأت أشيد فيه أحلامي ومدائني التي تسع كل المشردين الذين أشتد بهم التعب وأعياهم الواقع وألهبت ظهورهم سياط السلطان الجائر ولفحت وجوههم رعونات النفوس الرديئة والأحقاد والحسد . وإن ضاقت الأوطان بأهلها من النزاعات والحروب فقد توحدت البسيطة على قيم الحرية والإخاء والمساواة ... بل اليوم أكتمل بنيان سفينة نوح من جديد ! فلا مجال لسفن الفجر الكاذب المهترئة الفؤاد ,فقد سئم الناس صياح الفرعون : إني لكم من الناصحين !! وإني لكم من المنقذين ؟؟!! وكيف بفراعنة العصر بعد أن أشعلوا النيران الأثنية والدينية والقبلية والجهوية في هذه البلاد التي يحزننا أنها انطبقت عليها نرجسية صديقنا أسامة الخواض حين قال : البلاد التي قتلت عاشقيها !! البلاد التي عشقت قاتليها !! وأعتذر لهذه الكلمات التي كاد أن يقتلها الظمأ وهي التي لم تفارقها الحمى بين مزالق أودية لبنان الوعرة وأزقة دمشق القديمة الضيقة ومرتفعات الكرك الشاهقة المخيفة .. وإن ابتعدت المسافة ما بين بريده ( شمال الرياض ) والبردي ( شرق طبرق ) ـ فقد تغطت بالتعب ـ كل ذلك والوجه تلفحه حصى الصحراء الخانقة على الموجودات في نهار القصيم المحرق ! نعم هذه الحروف لم تفارقها الحمى وهي ترتجف من زمهرير جبل لبنان الجليدي وهي تختنق في وادي راهب الليبي كما أشتد بها الوجع في سهول الشام العدمية بعد أن سقطت هامدة في صحراء الجزيرة العربية وإن أشتد بها العطش لهذا الحد فقد جاءها صوتك ريان يبث فيها الحياة من جديد .. وليس من الغريب أن تدور بخلدي طول أيام الانقطاع فقد اتصلت قبل أيام قليلة سائلا عنك فوجدت لبناني في جوال أبوبكر زين العابدين كما وجدت صوت جنوبي حنون برقمك المحفوظ لدينا .. وكأن لوحة وجودنا ينقصها ذلك الجسم الأبنوسي النحيل لكي يقفز بيننا !ولكن للحقيقة هو الضمير الذي يسائلنا دوما عن المنجزات و الاخفاقات لا أريد الاسترسال ولكن أصدقك القول صوته أيقظ جراح عميقة بداخلنا ما أشد حاجتنا لان نعتذر لأخوتنا الجنوبيين بالقول والعمل ؟! على كلٍ هو الذي أخبرني بسفرك إلى سوريا . ويتم الاندهاش اليوم بالمعرض المقام في حلب برعاية وزير الثقافة .. وللحقيقة لم أتفاجأ فقد حدثتني نفسي عن ولوجك بوابة العالمية منذ زمن بعيد فالمسالة مسالة وقت لا أكثر ! فسر فلا كبا بك الفرس . و أنا أعلم مشهد السودانيين في الفن التشكيلي كما هو في التصوف والذين يريدون غير ذلك يعكرون صفاء ساحة السودان النضرة ويحجرون واسعا , بتسميمهم الأجواء وقتلهم النقاء في سعيهم وراء المجهول ومن ثم يصيبنا الرهق والعنت الشديد , وكل ميسر لما خلق له . وقد ذكرت ذلك في علاقة الشخصية السودانية بالفن والتصوف أن وصلت إليك ؟! ما كان لي أن أكتب وأنا مشتت الذهن مشرد الخواطر مزكوم الحس ولكن الأمر ليس بأيدينا .. فما أعظم سعادتي بتلك اللوحات التي تقودنا إلى الذات الساذج والفطرة السليمة والطبيعة القحة ومن ثم الوجودية المسئولة لا العبثية المنسلخة دائما عندما يقسو الواقع والمجتمع بأهله وتزدحم الحياة الإنسانية بالمحن ويحصل الاختناق ! يأتي الفنان كمتنفس نقي حاملا طبيعته الساحرة متوسدا الكلوروفيل الأخضر لتأكل الكائنات الحية حتى ترتوي .. هكذا كان المشهد فقد التهمت أرواحنا هذه الوجبة الدسمة طالما كنا في الانتظار فلك الشكر لهذه الدعوة الكريمة وللوحاتك القَبّل المتكررة فقد امتلأت الشفتين بألوانها البهية والذوق يرتشف موجوداتك النورانية والروح تهمهم بتمتماتها عند عتبة الذات العلية والعقل يسجد أمام منصة العدل السرمدية كل ذلك والقلب يخفق مرتلا صورة الوجد للوحة الفنان محمد الذكية 0 أخي لك الود حتى ترتوي , والتوفيق حتى تغتني وإن كنت أعرف الفنان لا يكل ولا يمل ولا يرتوي ولا يغتني ؟!! ولكنها الأمنيات .. محترق القصيم