السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

طرد السودانيين السودانيين من الخرطوم بقلم د. أحمد محمد البدوي - لندن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/30/2005 5:15 م

مدرسة الرأي العام هي مدرسة الاتزان والمسالمة, وهي بالضرورة ذات منحى إسلامي,( على أيام مؤسسها الأستاذ الجليل إسماعيل العتباني) وما كتبه السيد الفاضل علي العتباني, يستحق الرد عليه في حدود المعلومات, لأن المقال المنشور فيها يوم 2352005م, يشعر المرء بمدى حاجة صحيفة الىأي العام إلى قسم متخصص في البحوث, وقبل ذلك إلى الاتزان!
تناول المقال:
1: أن الخرطوم مدينة أنشأها خورشيد 1823, فهي إذن مدينة أجنبية أقامها الغازي الباطش الظالم!
ولكن كتاب الطبقات يقول غير ذلك! عن أرباب العقائد, سيد الخرطوم في القرن الثامن عشر
(حلقة الدارسين في مجلسه العلمي تبلغ المئات)( وهم من القادمين من دار الفونج إلى دار برنو) مما يدل على وجود مدينة ومدينة علم قبل خورشيد وسيده محمد علي باشا الأمي الجاهل اللئيم مطية المصالح الأوربية!
أما تكوين الخرطوم في العهد التركي:
" العبيد من سكان الخرطوم يكونون نصف سكان المدينة على الأقل طوال تاريخها, بل قدر عددهم سنة 1883 بثلثي سكان الخرطوم" ص 223( د. أحمد سيد أحمد: تاريخ مدينة الخرطوم في العهد التركي) ويقول:
" وهم من الحبشة وجميع جهات السودان ووسط أأفريقيا وبينهم أكلة لحوم البشر الآتون من المستنقعات الاستوائية ص 254)
إن الخرطوم التي يبكي عليها الآن. لغلبة العنصر الأفريقي عليها, أحسن حالا من الخرطوم التركية التي يرد عنها في الكتاب نفسه أن الموتى من العبيد لا يدفنون وإنما تلقى جثثهم خارج المدينة وسط الحشائش أو ترمى في النيل أو في حفر مهملة بلا طقوس دينية( ص 143)!
أما الخرطوم في عهد الإنجليز فمدينة أوربية. سادتها الإنجليز! حتى إدوارد عطية كان يشعر فيها بالغربة وبأنه مقهور ( انظر: عربي يروي قصته)
2: يريد للخرطوم أن تكون كالقاهرة وليس كجوهانسبرج! ولا ندري أية قاهرة؟ القاهرة ليلة ذبح محمد علي المماليك في القلعة؟ القاهرة يوم دخلت الخيل الأزهر؟ القاهرة قبل ثورة يوليو, حسنا: المعادي ضيعة خاصة بالإنجليز! الزمالك وقف على الأرستقراطية التركية الأجنبية التي لا تتحدث العربية! مصر الجديدة التي أنشأها بارون بلجيكي! وسط البلد حيث يسيطر الأجانب الأوربيون من اليونان واليهود علة التجارة والبنوك!( كان المصريون غرباء في القاهرة!)
القاهرة الآن حيث يقيم الملايين في المقابر!القاهرة التي لا يستطيع المسيحيون الأقباط تشييد كنيسة إلا وأقام المسلمون إلى جانبها مسجدا, هل تريد لنا أن نقلد هذا النموذج ! في بلد يتبرع فيه الأقباط بمالهم لبناء المساجد!
القاهرة أسوأ نموذج للهجرة من الريف, وعلينا أن نستفيد من التجربة المصرية في مواجهة المشكلة لا التهرب منها, ووضع الحلول العملية لحلها: بإنشاء الجسور المعلقة. مترو الأنفاق, بوجود مؤسسلت ودستور ومساواة ودولة ذات قوانين!( الأسوة الحسنة هنا في الرجال)
الآن نأتي إلى الجانب القبيح في المسألة كلها, وهو كراهية السودانيين غير المتحدثين بالعربية ولو كانوا مسلمين, وإنكار حقهم في الإقامة في أي مكان من بلادهم, وهم ضحية الحروب وضحية الخرطوم العاصمة التي فشلت في حل مشاكلهم وفي تطوير مستوى معيشتهم إلى الأحسن. وفي جعل الحياة ميسورة في الأقاليم,ومن بينهم ضحايا القحط وفقدان الأمن قي مناطقهم!
من أين أتى السيد علي بقصة نهاية الخرطوم المتحدثة بالعربية, على أساس أنها جريمة! الفكر الحديث الغربي ينظر إلى ذلك ( كراهية بشر (علشان) ألوان بشرتهم و(علشان) أنهم لا يتحدثون العربية) كمسلك غير حضاري! الإسلام! الآية صريحة في الحث على الهجرة, وخاصة في أزمنة الاستضعاف:
(إن الذين توفاهم الملائكة ظا لمي أنفسهم,, قالو فيم كنتم, قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) ( النساء الآية 97)
ولأن جريدة الرأي العام تعامل عند كثيرين على أساس أنها تمثل الحكومة القائمة, فما كتبته عن سكان الخرطوم من السودانيين غير المتحثين بالعربية, يمكن أن يفهم على أساس أنه يعبر عن اتجاه وسط ناس الحكومة, اتجاه استعلائي, معاد لناس مساكين لا حول لهم ولاقوة, واتجاه عنصري يسفر عن وجه قبيح, باختصار: جلابة (مرادف: المطففين)
وهنا نفضل للخرطوم أن تقتدي بجوهانسبرج, بزوال التمييز العنصري, وسيادة قيم المساواة والعدل, جوهانسبرج ماندلا! لأن الوضع الذي عبرت عنه الصحيفة, أشبه ما يكون بالوضع في جوهانسبرج قبل ماندلا.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved