حزمة من السنوات مليئة بالفشل والتعثر خلفناه وراءنا , الا ان نتائجها تتراءى امامنا , بل نعيش ونرى مفرداتها المرة حيثما التفتنا, كل حيثيات الواقع تقول ان ما قطعناه من مشوار في مسيرة التشكل والبناء والاستقلال الوطني بكل معانيه لا يساوي واحد في المئة مما سقط في سبيله الاوفياء لهذا الوطن منذ بدايات التشكل الاولى آبان الثورة المهدية وما تبعها من تضحيات جسام قدمتها كواكب الشهداء الذيِن روا بدمائم الطاهرة ثرى الوطن من اجل وطن يسع احلام ابنائه في ان يكون السودان بؤرة للضوء والمعرفة, وساحة للتلاقي والتعايش والتسامح لتتسع دائرةالاحلام والطموحات الكبيرة لتشع بضياءها والقها في كل ربوع بلادنا, الوطن القارة , لنتجاوز مطبات الطرق التي سلكهاالوطن تحت سيطرة انظمة حكم الفرد والشمولية القاتلة للفكر والابداع , وديمقراطيات الكلام وسفسطائيات النخبة, ومماحكات ونرجسية الساسة التقليديين, التي اوصلتنا الى ان ما نحن فيه وما اليه ذاهبون من محن وانفاق مظلمة ما لم يلطف الله علينا بقادة ياخذوا بيد الوطن والشعب الى بر الامان بعد التوكل على الله والايمان بارادة الشعب في صنع المستحيلات ان هي وجدت البيئة والاجواء المناسبة التي تتفجر فيها قرائحها ومكنونات ذاتها الثقافية والفكرية والادبيةوالفنية والسياسية والعلمية والعملية, لنعانق ذرى المجد والشموخ وكل هذا لن يكون حقيقة معاشة على ارض الواقع ما لم يؤمن كل فرد بذاته ودوره في الحياة والمجتمع والدولة التي تكفل الحقوق والواجبات لكل مكونات المجتمع العرقية والثقافية والسياسية من خلال دستور يقر بان المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات وطن يتساوى فيه كل الناس من حيث القيمة الانسانية , تلك القاعدة التي تقول اننا متساوون لكننا مختلفون, بمعنى اننا متساوون في القيمة الانسانية لكننا مختلفون في تطلعاتنا وطموحاتنا التي هي محصلة طبيعية لبيئاتنا التي نشأنا وتربينا عليها, لذلك ان اردنا لهذا الوطن الذي نفاخر به الجميع رغم ما لاقيناه في سبيله من تحديات وصعوبات وما قدمناه من تضحيات على صعيد الذات والمجتمع الا اننا ظلننا وسنظل نحبه ونعشقه ونفرح ونحزن معه في كل الظروف لانه وطن لا مثيل له من حيث طبية اهله وسماحة خلقه ونخوة رجاله وكبرياء نسائه, وسعة ارضه, وتعدد خيره,وطن النيليين, وجبل مرة , وجونقلي ارض المانجو والاناناس, النهود ولقاوة وعروس الرمال وصباحاتها الجميلة, وشندي وعطبرة وعزم اهلها الذي لايلين, وطن ابنة البحر الاحمر بورسودان وكسلا محراب العشق والجمال, وما احلى اللقاء في صرة الوطن في الجزيرة التي كانت بحق ساحة للتلاقي والتي نريد لها ان تزداد اخضرار وبهاءأً , لنكتب على جبين الزمن, قصة شعب لايعرف المستحيل , شعبا قرر ان ينتصر للمستقبل, شعبا يعرف كيف يقبل جبين الارض , ليستل منها مداميك الارتفاع والشموخ الى هامة الشمس والنور, شعب ينظر الى المستقبل بثبات لا يعرف الارتجاف او الارهاق, شعب قرر ان يسقط ثقافة الحرب والكلام ويستبدلها بثقافة العمل والكفاح والنضال, ثقافة ترفض الهوان والخمول والتواكل , ثقافة تعطي المرأة حقها في البناء والعطاء, ثقافة تحرر نصفنا المشلول بفعل عوامل التخلف والجهل ليلعب دوره في مسيرة التقدم والتطور, ثقافة لا تفرق بين ابناء الوطن الواحد الا بقدر التضحية والوفاء والعطاء وميادينه والفداء وساحاته, وطن يتشكل من كل اقاليمه, وطن يتقاسم ابنائه السلطة والثروة بعدل وانصاف ,وطن يتلاشى فيه الظلام والتخلف والفساد واهله, ويعم الخير والنور والعدل والسلام كل ارجائه لنرتفع الى قمة الانسانية لتختفي مظاهر الخوف والفقر والكراهية والتعالي والعنصرية والى الابد وبهذه المناسبة ارسل تحية للمناضل ياسر عرمان وحديثه الطيب ليلة الاثنين لبرنامج في الواجهة الذي يقدمه احمد البلال والذي احسن الاختيار هذه المرة وحتى يتحقق سودان الخيروالعدل والسلام والاستقرار الذي نحلم به اقول مليون تحية لكل المناضلين الشرفاء,

الطيب الزين /السويد