حقيقه تحيرنى مواقف الكثير من الادباء والسياسيين وتصريحات البعض واقف حائر لااعرف ماذا طرأ لتتم هذه النقله فالبعض حتى وقت قريب كان من المناوئين للانقاذ لاسباب مبدئيه مثل انتهاكها لحقوق الانسان ومصادرتها الحقوق السياسيه وحروبها ضد الشعب السودانى وفسادها وكانت مواقفهم مفهومه ومقدره ولكن فجاه تتغير هذه المواقف بدون تغيير فى سياسة الانقاذ فهى مازالت تمارس كل الموبقات بل زادت جنونا على جنونها ومع ذلك فان البعض قد ترك مواقفه خلف ظهره واستقبل قبلة الانقاذ قابلا طرحها مدافعا عنها يتغزل فيها فى وله فقد بدأ هذه الرده الشريف زين العابدين (والذى اختفى الان فى ظروف غامضه فاصبحنا لانسمع له صوتا )واخيرا البروفسر الشوش وخالد المبارك الذين كانوا لسنوات عديده يناكفون الانقاذ ومن معارضيها ولكن بمجرد حضورهم للسودان واستقبالهم فى صالة كبار الزوار وكانما الانقاذ سلبتهم ضمائرهم ووضعتها فى ثلاجه فى هذه الصاله فقد خرجوا من الصاله وهم انقاذيين على السكين!!!! والغريب ان من يخرج عائدا للخارج ينقلب معارضا مثل مبارك الفاضل مثلا وحدثنى احد الاصدقاء ان واحدا من المشاهير ممن امنوا بلانقاذ مؤخرا سافر الى قطر وبمجرد وصوله لمنزل هذا الصديق من المطار انخرط فى بكاء مر وطويل وبدأ يفكر فى طريقه يعتذر بها عن كبوته فى تاييد الانقاذ!!! ورجل مثل الطيب صالح قيل انه عندما دخل صالة كبار الزوار ووجد نافع الذى كان متجها للقاهره كاد ان يفر عائدا للطائره ولكن بعد خروجه من الصاله اياها كان كلامه كتروصرح تصريحات عجيبه لاتشبهه واصفا ناس الطيب سيخه بانهم فضلاء وهم نفسهم الذين قال فيهم من اين اتى هؤلا؟ واتمنى من أحد هؤلا الذين اكتشفوا انهم كانوا على خطأ فى عدائهم للانقاذ ان يشرحوا لنا اسباب التغيير واتمنى ان لاتكون الاكلشيه السودان فى خطر فالسودان فى خطر منذ 30 يونيو 89 والذى وضعه فى خطر هم هؤلاء الناس الافاضل …… وانا افهم اذا قالوا لاسباب خاصه …فمثلا اللواء الشربينى سفير مصر فى السودان فى عام الانقاذ (على وزن عام الرماده ) فقد اقنعته الجبهه بوسائلها الخاصه وهو على وشك المعاش ان يضلل الحكومه المصريه عن توجهات الانقاذ وفعلا جعل حسنى مبارك فى تلك الايام يقول لاحد زواره واصفا الانقاذيين بانهم مصريين اكثر من المصريين!!!! وقد حدثنى أحد قيادات دارفور بان اباسانجو كان متعاطفا معهم الى حد كبير ولكن بمجرد اجتماع طويل مع على عثمان خرج وهو مقتنع بان الانقاذيين ناس فضلاء !!!! فهل ياترى اكتشف الانقاذيين شيئا يسلب الناس ضمائرهم ؟؟
أما برونك مندوب الامم المتحده فى السودان فقد كان احدث المتغييرين (ولا اعرف ان كان ايضا على وشك المعاش)فقد صرح باحترام منظمته لحق الحكومه السودانيه فى اعادة تخطيط المناطق المختلفه وحقها فى استخدام قوات الشرط
وهل يعرف برونك بدايه الظروف التى رمت هؤلاء النازحين فى منطقة سوبا ؟ فهؤلاء اتوا من فيافى دارفور واحراش الجنوب ليس للسياحه ولاحبا فى الخرطوم فقد كانوا ايضا يقيمون فى اكواخ هناك منذ ان ولدوا ويمارسون حياة بسيطه يرضون منها بالكفاف ورغم انهم محرومين من كل شىء فهم راضون بواقعهم ولكن جاءت الانقاذ (التى ساندتها فى موقفها يابرونك)وبطائرات الانتنوف والمدافع الدوشكا (ولاجنده يعرفها الانقاذيين ولا يعرف عنها هؤلاء التعساء شيئا)فاحالت حياتهم الى جحيم واغتصبت نساؤهم وشتتهم فبعضهم لقى نحبه والبعض الاخر فى معسكرات الاجئيين فى تشاد ومن بقى هاجر للعاصمه ليحتمى بحكومة الخرطوم منها ….وسكنوا ايضا فى اطراف المدينه فى اكواخ بلا ادنى خدمات لاماء ولاشوارع معبده ولا كهرباء ولامدارس ولا مستشفيات لا يحلمون الا بظل …وهم لم يسكنوا فى المنشيه أو الطائف حيث اصحاب السلطه حتى لايزعجوهم واطفالهم بمناظرهم الرثه فاثروا البعد …. تصحوا الاسره منهم فى الدقش يخرج الاب ليكدح وتخرج الام واطفالها حيث يخدمون فى منازل الساده الحكام بادنى الاجور يغسلون الملابس ويكنسون ويلمعون أحذية حكامنا حتى اذا قابلوكم كانت احذيتهم لامعه … ويتجمع هؤلاء التعساء فى اكواخهم فى المساء حول وجبه لاتسمن ولا تغنى من جوع وهكذا…..وقد سالت بول الطفل الجنوبى الذى اتى مع اسرته من مناطق الحرب ويخدم فى امدرمان ويعولون انفسهم فى اشتراكيه فشل الاتحاد السوفيتى فى تطبيقها وبول يرفض العطيه الا اذا كانت مقابل عمل واذكر عندما حصل على بعض المال ملا صحن كبير للبوش فسالته فقال لى ان الذى يجد بعض المال يطعم بقية الاسره … وبول عطف عليه الايطليين وليس حكومته وأدخلته المدرسه الكمبونى مجانا التى لاتبعد كثيرا……واذكر اننى سالت بول بتعرف حكومه فقال ايوه حكومه بتقتلنا فهو لايعرف من حكومته الا الرصاص…وصحيح حكومه بتقتلهم فقد لاحقت الحكومه بول ورحلته من سكنه العشوائى فهى لاتريد لبول ان يتعلم فهى تريد ان تدخره ….. وعندما يكبر بول وتريد الحكومه ان تقاتل أهله فى سوبا او الجخيص او هياستستعين به ليطلق الرصاص عليهم…….فهى لاتستعين باولادها الذين يدرسون فى اليونتى أو المدرسه الامريكيه حيث رسوم الطالب 12 الف دولار للطالب فى السنه!!!!وتصرف عليهم من بترول بول
والجزء الاخر من تصريح برونك هو ترديدده لمقولات البشير وعلى عثمان بلوم المجتمع الدولى …فقد حمل برونك المجتمع الدولى الاوضاع التى وصفها بالماسويه التى تعيشها المجموعات السكانيه التى تغطى اطراف العاصمه وقال ان المجتمع الدولى ادار ظهره لهؤلاء الفقراء وخاطب المجتمع الدولى اذا كنتم تنتقدون الحكومه بسبب أوضاع قاطنى الاطراف فعليكم ان تنتقدوا انفسكم فالذى يلام فى هذه الحاله هى حكومة هؤلاء الفقراء فالذى افقرهم هو الحكومه والذى ابادهم هو الحكومه والذى شردهم هو الحكومه فماساة هؤلاء لم ينتجها المجتمع الدولى واللوم على الانقاذ من قبل ومن بعد فالحكومات هى المسئوله عن مواطنيها اولا وليس المجتمع الدولى فحكومتنا تحصل على أكثر من سته مليون دولار سنويا من البترول وهذا غير الضرائب والزكاه وغيرها وجلها يدفعها هؤلاء الفقراء فهل هى محتاجه ؟وفىمقال اخير للواشنطون بوست قالت ان حكومة الانقاذ اغنى حكومه فى أفريقيا(واظنها تقصد ثرواتهم كافراد)وناس الانقاذ لو باعوا فقط عرباتهم الحكوميه الفارهه التى يمتطونها هم واسرهم لحلت مشكلة تعساء السكن العشوائى ولاسكنوا فى ابراج مثل الابراج الاستثماريه التى فلح فى بنائها الانقاذيين
ويطلب برونك من المجتمع الدولى ان يمد حكومة السودان بمخططى المدن وهو لايعرف ان مهندسينا الذين شردتهم الانقاذ هم الذين خططوا مدن الخليج الرائعه والتى تدهش حتى برونك نفسه ….. ومهندسينا يعدون من أكفأ المهندسيين فى العالم وبعضهم يعملون اساتذه فى كليات الهندسه فى أمريكا واوربا والسودان لاتنقصه الخبره وانما تنقصه الديمقراطيه ولو عادت الديمقراطيه لتدافعنا للسودان جريا حفاه لنخطط مدنه ونبنيه بسواعدنا وليس بسواعد المجتمع الدولى ……اما طلبك يا برونك بان تعامل الانقاذ المعتقلين من البسطاء (والذين اعطيت الانقاذ الحق فى اعتقالهم ) طبقا للاسس القانونيه ومبادىء حقوق الانسان ولا اجد تعليقا حول هذه الا مايردده ابنء العم سام فى مثل هذه الحاله
you know better than that
ورغم تصريحاتكم السلبيه الاخيره ياخواجه فنحن مازلنا نحفظ جميلكم فى وقفة منظمتكم الشجاعه وكوفى عنان ضد الانقاذ ولولاكم ناس بول واساغه وادروب كانت الانقاذ لحقتهم امات طه وما كانت سوبا ولا الجخيص اساسا

E mail [email protected]