السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

تعقيب على مقال... ازمة دارفور وتوصيات هرتزل بقلم عبدالرحمن صديق أبوحبو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/29/2005 4:32 م


نشر صلاح الدين حمزة الحسن من لاهاي مقالا بعنوان (ازمة دارفور وتوصيات هرتزل) يتحدث فيه عن الدعم التي وجهته الصهيونية لدارفور وكيف تدفقت الاموال ففي وقت وجيز جمع ما يفوق مليون جنيه استرليني لمساعدة ما اسموه " ضحايا دارفور" واشار الى ان الكثير من الجهات المعادية استخدمت الانترنت في الحملة ضد السودان. ويدعو في مقاله الى الاستفادة من الاعلام الالكتروني لمواجهة تحدياته والتغلب عليها.
للكاتب مقال سابق تحدث فيه ايضا عن الاعلام الالكتروني والاعلام التقليدي. في ذلك المقال دعوة للحكومة ايضا للاستفادة من الفضاء الالكتروني لمواجهة الحملة عليها. ولما كنت قد اطلعت على ذلك المقال فقد حاورته في بعض النقاط واهمها ان الحكومة غير صادقة في تعاملها مع المواطنيين وضربت له مثلا بحالة دارفور كيف ان الحكومة انكرت في البدء وجود مشكلة في دارفور وان الاستاذ سبدرات قال ان اللاجئين الذين تصورهم وكالات الانباء ليسوا من دارفور وانما من رواندي وبروندي ثم انتقلت الحكومة للقول بان ما يحدث هو تحرك لصوص ليس الا ثم عادت لتقول هو صراع على الموارد واخيرا اعترفت الحكومة ان المشكلة سياسية ولا يمكن حلها عسكريا وقلت له ان جوالا مزودا بكاميرا يمكن ان ينقل من موقع الحدث صورا حية تكذب كل اعلام الحكومة وبياناتها. ومما قلته له ان اي باحث صادق مع نفسه سيجد انه ينقل اكاذيب الحكومة ويكون مروجا لها. لعل مقالي الذي ارسلته الى عنوانه البريدي اثار شهيته فخرج الينا بمقال ليوضح دعم الصهاينة لقضية دارفور.

يبدو ان العلاقة مع اسرائيل موضوعا حساسا في السودان، ففي خلال العقود الماضية ظللنا نسمع باستمرار ان قرنق لديه علاقة باسرائيل وانه زارها يوم كذا والتقى بفلان وعلان. ولكن قبل بضع اشهر تحدى د. قرنق عبر قناة الجزيرة ان يثبت اي شخص هذه العلاقة. التحدي مرفوع للسيد صلاح الدين حمزة الحسن ايضا بعد ان صمتت الانقاذ.
ان مشكلة العرب مع اسرائيل انها احتلت ارضا عربية ومارست الاضطهاد والقتل تجاه الشعب الفلسطيني. ولكن وصل الفلسطينيون والعرب الى اتفاقات مع اسرائيل. فالوفود المصرية تحط في اسرائيل والعلم الاسرائيلي يرفرف عاليا خفاقا في القاهرة وعمان والمغرب وموريتانيا ومسقط وقطر والليبيون قد حجوا الى بيت المقدس وهنالك مكاتب تمثيل تجاري بين بعض البلاد العربية واسرائيل بل ان القيادة الفلسطينية تجلس في غرفة واحدة للونسة والاكل والشرب مع القيادة الاسرائيلية. لماذا اذن نحن السودانيون فلسطينيون اكثر من الفلسطينين وعرب اكثر من العرب انفسهم؟ انها بلا شك التبعية والاحساس بالدونية الذي تمتليء به دواخل الكثير من مثقفى البلاد الذين يحسبون انهم ينتمون الى امة غير السودان. امثال هؤلاء يقودون الحراك السياسي والثقافي جاعلين من السودان ذيلا لغيره. تباشير النهاية لامثال هؤلاء ليست ببعيدة ولا اشك ان حركات الهامش القادمة للسلطة سترفع عنا حالة الذيلية هذه فنختار علاقاتنا بحريتنا وحسب منافعنا.
ان الصهاينة الذين تقاطروا ودفعوا من حر مالهم مليون جنيه استرليني لدفع بلاء عن انسان بغض النظر عن ملته او سحنته فانهم خير من امثال السيد صلاح الدين حمزة الحسن، الذي لا يرفع بلاءا عن نازحين مهمشين ولا يترك نعمة الله تنزل عليهم. فهو يتمثل القول (ان لم تنفع فضر). لقد دفع الصهاينة لدرء المصائب التي ألمت باهل دارفور بعد ان قصفت الحكومة قرى آمنة لم يسمع اهلها بالتمرد ولا يعرفون من اي جهة انحدروا. ما مارسته حكومة السودان اسوأ مما تمارسه اسرائيل، فاسرائيل لا تقتل مواطنيها اليهود او غيرهم ولكنها تستهدف بصورة ظالمة الفلسطينين. حينما نحاول ان نشرح لامثال هذا المثقف ما دار في دارفور نجد اننا نحادث قوما صما بكما عميا فهم لا يفقهون. فلو كان اهل الحكم من جهة الغرب ومارسوا تقتيلا في اهل الوسط او الشمال لاحس يومها امثال هؤلاء بحرارة الحريق وظلم الوطن. ان مما يؤسف له ان يكون محرك امثال مثقفنا هذا الضغن الجهوي فهو يستكثر على مشردي دارفور ان يجدوا دعما سواء اكان غذائيا او ماديا او سياسيا من الصهاينة في وقت تقذفهم الانتنوف بالقنابل ويطاردهم الجنجويد والمليشيات الشبه حكومية لا لجريرة غير ان بعض ابناء الاقليم قد تمردوا. السيد صلاح الدين حمزة الحسن يرى الدعم الاسرائيلي للمشردين فيصرخ جاء النمر جاء النمر ولكنه لا ينبس بكلمة تجاه الدعم السوداني لدولة اسرائيل. لقد تعاون النميري وعمر محمد الطيب والفاتح عروة ورفاقه في دعم دولة اسرائيل بمئات الآلاف من الفلاشا لتقوية بنيتها السكانية. ايهما احق بالادانة نازح مشرد جائع تطارده دولته فيتلقى لقمة من اسرائيلي ام دولة تبسط قدرتها لدعم اسرائيل؟ حرام على اهل دارفور ان يتلقوا ما يعينهم على البقاء على قيد الحياة امام جبروت الدولة وحلال على بعض ابناء الوسط والشمال ان يدعموا اسرائيل. ان الفاتح عروة ، ضابط الامن السابق، الآن يتبوأ ارفع منصب اممي ممثلا لحكومة الانقاذ مكافأة له على مواقفه في تهريب الفلاشا. اليس في البلاد من هو أكفأ ديبلوماسيا منه لنيل هذا المنصب؟ وعمر محمد الطيب قد بسط له السجاد الاحمر واستقبلته الانقاذ استقبال الفاتحين يوم عاد.
يقول البروفسير حسن مكي ان السودان مقسم حسب المواطنة الى اربع:
درجة اولى: ابن الوسط والشمال.
ودرجة ثانية: الغرباوي.
ودرجة ثالثة: ابناء غرب افريقيا العابرين للحج.
ورابعة: الجنوبي

قتل اكثر من مائة الف وتشرد اكثر من 2 مليون واحرقت الاف القرى كل ذلك لم يسقط دمعة من عيني صلاح الدين حمزة الحسن بل ولم يرفع قلمه معزيا او مواسيا او مترحما ولكن هاهو يمتطى الفضاء الايسبيري ليحدثنا عن دعم اليهود. ان مشاعر اليهود صارت ارق حين شاهدوا وسمعوا ما يدور في دارفور ولكن لم تحرك الكارثة في نفس صلاح الدين حمزة الحسن الا البحث في المواقع الالكترونية ليرى اهتمام العالم المعادي للانقاذ بجحيم دارفور. ربما لو ماتت كلاب ضالة بهذا العدد لاثارت شفقته.

السيد صلاح الدين حمزة الحسن مقيم بهولندا والمعروف ان هولندا يكثر فيها التواجد الاسرائيلي بتواجده هنالك فانه يدعم اليهود حيث ما ذهب، الى مطعم او مشفى او امتطى سيارة. الاحرى بمثله ان يعالج التناقض الذي يعيشه ويمارسه.

يقول السيد صلاح الدين حمزة الحسن ان الغرض الاساسي من وراء حملة دعم دارفور هو التدخل في البلاد. لا عجب ان مثله لا يدرك ان التدخل في شئون بلادنا صار يتم في وضح النهار ولا يحتاج الى مبررات ومؤامرات، المخابرات الاميركية جاست خلال الديار. انه لا يعلم ان دولة صغيرة مثل يوغندا لديها جيش يجوب جنوب السودان منذ اكثر من عام بحثا عن عملاء الانقاذ اعضاء جيش الرب؟ وهل سمع بجبال النوبة؟ وهل سمع بحلايب وشلاتين؟

لعل كثرة ما يكتبه صلاح الدين حمزة الحسن هذه الايام عن الاعلام الالكتروني يجعلني احس بان الرجل على اعتاب العودة ويريد ان يحجز له مقعدا وظيفيا مريحا في زمن لم تعد فيه الكفاءة مقاسا للتوظيف.

عبدالرحمن صديق أبوحبو
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved