السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حلف الناتو في دارفور,, مهمة إنسانية أم منازلة للإرهاب في أرضه بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/29/2005 6:37 ص


لا ينكر حقيقة ان حلف الاطلسي قادم الى دارفور لتفكيك نظام الانقاذ الا اهل الانقاذ او المكابرون من ابناء النخبة النيلية الذين لا يتفقون مع مشروع الانقاذ خاصة في غطائه الاسلامي, ولكنهم يرون في نظام الانقاذ البعد الجهوي على اعتبار ان حكام الانقاذ من ابناء النخبة النيلية يمثلون آخر جيل من الحكام أولاد الجلابة لأن كل المؤشرات الموضوعية تفيد بأن راية السلطة سوف تتحول من المشروع الاسلامو عروبي الاستبدادي ــ الاستعمار المحلي الداخلي ــ الى مشروع السودان الجديد, غني عن الشأن ان مشروع السودان الجديد هو مشروع ثقافي فكري, آلياته تقوم على التحول الديمقراطي وضماناته في الفترة الاولى بصورة خاصة هي ان يتولى أصحابه المؤمنون به بأنفسهم تنفيذه, وذلك نفاذا لاتفاقيات قسمة السلطة والثروة, لهذا السبب يصر أهل الهامش على ان يتولى الدكتور جون قرنق منصب النائب الاول بإصلاحيات واسعة لضمان تضمين حقوق المهمشين بالدستور الانتقالي والقوانين المنفذة له, ولضمان تنزيل قيم الدستور ومكتسباته الى الوقع المعاش, ليبدأ تغيير الذهنية القديمة, فالسودان القديم المراد تبديله هو «حالة ذهنية», هو مشروع ثقافي يتخذ من الاسلام وسيلة لاقصاء غير المسلمين من السلطة «في الجنوب»,ويستغل العروبة لقهر العجم ثقافيا ومن ثم سياسيا, يقولون للاعجمي «متى تعلمت الكلام؟» اذن السودان مقبل في الايام القادمة على انقلاب في المفاهيم, وثورة ثقافية تقوم على اعادة الاعتبار للثقافات الافريقية, والسماح لها بالتعبير عن نفسها في المناهج الدراسية والتليفزيون وفي جميع المواقع, وكذلك السودان مقبل على التعددية الدينية, لن يشعر المسيحي بعد 9 يوليو 2005 بأنه اجنبي في وطنه او انه مواطن من الدرجة الثانية في الدولة الدينية الجهادية الاسلامية, سيتم بناء جيش «وطني» بعقيدة عسكرية جديدة بخلاف العقيدة الجهادية لجيش الانقاذ, باختصار, سيواجه الجميع في السودان بعد 9 يوليو 2005 تاريخ بداية المرحلة الانتقالية ودخول الدستور الانتقالي موضع التطبيق, سيواجه الجميع بتحدي بناء دولة «المواطنة» التي يتساوى فيها السودانيون من مرجعية السودان «الوطن» وليس من مرجعية «الاسلام» او «العروبة», لماذا طبخة حلف الأطلسي على نار هادئة؟ ولماذا تنكر الحكومة قدوم الأطلسي؟ لقد تعلمت اميركا من درس العراق حين أتت بوجهها المكشوف ومعها بقية قبيلة الانجلو ساكسون ــ بريطانيا واستراليا ــ ودون غطاء من الشرعية الدولية, لذلك أتت اميركا الى السودان بوجه مستعار هو الاتحاد الافريقي «الوصي الطبيعي» على السودان ــ رجل افريقيا الميت سريريا, ثم قام الاتحاد الافريقي «بصفته الوصي» بدعوة كل من حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي للمساهمة «لوجستيا» في دعم قوات الاتحاد الافريقي التي ينتظر ان يتم رفع عددها الى سبعة آلاف ثم «000,12» لتنفيذ القرار 1591 الخاص باقليم دارفور, سلام جنوب السودان صنعته اميركا وشركاء الايقاد من دول الاتحاد الاوروبي, وقد تم هذا العمل التاريخي تحت مظلة الايقاد, لقد اقتنعت الحركات المسلحة في دارفور (العدل والمساواة والتحرير) ان الاتحاد الافريقي وحده لن يستطيع ان ينجز سلام دارفور, لذلك صعدت الحركات القضية الى اعلى سقف دولي ــ مجلس الامن ــ فأخذت القرارات المتعلقة بدارفور الصيغة التنفيذية بخاتم الشرعية الدولية, اذن المجتمع الدولي قادم الى السودان بعد ان حرر نفسه من كل سلبيات تدخله في العراق لينجز من السودان ما عجز «حتى الآن» عن تحقيقه في العراق, فقد نقلت «رويترز» من بروكسل ان الاتحاد الاوروبي قد تعهد يوم الاثنين الماضي باقامة جسر جوي لارسال الآلاف من القوات الافريقية الاضافية الى منطقة دارفور بغرب السودان للمساعدة في انهاء الحرب الاهلية بعد ان وافق وزراء الدفاع بدول الاتحاد الاوروبي على تقديم المزيد من المساعدات للاتحاد الافريقي لتنفيذ مهامه في دارفور طبقا للاتفاقيات المبرمة بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور وطبقا لقرار مجلس الامن رقم 1591, لقد حضر حلف الاطلسي والاتحاد الى أديس أبابا يوم الخميس الماضي لحضور اجتماع المانحين لتعزيز سلام دارفور, نعم,, كان حضورهما مميزا يتناسب مع جلال الموقف وعظم المسؤولية التي ستلقى على عاتق الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي, الاتحاد الأوروبي في دارفور,, مهمة إنسانية,, أم استعمارية ومحاربة للارهاب في موطنه؟ هذه الاسئلة نطرحها الآن بعد ان اصبح التدخل الاوروبي في دارفور امرا واقعا لا محالة, خاصة أنه مدعوم بالشرعية الدولية, بعد دبر المجتمع الدولي في أديس أبابا يوم الخميس الماضي بقيادة ابن افريقيا البار كوفي عنان المال اللازم لنقل القوات الافريقية الى دارفور وتوفير المواصلات لهم بالاقليم والمأوى و«العتاد الحربي» والتدريب العسكري والغذاء والكساء, يقوم الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي بكل هذه المهام العظام ــ واهل الانقاذ وأشياعهم يقولون ان حلف الاطلسي لم ولن يتدخل في دارفور !! الواجب يقتضي ان نحسن الظن بالنوايا الاوروبية «بالذات» والنوايا الاميركية, اقصد ان من واجبنا ان نفترض ان اوروبا جاءت الى دارفور لمهمة انسانية هي, نجدة انسان دارفور الذي تعرض للابادة والتطهير العرقي والاغتصاب على يدي حكومته المركزية وذراعها من الجنجويد, وهي مهمة توفير الغذاء والكساء والدواء لشعب دارفور وتوفير الامن وذلك بغرض حظر الطيران الحكومي على الاقليم, وإحكام السيطرة على كل الاقليم امنيا لضمان حماية المدنيين النازحين, الاستاذ هاشم صالح الكاتب العقلاني المعروف والذي وضع بصماته على الفكر العربي من خلال تراجمه لكتب محمد اركون وإسهاماته فيها, يعطينا الامل ان اوروبا تغيرت حيث يقول في اسهامه بعنوان «الترجمة ومستقبل الفكر العربي» المنشور في كتاب محمد اركون بعنوان «الاسلام, أوروبا, الغرب راهنات المعنى وإرادات الهيمنة» يقول هاشم صالح: «وهكذا ظهرت مدرسة فرانكفورت في ألمانيا أو حركة الفكر الجديد في فرنسا من أجل نقد العقلانية الكلاسيكية التي لم تستطع منع أوروبا والغرب عموما من الوقوع في وهدة الفاشية ونزعة الاستعمار البغيضة ونزعات التطرف, هذا مع العلم بأنه كان من المتوقع ان يؤدي عصر التنوير الى ذلك وينقذ اوروبا نهائيا من ظلام العصور الوسطى والعقلية الهمجية القائمة على استخدام القوة المضادة للحضارة والرقي, ولكن عصر التنوير انحرف عن مساره الصحيح أو قل حرف عن مساره الصحيح لكي يتحول الى عقل مهيمن يستخدمه الغرب للسيطرة على العالم وتنفيذ اغراضه ومصالحه الانانية» انتهى, بالطبع فان عقليتنا العربية التي تربت على نظرية المؤامرة العربية لا يمكن ان تصدق ان اوروبا العجوز + اوروبا الشابة لا يمكن ان تكون قادمة لدارفور إلا لأسباب استعمارية مرتبطة بالبترول واليورانيوم والنحاس,, الخ في هذا الاقليم الغني بانسانه وموارده, نعم نشك في نوايا اوروبا العجوز رغم ان اوروبا قد عارضت الحرب الاستباقية الانجلو ساكسونية ضد العراق اكثر من الدول العربية, وقد سقطت حكومات في اوروبا بسبب حرب العراق, اذكر الذين يشككون في نوايا اوروبا بسبب تاريخها الاستعماري في افريقيا بأن اوروبا كانت ذات سجل بغيض في تجارة الرقيق في افريقيا, ومع ذلك فان اوروبا هي التي ابطلت تجارة الرق «في الوقت» الذي قررت فيه ابطال هذه التجارة, السبب القوي الذي يعزز شكوك المتشككين في نوايا الغرب تجاه السودان هو ان اميركا خاصة والغرب عموما يستهدفون الارهاب, وخطتهم هي نقل معركة الارهاب الى موطنه وهو الاسلام السني الذي يتركز في السودان ومصر بلد أيمن الظواهري والسعودية بلد الشيخ اسامة بن لادن, يكمل هذا السبب قرينة اخرى هي ان مدة بقاء القوات الافريقية الابتدائية هي ست سنوات يؤكد ذلك ان الموافقة التي صدرت من مجلس الشعب المصري بارسال قوات الى دارفور كانت لمدة ست سنوات, صحيح ان مدة الست سنوات تتزامن مع نهاية الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاقية نيفاشا, وبالتالي فان هذا يعني ان اقليم دارفور سينال وضعا افضل او مماثلا لاوضاع الاقاليم الثلاثة, فالامر يعتمد على قوة المفاوض في دارفور,وكذلك المفاوض في شرق السودان, الجبهة الشرقية تقول للعالم نحن هنا ! في خطوة رمزية,, داهمت قوة مشتركة من قوات جبهة شرق السودان وقوات حركة العدل والمساواة معسكر «اما دام» شمال هداليا محافظة القاش, وهو معسكر خاص بالقوة المكلفة بحماية الطريق القومي (بورتسودان ــ الخرطوم) في الثانية عشرة من ظهر الثلاثاء 24/5/2005, وتم تدمير المعسكر وتشتيت قوات «العدو» المذعورة بين هارب وقتيل وجريح وأسير, هذا هو فحوى البيان رقم (1) المنشور على موقع سودانايل والصادر عن اعلام جبهة الشرق بتاريخ 24/5/2005, وقد تضمن البيان تفاصيل الخسائر التي تكبدها «العدو» الذي هو جيش حكومة الخرطوم الذي يتعامل معه اهل الهامش باعتباره «عدوا» لانه الأداة التي يستخدمها ابناء النخبة النيلية في قهر ابناء الهامش الذين يطالبون بحقهم في القسمة العادلة للسلطة والثروة, أهداف هذه الضربة العسكرية هي: 1- توصيل رسالة للعالم ولكل المعنيين بالشأن السوداني ان مشاكل المهمشين لا يمكن حلها بالقطاعي, وأكبر دليل على ذلك ملف الجنوب الذي لا يمكن لاحد ان ينكر انه تأثر كثيرا بمشكلة دارفور, تأتي هذه الضربة قبل يومين فقط من وصول السيد كوفي عنان الى أديس ابابا ليترأس اجتماع المانحين لتوفير الدعم المالي اللازم لقوة الحماية بدارفور, انها رسالة «نحن هنا», 2- الهدف الآخر هو توصيل رسالة لاجتماع حزب المؤتمر الوطني بكسلا ولجماهير شرق السودان ان حقوقهم تأتي «بالسلاح» وليس منحة من الحكومة الاستعمارية التي لا تمنح ولا تفاوض الا الاقوياء الذين يحملون السلاح, وقد نجحت الحركة العسكرية لجبهة الشرق في تحقيق أهدافها, 3- البيان رقم (1) كنضال مشترك بين حركة العدل والمساواة وقوات جبهة الشرق له مدلول كبير جدا في الرمزية للنتائج التي يمكن حصدها من الوحدة وتحديد الهدف ضد «العدو المشترك» وهذا تمرين ساخن لتحالف المهمشين من اجل سودان جديد,



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved