ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أدركوا مبادرة طرابلس (3 ) بجدية بقلم عبد الرحمن عمر نيام
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/27/2005 10:02 م
أن مبادرة طرابلس (3) التى قادها العقيد القذافى صانع الاتحاد الأفريقى والخاص بملتقى قيادات الحركات المسلحة والادارات الاهلية بدارفور لم تكن حلم ليلة فى أوائل صيف 2005 أو هدية من السماء هبطت بها ليلة القدر انما كانت مظاهرة كبرى أستغرقت وقتا طويلا وجهدا جهيدا من الاتصالات المكثفة والتحرك الدبلوماسى النشط المتمثلة فى وزارة الخارجية وأمانة الوحدة الافريقية بالجماهيرية . فأن تعانق الادارات الاهلية بقادة الحركات المسلحة كانت أمرا بعيد المنال ..!! وذالك تمهيدا لأنعقاد القمة الخماسية التى جرت بطرابلس الليبية مؤخرا . فلا غرابة فى أن تقوم ليبيا بمثل هذه المبادرات فى هذة المتغيرات نتيجة أعلام العولمة التى أصبحت سلطة تكنولوجيا ذات منظومة معقدة لا تلتزم بالحدود الوطنية للدول أنما تطرح حدودا فضائية غير مرئية ترسمها شبكات أتصالاتية معلوماتية على أسس فكرية وثقافية تقيم عالما دون دولة هو عالم المؤسسات والشبكات التى تتمركز وتعمل تحت أمرة منظمة ذات طبيعة خاصة . بل مكنت أعلام العولمة ان يعيد تشكيلها فى صورة محسوسة بعد أن سيطرت وسائلها على الزمان والمكان وصار بالأمكان المشاهد أن يجد نفسه فى أى نقطة فى العالم قبل أن يرتد طرفه ..!! فبهذه الصورة أصبحت العالم قرية ألكترونية صغيرة ...!! وهكذا دخلت مشكلة دارفور فى أروقة الأمم المتحدة فأن القيادة الليبية بكياسته الدبلوماسية أدركت الأثار السالبة التى ستترتب على البلاد ولا سيما للقفزة المفاجئة والخيالية لمشكلة دارفور . فدور ليبيا فى التعليم العالى بالبلاد فقد قامت بتأسيس جامعة الفاتح من سبتمبر بدارفور العظيمة (جامعة الفاشر حاليا ) والتى سميت بذالك نتيجة لعدم رغبة ساسة السلطة الحاكمة فى تكوين الكوادر المحلية والتى سوف تؤثر أيجابا على المنطقة .! اذ ان القيادات السلطة الذين يتولون الان أعلى المناصب الدستورية بالبلاد هم من النخب المتميزة عندما كانوا طلابا بجامعة الخرطوم معقل السياسة السودانية وتاريخها الحافل بالنماذج فمثلوا هؤلاء قادة المكاتب التنفيذية للاتحادات الطلابية لعدة أدوار حيث وقفوا ضد النظام المايوى بالمرصاد وأستخدموا ديدنتهم على تحريض الشباب والطلاب للقيام بالمسيرات والمظاهرات وهتافاتهم البريئة ( جوعت الناس ياسفاح ى؛ لن تلرتاح يا سفاح ) !! وقامت السلطة بأجهزتها القمعية بتعذيب الطلاب بصنوف التعذيب المتعددة والتى أستفادت منها السلطة الان !! لأن التجمهر والقيام بالمسيرات حق مشروع وفقا للدستور لأنها ليست بدعة فى الأنظمة الديمقراطية ولكن فى ظل ثورة الأنقاذ التى جاءت من أجل المواطن المغلوب على أمره فتحققت المثل القائل ( جوع كلبك يتبعك ) .! فتجاوز الشعب من الاحتجاج على أرتفاع الجنونى لأسعار السلعة الضرورية وبالتالى أصبحت الشعب رهينة للجوع والتى اسقطت انظمة بكاملها ..! وبأستخدام السلطة للشعارات الدينية مثل قوله تعالى ( ولو أن أهل القرى أمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) . فصمت المواطن المسكين المغلوب على امره الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا ..! فعندما أطلقت الادارة الامريكية صاروخا على مدينة الخرطوم فى عام 1998 مستهدفا مصنع الشفاء للادوية البشرية فقاد العقيد القذافى بعد دقائق أستهداف المصنع مسيرة هادرة متوكئا على عصاءه فى وقتها قبل غيره من القادة بما فيهم أصحاب الشوكة ...!!!!!!!!!!!!!!!! وذلك تنديدا وأستنكارا وشجبا للادارة الأمريكية لهذا العمل الارهابى وهذا تؤكد دور العقيد الأممى فى البلاد وبالتالى يجب على المعنيين الأهتمام بالمساعى الحميدة التى يبذلها القيادة الليبية فى لم شمل كافة الأطراف المتنازعة فى قارتنا السمراء وليست بدارفور وحدها وعليه أدركوا هذه المبادرة أنها الثالثة ان لم تكن الأخيرة