![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
اصبح من المالوف يومياً ان نسمع او نقرا بيان هام من جبهة تحرير الجهة الفلانية او بيان هام من الحركة الشعبية للجهة الفلانية او ابناء الجهة الفلانية او بيان هام من الجبهة الديمقراطية للجهة الفلانية , الا ان البيان الذى انا بصدده الان من نوع آخر , بيان لم تألفه الصحف او الاذاعات او التلفزيونات او حتى الانترنت , انه دعوة الى انتفاضة من نوع جديد لم نسمع به من قبل , انه بيان من اجل التقنيات الحديثة فى بلادنا وحقها فى ان تولد وتترعرع , انها دعوة الى انتفاضة ضد طغيان الانظمة التقليدية البالية , بيان من اجل نصرة حركة التقنيات الحديثة , انه بيان لتكوين هيئة دعم التقنيات الحديثة معنوياً اولا , ثم بيان من اجل الدعوة الى الاهتمام بالبنى التحتية للتقنيات الحديثة , ذلك القطاع المهمش .
بالطبع عنوان موضوعى عند قراءته للوهلة الاولى سيفرح اناس ويغضب اخرون , سيفرح المعارضون للحكم وسيغضب الذين يدعمون الحكومة فكلهم سيظن انها دعوة لازالة نظام الحكم وهناك قطاع اخر سيكون اكثر فرحة اولئك هم الذين يظهرون تاييدهم للنظام فى الظاهر ويدعمون معارضيه فى الخفاء دعماً ربما يكون بالسكوت عن قول الحق والسكون عن النصح (معكم باجسادهم ومع غيركم بارواحهم ) وهم اسباب العلل والمشاكل انى يوجدون .
لكن و بعيداً عن السياسة فدعوتى هى فعلاً لاقتلاع نظام لكنه ليس نظاماً سياسياً او حزبياًُ او نظام حكم !!! انه دعوة لاقتلاع النظم التقليدية وابدالها بالنظم الحديثة , دعوة للثورة ضد النظم القديمة واصحابها من الحرس القديم .
من هذا المنبر الدعوة موجهة الى جميع انصار التقنيات الحديثة بالعمل على التغيير فى نشر ثقافة تقنية المعلومات ومحو اميتها والوقوف فى مواجهة القدماء الذين يحاربون بالقول ( اننا الآن بحاجة الى لقمة العيش) وهم لايدرون ان التقانة الحديثة لها دور كبير فى تنظيم وتوفير المعلومات التى من شأنها تسهيل الحصول على لقمة العيش , تتطور التقنيات الحديثة يومياً وتقدم اضافات جديدة يومياً فى كافة المجالات خاصة قطاع الاتصالات والمواصلات واجهزة الاعلام حيث ان الخبر والمعلومة صارت تصل الى كل انسان فى اى بقعة فى العالم باسرع وقت الا اننا مازلنا نستعمل النظام التقليدى فى النشر والاعلام والسبب هو انتشار الحرس القديم فى كافة دواوين الدولة ومؤسساتها.
علينا ان نقوم بثورة جبارة وانتفاضة قوية ضد دكتاتورية المفاهيم القديمة وتدمير عصبية انتمائهم القديم وتغيير فهمهم وتعليمهم فان تقانة المعلومات لاتقتصر فقط على استعمال الحاسوب فى الطباعة او قراءة الاخبار على الانترنت بل يتعدى ذلك الى امور كثيرة من شانها ان توفر الزمن والمال والجهد .
فاذا نظرنا الى الانترنت نستطيع ان نقول اننا فى وادى والعالم من حولنا فى واد اخر , فخذ مثالاً واحداً هو المواقع الالكترونية على الانترنت فالمواقع الناجحة كلما اقتربت منها اقتربت منك بتصميمها الجميل ومعلوماتها المتجددة وكلما ابتعدت بعثت اليك باشواقها بالرسائل البريدية عبر البريد Mailing List , اما المواقع الفاشلة فكلما اقتربت منها ابتعدت عنك برداءة تصميمها وموادها القديمة غير المتجددة وكلما ابتعدت هنها اختفت وتوارت , فكيف تعكس هذه المواقع الصورة الحقيقة لما يحدث بالدولة .
استعمال وسائل الاتصالات الحديثة صار واجباً لكل شخص يريد التعامل مع العالم والا سيكون معزولاً ولا يستطيع المشاركة واقل هذه الوسائل واهمها واسهلها اليوم هو استعمال البريد الالكترونى E.mail اذ اصبح لا يعقل و لايصدق ان هناك شخصاً فى العالم لا يمتلك بريداً الكترونياً ناهيك من ان يكون ممثلاً لدولة تريد ان تقيم علاقات تجارية او اقتصادية او سياسية او علمية مع جهات او دول او منظمات عالمية , فالبريد الالكترونى اضافة الى كونه قليل التكاليف فهو سهل الاستعمال و متوفر فى كل الاماكن والاوقات وواسع الانتشار فى كل قطاعات المجتمعات الدولية ولنا تجارب كثيرة فى صعوبة الوصول الى الجهات الحكومية او الاتصال بها , كذلك لنا تجارب كثيرة فى وفودنا التى تمثل السودان فعدم المامهم بالتقنيات الحديثة وكيفية استعمالها تجعلهم لايستطيعون تقديم شيئ بخلاف الاستماع للطرف الآخر واذا سالهم الطرف الاخر عن اى معلومة عن السودان لايستطيعون اعطاء الاجابة الصحيحة الكافية والمفيدة وتكون اجاباتهم تقريبية وليست مكتملة او لايستطيعون توصيل المعلومة بطريقة صحيحة ان كانت لديهم هذه المعلومة و ذلك لعدم امتلاكهم للوسائل الحديثة اللازمة حيث ان العالم اصبح لا يتعامل الا بالنظم الحديثة .
هبوا ضد الطغيان التقليدى فى المؤسسات العامة ..
هبوا ضد سيطرة الحرس القديم على مجريات الامور بمفاهيمهم القديمة .
هبوا لنصرة القضية الالكترونية ..
والى الامام والثورة الرقمية مستمرة ...
صلاح الدين حمزة الحسن ( لاهاى – هولندا )